واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 مقالة الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود أسد
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
محمود أسد


عدد المساهمات : 188
نقاط : 566
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 73

مقالة  الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي Empty
مُساهمةموضوع: مقالة الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي   مقالة  الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي Icon_minitimeالأحد 22 أغسطس 2010 - 22:53

تحية المودة والفل والياسمين الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي
محمود أسد

نالت مدينة دمشق عبر تاريخها الممتدّ مكانةً عالية ، واستقطبتْ المؤرخين ورجال السياسة والفكر ، وكانت وما زالت قبلة الأنظار والأفئدة . تغنَّوا بجمالِها الساحرِ وبأماكنها الجميلة التي تهفو إليها الأفئدة ، وترفرف إليها الأرواح . فما أكثر القصائدَ التي تغنَّت بدمشق وأشادت بمفاتنها ومعالمها . وهي ذات قدرة على الجذب ، وذات فيضٍ من المشاعر .
هي قبلة المحبين المشتاقين وهي مصحَّةُ المتعبين المنهكين وفوق هذا وذاك هي نبضً أفئدة العرب عبرَ تاريخها الحافل بالبطولات والأمجاد . تغنى الشعراء معتزِّين بعروبتهم وعروبتها ، شيَّدوا لها قصائدهم القومية كما شيَّدت لهم حصون وقلاع عروبتهم . فلا غرابة أن يلوذ بها المفكرون ، ويستقرُّون فيها .
ولا عجبَ إن ضمَّ ثراها مجموعةً من الشعراء العرب الذين أمضوا بقيَّة حياتهم في حضنها ورعايتها . وفي الديوان الدمشقي أكثر من قصيدة تتغنَّى بعروبة دمشق ، وتشيد بمكانتها القومية ، عبَّرَ الشعراء عن هذا الانتماء بالمناسبات والمهرجانات القومية التي تحتضنها فيتوافد إليها الأدباء من كلِّ قطر عربي . هذا الشاعر اللبناني ( الأخطل الصغير ) يكنَّ لسوريا ومصرَ كل تقدير واعترافٍ بدورهما القومي وعبَّرَ عن سوريا ببردى وعن مصر بالنيل فقال قصيدته – بردى والنيل –
ومنها : ص 65
يا مصرُ ما نظمَ الجهادُ قصيدة
أو سال جرحٌ من جبينِ مجاهدٍ
بردى شقيق النيل منذ أميَّةٍ
نسبٌ كخدِّ الوردِ في شفة الضحى
ج إلاَّ استهلَّ بذكرِكِ الفوّاحِ
إلاَّ عَصَبْتِ جراحَهُ بجراحِ
جُمِعا على الأفراحِ والأتراحِ
يختال بين العاصِ والجرّاح

والأخطل الصغير من الشعراء العرب الذين عبّروا عن التضامن العربي ودعوا إليه وإلى نصرة فلسطين فهذا ليس بغريب عنه .والشاعرة العراقية ( عاتكة الخزرجي ) تبدي حبَّها وتقديرها وتشيد بدمشق وتجمع بالحب بين دمشق وبغداد فتقول ص 439
أفتدي الشآم وساكنيها
أفدي دمشق وأفتديها
أهوى دمشقَ هوايَ بغـ
أنا بنتُ كل العُرْبِ ، بنْـ
والمجدَ والعِزَّ الرفيعا
أنا بعضها وهوايَ فيها
دادَ الحبيبةَ لو أفيها
تُ بُداتها أو حاضريها

وللشاعر الكويتي ( أحمد السقَّاف ) قصيدة ألقاها في مهرجان الشعر العربي العاشر الذي أقامه مؤتمر الأدباء العرب العاشر في دمشق في أواسط كانون الأول سنة / 1971 / وكان رئيس وفد أدباء الكويت في المؤتمر . في هذه القصيدة يحيي صمودَ دمشق ويعتزُّ بتمسُّكها بالثوابت القومية ، يبثُّها همومَ الأمة العربية وما تكابده . ص 135
صمودُكِ فخرٌ تحدّ المفاخرْ
وتاريخك الضخمُ ملْءُ العيون
دمشق عثرْنا فكان العقاب
دمشق أيا بسمةً في الشفاه
لك الله صوتاً إذا ما دعوتِ
عرفناك رائدةً في الفداء
وإيمانك الصُّلْبُ هزَّ المشاعرْ
لهُ ضجَّةٌ في جميع الحواضرْ
كما كان منذ السنين الغوابرْ
ويا أملاً تجتليه الخواطرْ
تنادتْ تُلبّيكِ كلُّ الحَناجرْ
وعاصفةً في اقتحام المخاطرْ

هذه القصيدة تبرز دور دمشق عبر التاريخ وقد جاءت بلغة بسيطة بعيدةٍ عن التكلف ولكنها تميل إلى الخطاب المباشر والبعدِ عن التصوير وهي أقرب إلى النشيد ولكنها تعبِّرُ عن نبل المقصد .
وهذا الشاعر السعودي ( حسن بن عبد الله القرشي ) ، المولود في مكة يضع يده بيد دمشق ، يعاهدها ويناصرها . في قصيدته – دمشق المكافحة –
دمشق إنا على العهدِ الذي كانا
يا صخرةً ما وهَتْ يوماً لمحترمٍ
بني أميَّة هذا اليومُ يومُكمُ
كلُّ العروبة تهفو نحوكمْ ولكم
ورُزْؤُكِ اليومَ بعضٌ من رزايانا
وما ارتضَتْ في سبيل الحقِّ بهتانا
فصافحوا فيه عدناناً وغسَّانا
في اللهِ عونٌ وما أقواه معوانا

يمتلك الشاعر لغةً تصُبُّ في مسارِ مضمون القصيدة . فكانت جزلة وملائمة ، ولها دلالاتها ( وهتْ – رزْء – تهفو – عون معوان ) . وإليكم ما قاله الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي الذي أمضى شطراً من حياته في دمشق وبيروت . فيبدي إعجابه بها ويُدلي برأيه بمكانتها القومية دون حذر ص 386
أتيتُ جلِّقَ مجتازاً على عجلٍ
لا يبرَحُ الحسنُ يوماً عن مرابعها
يكاد ينسى غريبُ الدار موطنه
إنّي امرؤ عربيٌّ والعُلا نسبي
فأعجبتْني حتى اخترتُها وطنا
كأنما الحسْنُ من قِدمِ بها افتتنا
في ربعها ، ويعاف الأهلَ والسكنا
في أيِّ أرضِ أرى عربا ، أرى وطنا

ومن الطبيعي أن تكون دمشق موطناً لكلِّ العرب الذي عاشوا فيها ودفنوا في ثراها ، ومن الشعراء الذين استقرُّوا آخرَ حياتها في دمشق ( محمد مهدي الجواهري ) ، وتغنى بها وقال أروع القصائد التي غنِّيت وشَدَت بها الحناجر . فأعطاها من حبّهِ كما أعطته من ودِّها ووفائها .
فيقول بذكرى مصرع – عدنان المالكي – ص 20

يا شامُ ، يا لمحَ الكواكبِ في دُجى
يا أختَ غسَّان ينادم رهطَهُ
يا بنت مروانٍ يركِّزُ رايةً
يا موكب الأعراسِ في صحراءِ
يوماً بجلِّقَ سيِّدَ الشعراء
حمراء فوق رمالِكِ السمراء

فاستخدم الكتابة عن العروبة والانتماء بكلمتي ( أخت غسَّان ) و ( بنت مروان ) ويقارب الشاعر الجواهر ي بين دور بغداد ودمشق القومي فيقول في قصيدته الرائعة والمغنَّاة وعنوانها ( دمشق يا جبهة المجد ) وبلغت أبياتُها ستّةً وأربعين بيتاً ، مطلعها الجميل : ص 259
شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا ملقا
وسرت قصدَكِ لا كالمشتهي بلداً
قالوا : دمشق وبغدادُ فقلتُ : هما
ما تعجبون ؟ أمن مهدينِ قد جُمعا ؟
يهدهدان لساناً واحداً ودماً
فخراً دمشقُ تقاسمنا مراهقةً
دمشقُ صبراً على البلوى فكم صُهِرَتْ
وسِرْتُ قصدَكِ لا خِبّاً ولا مَذقَا
لكنْ كمنْ يتشَهَّى وجهَ من عشقا
فجرٌ على الغدِ من أمسيهما انبثقا
أم توأميْنِ على عهديهما اتفقا
صِنواً ومعتقداً حُرّاً ومُنْطلقا
واليومَ نقتسمُ الآلامَ والرُّهَقا
سبائك الذهبِ الغالي فما احترقا

بهذه الشاعريّة المقتدرة تغنَّى الجواهري بمن أحبَّ من المدن التي يسطع منها نجم العروبة ، وتشرق شمسها ساطعة ، تبثُّ ألوان الحياةِ ، وغرس قيم العروبة والعزّة .
إنَّ دمشق لها الحظوة والمكانة الراقية بين شقيقاتها ، تراها بثوبها العربي وبوحِها القومي الذي لا يأفل . وهذا ما أكَّده الجواهري الذي نعتزُّ بشعره وشاعريته كما يعتزُّ بعروبة دمشق ص 361
ووجدٌ يا دمشقُ هو الضرامُ
إذا رُمْتُ السُّلُوَّ تخطَّفتني
دمشقُ عروبةٌ ، ودمشق درعٌ
على فَمِها الحُداةُ ، ومن خُطاها
ظمِئٌ لا يُبَلُّ له أُوامُ
طيوفٌ لا يشقُّ لها زحامُ
لها ، ودمشق فيصلُها الحسامُ
مصائرها ، وفي يدها الزِّمامُ

القارئ يدرك هذا العناق العظيم بين شعر الجواهري وبين مكانة دمشق ودورها . فالعلاقة متلاحمة ومبنية على تبادل الإكبار .وبمناسبة الذكرى الثانية عشرة لتحرير مدينة القنيطرة قال الشاعر ( فيصل المفلح ) من قصيدة بعنوان – يا شام – وقد نشرت في مجلة الجولان سنة / 1986 / م . ووردت في الديوان الدمشقي ص 362
الشام ليست كحدٍّ في معادلةٍ
مذ كانت الشامُ والتاريخ في يدها
مذ كانت الشامُ فهْي الرايةُ ارتفعتْ
يا شامُ ؛ خالدُ ما ينفكُّ منتظراً
غبارُ حطينَ مشتاقٌ مُسَوَّمةٌ
أكادُ أبصر موسى عابراً حقباً
غنَّيْتِ والكونُ يبكي فوق عِزَّتِهِ
بَلْ تتقنُ الجبرَ والأعداءُ أرقامُ
سطورَ مجدِ ، وكلُّ العُرْبِ أقلامُ
دانَتْ لرفعتها بيضٌ وأعلامُ
وربَّ جرحِ بسيفِ الكِبْرِ يلتامُ
إن حمحمَتْ طابَ إحجامٌ وإقدامُ
جوادُهُ لاهثٌ والوجهةُ الشامُ
صَحـَوْتُ والناسُ أجداثٌ ونُوامُ

فالشاعر يقرُّ بكلِّ التقدير والإعجاب بدمشق ، ويراها ساحة المجدِ وسفرَ التاريخ ، وموئل الرجال الفرسان . وقد أسعفته لغة جزلى وجملٌ متناسقةٌ محكومةٌ بنسجِ متين وراءَه معانٍ راقيةٌ ومعبّرة . فالقصيدة اكتمل فيها الشكل والمضمون والفنّ . فبدت ملحمة من ملاحم البطولة .
وأحبَّ الشاعر ( أحمد شوقي ) دمشق وتغنَّى بها في حزنها وفرحها شاركها الحزنَ في نكبتِها وتغنَّى بجمالها وسحرها ، في محنتها عندما رماها الفرنسيون بالنار والطائرات ذكَّرنا بدورها الإسلامي والعربي يقول في مطلع القصيدة ص 268
سلامٌ من صبا بردى أرقُّ
ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ

ثم يقول :
وقيلَ : معالمُ التاريخِ دُكَّتْ
ألستِ دمشقُ للإسلامِ ظِئْراً
صلاحَ الدين تاجُك لم يُجَمَّلْ
ويجمَعُنا إذا اختلفَتْ بلادٌ
وقيلَ : أصابها تَلَفٌ وحَرْق
ومُرْضعةُ الأبوَّةِ لا تُعَقُّ
ولم يُوسَمْ بأزيَنَ مِنْهُ فَرْقُ
بيانٌ غيرُ مختلفِ ونُطَقُ

في هذه الأبيات لم تتضح معالم العروبة بل تداخل فيها المفهوم الإسلامي مع القومي مع النزعة الشرقية وهذه وليدة عصرِهِ ولكنها لا تلغي انتماء دمشق العربي وذلك بذكره للأسماء والخلفاء
وفي قصيدته الأخرى ( دمشق ) يذكر أهميّة دمشق عبر التاريخ ودورها في الفتح الإسلامي وإعلاء راية العروبة : ص 390
لولا دمشقُ لما كانَتْ طُلَيْطِلَةٌ
مررتُ بالمسجدِ المحزونِ أسألُهُ
تغيّرَ المسجدُ المحزونُ واختلفتْ
آمنْتُ باللهِ واستثنيتُ جَنَّتَهُ
يا فتية الشامِ شكراً لا انقضاء له
ونحن في الشرقِ والفصحى بنو رحم
ولا زهَتْ ببني العباسِ بَغْدانُ
هل في المصلّى أو المحرابِ مروانُ ؟
على المنابر أحرارٌ وعبدانُ
دمشق روحٌ وجنّاتٌ وريحانُ
لو أنَّ إحسانكم يَجْزيه شُكرانُ
ونحنُ في الجُرْحِ والآلامِ إخوانُ

أمير الشعراء أحاط دمشق بنسيج حبِّهِ وسوَّرها بألطف العبارات وأبرز انتماءَها العربي والإسلامي مبيِّناً الروابط القومية التي تشدُّ أواصِرَ الشعب العربي ..وعبَّرَ الشاعر ( معروف الرصافي ) عن عروبة دمشق من خلال مصابها وما حلَّ بها ، واستصراخ العرب لنجدتها وإعادة مكانتها العربية فقال في قصيدة " دمشق تندب أهلها " ص 392
فقالَتْ وقد ألقَتْ عليَّ بنظرةٍ
أنا البلدةُ الثكلى دمشقُ ابنة العُلا
فأين أباة الضيمِ من آلِ يعربٍ
عن القصدِ فيها مُعْرِبٌ ومُبينُ
أما أنتَ في مغنى دمشقَ قطينُ
ألم يأتِ منهم ناصِرٌ ومُعين ؟

اعتبر الرصافي مصاب دمشق مصابَ العربي . فعلى لسانها استصرخ العربَ ودعاهم لإنقاذها وإعادة مكانتها :
فهذي دمشقٌ يا كرامُ وهذه
أحاديثُ عنها كلُّهنَّ شجون

وتغنَّى بها الشاعر ( عبد الله يوركي حلاّق ) شاعر الضاد وصاحب مجلّة الضاد فرفع من شأنها ، وأضاف إلى أَلقها وعبقها من ألق شعرِهِ وروحِهِ القومية التي عهدناه بها ، قال وبعنوان / دمشق / ص 26
وانزِلْ على بلدٍ يُعَطِّرُ ذكرَهُ
فتحَتْ لك الفيحاء قلبَ مُوَلَّهٍ
ألق العروبةِ في وجوهِ شبابها
الشامُ في كفِّ العروبةِ صارِمٌ
في ميسلونَ ينام كوكبُ يعربٍ
فخرٌ بأنفاسِ الخلودِ مُطَيَّبُ
حُرٍّ وقلبُ الحرِّ لا يتقلَّبُ
يزهو فيختالُ الزمانُ ويطربُ
يلقى جموعَ الظالمينَ فيضربُ
يا للغرابةِ كيفَ يغفو الكوكبُ

ويقصد بكوكب يعرب الشهيد يوسف العظمة ، ولفتت انتباهي هذه الصورة التي تجسِّدُ أهمية دمشق القومية ( الشام في كفِّ العروبة صارمٌ ) .
وهذا الشاعر المغترب ( جورج صيدح ) ومن فنزويلا حيث استقرَّ يبوح بحنينه وشوقه إلى دمشق ومن خلال قصيدة مطوَّلة أبياتها ستّةٌ وأربعون بيتاً ، ذكر دمشق وهو يذرف الدمع الهتَّان ويندب سوء حظِّهِ ، ويستحضر دمشق النابضة كنبض شعره . ولكنه لم ينسَ إبراز صورة دمشق العربية ، دمشق مهد العروبة وأمّ العرب : ص 394
أمُّ العروبةِ عين الله تحرسًها
نامَتْ على جبهَةِ الأدهارِ هانئةً
عند الشدائدِ إن أبناؤها لانوا
بالعرْبِ راودَها ، والغَرْبُ سهرانُ

واعتزاز المرء بانتمائه هو محصّلَةٌ لعدَّة مقوِّمات يكتسبها الإنسان فيحرص عليها ثمَّ يكتنفها بالحيطة والجلال . فهذي دمشق عند ( جورج صيدح ) محْروسة .
تُطِلُّ من ربوة الأزهارِ هامتها
جنى النبوغُ على أخيارها فقضَوا
بنو أميَّة ما عاشوا بنسلهمُ
كأنَّها من كتاب الحسنِ عنوانُ
لم يَبكهمْ رهبة الجلادِ إنسانُ
وعاش يذكرهمْ رسم وبنيانُ
¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬
فلا عجب إن رأينا الشاعر بدوي الجبل يغرِّدُ لأجل عروبة دمشق ويبني ممالك العشق والانتماء لدمشق في رحلته الشعرية المديدة والغنية في الوطن والغربة فيقول من قصيدة ألقاها في قاعة المجمع العلمي بدمشق في 31 /أيار 1924 م فيرى دمشق رمزاً للبقاءِ ، و سوراً منيعاً للعروبة : ص 350
هنا عرشُ أقمارِ العُلا من أميَّةٍ
هنا ابن أبي سفيان أشرق تاجُهُ
هنا اليعربيون الأولى عزَّ جارُهم
إذا ظلَّ مجدُ العربِ في الشام سالماً

هنا ارتكزتْ سْمْرُ العوالي اللهاذم
تؤيِّدُهُ البيض الرقاق الصوارم
فليس لهُ في غوطة الشام هاضِمُ
فمجدُ بني قحطانَ في الشرق سالِمُ

يقتنع الشاعرُ كلَّ الاقتناع بأهمية دمشق ودورها القومي ولذلك يراها المركز المشعّ عبرَ التاريخ من أيام الأمويين وما قبلهم .
وأمَّا الشاعر نزار قباني شاعِرُها الأشهر والمدلّل والذي أحبَّها وغازَلَها وكشف خباياها الجميلة لم ينسَ دمشق الانتماء العربي ، ودمشق حاضرة العروبة في الكثير من قصائده ولكننا نقتصر على الديوان الدمشقي الذي أورد قصيدة " ترصيع بالذهب على سيف دمشق " وقالها بمناسبة حرب السادس من تشرين . وفيها يسكب غَدَق المعاني ويعزف إليها أروع ألحانِ ونغمات الشعرِ الساحرة للألباب . ومطلع قصيدته التي بلغت أبياتها ثمانية وسبعين بيتاً . ص 396
أتَراها تُحبُّني ميسون ُ
يا بنة العمِّ والهوى أمويٌّ
يا دمشقُ التي تقمَّصْتُ فيها
يا دمشق التي تفشى شذاها
مزِّقي يا دمشق خارطة الذلِّ
استردَّت أيامَها بكِ بدرٌ
علِّمينا فقه العروبة يا شا
أم توهَّهمْتُ والنساءُ ظنونُ ؟
كيفَ أخفي الهوى وكيفَ أُبين ؟
هل أناالسَّرْوُ أم أنا الشربين
تحت جلدي كأنَّهُ الزيزفون
وقولى للدهرِ كن فيكونُ
واستعادَتْ شبابها حطّينُ
م فأنت البيان والتبيين

يراها الشاعر مدرسة ومعجماً قومياً غنيَّاً بمفردات الحب والعطاء والجمال والانتماء .
وللشاعر الشامي ( عدنان مردم بك ) عدّة قصائد شامية في هذا الديوان . وفيها ذكرُ من قريب أو من بعيد لهذا الانتماء العربي الذي تعتزُّ به دمشق وتتزيَّنُ به معالِمها عبر تاريخها الحافل ،
في قصيدته " بردى " يرى تاريخ دمشق الحافل بالأمجاد والذي يسيرُ دون انقطاع كمسار نهر بردى العذب : ص 31
وملاحِمُ الأجيالِ في فمِهِ
من ( عبد شمسٍ ) لم تزل صورٌ
وطلائع الأجدادِ حيث جرى
تاريخهُ بالمجدِ مُتَّشِحٌ
للمجدِ ملحمةٌ وأروعُها
لحنٌ تطيب به مشاربُهُ
في صدره عصفَتْ تجاذبُهُ
أعلامُها طَلَعَتْ تواكبُهُ
هيهاتَ تاريخٌ يقاربُهُ
ما أنتَ في الأسماعِ ساكبُهُ

والشاعر ( محمد البزم ) يتغنّى بمجد دمشق وحضارتها وجمالها ومعالمها ورحالَها وما كان هذا إلاَّ تقديراً وتمجيداً لهذا الانتماء فقصيدته مطوّلة " دمشق " وأبياتها مئة وستة وأربعون بيتاً . تحكي تاريخ دمشق في الماضي والحاضر : ص 80
مهوى جباهِ الفاتحين وملتقى
شمخَتْ على غَيَد الزمان جدودا
تجري العروبة من نفوسِ رجالها
ولواء مجدك في العلاء مرفرفٌ
يوحي ويوقظ في القرائح والنهى
خَطْوِ المقاولِ غابراً وشهيدا
وهوت على هرمِ الزمان جُدودا
مجرى النفوسِ ترائباً ووريدا
تهفو لرفعتهِ القلوبُ حشودا
شعراً يسير مع الزمان أبيدا

ويبث الشاعر الشامي المعروف ( خليل مردم بك ) سلامه وحبِّه لدمشق العروبة في قصيدته " سلام على دمشق " وفيها يحيي الشاعر مسقط رأسه دمشق وقد جاءَها بعد أن نزح عنها هارباً مدَّة أربع سنوات ونصف ، إثر ملاحقة الفرنسيين له لزجِّهِ بالسجن مع مَنْ زُجَّ من أحرار الشعب في السجون أيام الثورة السورية سنة / 1925 / ونظَّمها في تموز من عام / 1929 / م . ص 305
فيا خِدْرَ الأباةِ ، بلا هوانٍ
ألحَّ عليَّ حُبَّ الشامِ حتى
صَبَرْتِ على الأذى صبراً جميلاً
رجعت إلى الحِمى نِضْواَ هزيلاً

وفي قصيدة أخرى يبدي اعتزازه بدمشق العربية . دمشق الأمويين الذي رسَّخوا أركان الدولة العربية القويّة فيقول : ص 300
رفعتْ أميَّةُ فيك أعظمَ دولةٍ
كم من شموسٍ ليسَ يغرُب نورُها
وظَلَلْتِ خالصةَ العروبةِ حينما
كانت قواعدَها سيوفُ بنيك
من عبدِ شمسٍ ضمَّها ناديك
أخِذَتْ بنوكِ محنةِ التتريك

اخترت من قصائد الديوان ما يبرز انتماء الأدباء العربي واعتزاز دمشق بهذا الانتماء فالعلاقة وثيقة الصلة ، فالشاعر العربي المؤمن بعروبته وقوميته يقدر على تقديم صورة دمشق العربية الأصيلة ، وإبراز دور دمشق القومي في الشعر العربي المعاصِر معروف بعيداً عن قصائد الديوان الدمشقي الذي ألمَّ ببعض القصائد من خلال المرحلة الزمنية ولكن بعد ذلك قيلت القصائد الكثيرة . ويمكننا القولَ : إنَّ هذه القصائدَ تشكِّلُ ملمحاً أدبياً بارزاً ورافداً غزيراً للدراسات الأدبية العربية في إطارِها القومي من حيث المضمون والفنِّي .....

محمود أسد
سوريا –حلب –ص-ب 12522









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

مقالة  الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي   مقالة  الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي Icon_minitimeالأربعاء 25 أغسطس 2010 - 23:59

رائع اخي الحبيب

الأديب/محمود اسد

اسف للتاخير

عطل بجهازي

وفضلت امر عليك

وساعود مرة اخرى

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

مقالة  الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي   مقالة  الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي Icon_minitimeالخميس 26 أغسطس 2010 - 9:46

مقالة  الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي 95499334je6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالة الاعتزاز بعروبة دمشق في الديوان الدمشقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  آخر وردات الحبّ أولها دمشق
»  مقالة عن المتنبي والبحث عن الذات
»  مقالة الشعر يكتب بيانه
»  بعيدا عن الحساسية مقالة
»  مقالة (( حلب في شعر أبنائها المعاصرين))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: أقسام الكتاب و الأدباء و الشعراء :: واحة الأديب الأستاذ..(((محمود أسد)))-
انتقل الى: