شفني وجدي وأنا انزلق بين حدائق الورود كعاشق ٍ غريب أحدق في شفتيها وأختفي تحت سرّة خصلات شعرها المنسابة .. حقاً لا أصدق كل هذا الجمال .. الخطوط التي خلعت انزوائي متحرقاً تحت وابل رغبات النفس التواقة الى الانزياح .. جعلتني اتعسل كلماتها المختنقة بأنوثة شهية كخطوط تعالت في الأثير ..
قالت : أنا توا في المرايا أغازل الصباح وأنتظر قدوم الشمس ..
على العشب سقطتُ أنا مضرجا بالوله .. أتسمع نثيث صوتها الندي كخطٍ اخضر .. تعكزت على كوعي بوسط انثيالا ت الندى المتساقط على أطرافي كخدرٍ شفيف أراحني عند غياهب الحلم وقبل ان اتيه .. سألتُ طائراً اصفر اللون كان يزقزق راقصا أين نعومة الصباح ؟؟ طار محلقاً في عمقٍ بعيد وترك ريشة تتلوى نزلتْ بهدوء .. خط بصري طريقها وشدني الحنين ثانية ً مزقتُ السكون .. موناليزا .. راح صوتي يتدحرجُ .. يصرخُ بين الغصون والريشة تخطُ على خدها الأيمن المكوث العابر .. توسلت الطائر الأصفر ان يغرد لحن المكوث وهو يعلم أني أغمزه بالقبلات موناليزا .. أعماقي تنسحب عبر الأغصان صوتاً واحداً يتجول بهدوء يغازل ريشتها .. يغازل المكوث ..
قلتُ (ربما لم أتلفظ) سأغادر .. ابتسامة حورية أُلصقتْ للتو على وجه الوردة المجاورة .. كانت قبلة الحياة الأخيرة ..
قالتْ : سنقبلُ الآلهة ..
انساب خرير الساقية والتحم بحواجب الشمس الأولى على منحدر نهاري الهاديء هذا .. هنا شفني وجدي وتحرقت خطوط رغباتي دخاناً خرج من انفي .. سأغادرُ قبل ان احضن خصرها الريان وأتركُ قبلاتي مبعثرة تغمرها رغباتي وهي تنزلقُ على خدها الأيمن المطعم كالجلنار .. اهبطُ وادي يقال له وادي الآلهات المقدسات يهب الخصب كما يهب الحياة الأبدية بين أنامل موناليزي أنا ..
موناليزا تتابعُ الطيور وتتابع سيري المتعثر وهي ترسم لائحة المكوث ..
شفني وجدي هنا .. أتسمع صوت خرير الساقية يتعالى في احتراقات نفسي ستعبرُ خالياً من الإثم وسترصّعُ جبهتك ببياض ٍ ناصع تخشع له أنوثتي .. هنا غضضتُ طرفي باستحياء وخطوط حدائق الصباح تتعفر بأبتسامتها لتزق في أعماقي أريج الصباح لوحتُ لها وداعاً وأنا احمل ملامح الموناليزا القديمة بين أشيائي .. لحظتئذٍ ضاقتْ خطوط الورقة بين أناملي .. ارسمُ منذ الصباح الأول .. تتلون أناملي بين ابتسامتها وريش ِ طائرٍ يزهو ثم أسقطُ بنشوة الانتهاء هو مكوث ريشة الطائر على خدها الأيمن ولم تكتمل اللوحة بعد ..
وجدان عبدالعزيز