واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 نور الدين محمود

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

نور الدين محمود Empty
مُساهمةموضوع: نور الدين محمود   نور الدين محمود Icon_minitimeالإثنين 4 أكتوبر 2010 - 4:56

نورالدين محمود



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من أبرز شخصيات الدولة الزنكية نورالدين محمود؛ إذ تحفل سيرته بجهاد طويل ضد الصليبيين، وضد الدولة العُبيدية فيسبيل نصرة الإسلام، ورفع رايته. وُلِدَ نور الدين محمود في يوم الأحد 17 شوالسنة 511هـ/ 1118م بحلب، وقد نشأ في كفالة والده صاحبحلب والموصل وغيرهما، تعلم القرآن والفروسية والرمي، وكان شهمًا شجاعًا ذا همةعالية وقصد صالح وحرمة وافرة وديانة بينة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. اعتنى نور الدين بمصالح الرعية، فأسقط ما كانيؤخذ من المكوس، وأعطى عرب البادية إقطاعيات لئلا يتعرضوا للحجاج، وقام بتحصينبلاد الشام وبنى الأسوار على مدنها، وبنى مدارس كثيرة منها العادلية والنورية ودارالحديث، ويعتبر نور الدين أول من بنى مدرسة للحديث، وقام نور الدين ببناء الجامعالنوري بالموصل، وبنى الخانات في الطرق، وكان متواضعًا مهيبًا وقورًا، يكرمالعلماء، وكان فقيهًا على المذهب الحنفي، فكان يجلس في كل أسبوع أربعة أيام يحضرالفقهاء عنده، ويأمر بإزالة الحجاب حتى يصل إليه من يشاء، ويسأل الفقهاء عمّا يُشكلعليه، ووقف نور الدين كتبًا كثيرة ليقرأها الناس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. يقول ابن كثير فيه: "كان رحمهالله حسن الخط كثير المطالعة للكتب الدينية، متبعًا للآثار النبوية، محافظًا علىالصلوات في الجماعات، كثير التلاوة محبًّا لفعل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصدًافي الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل: إنه كان أدنى الفقراء فيزمانه أعلى نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يُسمَع منه كلمةُ فُحشٍقطّ في غضب ولا رضى، صموتًا وقورًا. ركب يومًا مع بعض أصحابه والشمس فيظهورهما والظل بين أيديهما لا يدركانه، ثم رجعا فصار الظل وراءهما، ثم ساق نورالدين فرسه سوقًا عنيفًا، وظِلُّه يتبعه؛ فقال لصاحبه: أتدري ما شبهت هذا الذي نحنفيه؟ شبَّهتُه بالدنيا تهرب ممن يطلبها، وتطلب من يهرب منها"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ويدل هذا الموقف على شدة زهدهفي الدنيا، وعلى انتباه قلبه ويقظته. اتصف نور الدين محمود بعدد من الصفات مكنته من تحقيق ذلك النجاحالباهر في بناء وإدارة دولة واسعة منها: شعوره بالمسئولية الملقاة على عاتقه، واعتماده الحلول العقلية، وقوةشخصيته، كما تمتع بخصائص عسكرية فذة جعلته من أعظم قادة زمانه، ومكنته من تحويلجيشه الصغير إلى أعظم قوة عسكرية في الشرق الأدنى، كما كان رياضيًّا من الطرازالأول مولعًا بضرب الكرة "البولو" خدمة للأغراض الدينية، ومارس أيضًارياضة الصيد، وكان تقيًّا ورعًا شغوفًا بالعلم، معظمًا للعلماء، وكان يختار رجالدولته بعناية فائقة، منح المؤسسة القضائية استقلالاً تامًّا، وأنشأ دار العدل التيكانت بمنزلة محكمة عليا لمحاسبة كبار الموظفين في الدولة، تحرى العدل وأنصفالمظلوم من الظالم دون النظر إلى الفوارق الاجتماعية، كما كان حريصًا على تأمين الخدماتالاجتماعية لرعيته[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. كان نور الدين محمود وهو في الثلاثين من عمره واضح الرؤية والهدف منذأن تسلم الحكم حتى يوم وفاته، إذ كان عليه واجب الجهاد لتحرير الأرض من الصليبيينالمعتدين وعلى رأسها بيت المقدس، وتوفير الأمان للناس، وأدرك أن الانتصار علىالصليبيين لا يتحقق إلا بعد جهاد طويل ومرير حافل بالتضحيات في خطوات متتابعة تقربكل منها يوم الحسم، فالخطوة الأولى التي كان قد بدأها والده عماد الدين زنكي حينحرَّر إمارة الرها التي تشكِّل تداخلاً مع الأراضي الإسلامية، فتمكن بذلك من تطهيرالأراضي الداخلية وحصر الوجود الصليبي في الشريط الساحلي، وعليه أن يخطو الخطوةالثانية، لذلك وضع أسس سياسة متكاملة تتضمن توحيد بلاد الشام أولاً، ثم توحيد بلادالشام ومصر التي كانت تعاني من الاضطرابات وفوضى الحكم ثانيًا، وطرد الصليبيين منالمنطقة ثالثًا، وكان التوحيد في نظره يتضمن توحيد الصف والهدف في آن واحد، فأماتوحيد الصف فهو جمع بلاد الشام ومصر في إطار سلطة سياسية واحدة، وأما توحيد الهدففهو جمع المسلمين تحت راية مذهب واحد هو مذهب أهل السنة، وكان كلَّما توغل في خضمالجهاد، وتقدم به الزمان يزداد اقتناعًا بصواب هذه السياسة، وكان سبيله إلى ذلكمزيجًا من العمل السياسي والمعارك العسكرية التي تخدم توحيد الصف والهدف[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ولكن لم تكن الأمور مستقرة أبدًا على الجبهة الداخلية، فقد كانتمراكز القوى المتنافسة في العالم الإسلامي كثيرة، وكانت هذه المنافسة تأخذ أحيانًاشكلاً حادًّا وعنيفًا، غير أن خطر الصليبيين دفع القوى الإسلامية في أحيانٍ كثيرةإلى دفن خلافتها وتجاوز منافساتها، وكانت بعض القوى الإسلامية تقوم بدور الوساطةأحيانًا، لجمع الكلمة وتوحيد الجهد ضد أعداء الدين، ومثال ذلك ما حدث سنة 560هـ/1164م عندما وقع خلاف حاد بين نور الدين محمود بن زنكي وبين صاحب الروم قلج أرسلانبن مسعود بن قلج أرسلان أدى إلى الحرب والتضاغن، فلما بلغ خبر ذلك إلى مصر، كتبوزير صاحب مصر - الصالح بن رزيك - إلى قلج أرسلان ينهاه عن ذلك، ويأمره بموافقةنور الدين واتّباعه، وكان لذلك دوره في إخماد ثائرة الفتنة التي كان للروم دورهمفيها بتحريض قلج أرسلان لصرف نور الدين عن جهاد الصليبيين. وفي سنة 562هـ/ 1166م، أعلن (صاحب مَنْبج) واسمه غازي بن حسانالمنبجي عصيانه، وتمرد على نور الدين الذي كان قد عينه على حكم منبج، فما كان مننور الدين إلاّ أن وجه إليه قوة عملت على حصاره، ثم إخراجه من منبج التي أسند نورالدين حكمها إلى أخيه قطب الدين الذي عين (ينال بن حسان) لإدارة الحكم فيها، وكانعادلاً خيرًا محسنًا إلى الرعية، جميل السيرة فبقي فيها إلى أن أخذها منه صلاحالدين يوسف بن أيوب سنة 572هـ/ 1177م. وكانت معظم ديار بكر وحصن كيفا تحت حكم فخر الدين أرسلان بن داود بنسقمان بن أرتق، وتصادف أن مرض سنة 562هـ/ 1166م، وشعر باقتراب منيته، فكتب إلى نورالدين محمود رسالة جاء فيها: "إن بيننا صحبةً في جهاد الكفار، أريد أن ترعىبها ولدي". وما لبث فخر الدين أرسلان أن توفي، وخلفه من بعده ابنه محمد، فقامنور الدين بحمايته والدفاع عنه، وكان قطب الدين مودود صاحب الموصل وشقيق نور الدينقد طمع بضم أملاك فخر الدين أرسلان إلى أملاكه، ووجه جيشًا لهذه الغاية، فأسرع نورالدين وكتب رسالة إلى أخيه قطب الدين جاء فيها: "إن قصدت أو تعرضت لبلاده،منعتُك قهرًا" فامتنع قطب الدين عن تنفيذ ما كان يريده. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كانت هناك قلعة تحمل اسم ( قلعة جغبر)، وهي التياغتيل عندها عماد الدين زنكي، وهي من أمنع القلاع وأحصنها مطلعة على الفرات منالجانب الشرقي، وكانت هذه القلعة تحت حكم شهاب الدين مالك بن علي بن مالك العقيلي،وكان وجود هذه القلعة وسط البلاد التي يحكمها نور الدين، مصدرَ تهديد للقاعدة التيكان يستند إليها نور الدين في حروبه وأيام سلمه، وقد رغب نور الدين في الاستيلاءعليها، فوضع من حلفائه - بني كلاب - من يترصد لحاكم القلعة وسيدها، وتصادف أن غادرالعقيلي حصنه في رحلة للصيد، فأخذه بنو كلاب وحملوه إلى نور الدين ( في شهر رجب منسنة 563هـ/ 1168م)، فاستقبله نور الدين وأحسن إليه، ورغَّبه في الإقطاع والمالليسلم إليه القلعة، فلم يفعل؛ فعدل إلى الشدة والعنف وتهدده فلم يفعل، فسيَّرإليها نور الدين جيشًا بقيادة الأمير فخر الدين مسعود بن علي الزعفراني، فحَصَرهامدة، فلم يظفر منها بشيء، فأمدهم بجيش آخر، وجعل على الجميع الأمير مجد الدين أبابكر المعروف بابن الداية - وهو رضيع نور الدين وأكبر أمرائه - فحصر القلعة، غيرأنه لم يَرَ له فيها مطمعًا، فسلك مع صاحبها طريق اللين وأشار عليه أن يأخذ من نورالدين العوض، ولا يخاطر في حفظها بنفسه؛ فقَبِل قوله وسلمها، فأخذ عوضًا عنها سروجوأعمالها والملاحة التي بين حلب وباب بزاغة، وعشرين ألف دينار معجلة، وهذا إقطاععظيم جدًّا، إلا أنه لا حصن فيه، وهذا آخر أمر بني مالك العقيلي بالقلعة. وقيلللعقيلي: "أيما أحب إليك وأحسن مقامًا: سروج والشام أم القلعة؟" فقال: "هذهأكثر مالاً، وأمّا العز ففارقناه بالقلعة"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وجاءت سنة 565هـ/ 1169م حاملة معها مزيدًا من المتاعب لنور الدين،فقد وقعت زلازل عظيمة متتابعة هائلة، لم ير الناس مثلها، وعمت أكثر البلاد منالشام والجزيرة والموصل والعراق وغيرها من البلاد، وكان أشدها بالشام، حيث خربتكثيرًا من دمشق وبعلبك وحمص وحماة وشيزر وبعرين وحلب وغيرها، وتهدمت أسوارهاوقلاعها، وسقطت الدور على أهلها، وهلك منهم ما يخرج عن الحد، فلما علم نور الدينالخبر، سار إلى بعلبك ليعمر ما انهدم من سورها وقلعتها، فلما وصلها أتاه خبر باقيالبلاد، وخراب أسوارها وقلاعها، وخلوها من أهلها، فجعل ببعلبك من يعمرها ويحفظها،وسار إلى حمص، ففعل مثل ذلك، ثم حماه، ثم إلى بعرين، وكان شديد الحذر على سائرالبلاد من الصليبيين، ثم أتى مدينة حلب، فرأى فيها من آثار الزلزلة ما ليس بغيرهامن البلاد، فإنها كانت قد أتت عليها، وبلغ الرعب ممن نجا كل مبلغ، فكانوا لايقدرون على اللجوء إلى مساكنهم خوفًا من عودة الزلزلة، فأقام بظاهرها، وباشرعمارتها بنفسه، فلم يزل كذلك حتى أحكم أسوار البلاد وجوامعها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وأما بلاد الصليبيين، فإن الزلازل عملت بها كذلك، فاشتغلوا بعمارةبلادهم خوفًا من نور الدين عليها، فاشتغل كل منهم بعمارة بلاده خوفًا من الآخر. لما يكد نور الدين يفرغ من إصلاح ما دمرته الزلازل حتى جاءه ما يشغلهعن نفسه، فقد توفي أخوه قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل - وهو بالموصل -وأوصى بالملك من بعده لابنه الأكبر عماد الدين زنكي الثاني، ثم عدل عن وصيته قبلوفاته فأوصى أن يئُول ملكه إلى ابنه الأصغر سيف الدين غازي الثاني، وكان السبب فيذلك تدخل القيّم بأمور دولته والمقدم فيها - فخر الدين عبد المسيح - والذي كانيكره عماد الدين؛ لأنه كان طوع عمه نور الدين بكثرة مقامه عنده، ولأنه زوج ابنته،وكان نور الدين بدوره يكره عبد المسيح ويبغضه، فاتفق فخر الدين وخاتون ابنة حسامالدين تمرتاش بن إيلغازي - وهي والدة سيف الدين الثاني - على صرف المُلك عن عمادالدين إلى سيف الدين، فلما توفي قطب الدين مودود، دخل ولده عماد الدين إلى عمه نورالدين مستنصرًا به ليعينه على أخذ الملك لنفسه. كان نور الدين يبغض فخر الدين عبد المسيح بسبب خشونة سياسته تجاهالرعية، وظلمه، وتجبره، فلمَّا علم بتحكمه في أمر ابن أخيه، قال: "أنا أولىبتدبير أمور أولاد أخي" وأقام العزاء لأخيه، فلما انقضت أيام العزاء، اختارنخبة من خيرة فرسانه، وسار بهم بسرعة إلى الخابور، فملكه جميعه، وملك نصيبين وأقامبها، فجمع الجند فأتاه بها نور الدين محمد بن قرا أرسلان بن داود (صاحب حصن كيفا)،وكثر جمعه، وكان قد ترك معظم جيشه بالشام، لحفظ ثغوره، فلما اجتمعت العساكر، سارإلى سنجار فحصرها، ونصب المنجنيقات واستولى عليها، فأسند حكمها إلى عماد الدين ابنأخيه قطب الدين، وكان قد جاءته كتب الأمراء الذين بالموصل سرًّا، يبذلون لهالطاعة، ويحثونه على الوصول إليهم، فسار إلى الموصل، فأتى مدينة (بلد) وعبر دجلةعند مخاضة إلى الجانب الشرقي، وسار فنزل شرقي الموصل على حصن نيِنوَى، ودجلة بينهوبين الموصل، وكان سيف الدين غازي الثاني قد سيَّر (عز الدين مسعود بن قطب الدين)إلى أتابك شمس الدين إيلدكز صاحب همذان وبلد الجبل وأذربيجان وأصفهان والري وتلكالأعمال، يستنجده على عمه نور الدين، فأرسل إيلدكز رسولاً إلى نور الدين ينهاه عنالتعرض إلى الموصل؛ فلم يلتفت إليه، وقال للرسول: "قل لصاحبك: أنا أصلحلأولاد أخي منك، فلا تدخل نفسك بيننا، وعند الفراغ من إصلاح بلادهم يكون الحديثمعك على باب همذان، فإنك قد ملكت هذه المملكة العظيمة، وأهملت الثغور، حتى غلبالكرج عليها، وقد بُلِيتُ أنا ولي مثل ربع بلادك بالفرنج، وهم أشجع العالم، فأخذتمعظم بلادهم، وأسرت ملوكهم، ولا يحل لي السكوت عنك، فإنه يجب علينا القيام بحفظ ماأهملت، وإزالة الظلم عن المسلمين". وأقام نور الدين على حصار الموصل، فعزم من بها من الأمراء على مجاهرةفخر الدين عبد المسيح بالعصيان وتسليم البلد إلى نور الدين، فعلم فخر الدين بذلكوأرسل إلى نور الدين يفاوضه في تسليم البلد إليه على أن يبقيه تحت حكم سيف الدين،وعلى أن يمنحه الأمان لنفسه وماله، فأجابه إلى ذلك، وشرط عليه بالمقابل أن يأخذهمعه إلى الشام، وأن يعطيه عنده إقطاعًا يرضيه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وتسلم نور الدين الموصل، ودخل القلعة من باب السر؛ لأنه لما بلغهعصيان عبد المسيح عليه، حلف أن لا يدخلها إلا من أحصن موضع فيها، ولما ملكها أطلقما بها من المكوس وغيرها من أبواب المظالم، وكذلك فعل بنصيبين وسنجار والخابور،شأنه في ذلك شأن ما كان يفعله في البلاد التابعة لحكمه، ووصله وهو على الموصليحاصرها خلعة من الخليفة المستضيء بأمر الله، فلبسها، ولما ملك الموصل، خلعها علىابن أخيه سيف الدين وأمره وهو بالموصل بعمارة الجامع النوري، وركب هو بنفسه إلىموضعه فرآه، وصعد منارة مسجد أبي حاضر فأشرف منها على موضع الجامع، فأمر أن يُضافإلى الأرض التي شاهدها ما كان يجاورها من الدور والحوانيت، وأن لا يؤخذ منها شيءبغير اختيار أصحابه، وولّى الشيخ محمد الملا عمارته، وكان من الصالحين الأخيار،فاشترى الأملاك من أصحابها بأوفر الأثمان، وعمّره، وعاد نور الدين إلى الشام بعدأن أقام أربعة أشهر بالموصل، واصطحب معه فخر الدين عبد المسيح، وغيَّر اسمه فسماه(عبد الله)، وأقطعه إقطاعًا كبيرًا. وجد نور الدين أن رقعة بلاده قد اتسعت كثيرًا، ولما كان في جهد وجهادمع الصليبيين، فقد أخذ في التفكير بوسيلة تضمن له تأمين الاتصال بسرعة مع أنحاءالبلاد وأطرافها، فلما كانت سنة 567هـ/ 1171م اتخذ بالشام الحمام الهوادي (الزاجل)وهي تطير من البلاد البعيدة إلى أوكارها وجعلها في جميع بلاده. كان نور الدين قد استخدم مليح بن ليون الأرمني لحكم الدروب المجاورةلحلب، وأقطعه إقطاعًا كبيرًا، وقيل لنور الدين: لماذا تستخدم مليح، وتمنحه الإقطاعفي بلاد الشام؟ فأجابهم بقوله: "أستعين به على قتال أهل ملته، وأريح طائفة منعسكري تكون بإزائه لتمنعه من الغارة على البلاد المجاورة له". وأخلص مليحلنور الدين، ولازمه، وشاركه في حروبه مع الصليبيين، وكان نور الدين بالمقابل يدعمهلقتال من يجاوره من الأرمن والروم، وكانت مدن أذنة ومصيصة وطرسوس بيد ملك الرومصاحب القسطنطينية، فأخذها مليح منهم لأنها تجاور بلاده، فسير إليه ملك الروم جيشًاكثيفًا سنة 568هـ/ 1172م، وجعل عليهم بعض أعيان البطارقة من أقاربه. فلقيهم مليح ومعه طائفة من عسكر نور الدين، فقاتلهم، وصدقهم القتال،وصابرهم، فانهزمت الروم، وكثر فيهم القتل والأسر وقويت شوكة مليح، وانقطع أملالروم من تلك البلاد، وأرسل مليح إلى نور الدين كثيرًا من غنائمهم، ومن الأسرىثلاثين رجلاً من مشهوريهم وأعيانهم، فسير نور الدين بعض ذلك إلى الخليفة المستضيءبأمر الله. تلك هي بعض ملامح الجهد الذي بذله نور الدين وجهاده لبناء جبهةداخلية قوية متماسكة، قاعدته العدل والمساواة، وأساسها الإيمان بالله والجهاد فيسبيل الله، وهدفها حشد قوى المسلمين جميعها لقتال أعداء الدين. فعندما حارب في سنة 568هـ/ 1172م قلج أرسلان ملك ملطية وسيواس وأقصراوكبسون وبهنسي ومرعش ومرزبان وسواها، ثم صالحه، شرط عليه أن ينجده بعساكر إلىالغزاة، وقال له: "أنت مجاور لبلاد الروم، ولا تغزوهم، وبيدك قطعة كبيرة منبلاد الإسلام، ولا بد من الغزاة معي" وتمَّ الاتفاق على ذلك. ومضى نور الدين إلى بلاد الشام بعد أن استقرت لهم الأمور في قاعدتهعلى حدود المشرق، ولكن قبل سفره، جاءه رسول من بغداد يحمل منشور الخليفة (مرسوم)بإقراره على حكم الموصل والجزيرة وإربل وخلاط والشام وبلاد قلج أرسلان وديار مصرأيضًا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومنالملامح البارزة في حياة نور الدين محمود علاقته بصلاح الدين الأيوبي؛ إذ تولى نورالدين تربية صلاح الدين منذ صغره؛ فكان له بمنزلة الوالد والمعلِّم، وكان يدربهعلى فنون القتال، ويغرس فيه حب الجهاد في سبيل الله U، ثم عينه بعد ذلكقائدًا للشرطة، ثم أرسله بصحبة عمه أسد الدين شيركوه إلى مصر؛ استجابة للوزير شاورضد ضرغام الذي استعان بالصليبيين، وبعد انتصار أسد الدين ووفاته، تولى صلاح الدينالوزارة في مصر للدولة العُبيدية، رغم كونه سُنيًّا، وعمل صلاح الدين على تنفيذأحلام نور الدين، وأحلامه الشخصية، وأحلام المسلمين جميعًا بالقضاء على الدولةالعبيدية، وعادت مصر دولة سنية مرةً أخرى، وأضاء وجهها المشرق من جديد. كانتعلاقة نور الدين محمود بصلاح الدين بعد إسقاط الدولة العبيدية حسنة إجمالاً، وبخاصة أن صلاح الدين قام بتنفيذ الأمر الصادر إليهمن نور الدين بوجوب الدعوة للخلافة العباسية بوصفه نائبًا عنه، وقائدًا لقواته فيمصر، ومع ذلك لم تلبث هذه العلاقة الطيبة أنأخذت في التوتر تدريجيًّا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ولكنما هى الأسباب التي أدت إلى توتر العلاقة بين صلاح الدين ونور الدين محمود؟!لقدعرض بعض المؤرخين وجهات نظر مختلفة تحاول أن تكشف عن أسباب هذا التباعد منها:* الطموحات التي نشأت لدى أسد الدين شيركوه فيحكم مصر، فلم يخف شيركوه هذه الغاية في نفسه بلظل يتحدث عنها حتى استاء نور الدين محمود وانتابه القلق من هذا الطموح. ولكن نرى أن اختلاف وجهات النظر السياسية كانتمن أهم أسباب توتر العلاقة بين نور الدين محمود وصلاح الدين؛ فقد رأى نور الدينمحمود في بلاد الشام أنها بمنزلة الأرض الرئيسية للمعركة ضد الصليبيين، وتطلع إلى مصر كمصدر للطاقة البشرية الإضافيةوالواردات المادية التي تسد نفقات الجهاد، وخطوةتمهيدية للقضاء على مملكة بيت المقدس وهو لم يناضل في ضمها إلا من أجل هذه الغاية، أمّا صلاح الدين فقد كان مقتنعًا نتيجة للصراع بينالقوى الثلاث في الشرق الأدنى الإسلامية والصليبية والبيزنطية حول مصر بأن هذاالبلد يشكل في الوقت الراهن مركز الثقل في العمليات العسكرية. ونتيجةلهذا الاختلاف في وجهات النظر السياسية كانت تصرفات أحد الرجلين تفسر على أنهاموجهة ضد الآخر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ابن كثير: البداية والنهاية، ج12، ص277.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] محمد سعيد مرسي: عظماء الإسلام عبر أربعة عشرقرنًا من الزمان، ص226، 227.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] البداية والنهاية، ج 12، ص278، 279.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د/ طقوش: تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص407: 420.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د/ طقوش: تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص252.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بسام العسلي: نور الدين القائد، ص112: 115.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بسام العسلي: نور الدين القائد، ص115.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بسام العسلي: نور الدين القائد، ص116: 118.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بسام العسلي: نور الدين القائد، ص118: 120.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د/طقوش: تاريخ الزنكيين، ص394، 395.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] د/طقوش: تاريخ الزنكيين، ص398، 399.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

نور الدين محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: نور الدين محمود   نور الدين محمود Icon_minitimeالإثنين 4 أكتوبر 2010 - 11:30

مشكورة شجرة الدر للموضوع

تحياتي وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

نور الدين محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: نور الدين محمود   نور الدين محمود Icon_minitimeالإثنين 11 أكتوبر 2010 - 15:21

سيرة عطرة

تسلمين

استاذة شجرة الدر

تحياتي والود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

نور الدين محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: نور الدين محمود   نور الدين محمود Icon_minitimeالجمعة 29 أكتوبر 2010 - 9:47

زينب بابان كتب:
مشكورة شجرة الدر للموضوع

تحياتي وتقديري

مشكورة المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

نور الدين محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: نور الدين محمود   نور الدين محمود Icon_minitimeالجمعة 29 أكتوبر 2010 - 9:55

أحمد الهاشمي كتب:
سيرة عطرة

تسلمين

استاذة شجرة الدر

تحياتي والود

اسعدنى مرورك استاذ احمد
تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سارة عمر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
سارة عمر


عدد المساهمات : 3690
نقاط : 4949
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 03/04/2010
العمر : 40

نور الدين محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: نور الدين محمود   نور الدين محمود Icon_minitimeالجمعة 29 أكتوبر 2010 - 20:16


أشكرك على نقل هكذا شخصية

بارك الله فيك شجرة الدر

لك عبير ودي

و تقدير

عدل الخط من قبلنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نور الدين محمود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من وحي الصيام : محمود أسد
» قصة عماد الدين زنكي
» فوائد قمر الدين
» الولد الشقى محمود السعدنى
» (*+*محمود الطاهر الهاشمــي*+*)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام العامة :: واحة الشخصيات الدينية والتاريخية والأدبية والسياسية-
انتقل الى: