بين يديه محمود أسد
mahmoudasad953gmajl.com
قالت له : للموتِ طعمٌ جميل ولذيذ ...
حاول مقاطعتها ، شَعَرَ بقسوة العبارة عليه لكنها استمرَّت قائلة : للموتِ شكل الأرجوان ، ورائحة اليانسون ، وشكل البنفسج..
توقّفتْ برهة ... كان مشدوهاً وقد عمَّ صَمْتٌ مهيبٌ ، فالكراسي لم تشأ أن تتحرَّك والجدران استيقظت من غفوتها ، وصفحات الكتاب المرمي تثاءبت ... ودبَّ صوتٌ رقيق كحفيف الأشجار .
قال لها : لحديثك طعمُ الموتِ ، وشكل الموت، من عينيك بوّابة العبور للحياة والحبِّ ومن شفتيك قطاف الكروم الصيفية ، شهقت ... شهقت .. ارتمى القلم ، استيقظ الوجع والخوف وعيناها مسبلتان ...
بالجرم المشهود محمود أسد
mahmoudasad953@gmajl.com دخلت البيت خلسة وقد خبأت بين صفحات جريدة بعض الدواوين الشعرية القديمة . فتحت الباب .. مشيت على رؤوس أصابعي .. سريعاً إلى غرفة مكتبتي المتواضعة .. صوت ورائي ..
ـ » إلى متى وأنا أتحمل هذه الأوراق المتناثرة التي تجلبها من أرصفة الشوارع . سوف أحرقها أو أحرق نفسي .. «
لا .. لا تحرقيها ولا تحرقي نفسك يكفي أنني أحترق من زمان . ولا أجد من يطفئني سوى هذه الأوراق ..