-1الصّّّّدى محمودأسد
Mahmoudasad953@gmahl.com كفّها الناعمة لامستْ جبهته ... مرَّت بلطف مع ندى صوتها .. روحُها الشفّافة طارَتْ فوقه .. قرأت شقاءَه اليومي .. كشفت بعض ما يعانيه .. أعادت النظرة مصحوبة بالدعاء ثم قالت :
- يا حبيبي قم للصلاة .. أعادتها ثانية – اقترب شروق الشمس ..
- يرضى الله عليك و على أولادك ..
بتراخٍ قام تشهَّد وحَّد القيوم .. سلك الطريق القصير إلى الحمَّام توضأ .. سمعها تقول له :
سبقتك إلى الصـ ..ـلا ... ة ولم ينظر إليها ..
لم يرَ شحوبها .. لم يرَ خفقان صدرها .. لم ينتبه إلى صوتها المتهدِّج نوى الصلاة .. صلّى و استغفر ربّه
قام إليها و ببرود ساذج سألها : ماذا تفعلين ؟
لم تجبْه .. قال بسرِّه : ربما تقرأ القرآن .. قام و التفت إليها من جديد ...- ما بك ؟ ما الذي سوف تفعلينه لنا ؟
سيحضر الأصدقاء . سيباركون لنا .. لم تردَّ عليه .. نظر مليّاً إليها. القرآن فوق وجهها، و عيناها مبصرتان .. ارتفعت شهقة أتبعها صرخة .. في اليوم التالي تأخر عن أداء صلاة الفجر ... من جديد اقتربَتْ منه .. وضعَتْ يدها على جبينه ... هل تؤدي الصلاة ؟ .. أجابها في كلِّ يومٍ أوقظ زوجتي و أولادي ..
فتح عينيه فرأى الشمسَ أمامَ النافذة تعاتبه ...
- -2القفـص للتـداول
ما أنْ فتح البابَ حتى ارتفعت أصواتُ أبنائه : بابا … بابا و صوت من الجميع : بابا أحضر قفصاً … عبسَ و اكفهرَّ قطَّبَ جبهته سَعَلَ مصطنعاً . هدأت حركة الأولاد عمَّ هدوءٌ وليدُ خوف … قطعه حركة الأمِّ المهرولةِ من المطبخ … بين يديه وقفت رحَّبَتْ تناولَتْ كيساً ما زال بيده … وضعَ القفص الفارغ على جانب … ثمَّ أخذ مكانه … أولاده التفوا حوله قالت له : خيرٌ إن شاء الله … يعطيك العافية … حَضَرْتَ باكراً …
لم يتكلَّمْ في البداية … قرأ السؤالَ ثانية من عينيها و يديها … قال أشعر بالتعب و الإرهاق.
- و لمَ هذا القفص يا رجل ؟
أجابَ الأولادَ عنه ليحضرَ لنا عصفوراً جميلاً و غرِّيدا هزَّ رأسهُ دون أن يفهموا حركاته و إشارات يديه لم يقدروا فكَّ شفرةِ عينيه . الأمُّ قالت له و لمَ القفص ما دمنا لا نخرج من بيتنا و لا نستطيع إطعام أنفسنا يا بن الحلال …
نظر إليها … نظروا إليه … جاءهم صوتُ مازن الصغير : لا مانع نتناوب عليه كلَّ يومٍ و نجرِّب صوتنا. صوتٌ خفيفٌ منكسرٌ جاءَ من عصفورٍ حطَّ على النافذةِ اكسبوا خبرةً ، و تحصَّنوا للقادمات …