يا صديقي محمود أسد
يـــا صديقي أحرقتــني دون داعِ
وتركت الفؤاد بين السبـــــــاعِ
بعد عمر رميتــــني في طريــــــق
كنت فيه بحراً لــــكلِّ شــــراعِ
قد زرعت الأيـــام حباً نضــــيراً
غير أني قصدت نار الضيـــــاعِ
لم أكـــن إلا شمعة قد أضــــاءت
درب خِلٍّ، جادت بدفء الشعاعِ
بينــــنا عمر نابــض بالأمانــــي
وعهـــود مـزروعة في البقــــاعِ
كم مضينا في قطع قيـــظ الفيافي
نحرث الحقد المرَّ بعـد الصـــراعِ
ونحــــيل الفـــقر اللئيم زهـــورا
ً ونصفِّي الأحزان في الأصقــــاعِ
كيف مالت بك الليــــالي؟ فإنّي
تــــائهٌ منذ حـــلَّ يوم الـــوداعِ
***
أنسيت العهد الذي بيننـــــا ؟ لا
تخلقِ العذر جرحنا في اتِّســــاعِ
بيننــــا يا رفيـــق عمري لقــــاء
وشقاء وجـــــولة في البقـــــاعِ
كم مشينــــا وقد عصبنا بطونــا
نحمل البشـرى والمنى للجيـــاعِ
ورسمنــا درب السعــــادة ، لـمَّا
عضَّنا الجوع بعد طول انصيـاعِ
نحتمي بالآمـــــال ثم ترانــــــــا
كلَّ يوم وروحُنا في اندفــــــاعِ
أين تلك الوعود ؟ أين الحكايـا ؟
أتُراها غابت مع الأوضـــــاعِ ؟
صِرْتَ ذئباً في غابة ، فابتسامــــا
تكَ نار في القلب والأضــــلاعِ
لم يَعُدْ في القلب النقيِّ مكـــــان
لاعتذار وأنتَ دونَ شـــــــراعِ