سواي بذكر النساء قتيل محمود أسد
أراك تكتِّــــــم حزناً منيعــــــا
وأبصر فيك شقاءً فظيــــــعـا
وتدعو أمام الجميع لصــــــــبر
تراه د واءً وحلّا سريــــــــــعا
فإنِّي عهدتك صبّاً لقــــــــلب
إذا ما دعاك قدمت مطيـــــعا
تزيح مشاغل، يوم، وتجـــــري
لتنفيذ أمر تراه مُريـــــــــــعا
تزيِّن أيَّامنــــا بالحكايــــــــــا
وتعطي القلوب بياناً بديـــــعا
وترسم درباً لكــــــــــلِّ محبٍّ
وتبعث بوحاً لئلا نضيــــــــعا
نسجت دواوين عشق فكانـت
نشيداً يُداوي العليل الصريــعا
فكيف أراك وحيــــــــداً لهمٍّ ؟
ألست أنيساً لنا بل شفيـــعا ؟
بلى كنت نجماً يضيء الليـــالي
وغيثاً يحيل الصحارى بقيــــعا
سكبت الأغاني على كل أرض
فأضحت يباب الأراضي ربيعا
حملت هموم الأنــــــــام بقلبي
وجبت الديار أقـود الجمــوعا
أنادي لصدِّ الأذى عن بــلادي
بكلِّ سلاح لــــئلا نجــــــوعا
فلما رأيت البــــــــــلاء أمامي
صرخت بصوت يهزُّ الخنــوعا
أبوح بكلِّ الأمانـــــــــي لعلّي
ألاقي رجالاً تُذيب الصقيـــعا
وترفع عنَّا الدنايــــــا ، وتمضي
لدرب المعالي، وتأبى الرجوعـا
وجدت ندائي يتيماً كسيحــــاً
فلم أجدِ المشتري والسميــــعا
فعـــــــدت لنفسي ألمُّ دموعي
وأمسح أحزان قلبي جــــزوعا
سواي بذكر النساء قتيــــــــل
فيحبو إليهنَّ طفلاً رضيــــــعا
يتوق لحضن الصبايا صبـــــاحاً
ويمسي لهنَّ مصاباً صريـــــــعا
يرى في النهود سبيــــــل حياة
ويرضى الحياة أسيراً وضيــــعا
سواي لملء الجيــــــــوب مقيم
وما زلت للحقِّ أسعى هلــوعا
سيبكي لمالٍ فقيدٍ سبـــــــــــاه
وأبكي لشعبٍ أراه ضليــــــعا
فهذا بلائي ومصــــــدر قهري
لأنّي وجدت السكوت شنيـعا
أيهجرني النوم ؟ يا حسـرتي لا
أنام من الليل إلا هزيـــــــــعا
أعدُّ النجوم بقــــــــلب كسير
فصارت بقايا الدموع نجيــــعا
أقاموا عليَّ الحـــــــدود ، لأنّي
طويل اللسان فكنت الخليـــعا
أردتم سكوتــــي بدون ضجيج
وقلتم نريدك حملاً وديـــــــعا