الصياد والحورية..3..زينب بابان

حورية لطالما كنت أبحث عنها في بحر الغربة .. أني أسبح في بحر جنوني و أغوص لأبحث عن حوريتي ..
صنارتي غمزت بها وعوضا أن أسحبها جعلتني أغرق في بحر هواها...
الصياد الذي جلس ينظر لشاطئ بغداد من غربته يتأمل بها طفولتها يتأمل بها صباها وأيامها الجميلة ...
الصياد الذي تحول إلى سندباد بين البلاد حوله الزمان إلى عاشق لحسناء بغداد...
وذات يوم خرجت عليه حوريته البغدادية ... حورية جننت صيادها الغريب بحلاوة عقلها السني .. وقلبها الشيعي.. ولسانها العربي... وأصلها الكردي... حورية فيها حسن بغداد بكل خصالها الجميلة..
أراد الصياد أن يمسك بحوريته البغدادية شوقا لها .. لكن أمواج البحر حالت بينه وبينها... كلما أراد أن يقترب منها تقذف بحوريته موجة أخرى... أمواج القدر تصارع أرادة الصياد ولكن عيون وشفاه الحورية الجميلة والمغرية تبعث أليه رسائل قوة وتحمل لألمه وعذابه في غربته ومرضه الذي ألم به ... فمن بريق عيونها يأخذ الأمل للعيش والنجاح ومن شفاهها يتأمل كل كلام عذب تطيب جروحه ..
قدر الصياد الغريب أن يعيش مع حوريته على أمل السنين الطويلة للقاء لا يعرف نهايته ومكانه وموعده...
حلاوة حوريته تعيش مع أنفاسه .. وروح الحورية لا تكاد تفارق خياله رغم مرضه فهو يصارعه من أجلها ولأجلها يعيش..




زينب بابان