أشياء الحديقة تحتفي بموسيقى غامضة .. تلتف على خصر نحيف يطرز رقعة الطيور القريبة من باحة خضراء تتوسط الحديقة وتخلي الجوانب ، لتبرز الأغصان يانعة ...
كانت تقول: يقول لي (انتِ أوفى من عصفوري المحلق فوق عشه ) وحاول لمس ردائي ومعانقة أشيائي لولا..
ظلت تختصر المسافات برقصات متتالية تلاطف خضرة المكان ورذاذ النافورة على الثيل الطاعن في خضرته ..
قالت : كان يردد (الخيل الرشيقات يطاردن الريح ) وكنت أتبين ضحكا في عينيه الهادئتين تحت ذهب الأهداب ، كان أشقرا تمتص ملامحه أشعة الشمس..
حصانه ينط فوق الجدار المقابل على انغام العود الحزين ..
اتسعت الباحة برقصها المنفرد وحوافي نهديها المعراة كاشفة عن ساقيين عاجيتين نط حصانه الحائط أكثر من مرة ..
قالت : حين قبلني كانت وجنتاه محمرتين وأطرافه ترتجف وكنت منهمكة برقصة زقزقات العصافير وحفيف الأشجار .. انحني أمامه ..
الحصان بدأ ينفلت من عقاله وكنت على سرير وسط موسيقى باهتة وأضواء خافتة اردد (لتبارك السماء هذا الحبيب الأشقر) لمساته أشهى من عسل الحلم .. على الحوائط تتشوق الطيور والزهور كما هي لهفة الغيوم الحبلى للمطر...
قالت :انا لا يحلو لي الا الرقص تحت حبات المطر، لارضي كآبة قلبي كي ينزلق نحو الاختفاء .. أضم صوته يطيب لي أن أتدفأ قربه.. وهو يتلبس جريمته في سرقة قلبي .. حصانه يتعالى صهيله ويمتزج ورذاذ النافورة وحبات المطر التي تنزلق متوسلة الغيوم بضم انفعالها تحت يافطة الهدوء ...
قالت: دخلت حبات المطر من أعالي صدري وانسابت ، لسعتني برودتها ففززت راكضة نحو السرير، كانت ابتسامة رائقة تحيط به .. صهيل الحصان ملأ المكان وزحف نحو الغرفة..
آه .. قالت : انتحبت أوصالي على درجات المدخل وضوء القمر القاتم بين الغيوم يبارك وصوته الأشقر يحثني .. سندريلا .. وضعني فوق قمة كفه ثم ابتسم كانت آخر لحظة رأيته بها وغاب في ضباب ابيض ...