هيت خاضنه الاجيال وصانعه المفكرين والعلماء والادباء
على الجهة اليمنى من نهر الفرات تقع اطلال تنتصب بشموخ... تحكي قصة اجيال خلت... عامرة الى زمن قريب بأهلها أرسوا قواعدها بهمم الرجال ونخوتهم ليسجلوا للتاريخ أروع القصص... متحدين عواتي الزمن لأقدم حضارة عرفتها الإنسانية في موطن هيت الخالدة.يتفق المؤرخون بأن قلعة هيت هي واحدة من إحدى القلاع الثلاث في العراق مثلها مثل قلعة أربيل وكركوك.إن لقلعة هيت خصوصيتها... رغم التباين في وجهات النظر فمنهم من قال إنها قائمة على تلة من الأرض قام الناس ببناء بيوتهم عليها حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم من فيضانات النهر المدمرة وطغيانه، وذهب أخرون الى وجهة نظر مغايرة تقول أن هذه القلعة تكونت نتيجة لتراكم أنقاض البيوت بعضها فوق بعض لقرون خلت وهذا الرأي هو الراجح بأعتبار أن سقوف تلك البيوت متكونة من طبقات بإرتفاعات متباينة ومطلية من الأعلى بالقير المتوفر في عيون يستخرج منها في هذه المدينة.إن السبب الرئيسي لإندثار الغالبية العظمى من هذه البيوت هو الكثافة السكانية، ولأن الكثير من مساحاتها تتراوح بين (20 - 200م) على أكثر تقدير وتبدو وكانها متداخلة بعضها مع البعض الآخر وأزقتها ضيقة قد لا تتعدى 1.5 - 2م وعلى الرغم من ذلك لا تزال مجموعة العوائل تتواجد فيها إعتزازاً بها إضافة الى الناحية المادية التي تحول دون إنتقالهم الى أماكن أخرى.إن القلعة يحيط بها سور ومن خلف السور خندق يكونان حصناً منيعاً لحماية أموال وممتلكات وأرواح الناس.وللمدينة أربعة أبواب يقوم بحراستها المتواجدون حولها وهي باب السنجة والباب الغربي والباب الشرقي وباب السور وإن الباب الغربي يتكون من بابين أحدهما أعلى إرتفاعاً وعرضاً من الآخر وفوق كل واحد منهما قوس وفي وسط الباب الأعلى إرتفاع وفيه فوهات دائرية تتخللها آلة ضاغطة من الخشب الثقيل يقوم الحارس المتواجد على مقعد للجلوس وبالقرب من إحدى جهتي القوس بتنبيه من هم أسفل الباب عند أي تحرك لعدو والضغط بتلك الآلة كي تحول دون فتح الباب ومنع أي تقدم لذلك الغزو كما أن ذلك الحارس يعتبر كراصد بحري لمرور السفن المارة في النهر ويقال أن هناك دهليزاً له فتحة باب تمتد من جامع الفاروق حالياً الى جرف النهر ويكاد يكون سرياً ولا يستعمل إلا في الحالات الضرورية كي يؤمن إيصال المؤن والمياه الى القلعة.ويقال ان المدينة كانت تحيط بها المياه من ثلاث جهات مما سهل عدم دخولها عنوة عند الفتح الإسلامي في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 16هـ على يد القائد الحارث بن يزيد العامري بل تم محاصرتها لفترة طويلة وبعدها فتحت صلحاً.بقي الإحاطة بالعلم بأن مئذنة القلعة لا يوجد لمدرجاتها مثيل سوى مئذنة المعمورة حيث أن المدرجات (البايات) كل أربع منها سلما تكون شكلاً دائرياً وبزاوية قائمة، إن القلعة تستقطب الكثير من الزوار وأهل الدراية بزيارتها للتطلع على معالمها الحضارية تلك. السنجة: أي السنجق (مجموعة القرى المجاورة والمقابلة لمدينة هيت).