عدد المساهمات : 49 نقاط : 68 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/07/2010 العمر : 56
موضوع: قصة قصيرة الضفيرة الذهبية السبت 10 يوليو 2010 - 19:48
بسم الله الرحمن الرحيم
قصـة قصيـرة الضفيرة الذهبية
جميل أن يجد الإنسان بين الأشواك وردة تتجمل بها عيناه ويسكن فؤاده وتتغذى روحه من جمال الطبيعة ورائع أن يخرج الإنسان من ضجيج المدينة ولو أياما معدودات إلى مكان يجد نفسه فيه أكثر من أي مكان تتأجج فيه مشاعره وتتحسس نفسه روعة الخلائق بعظمة خالقها . ترى ماذا سيقول جدي عني والآخرون ربما سوف لا يعرفوني بعد أن أبعدتني عنهم شؤون الحياة زمنا . من هذه الفتاة ذات الضفيرة الذهبية والوجه الأبيض والجسم الرشيق القوام . - مساء الخير - - أهلا يا سعد ( كيف عرفتني وقد تركتها طفلة صغيرة وحينها كنت فتى ) - جدي لقد أتى سعد ابن عمتي ( ما أجود الطبيعة تعطي الجمال لتسر الناظر وتداعب بنسيمها العليل النفس فتؤنسها وتفوح بعطرها الزكي ليمتلئ المرء منها غبطة وسرورا أنها تعطي كل ما تملك لا تبخل على احد بشيء تعطي الغني مثل ما تعطي الفقير ) . - تغريد.. اذهبي وافتحي المياه لتروي أرضنا ( لقد تغير صوت جدي كثيرا ) . - تغريد سآتي معك لأعينك على العمل فلست أجد نفعا في بقائي هنا ثم أنها فرصة لأطلع على القرية بعد أن كدت أنساها . - حسنا .. فليس أفضل من أن يعيش المرء لحظات يسترد فيها ذكريات الطفولة . - أن قريتكم جميلة - نعم ويزيدها جمالا قربها من النهر - أن جمال الطبيعة يجعل المرء جزءا منها - صحيح لاسيما ونحن نعيش أيام الربيع - لكن في أي مرحلة من الدراسة أنت ألان ؟ - انأ في كلية الزراعة - نظر أليها بدهشة مبتسما وقال : - رائع .. رائع جدا لم أتوقع انك وصلتي هذه المرحلة في الدراسة ثم يصمت لحظات ويقول - لكن كيف استطعتي أن توفقي بين الدراسة والعمل في المزرعة - أعطي لكل شيء ما يستحق في الحياة فهذا طريق النجاح - ألا ترين أن حياتك رتيبة وانك حبيسة في قفص جميل في هذه القرية التي تقاليدها تضع عليك التزامات عليك التقيد بها صمتت برهة ثم تنهدت وقالت : - أن حياتي بسيطة وسعيدة رغم ما فيها من متاعب لان الإنسان يستطيع أن يجعل نفسه سعيدا في أي مكان وتحت أقسى الظروف . - أن الحياة التي تعطيها رضاك وعملك وتتأملي جمالها لقادرة على إسعادك ، لقد نجحت في كل شيء حتى ضفرتي بحب الحياة وتعيشين وكان الحياة تحبك . - ترنو أليه مبتسمة وتقول :- - هكذا أنا منذ كنت طفلة .. أترى تلك النخلات الثلاث ، لقد قرأت تحتهن منذ السنين الأولى لدراستي فلا أجد لذة في القراءة في أي مكان غير ذلك وكأنهن يعينني على استيعاب الدروس . - بعد أن وصلا مكان الساقية أخذت تزيل التراب وعاونها بذلك ثم توقف واخذ يسترق النظر للضفيرة الذهبية وللعينان العسليتان واليدان الجميلتان اللتان تبدو وعليها مسحة فلاحيه وخشونة ويستمع لصوتها العذب الذي تميزه بحة تزيد جمالها . هذا اليوم الثاني الذي أكون فيه في هذه المملكة الرائعة . أني اعلم أنها ستأتي ألان . رباه ماذا أصابني .. لماذا قلبي يخفق بسرعة .. وما هذه الرجفة في جسدي .. ماهذا الشعور الغريب الذي اشعر به لأول مرة تجاه فتاة .. هل هو الــ .. نعم انه الحب - لقد انتظرتك كثيرا - لقد كنت مترددة من المجيء رغم أني راغبة به ولا اعلم السبب - ...... - ...... - مسكين ذلك الطير ليس معه من يشاركه سعادته - تغريد منذ أن رايتك في القرية لا استطيع الابتعاد عنك لحظة واحدة ؟؟ تورد وجهها وابتسمت ابتسامة تدل على أنها تبادله نفس الشعور . - تغريد .. أني .. احبك .. احبك . توقفت ولا تدري ما تقول سوى الصمت ثم ابتسمت ونظرت حولها وكأنها ترتكب أثما فلم تجد غير العصافير تحلق فوق رؤوسهم .. تزقزق وكأنها تبارك لهم أجمل حب ولد في هذه القرية وعاشا أجمل ساعات عمرهما . - تغريد .. لماذا الساعات اللطيفة تنتهي سريعا - لأننا نريد التمسك بها انتهى يومه الرابع في هذه القرية وهذا يعني انه سوف يعود للمدينة كما وعد أهله . سأذهب غدا إلى أهلي بجسدي واترك قلبي عندك رسم على وجهها الوجوم ثم تنهدت وقالت : - لابد أن تجمعنا الأيام - ربما العطلة الصيفية لكني لا أطيق الابتعاد عنك . يرنو إلى الضفيرة الذهبية قائلا : - لا استطيع أن أتصور كيف يكون حالي حين لا أرى في الصباح الضفيرة الذهبية . - سأهديك قسما منها لتكون سلوى لك في بعادك عني ثم اقتطعت قسما من الضفيرة الذهبية وحملته أليه قائلة - خذ ياحبيبي رمز حبنا عندك سأقضي يومي الأخير في القرية ، سأسبح في النهر رغم أني حديث عهد في السباحة ثم اذهب لأودع بيت جدي والحبيبة تغريد ثم أغادر القرية التي منحتني الحب والجمال . - رباه ماهذا الحشد قرب النهر .. نظرت إلى وجه الشخص الممتد في وسطهم وقلبها لا يريد أن يصدق ما ترى عينيها ثم صرخت بأعلى صوتها سعد .. سعد تنظر أليه جثة هامدة وفي يده الضفيرة الذهبية التي أبى ألا آن تكون أخر ماتراه عيناه قبل أن يفارق الحياة . لقد أراد أن يستريح من ضجيج المدينة أياما فاستراح من الحياة ابد الدهر .
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
موضوع: رد: قصة قصيرة الضفيرة الذهبية السبت 10 يوليو 2010 - 22:23
الأديب جعفر المكصوصي
نسجت فابدعت
نص متماسك كبنيان عتيق
راقٍ برقي كلمك
عالٍ بسمو هامتك
راق لي المرور هنا كثيرا
باقات ياسمين لحرفك وشموخك
وودي وتقديري لك
تحياتي
جعفر صادق المكصوصي مشرفين
عدد المساهمات : 49 نقاط : 68 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/07/2010 العمر : 56
موضوع: رد: قصة قصيرة الضفيرة الذهبية الأحد 11 يوليو 2010 - 7:41
ما الق كلماتي لولا رقي ذوقكم ما توفرت عناصر الابداع لولا حبكم شكرا على كلماتتكم العطرة وانا ما زلت في بداية الطريق اعاهدكم بنسج الاروع
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 52
موضوع: رد: قصة قصيرة الضفيرة الذهبية الأحد 11 يوليو 2010 - 11:24
الله استاذى جعفر المكصوصى
كتبت فأبدعت
سلمت لنا وسلم قلمك الذهبى الذى غزل الضفائر الذهبيه
تقبل تحياتى وتقديرى
زينب بابان مشرفة عامة
عدد المساهمات : 10543 نقاط : 16309 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 04/05/2010 العمر : 52
موضوع: رد: قصة قصيرة الضفيرة الذهبية الأحد 11 يوليو 2010 - 14:08
الاستاذ جعفر قصة مؤثرة جدا تعرف دمعت عيوني على النهاية حرامات هكذا نهاية بعدهم ماتهنوا بحبهم خطية
الله يكون في عونه الحبيبه لفارقه
سلمت يداك على هذا الابداع
جعفر صادق المكصوصي مشرفين
عدد المساهمات : 49 نقاط : 68 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/07/2010 العمر : 56
موضوع: رد: قصة قصيرة الضفيرة الذهبية الأحد 11 يوليو 2010 - 18:23
الكاتبة المبدعه زينب بابان شكرا على التعليق وهكذا هي الحياة حبلى بالمفاجات في لحظة تسرق الابتسامة من شفاه السعداء
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: قصة قصيرة الضفيرة الذهبية الأربعاء 8 سبتمبر 2010 - 12:43
وعلى قدر ما عشناه من روعه مشاعر الحب الصادقه فى بدايه روايتك يا جعفر على قدر الم الوداع ولوعه الفراق
بدايات رائعه تنبؤنا بغدِ مشرق لك التوفيق ولقلبك السعادة