قصص قصيرة جدا
جعفر صادق المكصوصي
27/06/2010
قراءات: 271
مهداة الى روح اخي الشهيد حيدر المقتول غدرا
قتل 1
عبد الله رجل عرف بورعه وإنسانيته وحبه لجميع الناس أب لثلاثة ولدان وبنت
يخرج مع بزوغ الشمس يشمر عن ذراعيه ليكسب قوته بشرف كان يطعم ابناءه التقوى وحب الوطن مع الخبز كان يعلمهم حب الناس فريضه ومساعدتهم واجب في احد الايام كان يؤرقه شيء ما .
حرص عبد الله الاب على ان تجتمع جميع العائلة لاخذ ارائهم في الموضوع
_ تكلمي سيدتي واشار الى زوجته
_ نعم يجب ان يقتل لانه دمر البيت واثاثه
_ وانت ماذا تقول واشار الى ابنه الاكبر محمد
_ ياوالدي كما ترى فان سوء اعماله وصلت الى حد العبث بالمكتبه واتلاف كتبها فارى ان قتله واجب
_ وانتي يا ابنتي ايمان ما هو رايك
_ يا ابتي لقد دمر كل شيء جميل حتى عروس العابي دميتي المحببه التي اهديتها لي في عيد ميلادي اتلفها ارى قتله انقاذ لنا
_ وانت ماذا ترى يا ولدي احمد
_ يا والدي ان عبثه قد طال خبزنا ورزقنا فقتله يديم نعمنا
_ زوجتي ابنائي الاعزاء اذن قرار قتل ذالك الفأر اصبح ملزم للجميع باتفاق الاراء لكن قتله يجب ان يكون رحيما
في اليوم التالي اشترى عبد الله سم فعال لا يستغرق مفعوله ثوان دس السم في الطعام تنواله الفأر في المطبخ ومات سريعا
قتل 2
في يوم كباقي الايام الاب مشغول بعبادته والام في امور المنزل واحمد وإيمان يستعدان للامتحانات دق باب المنزل بضربات سريعة هائجة مرعبة مصحوبة بصوت فزع عبد الله ... عبد الله قتل ابنك محمد
_ ماذا ماذا ؟ من قتله
_ قتله احد الملثمين في المحلة ويقول سنقتلهم جميعا لأنهم من طائفة اخرى
_ هل حكم ذلك المجرم على ابني بالقتل ونفذ جريمته البشعة حسبي الله ونعم الوكيل انا لله وانا اليه راجعون اللهم وكلت أمري اليك
لملم جراحه ولملم إغراضه وهاجر مع عائلته تاركا منزله ليحافظ على ما تبقى من العائلة
_ لقد سيطرت كلاب مسعورة على الشارع يغذيها غزاة أنجاس وإعراب أجلاف وأعاجم طامعون من ينجينا سوى الله سبحانه وتعالى فهو الحق والعدل والرحمن الرحيم
قتل 3
عبر عبد الله وعائلته نهر دجله للجانب الأخر من بغداد تاركا منزله وجيرانه وذكرياته وطفولته وهو يردد حسبي الله ونعم الوكيل
في احد الأيام التي تشبه بعضها وتتكرر حوادثها انفجارات واغتيالات وخطف وقتل
نظر عبد الله الى الساحة المجاوره للمدرسة راى ملثمان يرديان شخصا بوابل من النيران فيقتل
سال احد الاشخاص ماهذا لماذا قتل هذا الشاب
_ هذا فتى يدعى محمد وهو من الجانب الاخر من دجله يقول هؤلاء الذين قتلوه بانه كافر
_ لا يا ولدي بل هم الكفره وهؤلاء لا ينتمون لاي طائفه ولا حتى الى الاسلام هم ينتمون الى الشيطان وهم اشبه ما يكون بالشياطين الذين قتلوا ولدي محمد في الجانب الاخر ان هؤلاء لا ينتمون الا لطائفة الارهاب لقد قتلوا ابنا اخر لي بقتلهم هذا المسكين بلا سبب او رحمه اعلم يا ولدي ان هؤلاء القتله لن ينجو منهم احدا ستطالهم عدالة السماء سيشردوا كما شردوا الناس ويقتلوا كما قتلوا الناس وسوف تظهر شمس الله سبحانه وتعالى على ظلامهم ويشرق يوم جديد في بلادي.
جعفر صادق المكصوصي