يا دهرُ.. محمودأسد
يـــــا دهرُ بالأحباب أنت فجعْتَني
وقصمْت ظهري ليتني لا أنثـــــني
يـــــا دهرُ قد مزَّقْتَ طُهر تعزُّزي
ورميتَ سهماً مُحرِقاً في الأعـــــينِ
مهــــــلاً فكلُّ النّازلات خبرْتُهــا
كسَّرْتُها حيناً ,وحيناً أنحــــــــــني
إلاّ مصــــــابَ الأمِّ فتَّتَ أعظمي
ورمى فؤادي مضغةً للألـــــــسن
يا دهرُ ؛أضحتْ أمسيـــــاتي عَبْرَةً
والنّفسُ في ضيق. فكيف تصدُّني؟
انظرْ لذاك الطَّود تُبْصِرْ موهنــــــاً
طحنَتــــْــه أيَّامٌ ولـمَّا تـــــــركنِ
سرقَ الزّمان توهُّجي ,وتوجُّــــهي
لم يُبقِ لي إلاّ الهمـــوم تهــــــدُّني
حتّى رأيْتُ العمر دون منـــــــارة
والشّيب دبَّ دبيـــبَ لصٍّ مدمنِ
َّجرَّعْتني كأسَ الأمـــــــاني علقماً
وقطفْتَ أزهار الصّبـــــــا والمأمنِ
كم من مصابٍ مُفجـــعٍ قد هزَّني
لكنّــــني واجهْتـــــُـه كالأرعـــن
كم مِيتَةٍ أبصَرْتُهـــا, وبكيتُهـــــــا
والدّمعُ سيلٌ جـارف لم يســــكنِ
أين الأُلى أسكنْتــُـهم في أضلـــعي؟
ورعيْتهم مثلَ الضّنى في الأجفـــنِ
أين الشّقيقُ يُعينـــني في مِحْنــــــتي
ليكونَ بلسم َجرحيَ المتمــــــكِّنِ
يا للزّمان ! وقــــد أزاح لثـــــامَهُ
فبدا كليثٍ جائــــــعٍ من أزمـــنِ
كيف الخلاص ُ؟ أجلْ فإنِّي مُسْلمٌ
في داخلي إيمـــــانُ عبدٍ مؤمـــــنِ