واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات  Empty
مُساهمةموضوع: صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات    صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات  Icon_minitimeالأحد 18 مارس 2012 - 15:19

بسم الله الرحمن الرحيم
عند الرابعة من بعد عصر يوم الخميس الموافق الخامس عشر من مارس 2012م التأم جمع أدباء ومثقفو غزة المرابطة من رواد صالون نون الأدبي، ليفتحوا الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات ودراسة نقدية في ديوان نبض الجراح للشاعر عبد الله أبو صفية يقدمها الأستاذ الدكتور حماد أبو شاويش
بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الكريم ثم قالت:
نلتقيكم اليوم لنقرأ معا الإصدار الشعري الأول لأبي صفية مصحوبا بدراسة نقدية من أستاذنا الدكتور حماد أبو شاويش، ولكن قبل أن نستمع لأستاذنا أبدأ بالتعريف بالشاعر؛ الأستاذ عبد الله من مواليد العام 1971م، من مهجري قرية حمامة بفلسطين المحتلة، ويقيم حاليا في مخيم جباليا شمال غزة، حاصل على بكالوريوس في التربية قسم اللغة العربية من جامعة الأزهر بغزة، وحاصل على دبلوم عالٍ في علم النفس التربوي من جامعة الأقصى، ودبلوم عالٍ في اللغة العربية فرع العلوم اللغوية وهو بصدد إعداد أطروحة الماجستير.
يعمل معلما بالمرحلة الثانوية بوزارة التربية والتعليم، وله عدّة مؤلفات تعليمية في مبحث اللغة العربية لجميع مراحل التعليم الثانوي منها؛ كتاب المعتمد، المعتمد الجديد، والجليس في اللغة العربية.
يكتب في العديد من المجلات والصحف الأدبية والمواقع الالكترونية.
ومن الشاعر ننتقل للديوان وهو أحدث إصدار الديوان يحمل عنوان "أشعار نصف الثمن.. ديوان نبض الجراح" وهنا أتساءل، لمن نصف الثمن للنبض أم للجراح؟
اشتمل الديوان على تسعة عشر نصّا جاوز الشاعر فيها بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة والمقطوعة النثرية.
افتتح الديوان بقصيدة "أيا وطنِي" حيث قال: أيا وطنِي
مَتى ستظلُّ في الآلام يا وطنِي؟/ كعصفورٍ جريحِ القلبْ/ بلا شدوٍ بلا فرحٍ بلا نغمِ
كغصنٍ ظلَّ مذبوحاً على الأكَمِ/ كئيباً مثلَ لونِ الحُزنِ في الكفنِ/ شريدَ العمْر/ طويلَ الغم كالإبحارِ في السُّفنِ/ يتيمَ الأهلِ والأحبابِ والجذلِ/ متى ستظلُّ كالمسجونِ يا وطني؟
وأسراكَ وقَد صُلبوا على القضبانْ/ وسوطُ الذلِ والسَّجانِ/ يلاحقني كظلَّ ظلََّ يتبعنيِ
وتعذيبٍ بلا حدٍ ولا أجلِ
بدأ بها الديوان ليوحي لنا منذ الحرف الأول أن الوطن هو رقم واحد في اهتماماته، إلا أننا نجده متجها للذاتية المغرقة سواء غزلا كما في قصائد: عشقناك - عيناك - كُوني إليّ حبيبةً- رباعية الهـوى وغيرها من قصائد غزل الصريح لكنه ملتزما.
مَن يقرأ الديوان يستدعي من ذاكرته نصوصا عدّة لشعراء كثر قرأ لهم الشاعر وتأثر بهم فكتب على منوالهم، فقصيدة بوابة الأحزان نقرأ منها: على أبوابِ أحزانيِ وقفتُ أفتتُ الآلامَ في صدرِي وأنسجُها بأنياطٍ من القلب./ فترجُعني رياحُ الهمِّ للذكرى/ التي نُقِشتْ بحبرٍ من صدَى الأحلامِ مغموساً بوهجِ الشمسْ/ على كسارةِ الذكرِ.
تحيلنا لقصيدة (لن أبكي) لفدوى طوقان فنستحضرها وهي تقول:
على أبواب يافا يا أحبائي/ وفي فوضى حطام الدور / بين الردم والشوكِ
وقفتُ وقلتُ للعينين: يا عينين/ قفا نبكِ/ على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار/ وتنعي من بناها الدار
وأن القلبُ منسحقاً/ وقال القلب: ما فعلتْ؟/ بكِ الأيام يا دارُ؟/ وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأي، هل/ جاءتك أخبارُ؟/ هنا كانوا/ هنا حلموا/ هنا رسموا
مشاريع الغدِ الآتي/ فأين الحلم والآتي وأين همو / وأين همو؟
وأضافت فتحية: آه يا عشتار أطول نص، نستحضر به القصيدة المُغنّاة: سقط القناع عن الوجوه الغادرة، وفي النكبة كتب محمود درويش، ولها يكتب عبد الله.
