رمضان خير معلّم
أهلاً بشهرِ الصّائمينَ ومرحباً
أ فضالُهُ في كلِّ بيتٍ بَيْننا
خيراتُهُ أحيَتْ ربيعَ قلوبنا
فيه الضّياءُ لأمَّةٍ، إحلولكَتْ
وبهِ الصَّفاءُ ومَنْهَلٌ لمُتَيَّم
أكرمْ بشهرٍ! فالمساجدُ دوحةٌ
والصّائمون تباركوا بتلاوةٍ
للخير والحبِّ العظيم تسابقوا
أوقاتُنا بتلاوةٍ وتعبُّدٍ,
والمسلمونَ تماسَكوا وتراحموا
شهرُ الفتوحاتِ العظيمةِ ضيفُنا
أعظِمْ بمَنْ نَزَلَ الكتابُ بقَدْرِه!
رمضانُ خيرُ معلِّمٍ ومُنَوِّرٍ
خيرُ الشّهورِ أمامَنا فتأمَّلوا
قد عزَّنا الله ببدرٍ, عندما
للصّبْرِ فيهِ حكايةٌ. فالملتقى
آذانُنا وقلوبُنا في موقفٍ
عندَ المغيبِ تشدُّنا آمالُنا
أسحارُنا نبضُ الصِّيامِ لأنَّها
إن الصِّيامَ لمَنْ تذَكَّرَ بائساً,
نعمَ الثّوابُ لصائمٍ مُتَخشِّعٍ
نعمَ الفلاحُ لمسلمٍ مُتَعَبِّدٍ
عند الإلهِ مكرَّمٌ. فكتابُهُ
يا مسلمونَ! تعاضَدوا، وتمسَّكوا
إنَّ العدوَّ يُهينُنا ,فتنَبَّهوا
خيرُ السلاحِ تحزُّبٌ بعقيدة
ليسَ الصِّيامُ تمنُّعاً عن لقمةٍ
أهلاً بشهرٍ. ظلُّهُ مستَعْذَبُ
تحنو علينا كالنّجومِ فنَطْرَبُ
مثلَ السّحابِ فلَذَّ مِنها المشْرَبُ
أيَّامُها .وبهِ يسيرُ المركبُ
عشِقَ الإلهَ، لأمرِهِ مُتَوَثِّبُ
غنَّاءةٌ, وتهجُّدٌ ,وتهذُّبُ
وتصدُّقٍ، منها الغِنى والمكسَبُ
وعلى الأذى حطُّوا سياجاً، أضْربوا
نسعى لكَشْفِ الضُّرِّ عَمَّنْ يُنْكَبُ
رمضانُ شهرٌ ,أجرُهُ لا يذهَبُ
حَمَلَ الأماني عذبةً. فَلْتَشْرَبوا
نشَرَ الهدى وبهِ النّفوسُ تُرَحِّبُ
فَدروسُهُ سِفْرٌ مفيدٌ مُرْهِبُ
أفضالَهُ، فيهِ يُعَزُّ المطلَبُ
قهرَ الجُناةَ بقلَّةٍ. لا تعجبوا
حولَ الموائدِ عِبْرَةٌ وترقُّبُ
تدعو لربٍّ ,حمدُهُ مُتَوَجِّبُ
أمَّا السُّحورُ فليسَ منْهُ مَهْرَبُ
بابُ الدُّعاءِ لكلِّ أمرٍ, يَصْعُبُ
ودعا فقيراً في الدُّنا يتعذَّبُ
حفِظَ اللِّسانَ،عنِ الأذى يتَهَرَّبُ
عَرَفَ الحدودَ، لحقِّنا مُتَصَلِّبُ
عندَ اللقاءِ مُكَلَّلٌ لا يرسُبُ
بالعروةِ الوثقى ,ففيها المكْسَبُ
وهلالُنا في الأسرِ يبكي، يُصْلَبُ
فخذوا به فهو السّلاحُ الأرْهَبُ
إنَّ الصِّيامَ كرامةٌ وتوثُّبُ