قصص قصيرة
السلّة
محمود أسد
قالت له زوجته : ما في جعبتك هذا اليوم ؟
قال خذي واقرئي .
بيان 1) قاطعوا البضائع الأمريكية .. ضحكت زوجته وهي تنظر إلى علبة السجائر ومتاع البيت .
بيان 2) احذروا الخضار والفواكه الكبيرة المشبعة بالهرمونات ... فتحت باب الثلاجة وأرادت أن ترمي الفواكه والخضار فقال : إيَّاك.
بيان 3) ثبت أن الأدوية الغربية ومأكولات الأطفال وعلب الدخان تحوي موادَّ ملبّدة للحواس والضمير فاحذروها ... هبَّ الأولاد وانزعجوا .
وقالت له ما بيدك ؟
قال : خفّفوا عن همومكم ومشاهد الحرب ومعاناتكم في زيارة معرضنا هناك سحب يا نصيب وحفلة فنيّة وجوائز ثمينة .
القفـص للتـداول
ما أنْ فتح البابَ حتى ارتفعت أصواتُ أبنائه : بابا … بابا و صوت من الجميع : بابا أحضر قفصاً … عبسَ و اكفهرَّ قطَّبَ جبهته سَعَلَ مصطنعاً . هدأت حركة الأولاد عمَّ هدوءٌ وليدُ خوف … قطعه حركة الأمِّ المهرولةِ من المطبخ … بين يديه وقفت رحَّبَتْ تناولَتْ كيساً ما زال بيده … وضعَ القفص الفارغ على جانب … ثمَّ أخذ مكانه … أولاده التفوا حوله قالت له : خيرٌ إن شاء الله … يعطيك العافية … حَضَرْتَ باكراً …
لم يتكلَّمْ في البداية … قرأ السؤالَ ثانية من عينيها و يديها … قال أشعر بالتعب و الإرهاق.
- و لمَ هذا القفص يا رجل ؟
أجابَ الأولادَ عنه ليحضرَ لنا عصفوراً جميلاً و غرِّيدا هزَّ رأسهُ دون أن يفهموا حركاته و إشارات يديه لم يقدروا فكَّ شفرةِ عينيه . الأمُّ قالت له و لمَ القفص ما دمنا لا نخرج من بيتنا و لا نستطيع إطعام أنفسنا يا بن الحلال …
نظر إليها … نظروا إليه … جاءهم صوتُ مازن الصغير : لا مانع نتناوب عليه كلَّ يومٍ و نجرِّب صوتنا. صوتٌ خفيفٌ منكسرٌ جاءَ من عصفورٍ حطَّ على النافذةِ اكسبوا خبرةً ، و تحصَّنوا للقادمات …