واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 الادب والاسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:47

قَرْن كلمة أدب بهذه السمة "إسلامي" هو من باب تحصيل الحاصل لو كان الناس يفقهون أن الأدب تأديب لقوله الادب والاسلام Salah: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".


وهل يؤدب الإنسان أفضل من خالقه ومصوره والعليم بطينته وسريرته؟
وهل يؤدب الإنسان أحد غير الأحد، وغيرُ ما مِن الأحد: كتابه ورسوله، وحَمَلةِ كتابِه، وورثة رسوله الادب والاسلام Salah، وهم الربانيون الذين يعلِّمون الناس بصغار العلم قبل كباره.

من هنا لا معنى لإضافة كلمة إسلامي إلى الأدب إلا من زاوية تمييز الأدب عن غير الأدب.

ذلك أن كثيرا مما يُكتَب اليومَ لا علاقة له بالأدب، ولا طعم له منهولا رائحة ولا لون. بل هو حرب على الله، ومسخ للفطرة، وإجهاز على الدين،ومصادرة للأخلاق.. سمِّه ما شئت إلا أن تقول عنه أنه أدب. وإن شئت قل هومن قلة الأدب، وسوء الأدب، بل مِن انعدامه وإعدامه. من هنا جاءت هذهالتسمية لا لتميز أدبٍ عن أدب، ولكن لِتُمَيِّز الأدب عن "اللاأدب"يبقىالأدب أدبا والسلام، قبل ظهور الإسلام وحركات الإسلام. لكن الحركةالإسلامية، بتياراتها المختلفة، أعطت للأديب صفة الالتزام، وهي إضافةنوعية تنضاف إلى صفة "الإسلامية".

الالتزام بقضايانا المصيرية

كقضية الدعوة والتذكير بالله والآخرة، وتزكية النفس، ومطلب الإحسان،ومدافعة الظلم والعدوان على المسلمين وعلى المستضعفين في كل مكان، خاصة فيبؤر التوتر التي لها صلة وثيقة بتاريخنا وأمجادنا وأجدادنا وذاكرتناووجداننا ومقدساتنا مثل فلسطين، القدس والأقصى، والعراق، ومكة الشريفةوالمدينة المنورة الطيبة، وأفغانستان، والبوسنة والهرسك، والشيشان، ولبنانوغيرها من البلدان التي عرفت وتعرف الاحتلال الصهيوني والأمريكانيوالمتحالفين معهما، ومع الشيطان ضدا على الإسلام المسمى إرهابا في قاموسالنظام العالمي الجديد، ولغة هيأة الأمم، ومجلس الأمن وغيرهما من سدنةالجاهلية الجديدة القديمة

يقول الأديب اللبيب، والشاعر الأريب د. عبد الرحمن صالح العشماوي في لقاءأجراه معه فريق منتديات "أوفاز" الأدبية إجابة عن إحدى الأسئلة الهادفة:


"الكلمةالصادقة إضاءة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرقي بالكلمة الصادقة،ويجعلها أعلى مكانا، وأسمى هدفا، المهم أن يتوافر للكلمة ـ في مجال الأدبـ الإبداعُ الفنِّيُّ، والصورةُ البلاغيةُ الجميلةُ، والتدفق البيانيالماتِعُ، والمجتمعات البشرية الراقية هي التي يشيع فيها "الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر" بأساليبه المناسبة التي لا شطط فيها ولا مبالغة، وللأدبدور كبير في ذلك والذين يهونون من قيمة الأدب الناصح الواعظ صنفان

1 ـ صنف يضيق بهذا الأمر لأنه متشبع بحرية الإنسان المطلقة في سلوكه وتصرفاته.

2 ـ صنف لم يطلع على روائعالأدب الوعظي فيظن أنها ضد الفنية فيحاربها. ولو قرأ نماذج من شعر أبيالعتاهية مثلا لغير رأيه. انتهى كلام شاعرنا الداعية الرباني.


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:31 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:47

سمات الأدب الإسلامي


في البدء:


إن هذا الأدب يتميز عن غيره منالآداب بما يحمله من خصائص ومميزات وعناصر تجعله أدب الدعوة والجهادوالتعبير عن العقيدة والحياة والكون.

ادب

أدب يأخذ تميزه من المرتكزات التي ينبني عليها، وهي كونه أدبا رباني المصدر، رباني الغاية.
أدب أسلم القياد لله، ولدينه، ولسنة نبيه الادب والاسلام Salah، فتألق نجمه بين باقي الآداب الماجنة المارقة، الفاضحة الكاشفة، المغرية بالحياة ووساوسها.
أدب يصدر عن قلب مؤمن مطمئن بالله وبرسوله، وعن فكر، يستمد نورانيته من الوحي: من كتاب الله ومن سنة نبيه المصطفى الادب والاسلام Salah،فينطبع بهما ويتعلق الروح بما جادت الأقلام به، من نبعهما تستقي راضيةمرضية، منقطعة الصلة من حيث المضمون عن الآداب الدوابية الكاسحة، مستفيدةمن حيث الشكل من كل المقومات الفنية والجمالية التي أسهمت الحضارةالإنسانية في بنائها.

ليس كل

ما ينقل عن الآداب الأخرى مدعاة للفرح وللتمثل، وليس جميع ما جادت بهالفنون معيبا خاضعا للرفض. فقد يكون الاختلاف حول قضية من القضايا وسيلةللاتفاق، لكن الاختلاف الجوهري بين الأدب الإسلامي، وبين الآداب الأخرىالتي تختلف من حيث المنطلقات الفكرية والثقافية عن تلك التي ينطلق منهاهذا الأدب الحامل لواء الرسالة، المنافح عن الحنيفية السمحة، لا يدع مجالامن حيث المضامين للاتفاق، إذ أن الهوة سحيقة بين ما يدعو إليه أصحابالمذاهب والمدارس والاتجاهات الأدبية التي تؤسس فكرها على معاداة الدين،وبين ما يحمله رواد الأدب الإسلامي من معان وقيم ومبادئ، تسهم بحظ وافر فيربط العبد بربه أولا، وفي جعله يفتح عينيه على الكون والحياة والوجود،ويعتبر بنظره إلى خلق السموات والمجرات والجبال والأراضين والآفاق الرحبةالواسعة، والنفوس القريبة، تأملا وتفكرا وتذكرا حتى يتبين له أنه الحق،مما يكون مؤسسا للإسلام وللإيمان وللإحسان.
]فالأدبالإسلامي له ما يميزه عن غيره من الآداب " فإذا كانت الإسلامية قد أبدعتأدبا وفق هذا النوع أو ذاك، أي في دائرة الشعر أو القصة أو الرواية أوالمسرح.. إلى آخره.. وإذا كان هذا الأدب ينبثق بالضرورة عن منظور متميز،أو رؤية متفردة، هي الرؤية الإسلامية بخصائصها ومميزاتها جميعا.


أفلا تكون الإسلامية بالتالي مدرسة أو منهجا متميزا بين الآداب بمذاهبها كافة ؟

فإذا كانت الاشتراكية

مثلا تنبثق عن منظور مادي للكون والحياة والإنسان، فإن الإسلاميةعلى النقيض من ذلك، ترفض الرؤية الأحادية وتضيف للمنظور بعدا روحيا، بعداغيبيا يتجاوز المحدود إلى المطلق، والحسي إلى المعنوي، وعالم الظاهر إلىعالم الباطن، والصراع في صيغة الطبيعة الإنتاجية إلى الصراع في صيغهالإنسانية الشاملة.


وإذا كانت (الطليعية) مثلا

تنبثق عن منظور عبثي لا معقول، فإن الإسلامية، على النقيض تماما، تقوم على الهدفية والمعقولية والجدوى، وترى في العالم والتاريخ والمجتمع فرصة للتحقق بالمصير



وإذا كانت الرومانسية مثلا


تبحر بعيدا باتجاه العاطفة البشرية وتنساق مع منازعها وأشواقها..

وإذا كانت (السريالية)

توغل باتجاه الطبقات البعيدة للنفس البشرية حيث تلعب الغريزة دورا تحكميا في أنماط السلوك، فإن الإسلامية،إذ تعطي مساحة ما لهذا كله، فإنها تتجاوزه صوب "الآخر" بعيدا عن "الأنا"وباتجاه القدرة على السيطرة وصياغة المصير، بعيدا عن التسيب والضبابيةوالفوضى التي تتمخض عن إطلاق العنان لغرائز الإنسان في عوالمه السفليةالمحتمة.



]وحيثما قلبناالأمر على وجوهه رأينا في التضاد المتميز للإسلامية عن سائر المذاهبالأخرى ما يجعلها تحمل مذهبيته الخاصة، وما يمنح معطياتها الأدبية مواصفاتوخصائص لا نكاد نجدها في أي مذهب آخر."(1).


على ضوء ما سبق نرى أن للأدب الإسلامي مميزات وخصائص وسمات نوردها كالآتي:

1- د. عماد الدين خليل في مجلة المشكاة العدد 18 / السنة -5 / 1414ه
.


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:22 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:48

الادب والاسلام 10311- الربانية: الادب والاسلام 1031



الأدب الإسلامي رباني المصدر، ربانيالغاية، أي أن مصدره هو الوحي (الكتاب والسنة) ويستهدف الإنسان لربطهبالخالق، ولفتح عينيه على الغاية من خلقه كي لا يضيع وسط زحمة الحياة وماتعوج به من أحداث وصراعات ومجريات.


وهذه الربانيةهو ما يمنح للأدب سمته الإسلامية، ويجعله أدبا راقيا يسمو بذوق الإنسانوبفكره وبروحه. ويربطه بربه. بما "ارتضى الله لعباده الإسلام شرعة ومنهاجابقوانينه وقيمه. والأدب بأثره الجلي في توجيه انفعالات الناس وترشيدأفعالهم، وتنوير بصائرهم نحو الكون وتناسقه، والحياة وغايتها، لا يعقل أنيظل بمنجاة عن منظور هذا المنهاج الشامل، أنه حميم الصلة بالفرد والجماعة،صميم الرباط بالأمة والمجتمع، فغدا الأدب في ظل شريعة الإسلام موجها وجهةإسلامية ملتزما بالتعبير الحي الصادق عن هذا المنهاج بأبعادهالشمولية."(2)


فهذا الأدبينبع من القرآن ويستجيب له، ويأخذ مفاهيمه وعناصره الفكرية ومضامينه منه،ويستقي قيمه وتعاليمه من السنة المطهرة، بل يعززهما في تبليغ الرسالة،وبيان الحق للناس: "إن كان من المعقول أن يتدرج الأدب الإسلامي والفنوالمسرح والشعر في جهاد تميزه عن الأدب الكاسح المادي، فاكتماله يرجى يوميعبئ الطاقات الأدبية بشجاعة وصدق ليقف صفا متراصا خلف الكلمة القرآنيةوالبلاغ النبوي."(3).


إنما يستجيبلهذا الكتاب الذين يسمعون، الذين أشربت قلوبهم إيمانا صادقا، وحشيتبواطنهم فهما وحكمة، فعقلوا وفهموا الدور الكبير لهذا الكتاب في تغيير حالالفرد والأمة، فيغدو منبعا للتلقي والأخذ، للورود والصدور: "إنما يحتكمإلى القرآن، ويرقي فهمه إلى التلقي عن القرآن، ويحفظ حرمة القرآن، من كانالقرآن ربيع قلبه، والنظر فيه قرة عينه، والامتثال له راحة روحه، لا يضيرهمع هذا أن يستفيد من علوم الأئمة، وما من علم تناولوه إلا وهو في خدمةالقرآن، مستنبط من القرآن، راجع إلى القرآن، صادر عن القرآن، والسنة مبينةمنيرة. لا تجد هذه الفراشات الهاجمة على النار، الجريئة على القول بغيرعلم، إلا من صنف الذين غرست في نفوسهم محبة الفلسفة والعلمانية وثقافاتالكفار، أشربوا الغرب الجاهلي والشرق الجاهلي في قلوبهم، فعن ذاك المشربيُتَرْجِمون، لا ينتهي إعجابهم بالحضارة المعاصرة، ولا يملكون من التمييزما به يدركون عُوارَها كما يدركه العقلاء من أهلها أنفسهم."(4)


وقد تنبهالأولون ممن عرفوا للقرآن قيمته وجعلوه منطلقهم في بيان الحق إلى قيمة هذاالكتاب وإلى دوره في التربية، وأفضاله على الإنسان في كل مناحي حياته، ولميهنأ لهم بال، فراحوا يستمدون المعاني والقيم من القرآن، يحتفون بهوبأفضاله، ونشأت العلوم العديدة تستهدف صون هذا الخير العظيم من أن تمتدإليه الأيادي بسوء وأني لها ذلك لأنه محفوظ من الرحمان:" إنا نحن نزلناالذكر وإنا له لحافظون."(5)
]وقددارت حول إعجاز القرآن الكريم نقاشات طويلة بين القول بالصرفة عند النظامممثل المعتزلة، وبين الإعجاز البياني والعلمي والتاريخي والعددي، كما عندالباقلاني في كتابه إعجاز القرآن، والجرجاني في كتابيه أسرار البلاغة،ودلائل الإعجاز، وعند الخطابي في كتابه بيان إعجاز القرآن، والرماني فيكتابه النكت في إعجاز القرآن، والجاحظ والألوسي والرافعي والعقاد، وعندمصطفى محمود والزنداني وزغلول النجار وغيرهم ممن تناولوا إعجاز القرآنقديما وحديثا.و لا سيما بعد أن ادعى الكثيرون القدرة على الإتيان بمثل ماجاء به القرآن الكريم ومنهم ابن المقفع، وشمس الدين قابوس بن وشمكير وابنالراوندي والمتنبي وقبلهم في سخافاتهم مسيلمة الكذاب والأسود العنسيوطليحة بن خويلد وسجاح بنت الحارث بن سويد.

2- د. مصطفى عليان في مجلة الأمة العدد - 42 / السنة - 4 / جمادى الثانية 1404 ص: 34 .
3- الأستاذ عبد السلام ياسين، المنظومة الوعظية.
4 الأستاذ عبد السلام ياسين، نظرات في الفقه والتاريخ ص: 11
5 سورة الحجر الآية:
9.



عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:23 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:48

2- الوضوح:

يتميز الأدب الإسلامي من ضمن مايتميز به الوضوح في الرؤية والطرح، أي أنه أدب واضح في طرحه للقضايا، واضحفي الأسلوب الذي يعبر به، لأن ما يقابل الوضوح هو الغموض الذي انطبع بهكثير من الأدب المعاصر، وغدا ذلك من قبيل المرغوب، ولا يعتد بأدب لا يركبهذه الخاصية والميزة، حتى أصبح الإغراق في التعمية يعطي للأدب جودته، لكنالأدب بما يضطلع به من مهام مطالب بالبيان والإيضاح، يقول ابن رشيق القيرواني في كتابه العمدة:"وإنه ينبغي أن يكون من أهم أغراض الشاعر والمتكلم أيضا الإبانة والفصاحة،وتقريب المعنى إلى السامع؛ فإن العرب إنما فضّلت بالبيان والفصاحة، وحلامنطقها في الصدور وقبلته النفوس لأساليب حسنة وإشارات لطيفة، تكسبه بياناوتصوره في القلوب تصويرا."6 ويقول الدكتور نجيب الكيلاني:"والأدب الإسلامي أدب الوضوح لا يجنح إلى إبهام مضلل، أو سوداوية محيرةقاتلة، أو يأس مدمر، فالوضوح هو شاطئ الأمان الذي يأوي إليه الحائرونوالتائهون في بيداء الحياة المحرقة المخيفة.

الأدب الإسلامي

لا يمكن أن يصدر إلا عن ذات نعمت باليقين، وسعدت بالاقتناع، وتشبت بمنهجالله، ونهلت من ينابيع العقيدة الصافية ومن ثم أفرزت أدباً صادقاً، وعبرتعن التزامها الذاتي الداخلي دونما قهر أو إرغام..."7. و يعيب نجيبالكيلاني على الأدب الحديث سقوطه في الغموض وابتعاده عن الوضوح:

"إن الغموض والإبهام الذي ساد الآداب المعاصرة أمر مخيف بالنسبة للحاضروالمستقبل، إنه ضرب من الشذوذ وقد أصبح قاعدة، بل فلسفة يٍروج لها النقادفي مختلف الأنحاء ويعتبرونها معيار الحداثة والإبداع، فإذا الحياة المعقدةفي الغرب، والخواء الروحي، والتخمة المادية، والنمط الميكانيكي للحركةاليومية، والتفكك الأسري، وطغيان الفردية، والفوضى الفكرية والسلوكية تحتشعار الحرية، والأمراض النفسية الفتاكة...

أيمكن القول

إن السلطة القاهرة الجائرة قد خلقت جوًّا مناسباً شبيها لما يجري فيالغرب؛ لقد أشرنا فيما سبق إلى فئة من الأدباء تحت ذلك المنحى، وتوفرتلديها مبررات كافية للإغراق في الغموض"8.

بل إن الوضوح في الأدب من مسؤولية الأديب:" فمسؤولية الكلمة -إن كنانؤمن بها- تقتضي الوضوح دون إهدار للقيم الفنية الجمالية.. فالقرآن -قمةالبيان- وصورة الأدب الخالدة واضح ميسر (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل منمدكر) (القمر:17)"9.


6 ابن رشيق القيرواني - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده - ج / 2. ص: 53. دار الرشاد الحديثة
7 د نجيب الكيلاني - مدخل إلى الأدب الإسلامي.
8 نفسه، ص: 17.
9 نفسه، ص: 17


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:01 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:49



3 -الصدق:


المقصود بالصدق:

"الصدق بشقيه الواقعي والفني حدمعلوم بين الأدب الإسلامي وغيره في إطار من طبيعة هذا الالتزام. فالانفعالبالشيء وقوة الإحساس به لا يعني تزييف حقائقه بالإفراط في وصفه وتزيينهبغير الحق... فالصدق في تناول الإنسان كما يقول سيد قطبإنما هو في تصوير المقدرات الكامنة والظاهرة فيه. والصدق في تصوير الحياةكذلك لا يعني تزويرها في صورة مثالية لا وجود لها،بل يعني تناولها في إطارأهداف الحياة اللائقة بعالم من البشر لا بقطيع من الذئاب."10

وهذا الصدق ينبع من اليقين والاقتناع بمبادئ الإسلام وتعاليمه لأن:

"الأدب الإسلامي لا يمكن أن يصدر إلا عن ذات نعمت باليقين،وسعدت بالاقتناع، وتشعبت بمنهج الله، ونهلت من ينابيع العقيدة الصافية ومنثم أفرزت أدباً صادقاً، وعبرت عن التزامها الذاتي الداخلي دونما قهر أوإرغام..."11.



10 د- مصطفى عليان، مجلة الأمة العدد:42 - السنة: 4 جمادى الثانية 1404.
11 - مدخل إلى الأدب الإسلامي. ص: 20.






4- المسؤولية:



وهي ما يعرفبالالتزام غير أن بعض النقاد الإسلاميين يفضلون كلمة مسؤولية بدل كلمةالتزام لكونها ترتبط تاريخيا بالمذهب الوجودي الذي يمثله جون بول سارترومنهم محمد علي الرباوي12 والأستاذ عبد السلام ياسين في كتابه سنة اللهالذي يشير إلى هذا الارتباط بين كلمة التزام وهذا المذهب عندما تحدث عنالصحوة الإسلامية واستعمال كلمة التزام للتعبير عن الالتزام بمبادئالدين.13 ولكن الالتزام هو ذو شقين: "إن الالتزام الفردي نحو الفردوالجماعة والكون والتاريخ يكبل انطلاقة الفرد من جهة، ويعطيها حرية بلاحدود من الجهة المقابلة. وكذلك الالتزام الجماعي نحو الجماعة والفردوالكون والتاريخ. ومن هنا تصبح الحرية حرية مسؤولة، ويصبح الفرد حاملاآلام المجتمع، ويصبح المجتمع حملا آلام أفراده. وبدون هذا الجدل الإنسانيالمتحرك النابض يصبح الوجود غابة فاحشة. أو معتركا مائجا بأنانيات حاقدةمن كل لون. وعدوانات ساحقة من كل اتجاه"14.


لا تعني هذه المسؤولية

تقييد حرية الأديب، وكبت أحاسيسه ومشاعره بل ذلك من صميم الحرية تجعلهمنطلقا للتعبير عن نفسه، يعبر بصدق وأمانة عن غيره، عن دينه وأمته، عن ربهوعقيدته، عن الحق والعدل، عن كل ما يراه صوابا:

"ولا يعني هذا الالتزام تقييد حرية الأديب، فالمسلم قبل أن يكونأديبا ملتزم بعقيدته التزاما فطريا يجعل الحق والنقاء والسمو والنظافةوالخير، قيما عفوية في سلوكه لا قيودا جبرية."15.

فهذه الحرية في ظل التوجيه الإسلامي: " حرية ملتزمة بالحدود التي يرسمهاالإسلام للمجتمع، وبالقوانين التي تحكمه، وبالخلق الذي ينبغي أن يسوده.فانضباط الفرد بذلك ضمان لحريته وصون لكرامته. فالحرية بهذا الفهم عطاءوأخذ، إفادة وانتفاع، أداء وطلب.

وهي بهذا الحد مثالية متفردة لأنها ليست من صنع الخلق، بل منحة رحمةمن خالق الخلق."16. ولا يمكن: "أن نفهم حرية الأديب على أنها تمجيدللإلحاد، وتغن بالزندقة، أو أنها إطلاق لرغائب الفرد دون قيد غير إرادته،ورفض لأي قيد مهما كانت قيمته وسلطانه دينا أو تقاليد موروثة نافعة، أوأنها إطلاق للغرائز المكبوتة وإعتاقها من عقالها متحللة من أي قيد إلانداء الجنس بتشجيع الرذيلة وطمس الفضيلة وإشاعة الفتنة، أو تفهم على أنهاحماسة الإفساد بين الناس وإثارة الحقد بينهم بدعوى المساواة الهزيلة. فإنهذا الفهم المتخلف لحرية الأديب يفرز مجتمعا بشرائح إنسانية ملونة، ونماذجبشرية ملوثة بآفات الصراع والعذاب والانحلال والشقاء. والأديب بهذا الفهمأداة هدم للمجتمع وآلة تشويه للحياة والإسلام إنما يريده عامل بناء فيعمارة الأرض والحياة."17. والمسؤولية كما يراها الدكتور نجيب الكيلاني:"قد ربطت... بين مبدع الكلمة ومتلقيها وبالتبعية الحركية (أو الديناميكية)التي تشعلها الكلمة أو تغرسها في نفس وروح وفكر الآخرين، وقد يظن ظان أنالمسؤولية هنا مع الغموض، فالرسالة المبهمة عبث.


ولكن الواقع

غير ذلك إذا أن (الصورة الفنية) الغامضة قد تنقل إلى ذهن المتلقي وروحهاضطراباً أو تحركاً أعمى، أو انفعالاً طائشاً بلا فهم أو هدف، ولا يتولدعنها إلا التمرد العشوائي، أو الرفض الجنوني، هذا الانطباع المختل، أوالأثر المشتت يعد خروجاً على النسق البديع الذي تشربناه مع قيم الإسلامومبادئه، وخلاصة الأمر أن المسؤولية تقتضي الوضوح، ولكنها لا تتعارض معالقيم الجمالية، وتقتضي الأثر الهادف البناء... إن ارتباط الأدب الإسلاميبالمسؤولية النابعة من صميم الإسلام، يقي أجيالنا ال
محاصرة، من السقوط في براثن تيه الفلسفات التي تعد بالمئات." 18.

12 - مجلة المنعطف: ع: 2 1991، ص: 75.
13 سنة الله ط /2 1426- 2005- ص: 259.
14 - الدكتور محمد أحمد عزب مجلة الأمة العدد 43-السنة الرابعة-رجب 1404ه - ص: 31.
15 - مصطفى عليان في مجلة الأمة العدد:42 - السنة: 4 جمادى الثانية 1404ه ص: 34.
16 - نفسه، ص: 34.
17 نفسه، 34.
18 مدخل إلى الأدب الإسلامي، ص: 17-18-19.













عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:30 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:49

المسؤولية تنبني على:



الاستيعاب:



وذلك بفهم الغرض من الخلق والغاية منالوجود، وجود الإنسان الذي خلقه الله عبدا مسؤولا، أقر بنفسه بتحمل هذهالمسؤولية: "إنا عرضنا الأمانة على السموات والارض والجبال فأبين أنيحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا." فالإنسان قد تحمل هذهالمسؤولية باختياره وعليه أن يفهم هذا ويستوعبه، ويعمل لأجله.


التمثل:


فلا يكفي أن يفهم الإنسان أنه مسؤول،فكثيرا ما نسمع أن الفرد يقر بأنه مسؤول ولا يتجاوز ذلك إلى تمثل هذاالاعتقاد فيكتفي بكونه عالما به، والتمثل خطوة هامة نحو المبادرة والفعل،أي نحو العمل المتمثل في التبليغ.


التبليغ:


هذا الإحساس بالمسؤولية يؤدي بالمسلمإلى الحركة والفعل وتبليغ ما كلف بتبليغه من أمر الدين. فمهمة المسلمباعتباره مسؤولا أن تصل كلمة الحق إلى كل إنسان في هذا الوجود، وهنا لايجب أن نلتفت إلى الذين يرموننا بالوصاية على الدين فإن هذه الادعاءاتإنما ترمي إلى طي المسلم عن مهمته الشريفة ألا وهي تبليغ دين الله للناسكافة كما أمره الله سبحانه وتعالى.

إذ المسؤولية تقتضي:

"التبليغ الأدبي المربي حامل رسالة الكفاية والصواب والمعنى والصدق، يورد محموله الرسالي القرآني على وجه مقنع جميل أمين على القرآن


وهو بذلك مبشر بالقرآن منذر به لا يخجل أن يصف مضجع الموت، ورقدة المحتضر بلغت روحه الحلقوم.


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:30 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:49

5 - القيام:

]فالأدب الإسلامي يقوم لله ولرسولهولدينه ولكتابه ولبيان الحق. كلما استهدفت واحدة من هذه وجب على الأدبالإسلامي أن يقوم ضدا على كل من تأخذه النفس الأمارة بالسوء للمساس بالدينالإسلامي. وهذه سمة تميزه باعتباره أدب جهاد.
]القيام كلمةتطرق الأسماع وتنفذ إلى الأعماق، وتدخل القلوب لتحريكها نحو الغضب لله متىدعت الحاجة إلى ذلك. وهنا يلتقي دور الأديب بدور الداعية الذي يراقب عملالدولة، ويوجهها الوجهة السليمة، هذا عندما تكون الدولة قائمة الأركان علىالعقيدة والشريعة.

أما إذا كانت الدولة قد انفرط عقدها العقدي والشرعي، فهنا تكمن مهمةالداعية والأديب يقومان جنبا إلى جنب للمطالبة بتطبيق الشرع ولزوم بابالجهاد من أجل تحقيق ذلك.


وهذا القيام يستمد مشروعيته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والقيام رفض للظلم، ووقوف في وجه الظالم، ومعارضة دائمة للاستبداد والجور، وكشف للنفاق والكيد.
وهو وقوف بجانب الحق مناصرة وتجلية ودعما بالكلمة والنفس والمال.

وإذاكان أدب الثورة يلهب المشاعر، ويدفع الثوار إلى تبني العنف والغضب الجامح،ولغة الدم كوسيلة للتغيير، فإن الأدب الإسلامي على النقيض من ذلك يسعى إلىالتغيير ولكن دون إراقة للدماء أو إقصاء للآخر الذي يلمس فيه بوادر الخيروقابلية التربية.

فالقيام لله رحمة ومودة وصحبة ويد في يد تلتقيان بصدق على الذكر والمحبة والمبادرة لبناء الأمة.


فكيفتحقيق التمكين وهولا يتأتى إلا إذا قامت أقلام تطلب ما ضاع من خيراتومكتسبات وفضائل، جاهد الصادقون من هذه الأمة في بنائها والحرص عليهاأزمنة طويلة؟


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:05 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:50

ان تحقيقالتمكين لا يتأتى إلا إذا قامت أقلام تطلب ما ضاع من خيرات ومكتسباتوفضائل، جاهد الصادقون من هذه الأمة في بنائها والحرص عليها أزمنة طويلة:

"متى يفهمبعضهم أن التصنيعَ، والتنمية، والحداثة، والعدل، والعلومَ، والقوة،وتماسُك المجتمع، وعزةَ المسلمين، ونجاح الأمة، ووحدةَ الأمة وفلاحَ الأمةفي زمَن »عَوْلمة» السوق، وسيطرةِ الفكرِ التطبيعي مع اليهود الصهاينة، لنينبُتَ شيء منها في بلاد المسلمين ما لم يتبَنَّ المسلمون والمسلمات هذهالمطلوباتِ المرغوباتِ الممتنعةَ بوصفِها مقَوِّماتٍ تخدُم الإسلام،وبوصفِها وسائلَ لغاية الإسلام.



مطلوباتٌ للأمةِ


هذا شرطُ فلاحها ونجاحها وبقائها وعزتها.

مطلوباتٌلا سبيل إليها إلا بتحولات عميقة في عقلِ المسلمين والمسلمات، وفيالذهنيات، وفي العادات، وفي الهيكلة الاجتماعية، وفي أنظمةِ الحكموالتعليم والقضاءِ، والعَمَلِ، وقسمةِ الأرزاق، وإنتاجِ الأرزاق،والمنافسة في السوق العالمية على الأرزاق، والتحرُّرِ من التبعية لدهاقنةالعالم وفراعنتِه وقاروناته.

مطلوباتٌ للأمةِ تجرفُنا التحوُّلاتُ السريعةُ المتسارِعةُ بالدوَلِ بعيدا عن عمْقنا، طافِين على وجه الأحداث، إن لم نسع لتحقيقها.

مطلوباتٌ للأمة - تُغْرَسُ بذروهَا في أرضية الأمة - وهي الإسلام والإسلام وحده. وتُتَعهَّدُ وتُسقى بماءِ الثقة واليقين والصدق حتى تؤتي أُكْلَها.


مطلوبات للأمة لا سَبيلَ إليها إن لَم ترتبط في ضمير كل مسلم وعقيدتِه ونيته وعقله وعمله اليومي بصلاته وصيامه وزكاته وحجه ورغبته في جنة ربه.