من بين النصوص جاءت تسعة وفق البيت الشعري الموزون: ]النكبة - صرخة في جدار الصمت - رحلة عذاب - فيض الخاطر- زفرات ليلية - رسالة إلى إيليا أبي ماضي - عيون خادعة - الحائر- جراح نازفة[ جاءت متتالية سوى قصيدة "الشهيد" التي جاءت بينها وهي قصيرة جدا
في "رحلة عذاب" تظهر الذاتية بكل معانيها، فهي شخصية تتحدث عن انقضاء العمر دون إحراز ما يريد، وتتحدث عن اختلال موازين الحق، أيضا "فيض الخاطر" تتحدث عن غدر الصديق.
وكما عارض إبراهيم طوقان أحمد شوقي في قصيدة قم للمعلم؛ نجد عبد الله يعارض إيلياء أبا ماضي في " رسالة إلى إيليا أبي ماضي" ويخالف التفاؤل الذي يبثه في قصيدته وهو يقول:
قال السماء كئيبة وتجهما قلت ابتسم يكفي التجهم في السما
ليجعل عبد الله التشاؤم هو سيد الموقف في حياتنا.
ضيوفنا الأعزاء لن أتجاوز وقتي لأترك المساحة لأستاذنا الفاضل الدكتور حماد أبو شاويش عميد كلية الآداب بجامعة الأقصى، نائب رئيس الجامعة للشئون الإدارية والمالية سابقا، الدكتور حمّاد الناقد الفذ يقدم لنا دراسة نقدية في ديوان نبض الجراح.
بدأ الدكتور حمّاد الحديث بقوله: أعبّر عن سعادتي بهذا اللقاء الطيب، والوجوه الطيبة في رحاب جهود صالون نون الأدبي، هذا المنبر الذي نعتز به، والذي هو بؤرة الضوء والإشعاع الثقافي في هذا الوطن.
لقاؤنا اليوم مخصص للحديث عن الشعر، وهو لقاء جميل لأنه حديث عن المشاعر والشعور.
زهرة جديدة أينعت في روضة الشعر، نحتفي بالكلمة الصادقة مع الشاعر عبد الله الذي أعتز به، وأنا أتابع كلماته منذ خمسة عشر عاما، كنت أشجعه على إبداعه.
هذا الديوان متميز لأنه يعبر عن تجربة الشاعر الموضوعية، وهذا الديوان يحمل أهمية كبيرة لأنه يأتي في وقت عصيب، حيث نعيش مرحلة مثخنة بالجراح، فيأتي الشعر مزيلا لهذا الألم والمعاناة، ويضيء لنا دروبا معتمة.
نقف في هذه الدراسة عند قراءتين:
الأولى: قراءة موضوعية لقصائد الديوان
الأخرى: رؤية فنية أسلوبية جمالية لقصائد هذا الديوان.
نعقبها بإطلالة ودراسة مختصرة تحليلية لقصيدة من قصائد الديوان لتكون جانبا تطبيقيا مكملا للجانب النظري.
المحاور التي يدور حولها الديوان ثلاثة:
- الوطن
- الحب بمعناه الوجداني السامي والنبيل
- الذاتي بما تحمله من شكوى وألم وجراح
إذا توقفنا عند محور الوطن سنشعر من البداية أننا أمام شاعر مسكون بالوطن، يستدعي واقع الوطن التدميري الذي يستهدفه العدو، ويحمل هموم هذا الوطن بما فيه من البؤس والشقاء، الألم والمعاناة، يدرك أنه أمام مأساة حقيقية سببها أعداء الوطن الذي لم يترك شجراً ولا حجراً ولا بشراً إلا اعتدى عليه.
لقد حمّل الشاعر قصائده دلالات وأبعاداً متعددة.
الذات المتكلمة متلاحمة مع الوطن، فنراه في أول قصيدة يقول "أيا وطني" دليل التلاحم، وتتجاوز دلالة الوطن؛ الأرض والتراب والطبيعة والجمال والحياة ليصل إلى الإنسان، حتى يصبح الوطن من المعاناة والظلم والقهر جرحاً ودمعاً وجوعاً وتشرداً وحرماناً.
الوطن عند الشاعر يمثل الشاغل؛ فهو الوطن الهوية، وهو أعظم ما يمكن أن ينتمي إليه الإنسان. وقد شغل كل الشعراء الفلسطينيين بالوطن وكان الموضوع الرئيس في أشعارهم، وعلى رأسهم الشاعر الكبير محمود درويش الذي يقول:
وطني يعلمني حديد سلاسلي
عنف النسور ورقة المتفائل
ما كنت أعلم أن تحت جلودنا
ميلاد عاصفة وعرس جداول
سدّوا عليّ النور في زنزانة
فتوهجت في القلب شمس مشاعلِ
كتبوا على الجدران رقم بطاقتي
فنمى على الجدران مرج سنابلِ
وعبد الله، الوطن هو الأقرب لنفسه، وهو همه وشغله الشاغل، انعكست معاناة الوطن على هذا الإنسان الذي فقد الأمن والأمان، فلم يغب عن الشاعر أي ملمح من ملامح المعاناة.
كنا نتوقع أن يشتمل ديوانه على ما أصاب الوطن من تحولات في الواقع الفلسطيني وبخاصة تلك التحولات المبشرة بالخلاص الممثلة في انتفاضة أطفال الحجارة ودور هؤلاء الأطفال البالغ التأثير في صناعة واقع جديد حيث الشهداء وقود النضال من أجل الحق والعدل والنصر، صحيح أن هذا الديوان لا يمثل كل نتاج الشاعر، لكن مع ذلك بحكم الجراح وكون الوطن هو الموضوع الرئيس فكان لزاما عليه أن يجعل تلك المرحلة حاضرة.
لقد أثبت الشاعر لنا أن الشعر نوع من الكشف وإظهار الحقيقة ورفع الحجب، وهذا هو المبدع الحقيقي، لقد استشعر خداع الواقع فكانت القصائد التي تتحدث عن الوطن تحمل خيبة الأمل وانهيار صورة الوطن الذي يحلم به، والتوق للأمل والأمن والأمان، فكانت الركائز التي ارتكزت عليها قصائد الديوان.
أما في المحور الثاني وهو الحب: فإنه يمكن القول إن أجمل ما أبدع الشاعر هو قصائده الوجدانية الذاتية، فالقارئ يحس فيه رهافة الحس وفيض المشاعر الصادقة والقبض على خلجات الذات وتظهر قدرة الشاعر على تصوير التجربة الشعورية وقد عكس من خلالها وهج وجداني حي يعبر عن شخصية الشاعر ومشاعره خير تعبير. وعند وقفتنا عند قصائد الحب نجد الشاعر لم يتوقف كثيرا عند المظاهر الحسية من عالم المرأة كنزار قباني وغيره، كما لم ينظر للحب نظرة فلسفية تأملية، بل نظر إليه نظرة وجدانية وأدرك أن الحب قوة قاهرة تستطيع أن تكون ملاذاً للإنسان وفردوساً وقوة تبدد الأحزان، يقول الشاعر:
كوني إليَّ حبيبةً أو لا تكُوني
كوني إلى حبيبتي حُلماً
يداعبُ مقلتِي
أو لا تكونِي
إني عزفُتك في دمي لحنَ الأفانينِ
كوني إلىَّ حقيقةً لا تنجلي عن ناظري
أغرودةً بخاطري
تروي شراييني
إنْ كانَ حبُّك غلطةً
فالنارُ تكفيني
أو كانَ قربُك بَلْسَمي
فالحبُّ يُرضيني
إنّي إليكِ مشوقٌ
ثارتْ براكيني
واضح أن حبه كان حبّاً رومانسيا لكنّه أكثر التصاقا بالواقعية، لقد كان بعيدا عن التفلسف والمغالاة، وهناك قدرة واضحة للتعبير عن إحساساته العميقة، وتكثر في شعره الوجداني الشكوى من تنكر الحبيب وخيانته، وأكثر تجاربه تنتهي بالفشل، فتجربته التي عاشها لم تكن دائماً كما يحلو له.
ويلاحظ أن الشاعر عبد الله لم يربط جب المرأة بحب الوطن كدرويش وغيره، ولعل ذلك لإفراده جانباً واسعاً من شعره للوطن وهمومه ومآسيه وهذا جعله يفرغ للحب ولا يخلط بين الأمرين.
ويخلو شعره من الحب الجسدي، وتجده يميل للجانب النفسي أكثر من الجانب الجسدي، فشعره وجداني يغلب عليه الشوق والحنين واللوعة والحزن، فكان أغنية رقيقة شفافة، وبدأ الشاعر في هذا الجانب كالفارس النبيل، استطاع أن يسمو بالحب، ولم يهبط به للماديات.
أما المحور الثالث فلم يكن واسعا، لكنه تمحور حول الذات والشكوى والألم والحرمان.
أصيب الشاعر باحباطات وانكسارات كانت كثيرة ومتنوعة، منها ما يمس الوطن، ومنها ما يمس الذات، فجاءت قناعاته أحياناً مهتزة، وقصيدة رحلة عذاب تتجسد فيها الشكوى خير تجسيد، يقول فيها:
شمس عمري في غيوم من مشيب يا لهذا الدهر من أمر عجيب
كيف أحيا وحياتي ذلة ٌ في رحابِ العيشِ مقطوعُ النصيبِ
لا أرى إلا لئيماً سيداً وشريفَ القومِ يحيا كالغريبِ
ونلاحظ أن روح المعري موجودة في مثل هذا الشعر، يقول أبو العلاء المعري:
أولو الفضل في أوطانهم غرباء تشذّ وتنأى عنهم القرباء
ومن الملامح الذاتية في ديوانه قصيدة فيض الخاطر والتي يعاتب فيها الصديق ليخرج منها بفقد الأمل في كل البشر، فهو متشائم إلى أبعد حد.
ومن ذلك قصيدة زفرات ليلية يقول فيها:
انطوَى الدهرُ علينا فهدمَنا ما بنينَا
وغدونَا في كهوفٍ ومضَى الحزنُ إلينا
أيُّها العاذلُ فينا لا تسلنَا إذ بكينا
حظُّنا دوماً تعيسٌ أينَما رحُنا شقينَا
في هذه المحاور الثلاثة (الوطن، والحب، والذات بين الشكوى والألم) نجد الشاعر قد خرج في تجربنه على الشعر التقليدي المفرط في تقليديته، والذي يسير على خطى القدامى بالوزن والقافية والموضوع، وخرج أيضاً على إطار الرومانسية وما فيها من مغالاة وخيال جامح فأعطانا نمطا جديداً من المعالجة الشعرية القريبة من التجربة الحيوية ومتغيراتها، فهي تمثل نوعاً من شباب الشعر وحرقة تجربته وشوقه للمستقبل المشرق والخلاص من الظلم والقهر، ولذلك فهو قريب من المتلقي الذي يشاركه همومه وآلامه وآماله.
من يقرأ الديوان يلفته بعض السمات الموضوعية:
1- الواقعية حيث يصور واقع الأمة وتشرذمها واستسلامها للغاصب، فهو يصور الواقع بكل صدق وأمانة.
2- التركيز على معاناة الوطن وما نتعرض له، يقول:
والليلُ حطَّ بنعلِه ...
فوقَ الرقابْ
فوقَ العيونْ..
ذرَّ الترابْ
ويقول: ما عُدنا نملكُ قوتَنا
ما عُدنا نملكُ ثوبَنا
ما عُدنا نملكُ قولَنا
فهو يشخص الواقع بكل مرارته، وبكل ما فيه بمسئولية.
3- ينزع الشاعر للتشاؤم، فهو في عدّة قصائد تسيطر عليه النزعة التشاؤمية، وهو أمر نابع من تجربة مرّة عاشها مع الناس فصدم بها وهو يلتقي مع المتنبي والمعري في هذه النزعة.
ومن ملامح النزعة التشاؤمية قوله:
ودادُ النَّاس قد شيبَ بخبِّ فأيَّ الناس في دُنياك تصحبْ؟
فأطيبهم وأصدقهم بغيضٌ وألئمهم وأكذبهم محبَّبْ وهذه رؤية مفرطة في السواد، وقد يكون الشاعر قد وجد ذلك من بعض البشر، إلا أن هناك من البشر من هم أفضل. الشاعر يرغب بعالم مثالي يسوده الحب والتفاؤل.
ويعارض الشاعر قصيدة إيليا أبي ماضي ليبرز قدرته على مجاراة كبار الشعراء، أو ليوضح فلسفة ورؤية ليصل لنقيض ما قاله الشاعر المتفائل وقد قال
كن جميلا تر الوجود جميلا
فيرد عليه عبد الله ويقول:
ها نحن نمضي والشقاءُ سبيلُنا والعمرُ يمضي دونَ أن نتقدما
وننامُ في عينِ الكآبةِ والرَّدىَ أو أن تحركنَا التعاسةُ كالدمى
فهو يخالف إيليا المتفائل، وقد يكون السبب أن الشاعر لا يستطيع أن يجاري الزيف الحادث في الحياة البشرية.
ومن الأهمية التأمل في تراكيب هذا الإبداع والوقوف على أبرز الجوانب الفنية:
- امتلك الشاعر أدواته ولغته شعرية مستمدة من الواقع، فجاءت ألفاظه معبرة عن: بؤس – ظلام – حرمان – نسيان – عوسج – علقم.... كلها ألفاظ تعكس الواقع المظلم، وهذا يعني أن لغة الشاعر من بيئته وواقعه.
مع ذلك فهذه اللغة لم تَسُد كل الديوان، حيث كانت لديه ألفاظ تعكس رؤية تفاؤلية لا تخلو من الأمل مثل: الزهر – البرعم – النرجس – الشقائق....
- واللغة الشعرية لديه موحية ومعبرة، لغة مركزة وتحمل دلالات متعددة.
من الملامح الأسلوبية الأخرى في الديوان:
- البناء الدرامي الذي يعطي الحياة والحيوية والحركة للنص، ويتجسد ذلك في الحوار الدرامي، والمفارقة وفي السردية، استطاع الشاعر أن يستخدم جوانب تصب في هذا الجانب الدرامي: ومن ذلك قوله: هويتُكم.. فقدناها.. ولم يبقَ سوى الأشواكِ والمرَّارِ نحملُه.
وهذا حوار درامي يحدث نوعا من الحركة والحيوية في النص.
* المفارقة: مفارقة السؤال: حيث لم تخل قصيدة من قصائد الديوان من التساؤل، هو يعرف الإجابة لكنّه يريد أن يحرك القارئ ويشدّه.
* المفارقة في الموقف العربي الذي افترض أن يكون داعما للإنسان الفلسطيني، إلا أنه أصبح مشاركا في نكبة الفلسطيني.
- التناص واضح تماما السياب – درويش – شعراء المقاومة – المعري – المتنبي وغيرهم؛ فهو شاعر مثقف استطاع أن يهضم كثيرا مما قرأ ونجح في توظيفها والتعبير بها عن شعوره.
في قصيدة صريع النخل يقول:
عجباً للونِ النَّخلِ في عينيك إذ حاكي الدَّوالي
عجباً لثغرٍ باسمٍ مثلَ الشفقْ/ لما تراقصَ في خيالي
وهو يلتقي مع السياب في قوله:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم...
هناك التقاء واضح، ولكن استطاع الشاعر عبد الله أن يشكل بناءً فنياً خاصاً به، وأن يعبر تعبيرا جديداً.
وهو حين يقول: أضاعونِي أضاعونِي؟! / أيا محزونُ لا تأسَ على ماضٍ سقاكَ الذلْ
يتناص مع الشاعر الأموي العرجي في قوله:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
التناصات عند عبد الله كثيرة.
وهناك ملامح أسلوبية أخرى مثل استخدام البنى التجنيسية التى استخدمها بخفة ورشاقة لتحقيق كثافة في الإيقاع، وتحقق ذلك في قصيدة عشتار.
كما يلاحظ توظيف بنية التقابل وذلك في قصيدة بوابة الأحزان.
ويلاحظ دخول دوال الشاعر في دائرة المجاز؛ حيث لا يخلو نص من تشبيه أو استعارة أو كناية.
كما استخدم الأساليب الإنشائية من استفهام – أمر - - نهي – نداء، وهذه الأساليب تدفع المتلقي للمشاركة في إنتاجية الخطاب الشعري، فيصبح المتلقي مشاركا في النص.
ومن الأساليب التي استخدمها وتجعل المتلقي يتفاعل: البنية الدرامية؛ الحوار والسرد.
أيضا لديه الرمز، لكن رمزه شفيف خفيف وواضح، يخدم الجانب الفني والتجربة من ذلك:
جنة النعمان تعبيرا عن الوطن، والليل يرمز للظلم والقهر، وعدنان يرمز للعروبة .
* وفي محور الوطن أو المحور السياسي نلمس نزعة خطابية، وهذا يرجع إلى أن الفلسطيني سياسي رغم أنفه، فهو مغموس في مشاكل الوطن إلى أبعد حدّ، التجربة مرّة فاستلزم الخطاب مثل هذه النزعة التي تبرز في قوله:
فهذا الذلُّ والحرمانْ/ وشُحبُ الليلِّ والإظلامْ/ لن يبقى مَدَى الدَّهر
سَننبتُ من حقولِ الشوكِ والأحزانِ بركاناً/ مع الفجرِ
وأيضا: سنبقى الشوكَ في الحلقومِ والصبَّارِ والمرَّارِ والعلقمْ/ إلى أنْ يسرجَ الزيتونُ أنواراً.
وأيضا: يا قوم هبوا فالبلادَ أسيرةٌ إن التقاعسَ في الوغى خذلانُ
وأيضا: هيا لنبني عزَّنا بدمائنِا إنَّ المعاليَ دربُها نيرانُ
فغداً سنعلنُ دولةً عربيةً نعلو بها بالأكرمينََ تُصانُ
هذه الصياغة فرضتها طبيعة الوضع الفلسطيني.
الشاعر مملوء بروح التحدّي، لا يقبل الذل والهوان.
نظرة في قصيدة صريع النخل:
لابد أن أؤكد على حقيقة وهي أن كل عمل أدبي هو تكوين جمالي، وهو عمل يجسد براعة الشاعر وقدرته المعنوية واللغوية، فكل عنصر له من الأهمية والقوة ما يجعله يمثل ركنا قويا.
عندما نتناول قصيدة صريع النخل للتحليل نجد العنوان غريباً، وفيه نوع من المجاز، وهو رمز من الرموز التي استخدمها الشاعر للتعبير عن الحبيب فكأنه أراد أن يقول صريع الغواني وصريع الجمال.
تبدأ القصيدة : عجباً للونِ النَّخلِ في عينيك إذ حاكي الدَّوالي
عجباً لثغرٍ باسمٍ مثلَ الشفقْ
لما تراقصَ في خيالي
عجباً لوجهٍ ساحرٍ فتنََ الهوى وأغلَّني
حتى تغنَّى بارتهاني
يتحدث عن عيني الحبيبة وثغرها الباسم وهما أجمل ما في الإنسان، لكن هذه البداية سرعان ما ينتقل منها للقضية الجوهرية التي تشكل القصيدة، وهو موضوع الوجدان العاطفي، فالعينان إشارة لصاحبة العينين وهي المحبوبة والتعلق بجمالها، والشعور بنشوة الحب وما يواجهه من تباريح الهوى: هات هواك حبيبتي كي تنثري قلبي حُقولاً
فغداً سيزهرُ بالأماني
جعل قلب الحبيب حقلا يثمر ويعطي الزهور والأمل والحياة، فهو يؤمن بمستقبل الحب، ويلتقي هنا مع بعض الشعراء الرومانسيين.
استطاع عبد الله أن يدخل لصميم التجربة، فالحب موضوع إنساني.
يلتقي مع السياب، وإن كان السياب يربط بين الحبيبة والعراق، وعبد الله انتقل بتجربته الوجدانية من الذات إلى الذات.
هناك ربط بين جمال الحبيب وجمال الطبيعة: (عجباً للونِ النَّخلِ في عينيك إذ حاكي الدَّوالي)
فيه شموخ وعطاء وطيب، هذا التشبيه ليس بعيداً، ففيه إيحاء كبير جدا إذ ربط بين النخل والحبيبة.
امتد ربط الحبيب بأشكال متعددة من جمال الطبيعة؛ (عجباً لثغرٍ باسمٍ مثلَ الشفقْ) فالشفق يشبه الثغر الباسم، أعطى الشفق دلالة الإشراق لا الغروب، فهو هنا يخالف الشعراء الآخرين.
الربط يعكس ويؤكد علاقة الفنان بالحياة والجمال، وعلاقة الإنسان بالجمال والحياة، فهو مرتبط بالفنان ارتباطا وثيقا، وكأن الشاعر يستمد فنه من الحياة، ويعيد هذا الفن للحياة، ليصنع الحياة صناعة جمالية.
إذا وقفنا عند القصيدة بشكل عام نجده رومانسيا واقعيا، فالرومانسية تقوم على ثلاثة أركان: الفكرة – العاطفة – الخيال.
في الفكرة نجد بروز الذات التي تعيش تجربة حب، ويغلب عليها خيوط من اللقاء المعنوي بين الذات العاشقة والمعشوق، هناك معادلة موضوعية تجمع بين طرفين متقاربين في الروح، لكن متباعدين بالحيز المكاني، يَبعُد عن الحبيب ليحقق القرب، فنشعر أننا أمام دفقة شعورية شعرية محملة بكم هائل.
إذا تابعنا انعكاس هذه العاطفة على الألفاظ نجد مفردات: النحل – الدوالي – الجوى – الشوق – الحبيب... فجاءت اللغة توحي بهذه المعاني والمشاعر التي انتابت الشاعر.
نجح الشاعر في التصوير والأبنية المجازية:
التشبيه المعكوس: (عجباً للونِ النَّخلِ في عينيك) تحمل دلالة بعيدة، أيضا (إذ حاكي الدَّوالي) و(حسبي بأني برعمٌ) و(لثغرٍ باسمٍ مثلَ الشفقْ) هذه التشبيهات ساعدت في تشكيل الصورة.
أما الاستعارات فكانت: (تنثري قلبي حُقولاً) – (تراقصَ في خيالي) - (أواروي وداديَ) -شوقاً ترتِّله الليَّالي) استطاع الشاعر من خلالها أن يعبر عن تجربته.
أنهى الدكتور حماد دراسته المقتضبة قائلا: الزمن المتاح لي في هذه الجلسة لا يعطي الدراسة حقها، لكن الدراسة ستكون مكتملة ويمكن للشاعر أن يضعها في مقدمة الديوان إن أعاد طباعته.
بعد أن أنهى الدكتور حماد دراسته طلب الدكتور سويلم العبسي الكلمة فقال: لقد أبلغت منذ أربع أيام بأن الشاعر المعروف كاظم الساهر سيغني قصيدة عيناك للشاعر عبد الله أبو صفية، لم أبلغه بالأمر وادخرته لهذه اللحظة كي تكون البشرى في صالون نون الأدبي والذي كان سببا في تواصلنا، ومن ثم إيصالي لقصيدة للفنان كاظم.
بعدها أحيلت الكلمة للشاعر فقال: أرحب بجميع الحضور الكرام من أساتذة وفنانيين وأساتذة جامعات، وأشكر الدكتور حماد على هذا الجهد وما تكبده من عناء في تحليل هذا الديوان الذي كتبته بدمي عبر سنين كثيرة، أشكر صالون نون الذي شرفني بأن أكون هنا بين ثلة من المثقفين.
ثم ألقى عدّة قصائد بدأها بـ(صريع النخل)
صريعُ النَّخل
عجباً للونِ النَّخلِ في عينيك إذ حاكي الدَّوالي/ عجباً لثغرٍ باسمٍ مثلَ الشفقْ
لما تراقصَ في خيالي/ عجباً لوجهٍ ساحرٍ فتنََ الهوى وأغلَّني
حتى تغنَّى بارتهاني/ هات هواك حبيبتي كي تنثري قلبي حُقولاً
فغداً سيزهرُ بالأماني/ أواروي وداديَ من تباريحِ الجَوى شوقاً ترتِّله الليَّالي
إني رسمتُك فوقَ أوردتِي حروفاً من دَمي/ وغرستُ صوتَك لحنَ ذاكرتِي
في أضلعِي وأعلنتُ اعتقالِي/ حسبي بأني برعمٌ بعيونِك الخضراءِ أرتقبُ اغتيالِي
ثم ألقى قصيدة (عيناك)
عيناك
عيناكِ روائعُ جناتِي/ فِي اللَّيلِ وفي الصبحِ الآتي
عيناكِ شواطئُ ساحرةٌ/ ورموزٌ تسرقُ أوقاتِي
كلماتٌ من غيرِ سطورٍ/ وحروفٌ دونَ الحركاتِ
وأنا منكِ لحنٌ يدنو/ وحنيني يسبقُ ساعاتِي
فهواكِ محبوبةَ قلبِي/ قدرٌ حتميٌّ بحياتِي
يا مَنْ بالحسن فتنتُ بها/ ورويتُ بحبِّك جناتي
رفقاً بالقلبِ معذِّبتي/ قد رقَّ الصخرُ لأناتي
لو كان الحبُّ بك يجرِي/ لذرفتِ الدمعَ لآهاتي
فلماذا لا أسمعُ صوتاً/ من ذاتك يسري في ذاتي؟!!
هل كان الحبُّ مقامرةً/ فخشيتَ خداعََ الكلماتِ؟
فلعمري إني بك صبٌّ/ مشغولٌ حتى بصلاتِي
مولاتي حسبك بي هجراً/ وعذاباً أدمى جِراحَاتي
وفقدتُ بهجرِك خارطتي/ ضاعتْ من قدمي خَطواتِي
أقسمتُ بربِّك فاتنتي/ وتلوتُ أحرّ الدَّعواتِ
أن تبقي يا دوحةَ روحِي/ عشقاً أبدياً بحياتِي
بعدها فُتح الباب للمداخلات:
كان أول المتحدثين هو المهندس عمر الهباش قال: أشكر صالون نون؛ الزميلتين مي وفتحية، كما أشكر الدكتور حماد والشاعر، كثيرا ما يقال إن الشاعر يكتب تجربة خاصة به، وأنا أرى غير ذلك وإلا لكان الشاعر مرّ بمائة تجربة.
أمرا آخر أود الحديث عنه هو أن قضية الحرمان وعدم وصول الشاعر بقصيدته لما يبغي إنما هو محرك للشاعر للكتابة وليس فشلا في علاقاته العاطفية.
أما الأستاذ أبو أسامة شاهين فقال: أولا؛ شكرا لصالون نون لتنشيطه الحركة الأدبية في القطاع، وإني أقترح على وزارة الثقافة دعم هذه الجماعة لأنها تقوم بأنشطة أكثر من تلك التي تقوم بها الوزارة ذاتها.
ثانيا؛ أشكر للشاعر عبد الله حُسن الأداء، وتمثيل المعنى وبلاغة التعبير ودقة الوصف في قصائده.
ثالثا؛ الناقد والمعلق الأدبي الأستاذ دكتور حماد أبو شاويش فارس الحلقة، إنه عالم جمع بين دوري؛ الناقد الأدبي والمعلق الأدبي، كما وظف زوايا النقد الأدبي الثلاث؛ أو الاتجاهات الثلاثة وهي: الاتجاه النفسي: استشفاف نفسية الشاعر من خلال قصائده أو شعره.
الاتجاه الاجتماعي: التعرّف على الحالة الاجتماعية التي كانت تحيط بالشاعر، وكأن القصائد من الشعر هي بمثابة وثيقة تاريخية من صور الحياة الاجتماعية.
الاتجاه التأثيري: هنا يبحث الناقد في نفسه هو من وقع هذا الشعر فيها فماذا ترك في جوانحه من أثر.
الناقد أبو هاني شحادة قال: من أعماق نفسي أشكر المركز القومي الذي احتضن صالون نون، وشكرا لصالون نون الأدبي لما يقدمه من ثقافة، والشكر الذي لا حدود له فهو للدكتور حماد الذي أسهب وكشف الدرر الموجودة في ديوان أبو صفية.
ولي كلمة بسيطة مفادها إن من سمع أو شاهد ليس كمن عاش وعاين، فالحدث إن ألم بالشاعر وكانت التجربة نابعة من نفسه يكون تعبيره أبلغ، وإحساسه أكثر صدقا وألفاظه أجزل.
الشاعر أحمد النجار قال: أشكر صالون نون والمركز القومي والدكتور والشاعر، ثم أقول: ذكرتني قصيدة عيناك بقصيدة قديمة نظمتها تثبت فعلا ما قاله الأستاذ بأنه قد لا تكون التجربة خاصة بالشاعر، فقد يكتب الشاعر تجربة الآخرين، وأنا واحد ممن كتب تجربة صديق لي عنوانها (من أجلك) أهديها اليوم لصالون نون:
آهاتي تكتب آهاتي فأسطر مرّ عذاباتي
لا ليل يتركني وحدي لا سُكرٌ يسكت عبراتي
أمطر شعرا فوق الأوراق وحبرك فيض المعات
ليست كلماتي غير دخان يعبر بين مساماتي
فبدونك لا معنى للشعر ولا طعم لكتاباتي
من أجلك قد حررت العقل فجاز حدود خيالاتي
وباسمك أدخل في التابوت لأخرج أصرع سكراتي
وسحرك أقرأ في التاروت الغيب وقدر الأموات
وأناور تنين الأسفار أعود لأعلن ثوراتي
لا منطقة حولي أغزو إلا وتخرُّ لراياتي
أما في حضرة من أهوى تغرق في الوحل بطولاتي
وأخرُّ بأعتاب السلطانة حيث ألملم أشتاتي
إلا أني في حضرتها أنسى كوني أنسى ذاتي
أما الأستاذ جمال الحداد مدير مركز اللغات بغزة، والمتخصص باللغة العبرية، فقد ألقى قصيدة كتبها باللغة العبرية وهي بعنوان هويتي حبيبتي.
الدكتور جهاد الباز كانت له مداخلة قال فيها: أحيي شاعرنا على الكلمات التي انتقاها.
ويطيب لي أن أدلي ببعض الآراء؛ قصيدة (صرخة في جدار الصمت)، منذ البدء نجد أمامنا عنوانا يحمل في طياته نزعة من التشاؤم من الواقع العربي الذي نعيشه جميعا، ويغلب على القصيدة الجانب المأساوي، كما أن العنوان موسيقي ويثير النفس مع نطق كلماته النارية، وهو يمثل فعلا واقعنا المتردي.
أيضا القافية توحي بانكسار آماله من خلال بحر الوافر ذو المقاطع الصوتية (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) التي تحمل أجزاء كثيرة.
اقتفى الشاعر في هذه القصيدة أثر القدماء من حيث الوزن الواحد والقافية الموحدة.
البيت الرابع: فلا مشفى لدينا لا دواءٌ وتقتلنا الهمومُ بلا قتالِ
تضمن معنى قول للمتنبي، أيضا تضمنت قصائده معاني لجبران وعنترة وغيرهم.
أما الدكتورة مي نايف فبعد أن شكرت الدكتور لما قدمه من دراسة أكاديمية وافية، قدمت التهنئة للشاعر لإصدار ديوانه موضوع الجلسة، ثم شكرت الأستاذ جمال لهذه القصيدة المتميزة، ثم سألت لماذا كان النص باللغة العبرية منغما أكثر من ترجمته بالعربية، ثم وجهت سؤالها للدكتور حماد قائلة: برأيك لماذا يعود الشاعر لهذه الرومانسية وفي هذا الوقت بالذات.
تولى الدكتور حماد الرد على ما وجه إليه من استفسارات وملاحظات فقال: أبدأ من السؤال الأخير: الرومانسية في هذا الديوان رد فعل للاحباطات والانتكاسات التي واجهها الشاعر، فهذا هروب من الواقع المؤلم، وجد أن الحب هو أسهل وأجمل طريق للتعبير عن الذات.
أمر آخر هو أن الشاعر يمتلك عاطفة نبيلة، وهو شفاف الإحساس.
أما الاتجاهات النقدية فهي متنوعة، ولا يمكنني الوقوف على كل الجوانب في هذا الوقت المحدود .
بالنسبة للأستاذ جمال، فأنا سعيد جدا بهذه التجربة الرائدة في قطاع غزة، فمن يمتلك لغة العدو، يمتلك الكثير؛ شعرك يدل على قدرة فائقة، أقول ذلك وأنا لدي اهتمام باللغة العبرية، وقد كتب نعيم عرايدة من مواطني فلسطين المحتلة شعرا بالعبرية.
رفعت الأستاذة فتحية الجلسة بشكرها الحضور والمحاضرين والمداخلين وقالت: أرجو أن نكون أتينا لكم بالكلمة ومدلولاتها ومواضع الجمال والفائدة فيها، وينتظرنا وإياكم لقاء جديد بإذن الله في جلسة أبريل بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات    صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات  Icon_minitimeالثلاثاء 20 مارس 2012 - 2:04

جهد طيب استاذة فتحية

جزاكم الله خيرا

وجعله بميزان حسناتكم

لكم تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صالون نون الأدبي يفتح الصفحة السابعة من ملف إصدارات وإبداعات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صالون نون الأدبي يفتح الصفحة الثالثة من ملف أسيرات محررات
» صالون نون الأدبي يفتح ملف التصوير وتوثيق الجمال
» في صالون نون الأدبي الدكتور معاذ الحنفي من أقبية السجون إلى مرافئ النقد الأدبي
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: