واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

  مقالة عن الشهيد عبد الرحيم محمود

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود أسد
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
محمود أسد


عدد المساهمات : 188
نقاط : 566
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 73

    مقالة عن الشهيد  عبد الرحيم محمود Empty
مُساهمةموضوع: مقالة عن الشهيد عبد الرحيم محمود       مقالة عن الشهيد  عبد الرحيم محمود Icon_minitimeالأحد 22 أغسطس 2010 - 6:50

الشاعـر الشهيـد عبـد الرحيـم محمـود
- في ذكرى استشهاده -
محمـود أسـد
سوريا حلب ص ب 12522
في الثالثَ عشرَ من تموز عام ألف و تسعمئة و ثمانية و أربعين استشهد الشاعر عبد الرحيم محمود في معركة الشجرة مسطّراً صفحةً من إخلاص الشاعر للكلمة و الموقف . استُشهِد و هو يواجه غطرسة الصهاينة و يقف في وجه قيام دولة إسرائيل المزعومة و كان شعرُه كأمثالِه سلاحاً فاعلاً في المعركة و ما زلنا نحفظ و نردِّدُ قصيدته المشهورة
سأحمل روحي على راحتي
فإمَّا حياةٌ تسرُّ الصديق
و نفسُ الشهيدِ لها غايتانِ
لعمرك إنّي أرى مصرعي
أرى مقتلي دون حقّي السليبِ
فكيف اصطباري لكيدِ الحقودِ
أخوفاً و عندي تهون الحياة
بقلبي سأرمي وجوه العداة
و أحمي حياضي بحدِّ الحسام
و ألقي بها في مهاوي الرّدى
و إمَّا مماتٌ يغيظ العدى
ورودُ المنايا و نيلُ المنى
و لكنْ أغذُّ إليه الخطى
و دون بلادي هو المبتغى
و كيفَ احتمالي لسومِ الأذى
و ذلاً و إنّي لربُّ الإبا
و قلبي حديدٌ و ناري لظى
فيعلم قومي بأنّي الفتى

هذه المعاني و القيم النبيلة صاغها قلبُ شاعرٍ فاض حبّاً و ألماً و كان الشاعر الشهيد واحداً من سلسة متلاحقةٍ و متواصلةٍ أخلصت للوطن و القضيّة كإبراهيم طوقان الذي سبقه بالإعلان و الغضب على الصهاينة و كتب قصيدته الفدائي :
عبس الخطب فابتسم
رابط الجأش و النهى
و طغى الهولُ فاقتحمْ
ثابت القلبِ و القدم

و كان طوقان أستاذه في مدرسة النجاح في نابلس ، و عنه أخذ الكثير و استفاد منه و كلاهما فارق الحياة مبكراً لم يتجاوز الخامسة و الثلاثين و ترك وظيفته بعد تعيينه في مدرسة النجاح و التحق في صفوف ثوّار الثورة الكبرى عام 1936 و هذا ما أرغمه على اللجوء إلى العراق بعد مطاردته ثم عاد عام 1941 و في العراق حنَّ لفلسطين و تلهّف للعودة فيقول :
تلك أوطاني و هذا رسْمُها
يتراءى لي على بهجتها
في ضياء الشمسِ في نورِ القمر
في خرير الجدول الصافي و في
هي في دنيايَ سرٌّ مثلما
يا بلادي ، يا مُنى قلبي إن
لا أرى الجنَّة إن أُدْخلتُها
يا بلادي أرشفيني قطرةً
ليْتَ من ذاك الثرى لي حفنةً
في سُوَيْداءِ فؤادي مُحْتضرْ
حيثما قلَّبتِ الكون النظر
في النسيم العذْبِ في ثغر الزهر
صخب النهر و أمواج البحر
قد غدا اسم الله سرّاً في السور
تسْلَمي لي أنتِ فالدنيا هدر
و هْي خلوٌ منك ‘إلاَّ كسقرْ
كلُّ ماءٍ غير ما فيك كدر
أتملى من شذا التُّرْبِ العطِرْ

في نفس الشاعرِ لوعة و آهات محمومة و أشواق مشبوبةٌ بالحزن و الأسى و هذا الحبُّ للوطن فسَّره عودة ثانية للوطن و استشهاداً في سبيله و قبل استشهاده و مع صدور قرار التقسيم 1947 و اندلاع الحرب سافر عبد الرحيم محمود إلى الشام عن طريق بيروت و التحق للتدريب في معسكر قطنة و شاركَ في معركة ( بيار العدس ) قبل معركة الشجرة التي استشهد فيها و قبل أن يلفظ آخر أنفاسه الطاهرة كان يردِّدُ و هو محمولٌ على أكتاف أصدقائه :
إحملوني إحملوني
و خذوني لا تخافوا
و احذروا أن تتركوني
و إذا متُّ ادفنوني

هذه رغبة الشاعر ، و هي رغبةَ دالَّةٌ على عشقٍ متناغمٍ مع قضايا الوطن النبيلة فرغم التقصير بحقِّ هذا الشاعر فهناك من اهتمَّ بأدبه و حياته و شعره و منهم الدكتور كامل السوافيري الذي كتب ثلاث دراسات عنه و سعى جاهداً لجمع شعره و إصدار ديوانه و قد صدر عن دار العودة /بيروت/ و قصائد الديوان تمثِّلُ مراحل حياة الشاعر القصيرة ، و تعكس رؤيته للحياة من كلِّ جوانبها و هو لا يزال غضّاءً و لكنه يملك إرادة الرجال و عزيمة المناضلين فشعره يمثّل مرحلة النضال بعفويته و وضوحِهِ و تجنّبه للتكلّف و أرى أنَّ اهتمامَ الشاعرِ بالقضايا المصيرية صرفَهُ عن بعض الجوانب الفنيّة و استشهادُه شابّاً قبل أن تنضج تجربته لعب دوراً في تقديم شعره بهذه الصورة الجليَّة ، و يضاف إلى ذلك حماستُه و انطواؤه تحت لواء جماعة عز الدين القسَّام فتأثر بفلسفته للجهاد و المواجهة للعدوِّ :
و اغصبْ حقوقك قطّ لا تستجدها
هذي طريقك للحياة فلا تحدْ
إنّ الألى سلبوا الحقوقَ لئامُ
قد سارها من قبلك القسَّامُ

و ديوان الشاعر ضمَّ سبعاً و عشرين قصيدة و مقطوعة في موضوعات مختلفة فيها القومي و الوطني و الاجتماعي و الإنساني و الوجداني .. و أهم ما يميّزها الإخلاص لموضوعِهِ الذي يعبِّرُ عنه ، فتراه لصيقاً به بمشاعره و خلجات نفسِه :
أتقعد و الحمى يرجوك عوناً
فدونك خدْرُ أمِّك فاقتحمْهُ
و تجبنُ عن مصاولةِ الأعادي؟
و حسبُكَ خسَّةً هذا التهادي

شاعرنا يحسن اختيار الألفاظ و الأسلوب الواضح مع حرصهِ الشديد على ضوابطها و إصرارهِ على إيقاع الشعر و سلامة الإعراب . و هذا الأسلوب يمثل روح شاعرٍ ثائرٍ مندفع ، سخَّره الشاعر ببراعة و دقّةٍ متناهية فلا تكلَّفَ للحشو و لا سعيَ وراء مغامرات مرفوضةٍ لا تتلاءم مع واقعه و رؤيته ، فقد ندَّد الشاعر بوعد بلفور عام 1935 :
غَدَرَ الحليفُ و أيُّ وعدٍ صانه
لمَّا قضى وطراً بفضلِ سيوفنا
يا ذا الحليفُ ، سيوفُنا و رماحُنا
بالأمسِ أبلَتْ في عداك و في غدٍ
يوماً ، و أيَّةُ ذمَّةٍ لم يخفرِ؟
نسيَ اليدَ البيضاءَ و لم يتذكّرِ
لم تنثلمْ فاعلمْ و لم تتكسَّرِ
في كلِّ قلبٍ غادرٍ متحجِّرِ

حماسةُ الشاعرِ و إيمانُهُ الحقَّ بحقِّ الشعب الفلسطينيَّ هما شعلةُ شاعريته و توهجّها فراح يحضّ الشعب على المواجهة و التمرُّس بالنضال و الاعتداد بالأمل :
شعبٌ تمرَّسَ في الصعابِ
متمرِّدٌ لم يرض يو
الحقُّ ليسَ براجع
و الصرخة النكراءُ تجـ
و النار تضمن و الحديـ
حكِّمْهِما فيما تريـ
و لم تنلْ منه الصعابْ
ماً أن يقرَّ على عذاب
لذويهِ إلاَّ بالحرابِ
ـدي ، لا التلطُّفُ و العتاب
ـدُ لمنْ تساءَلَ أن يُجابْ
ـدُ ففيهما فصلُ الخطابْ

هذا التحريض للشعبِ نابع من إيمانه بقدرة الشعب ، و لكنه لم يتوانَ عن تقريعِهِ إذا دعت الضرورة
أبناءُ عمِّي من نزارٍ و يعربٍ
يترسَّمون الغربَ حتَّى يوشكوا
للغرب عاداتٌ كغازاتٍ سرتْ
ليسوا بأعرابٍ و لا أعجامِ
أن يعبدوهُ عبادة الأصنامِ
في الشرقِ مسرى الداء بالأجسامِ

ثمَّ يلتفت إلى أولئك الذين عادوا الفصحى و اتخذوا من العجمةِ و سيلَةً للتعبير متجاهلين لغتهم و انتماءَهم:
لا تأمنوا المستعمرين فكم لهمْ
حربٌ على لغةِ الضادِ و أرضِها
لا أعرف العربيَّ يلوي فكّهُ
لهفي على الفصحى رماها مَعْشَرٌ
حربٌ تقنَّعَ و جهُها بسلام
ليسَتْ تُشَنَّ بمدفع و حسام
إنْ همَّ يوماً فكُّهُ بكلامِ
من أهلها ، شُلَّتْ يمينُ الرامي

كان الشاعِرُ على مقربةٍ ممَّا يجري و يُحاكُ لأمته، فبدا وعيُهُ و هو يواجه أعداء العروبة الذين يرمون نارَهم في الأحشاءِ و الأعماق و ما صيحته هذه إلاَّ صرخة ألمٍ يريدُ أن يرى من يسمعها و ما زالت إلى يومنا … فشاعرنا جريءٌ ، لكلماته دويٌ و لمضامينها أثرٌ و تأثير فيقول مخاطباً أمّتهُ :
نحنُ لم نحمل السيوف لهدرٍ
نحنُ لم نرفع المشاعل للحرقِ
أمّتي إن تجرؤْ عليك الزعاما
القديمُ الجميل ريش جناحيـ
بل لإحقاقٍ ضائعٍ مهدور
و لكنْ للهدْي و التنوير
تُ فلا تيئسي ، ذريها ، و سيري
ـكِ فرقِّي في العالمين و طيري

إنَّ الكتابة عن الشاعرِ في ذكرى وفاتِهِ تدعونا للتذكيرِ بأهميته و أهميّة جيلِهِ من الشعراء و المناضلين الذين جعلوا من الكلمةِ و البندقية طريقاً للحرية و الخلاص فهناك قضايا كثيرة تثارُ حول مضامين أشعارِهِ ، و توقَّفْتُ عند الأهمَّ في هذه المرحلةِ العصيبة على أمّتنا. فقراءةُ شعرِه وقفةٌ متأنيَّة لكشف خفايا المحتلين ، و تذكرةٌ و إقرارٌ بدور الأدباء و المجاهدين فالشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود في شعره صورٌ جميلة تحتاج لكشفها و مضامينُ سامية تستدعي التقاطها و تحليلها:
أتينا للحياةِ فلي نصيبٌ
فَلِمْ تعدو و تغصبني حقوقي
أعَدْلُكَ قال أن أسعى ، و تجني
فأنصفني ، و لاتجحفْ ، فإني
كمالكَ أنت في الدنيا نصيبُ
و تطلبُ أن يسالمَك الغصيبُ؟
و أطلبكَ المعاشَ فلا أصيب؟
أخوك إذا دها الخطب العصيبُ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

    مقالة عن الشهيد  عبد الرحيم محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة عن الشهيد عبد الرحيم محمود       مقالة عن الشهيد  عبد الرحيم محمود Icon_minitimeالأحد 22 أغسطس 2010 - 12:53

اديبنا القدير

محمود أسد

بارك الله لك

نوع عظيم من الوفاء

لشهدائنا الأبرار

لروحك الياسمين

وتقديري لقلمك الشامخ بشموخ هامتك

كل عام وانتم بخير

تحياتي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

    مقالة عن الشهيد  عبد الرحيم محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة عن الشهيد عبد الرحيم محمود       مقالة عن الشهيد  عبد الرحيم محمود Icon_minitimeالخميس 26 أغسطس 2010 - 9:58

    مقالة عن الشهيد  عبد الرحيم محمود 95499334je6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالة عن الشهيد عبد الرحيم محمود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الشاعرعبد الرحيم محمود في ذكرى استشهاده
»  مقالة (( حلب في شعر أبنائها المعاصرين))
»  مقالة الذوق ثروة قومية
»  مقالة حلب ملهمة الشعراء العرب
»  مقالة ((الطريق إلى أمريكا دون مشقّة))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: أقسام الكتاب و الأدباء و الشعراء :: واحة الأديب الأستاذ..(((محمود أسد)))-
انتقل الى: