هل الشعب الليبي صاحب الإرادة والتغيير ؟
الدكتور غالب الفريجات
يكذب ويغالط نفسه من يدعي أن هناك ثورة شعبية في ليبيا ، ويكذب ويغالط نفسه من يدعي أن الشعب الليبي صاحب الإرادة والتغيير الذي حصل في ليبيا ، فالذين يطلقون على أنفسهم بالثوار هم صنيعة حلف النيتو ، الذي جاء متنكراً تحت قرار مجلس الامن ، الذي يدعو لحماية المواطنين وخاصة في بني غازي.
زعماء التمرد وقادة ثوار النيتو لا تاريخ نضالي لهم ، بل إنهم خرجوا من رحم النظام الليبي، وبعضهم قد خدم في نظام الرئيس معمر القذافي كوزراء وصانعي قرار، فأين كانت شجاعتهم آنذاك ؟ ، ولماذا اشتركوا في نظام سياسي هم يكنون له كل هذا العداء ؟ ، إلا في حالة أنهم كانوا عملاء للمخابرات الأمريكية قامت هذه بزرعهم في داخل النظام السياسي الليبي ؟ ، وآخرون كانوا يتسكعون في شوارع المدن الغربية ، يذكروننا بعملاء العراق الذين كانوا يمارسون وظيفة التسكع والعهر في حانات اوروبا وواشنطن ، فانظروا وصفهم على لسان مادلين اولبرايت .
حلف النيتو لم يأت الى ليبيا من أجل سواد عيون هؤلاء العملاء ، ويزج بأساطيله الجوية لتدمير البشر والحجر والشجر على أرض ليبيا ، والكيان الصهيوني الذي شارك في قصف المدن الليبية ، ومعه زعاطيط الخليج الذين يأخذون على النظام الليبي عدم ديمقراطيته، فليرونا أين هي ديمقراطيتهم التي يتفاخرون بها .
حلف النيتو جاء لاحتلال ليبيا النفط والثروة والموقع ، بين ثورتين شعبيتين في تونس ومصر ، أطاحتا بزعيمين عميلين قدما خدماتهما لأسيادهم على حساب قوت المواطنين وحرياتهم ومعاناتهم ، وحجم الدمار الذي الحقوه في ليبيا يحتاج الى رهن النفط والثروة الليبية لاستغلالهما ، من خلال يافطة اعادة الاعمار كما هي اسطوانة اعادة الاعمار المشروخة في العراق المحتل .
زعاطيط الخليج وضعوا أنفسهم في خدمة سيدهم في البيت الأبيض وولي نعمتهم ، وهم لايفقهون من التحرر والديمقراطية في شيئ ، ولو كانوا غير ذلك لشهدنا بلادهم تنعم بالحرية والديمقراطية لا بالاستغلال وكبت حريات المواطنين .
والاعلام العربي الرخيص الذي بات مكشوفاً في خياناته لرسالة الاعلام ولقضايا الوطن والامة ، فقد ورقة التوت التي كان يتستر بها تحت يافطة الموضوعية ، بعد أن أدخل الصهاينة الى بيوتنا ، وباتت مهمته أن يكون بوق دعاية لاستعادة الاستعمار الى المنطقة العربية ، بعد أن لفظ انفاسه ، واحتفلت هيئة الأمم المتحدة بزواله الا من الكيان الصهيوني، الذي يحظى باستضافة الفضائيات العربية المأجورة .
أين هي ارادة الشعب الليبي في التغيير؟، هل كانت في تلابيب زعماء ثوار حلف النيتو الذين اجتمعوا في باريس ؟ ، ليتقاسم الغرب ثروة ليبيا ، ولتصبح كعكة الثروة الليبية محاصصة بين اصحاب الصواريخ ، التي انهالت على ليبيا وقتلت ودمرت ما استطاعت من قتل وتدمير.
كثيرة هي المدن الليبية التي لم يتمكن ثوار النيتو من دخولها ، وانتظروا على ابوابها ، الا بعد ان قامت طائرات حلف النيتو بتدميرها ، ليتسنى للثوار المزعومين ان يرفعوا رايات النصر على جماجم البشر، وبدون اي وازع اخلاقي او ديني ، او حد ادنى بالاحساس بالوطنية لما شاهدوه من اعداد القتلى والجرحى ، وحجم الدمار على ارض الوطن الذي يدعون انهم ثاروا لتحريره.
وللذين فرحوا والبعض منهم اقام الأفراح لمقتل زعيم عربي على ايدي قوات حلف النيتو، انكم والله تذكروننا بحكام الطوائف في الزمن ، الذي يروي التاريخ انهم كانوا كلما تسقط مدينة تقام الأفراح في المدينة التالية ، ابتهاجاً بسقوطها ووقوعها في ايدي الصليبيين ، ولكن خابت ظنونكم وفسدت عقولكم المتعفنة ونفوسكم المريضة ، ان هذه الامة لن تعيد سيرة الحروب الصليبية ، فانظروا ماذا حلّ في الامريكان اسيادكم في العراق ؟ ، وانتظروا احفاد عمر المختار ماذا سيفعلون بعملاء حلف النيتو .
الشعب الليبي البطل لن يقبل بالظلم والعدوان ، واياً كانت الخلافات مع الرئيس القذافي ، فان الحقائق تقول ان شعب ليبيا كان افضل شعوب افريقيا في مستوى المعيشة ، وكانت كل الخدمات التعليمية والصحية والسكن والعمل بالمجان ، ولم يسجل لليبي واحد ان يدفع ضريبة للدولة ، فانتظروا ضنك العيش بسبب احتكار الثروة النفطية من الشركات العالمية ، واذا كان شعب ليبيا البطل قد استطاع تحرير ليبيا من ايدي المستعمرين الطليان ، فهو قادر باذن الله تحرير ليبيا مرة أخرى ، وكنس الاحتلال وعملائه الخونة المأجورين ، لتعود ليبيا حرة عربية كما عهدناها دائماً .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]