سهل التستري
(200-283هـ) هو أبو محمد سهل بن عبد الله التستري أحد أئمة القوم،
لم يكن في وقته نظير في المعاملات والورع، وكان صاحب كرامات، ولقي
ذا النون المصري بمكة وقال: قال: كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم الليل
أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار وكان يقوم الليل، فربما كان يقول:
إذهب يا سهل فنم فقد شغلت قلبي. قال لي خالي (محمد بن سوار) يوما:
ألا تذكر الله تعالى الذي خلقك، فقلت كيف أذكره، فقال: قل بقلبك عند تقلبك
في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك الله معي الله ناظر إلي،
الله شاهدي فقلت ذلك ثلاث ليال، ثمّ أعلمته. فقال لي: قل في كل ليلة سبع
مرات فقلت ذلك ثم أعلمته فقال لي: قل في كل ليلة احدى عشر مرة، فقلت
ذلك فوقع في قلبي حلاوة، فلما كان بعد سنة قال لي خالي: إحفظ ما علمتك
وداوم عليه إلى أن تدخل القبر فانّه ينغعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على
ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سري. أحمد بن الجلاء: هو أبو عبد الله
أحمد بن يحيى الجلاء بغدادي الأصل أقام بالرملة ودمشق وكان من أكابر
مشايخ الشام صحب ذا النون المصري وأباه الجلاء، من كلامه رضي الله
عنه: "من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد، ومن حافظ على الفرائض
فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله عز وجل فهو موحّد".