المصلوب محمود أسد
أراد أن يقضي ليلته في منزله مع أولاده .. وجد نفسَه مصلوباً أمام الشاشة الصغيرة تململ . تضايق . نظر باسترخاء وهو يسمع الأغاني ، ويتابع البرامج . فلم يصح إلا على صوت زوجته : يبدو أننا لم نعجبك .. فقال لها وبتراخ : هل أنتِ تلفزيون ؟.
الموت بطريقة مغايرة ... محمود أسد
في أوّل الشهرِ كما كلِّ شهرٍ ، التفّوا حوله .. أصوات مرتفعة ... حركات متداخلة عيناه جاحظتان مشدوهتان .
أريد ثمن بطاقة للجوّال ... و الثانية أريد تغييره و أخرى لا تنسَ عندنا استقبال هذه القائمة ...
فكّرَ بعيداً .. استرجع شريطَ المعاناة .. شيء ما يوخزه .. دوار يلسعه و يأخذه إلى عدّة جهات ... تذكَّر ما هو مضطرٌ إليه من أدوية الضغط و السكر و الحساسيّة ، استيقظ ألمُه ، و تنشَّطتْ حواسُهُ ...
البنتُ الكبرى قالت له : كالعادة أجِّلْ ما تحتاجه .. ..
صرخ الجميع : نحن موافقون ... عدا تلك الصغيرة التي استندت إلى جدارٍ في زاوية الغرفة ...
قال : لا مانع ... الموت أنواع ...
بعد أيّام قليلة توقفت أجهزتهم عن العمل .. و ألغي الاستقبال ... جرت الصغيرة نحو والدها ... و توقفتْ على مقربة من قلب والدها المتوقف و شهقت شهقة أيقظت الجيران و الجدران ..