صرخة لبيت عراقي اكتنف الحياة بين العوز والغربة نضعها أمام حقوق الإنسان

صرخة لبيت عراقي اكتنف الحياة بين العوز والغربة قضية نضعها أمام حقوق الإنسان

قدرت الحياة لزوجين عراقيين معاقين إن يجتمعا تحت سقف من المحبة والحنان بين عوز المعيشة وغربة الوطن، لتأتي حياتهم مكللة بالمتاعب هنا في العراق وهناك في سوريا، فعوق القدمين الذي أصاب عبد الصمد هاشم ذاته الذي أصاب نوريه سالم، الفارق بينها العمر فقط الذي يصل إلى أكثر من ثلاثين عاما، ولكن المودة والعطف قرب المسافات ليكن دافعا في تقليل الهم والألم،فالأب والبنت ،والأخت والأخ الكبير ،الصديقة والصديق والعائلة الفقيرة التي لا تحمي عظامها سوى غرفة لا تتسع لأكثر من أربعة أمتار هو بيتهم الحالي في سوريا بعد إن هاجروا بلدهم "العراق الجريح" بحثا عن علاج في دولة ما لتستعطف حالتهم التي لايحتاج لوصف مأساتها اثنين.
عبد الصمد في كل وقت يدعو لنفسه بان الله سيكون عونا لهما، ونوريه تحلم أن ترى عائلة صغيرة تسير فيها الأم على قدميها أو تتحرك بكرسي، لعلها تجني الفرحة "لتبارك" التي ولدت ولادة قيصرية في غربة عن وطنها بجوار السيدة زينب في سوريا، التي تحتضن العديد من العوائل العراقية التي تنتظر البشرى القادمة لهجرة الوطن إلى بلد أخر يؤمن البيت والمعيشة لهم بعد أن أصبحت عنوة في بلد الخيرات، مأساة هذه العائلة العراقية التي فقدت حركتها تماما لا معين لها سوى بعض الصدقات من الجيران ومن يصعب عليه حالها.
باب بيت عبد الصمد أو بالأحرى عشهم الصغير ذات أربعة جدران استقبل العديد من المنظمات الإنسانية، وكان من بينها منظمة النسوة العالمية بدعوة من منظمة الإخاء السورية لتصل إلى عش عبد الصمد ونوريه، والتي شاءت الأقدار برحمة من الله إن تتواجد شيرين سباهي رئيسة النسوة النمساوية وماجدة من المحبة السورية ليكونا عونا لنوريه إثناء ولادتها القيصرية في مستشفى البراعم في سوريا ، لتهل "تبارك" إلى الحياة بين أحضان أمها وأبيها المعاقين، عسى إن تكون بشارة خير لهم بعد إن رفض استقبالهم العديد من الدول بطلبهم للجوء الإنساني، ولكن يبدو إن الإنسانية حبر على ورق فأين هم من هذه العائلة التي اكترث الزمن بها بين العوق والغربة؟
صوت عبد الصمد وصل للعديد من دول العالم عبر وسائل الأعلام لكن دون جدوى ربما استغلها البعض للشهرة والأخر لأغراض سياسية والضحية هو عبد الصمد ونورية.
صرخة عراقية لأب وأم معاقين وبنت لا يزيد عمرها على شهر تئن بوجع الألم وحسرة الآهات من بيت اكتنف الحياة بين العوز والغربة، قضية نضعها أمام حقوق الإنسان والإنسانية جمعاء.