مطلوبُ الشورَى-صريحِ الشورَى- ينهض من عُمْق إيمان المومنين وإسلام المسلمين، بَذرةَشجرة طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء. ثِمارها بركةٌ على الأمة لَمّااكتنفَها في نباتها وبسوقها وإزهارها وإثمارها سياقُ وأمرُهم شورَىبينهم: عبد السلام ياسين، الشورى والديمقراطية، ص: 2.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 21:50

6- الاقتحام:

الأدبالإسلامي أدب مقتحم، يدخل الباب على كل القضايا، يطرقها، ويعالجها أويثيرها للبحث عن حلول لها، ويقدم تصوره عنها، يهدم الخرب منها، ويبنيالصحيح، فإنه لا يصح إلا الصحيح.

والاقتحام يستوجب إيمانا وصدقا وتربية وإحسانا، فلا اقتحام بدون إيمان ولاإيمان بدون صدق ولا صدق بدون تربية، ولا تربية بدون جماعة مربية منظمة،تأخذ بيدك لتدخل بك على باب الله وتستفز عقلك وروحك، وتفتح أمامك الآفاقلترى عظمة الخالق، ورحمته وعفوه وتجليها.


الاقتحام بذل للمال والنفس، كما في سورة البلد:

"فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة"22.

وكذا بذل الوقت والجهد،لقوله الادب والاسلام Salah:

"نعمتان مغبون فيهما كثير من أمتي: الصحة والفراغ". وتسخير للقلم والفكر حتى يتأتى بيان الحق، وإزهاق الباطل.


فالأديب يتمثل قيم القرآن ومبادئه في اقتحام و:
"من وراء شفافية الشعر وتلطف الفن وترقيق الأدب، ينبغي أن يرتسم بوضوححقيقة من أنا المتكلم الشاعر الأديب الفنان. وينبغي أن تنفذ رسالتي وتبلغأمينة على البلاغ القرآني النبوي الذي أخدمه عزيزا به مقتحما به متحديابه."23.


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:27 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:15

7 - القصدية:



ويعنيذلك رفض العبثية أو قصر دور الأدب ووظيفته في تحقيق المتعة والتذوقالجمالي، فلا فائدة ترجى من الأدب إن هو اكتفى بالجانب الفني الجماليوأغفل التبليغ والتربية والتوعية وبيان الحق ونشر العدل والخير والمحبة فيهذا العالم الموبوء المثخن بالجراح، من جراء الحروب وما تجره على الإنسانمن ويلات الفقر والحاجة والسقوط في الرذيلة وسوء التوزيع للثروات وما إلىذلك من مظاهر الفساد والإفساد.


فالإنسان" ذكر وأنثى ما اختار أحد جنسه، ولا استشاره أحد متى وأين وكيف يبرز منالعدم إلى الوجود. شعوب وقبائل، ألوان ولغات وتاريخ. وجد الإنسان نفسهمظروفا مذهوبا به."24.

ولهالاختيار في أن يسخر ما منح من قدرات لفعل الخير، والتعارف مع الأقواموالشعوب، وإسداء المعروف. وشكر نعمة الإيمان بتبليغ الشعوب والقبائل رحمةالإسلام وبشارة أن الإنسان ما خلق عبثا." كتاب محنة العقل العربي.

و يقول نجيب الكيلاني:


"والأدبالإسلامي ليس (عبثيًّا)، ولا يمكن أن يكون كذلك فليست الحياة ولا قصةالخلق، أو دور القدر، ولا حادث الميلاد أو الموت ليس ذلك كله عبثاً(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً، وأنكم إلينا لا ترجعون) (المؤمنون:115)." 25..

24 - عبد السلام ياسين - محنة العقل العربي.
25 نجيب الكيلاني، مدخل إلى الأدب الإسلامي
.


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:25 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:15

8 _ التوازن:


هذاالتوازن الذي يتماشى مع طبيعة الإسلام نفسه، إذ أن المسلم متوازن فيشخصيته، لا يغلب جانب المادة على جانب الروح، وكذلك الأدب يتطلب هذاالتوازن، ويحث عليه المنطق، وعلى التوازن ينشئ الأديب المسلم أدبا متوازنامن حيث المضمون والصياغة، فلا يغلب جانبا على آخر، فيختل بذلك بناء الأدب،وتنتقض أسسه.


والتوازن في الأدب يعود أساسا إلى التربية:


"ينبغي أن يكون الأدب الإسلامي وسيلة من وسائل التربية، كلمة لها مغزى، تحمل معنى، تبلغ رسالة. لا أداة تسلية وبضاعة استهلاك.


وسيلة تربية وكلمة هادفة تأخذ منالعصر وسائله، وتروضها وتتزين بزينة الله، وتتلطف بأشكال المقبول شرعا منأدوات التعبير العصرية كما تلطف مبعوث أصحاب الكهف ليقضي حاجة أصحاب الكهفمن سوق كانوا يخشون غائلة أهلها." 26.


والتربية الإيمانية الإحسانية هي أيضا:


"صحبة تبلغ أساسا، قدوة تنفذ روحانييته بناء، ثم تطويع العقل والنفس على الاستقامة لله والتعلق القلبي العقلي الكلي برسول الله الادب والاسلام Salah.



وإلا فالكلمة كلام يتكلم، والأدبمؤدب هوائي كما تنفخ نفختك على جمر منطفئ."27. لأنها كفيلة بجعل الأديبقادرا على التوفيق بين المضمون والشكل، وما مالت كفة إلا رجحت الأخرى ولاخير يرجى من أدب رجحت فيه كفة المضمون على الشكل أو كفة الشكل على المضمونمهما كانت الدواعي والأسباب.


يقول دجابر عصفور:


"إن البداية الأولى للتأثير هيتقديم الحقيقة تقديما يبهر المتلقي من ناحية ويبدهه من ناحية أخرى وذلك لايمكن بالنظم العاري للأفكار بل يتم بضرب بارع من الصياغة"28.


واكتمال الأدب الإسلامي:



"يرجى يوم يعبئ الطاقات الأدبيةبشجاعة وصدق ليقف صفا متراصا خلف الكلمة القرآنية والبلاغ النبوي.وليستعمل الجمالية الأدبية ليبلغ كلمة القرآن وحديث الوحي، لا يلوي علىبنيات الطرائق الفنية فيتسرب منه المضمون القرآني النبوي."29.


إن التركيز على المضمون وحده لا يكفي لإنشاء أدب جميل، وقد نعرض عن أدب لا يحترم المواصفات الجمالية كما نجدنا نستكره قول القائل:


الليـــل ليل والنهار نهار *** والبغـــل بغل والحمار حمارُ
والديك ديك والدجـاجة مثله *** وكـــــلاهما طير له منقارُ



كما نعرض عن أدب يتطرف في الفكرة أوالمعنى لدرجة التقريرية، فيكون مواعظ وخطبا ليس الأدب مجالا لها لأن ذلكخروج "من دائرة الفن إلى دائرة أخرى قد تكون الأبحاث أو الموعظة المجردة،وهذه وتلك ساحات يشغلها غير الأديب"30 والمطلوب في الأدب الإسلامي أن يكونمتوازنا في شقيه المضمون والشكل. وهذا ما أسماه حازم بتناسب "جهتيالمسموعات والمفهومات"31.


وإلى هذا أشار الدكتور محمد أحمد عزب:



"فالأدب الإسلامي ينبغي أن يكونمعياره الفني مبرءا من عيوب الخطابية والتقريرية وجمود الشكل، ونثريةالعبارة وبهوت الصورة، ولكن يحسن ألا يغيب على بال الناقد أنه يجب ألايطغى الإحساس بالجمال الفني على الفكرة الملتزمة بالخطة الإسلامية، ولقدضرب عمر رضي الله عنه في قولته المشهورة في نقد شعر زهير بن أبي سلمى مثالالتوازن النقدي بين الشكل والمضمون، كان لا يعاضل بين الكلام، ولا يتبعالحوشي، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه"32.


26 عبد السلام ياسين - المنظومة الوعظية.
27 نفسه.
28 ذ جابر عصفور، مفهوم الشعر في التراث النقدي والبلاغي دار التنوير بيروت ط: 2
29- الأستاذ عبد السلام ياسين- المنظومة الوعظية.
30- د نجيب الكيلاني مدخل إلى الأدب الإسلامي ص: 103.
31 حازم القرطاجني، منهاج البلغاء وسراج الأدباء تقديم وتحقيق محمد الحبيب بن خوجة دار الغرب الإسلامي بيروت 1981 ص: 286.
32- د - محمد أحمد عزب عن البطل والبطولة من المنظور الإسلامي مجلة الأمة العدد


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:21 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:16

9 -الفاعلية والتأثير:

وهذه سمة تميز الأدب الإسلامي وهي كذلك شرط فيه ليكون أدبا مبلغاوموصلا لقيم الإسلام العظيمة ومبادئه المثلى. وتكون الفاعلية في حملالمتلقي على تمثل قيم الخير واجتناب عوارض الشر، أي أن هذا الأدب الإسلامييسعى إلى التخلية والتحلية، عبر دفع الإنسان إلى طرح الخصال المذمومة،واكتساب الخصال المحمودة.

وهذه الفاعلية وهذا التأثير مرتبطان بعنصر الإقناع الذي جاء متكاملا فيالخطاب القرآني، الذي جمع بين التبشير والإنذار. وبين الوعد والوعيد،وإقامة الحجة ودعوة الإنسان إلى التأمل والتفكير واستعمال عقله قبل القبولوالرفض.

وهذا ما نجده متجليا في جوامع الكلم في البلاغة النبوية.


بالصدق وببيان الحقيقة يكون للأدب قوته وفاعليته وتأثيره لأن:


"صدق المضمون وبيان الحقيقة هماالكيف الذي به يكسب الأدب الإسلامي قوته ونفوذه وفضيلته ليغزو ضميرالإنسان في عالم التجارة العملاقة."33.

33 عبد السلام ياسين - المنظومة الوعظية.


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:20 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:16

0 1- العالمية:

وهذا يرتبط بطبيعة الرسالةالمحمدية، إذ هي عالمية، في قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناسبشيرا ونذيرا"34، وقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"35.

فهي رسالة تستهدف الناس جميعا، لا يستثنى من ذلك أحد، دون إكراه معالاستعداد لتحمل المسؤولية في هذا الاختيار. ولذلك لم يغمض للأولين جفنفراحوا يجوبون الآفاق بحثا عن أرض لم يصلها هذا النداء الرباني إخلاصالله، وتأدية للأمانة الملقاة على عاتقهم حتى يكون الإعذار بعد التبليغ.


وعالمية الرسالة، تستوجب أن يكون هذاالأدب له من الوسائل ما يستطيع به ولوج المحافل المختلفة، وخرق الحواجزالتي تعترضه ليكون قادرا على تبليغ الرسالة، وينافح عن الحق الذي لم يكنليظهر لولا الجهاد بالكلمة، "وجاهدهم به جهادا كبيرا، لتصل كلمة الحقالصادقة إلى كل ربع وبطن ومكان.


وليتحقق موعود النبي صلى الله عليه وسلم بوصول الإسلام إلى كل بيت مدر ووبر في هذا العالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:17

الأدب الإسلامي والانكسار التاريخي


تقديم


الادب والاسلام 5_cur
الادب والاسلام 5_cul




يعتبر استيلاء بني أمية على الحكمنقطة تحول كبرى غيرت كل معطيات التاريخ الإسلامي، وهذا ما اعتبره بعضالدارسين انكسار تاريخيا تارة وصدمة حضارية تارة أخرى، وهي أوصاف تعكسالأثر العميق الذي خلفه هذا التحول الجذري في نمط الحكم الإسلامي، حيثأعلن بذلك عن بداية عهد جديد قائم على العض والوراثة والتسلط والقهروالإرغام، بعد العهدين النبوي والراشدي اللذين قاما على الشورى والعدل،فشكلا بذلك العصر الذهبي للتاريخ الإسلامي بكل ما تحمله العبارة من معنى.



الادب والاسلام 5_cdr
الادب والاسلام 5_cdl


والواقع أن انعكاسات هذا التحولالجذري في نمط الحكم طالت كل جوانب الحياة الإسلامية، وذلك انسجاما معالمقولة المعروفة بخصوص علاقة الجانب السياسي بمختلف الجوانب الاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية والعلمية... بحكم العلاقة الجدلية العميقة التيتربط بين مختلف هذه الجوانب.


لم يكن الأدب بمعزل عن التغيراتالجذرية التي عرفها المجتمع الإسلامي، بل يمكن القول بأنه كان الأكثرتأثرا بذلك الغليان الذي عرفه المجتمع إثر مقتل عثمان بن عفان رضي اللهعنه، وما أعقب ذلك من صراعات سياسية تمظهرت في تنظيمات مذهبية حزبية، عملتعلى إحياء القيم الجاهلية ممثلة في مختلف النعرات والعصبيات القبليةوالعرقية التي هدأت نيرانها طوال العهد النبوي، وعهد الخلفاء الراشدين،غير أنها ظلت قابلة للاشتعال في أية لحظة.



لقد تأثر "الأدب الإسلامي" أيما تأثربهذا الجو السياسي المشحون، وعاش لحظات مخاض عسيرة أفرزت موضوعات وأشكالاأدبية تستحق أكثر من وقفة وأكثر من دراسة.



وتوخيا للدقة والوضوح نشير إلى أنالمقصود بـ"الأدب الإسلامي" ذلك الأدب الذي أنتج بعد مجيء الدعوةالإسلامية التي غيرت كل ملامح الحياة العربية، وذلك تمييزا له عن الأدبالجاهلي الذي أفرزته المرحلة السابقة عن الإسلام.



انطلاقا من ذلك يحق لنا أن نتساءل:


ما هي تمظهرات تأثر الأدب الإسلامي بالتغير السياسي الذي عاشه المجتمع العربي الإسلامي ؟
ما هي أسباب هذا التأثر ؟

هل اقتصر التأثر فقط على جانب الأغراض والموضوعات فقط، أم طال حتى جانب الأشكال الفنية


عدل سابقا من قبل شجرة الدر في الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:18 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:17

عهد الفتنة والأدب المفتون:


الادب والاسلام 7_cur
الادب والاسلام 7_cul




استغرق عهد الخلافة الراشدة ثلاثون سنة بالتحديد النبوي الشريف، فعن أبي داود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


"خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتيالله الملك من يشاء. قال سعيد: قال لي سفينة: أمسك: أبو بكر سنتين، وعمرعشرا، وعثمان اثنتي عشرة، وعلي ستا. كذا قال سعيد: قلت لسفينة: إن هؤلاءيزعمون أن عليا لم يكن بخليفة، قال: كذبت أستاه بني الزرقاء، يعني بنيمروان." حديث حسن.



وكان انتقال الحكم إلى بني أمية هوأصل البلاء، وسبب دخول الأمة عهد الفتنة بامتياز، وقد تمخض عن هذا التحولالتاريخي مشهدا سياسيا متعدد الألوان، ومختلف الاتجاهات و الأبعاد.



الادب والاسلام 7_cdr
الادب والاسلام 7_cdl


وهذا ما يتضح من خلال " الأحزاب " السياسية التي أفرزتها معطيات هذه اللحظة الحضارية الحرجة:




- الهاشمية:



وهو حزب بني هاشم الذي كان قد انتصرلعلي باعتباره الخليفة الشرعي، لأن خلافته قامت على أساس انتخابي صحيح،وعرف هؤلاء بالشيعة، وقد بلور مقتل الإمام علي اتجاههم.




- العثمانية:



هو الحزب المطالب بدم عثمان الذي قتلظلما، وهو نفس الحزب الذي ساند معاوية حين تولى بطولة هذا الدور، وتحولفيما بعد إلى الحزب الأموي، وكان يعضده أهل الشام.




- الخوارج:


وهو حزب المحكمة الذين أنكروا علىعلي قبوله بتحكيم الناس، وفي خلافته، وكانوا يقولون بأنه لا حاكم إلاالله. وقد تمسك هذا الحزب بالتقاليد الإسلامية الأولى وطالب بإقامةالخلافة على أساس ديني، على أن تكون حقا لكل عربي، وهم في ذلك يخالفوننظرية الشيعة الذين يقصرون الحق في الخلافة على البيت الهاشمي، وقد انقسمهذا الحزب فيما بعد إلى فرق كثيرة كالصفرية والنجدية والإباضية والأزارقة.




- المرجئة:


وهم الحزب الذي نادى بترك الحكم للهيوم الحساب، وكانوا يتحرجون عن إدانة أي مسلم مهما بلغت ذنوبه ومعاصيه،وقد اعتزل المرجئة الفتنة ولم يخوضوا غمارها، ولم يتحيزوا لفريق على آخر،وهم أساس المعتزلة الذين ظهروا في أواخر عصر الدولة الأموية.



و كان لكل حزب من هذه الأحزاب موقع ينطلق منه للدفاع عن مواقفه



"ففي الحجاز حزب يؤيد ابن الزبير،وفي الشام حزب يعضد بني أمية، وفي العراق الشيعة يدعون إلى بيت الرسول،والخوارج ينكرون ويكفرون هؤلاء جميعا..."

وكان طبيعيا أن يكون لكل حزب من هذه الأحزاب "رأي في الخلافة، ونظر في الدين، وحجة من الكتاب والسنة، وعدة من الخطابة والشعر."

كما كان طبيعيا جدا أن يكون لكل حزبلسان معبر عن قناعاته ومبادئه وتوجهاته وطموحاته، مما أعاد إلى الساحة صورالحياة العربية الجاهلية بكل ما وسمها من تعصب قبلي، واضطراب سياسي واجتماعي... تمثل في نشوب الحروب القبلية لأتفه الأسباب، وفي شرب الخمرواستباحة النساء، ولعب القمار، وعبادة الأوثان... ولم يكن غريبا إذا أنيلعب الشعر دورا متميزا في خضم الأحداث الجسام التي عاشتها الأمة، بحيثأصبح الشاعر لسان الحزب السياسي أو المذهب الديني أو الانتماء القبلي، علىغرار ما كان عليه الأمر إبان الجاهلية...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:44

ملف رائع استاذة

تسلمين للاختيار الجيد

جزاك الله خيرا

فعلا يستحق التثبيت

لروحك الياسمين

وتقديري لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

الادب والاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الادب والاسلام   الادب والاسلام Icon_minitimeالأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 0:22

مشكورة شجرة الدر

امنياتي اليك بالموفقية والسعادة

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الادب والاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة موسوعة الأدب بكافة العصور من الأدب الجاهلي والمعلقات-
انتقل الى: