واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها Empty
مُساهمةموضوع: وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها   وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها Icon_minitimeالأربعاء 12 ديسمبر 2012 - 20:35

شهادة لشاعرة فلسطين الكبيرة فدوى طوقان
تفتحت ذائقتي الأدبية على الاستمتاع بشعر فدوى طوقان، حتى ظننت أني أعرفها، وحين وُضعت في موقف اختيار شخصية أدبية تكون موضوعاً لأطروحة الماجستير كانت فدوى هي الخيار بلا منازع؛ ليبدأ اللقاء بها والإنصات إليها من خلال كتاباتها، قرأتها شعراً ونثراً، شعرت أنني معها أقف في تلك الزاوية من البيت والمطلة على الشارع فأكشف لها القادمين من بعيد من رجال العائلة عبر الطربوش الأحمر، فأجدُّ الخطى كي أساعدها في إخفاء عودها الذي طربت لسماعه دون أن أسمعه، كنت كلما قرأتها ازددت منها قرباً، وما أن أتيحت لي فرصة التنسيق وتحديد موعد اللقاء بها، حتى بدأت أحلم بلحظة اللقاء، وقد لفني دفء ورفَّت مُنىً خضراء كالمروج في قلبي، أنتظرها كيوم انتظرت هي زيارة الحبيب، أسرعت وتجهزت بتصريح تماماً كما فعلت هي حين اشتاقت لرؤية كرمة وعمر، وعانيت في نقطة العبور في بيت حانون ما عانته هي أمام شباك التصاريح فاستبدلنا ألفي هند بالألف، إلا أنَّ لقاءي بها واستمتاعي بحديثها الهادئ الودود، وحميمية الحديث عن سعادتها بلقاء الأهل في غزة هاشم؛ زاد من قوة احتمالي وصبري على معاناتي، سعدت بها وهي ترفع ما بيني وبينها من حجب رسمتها لي هيبة اللقاء برمز من رموز الأدب العربي سألتها وأجابتني، تحدثنا عن معاناة شعبنا، فكان الحديث ذو شجون، كانت تتمتع بصدق القول، وصفاء الروح، وإن كنت فيما مضى أشعر عند قراءتها بأنني معها، أصبحت بعد أن رأيتها أشعر أنني هي، لم أعد أقرأ فدوى، وإنما بت أقرأ نفسي كلما قرأت شعرها وسيرتها، تجاوبت روحي معها، ووجدت أنّها مرآتي سواء على المستوى الأنثوي أم على المستوى الوطني، فوجدت ذاتي، مثلما وجدت هي ذاتها بعد ضياع طويل. هنا ظننت أنني عرفت فدوى فكراً ونظماً، لكن بعد أن أنجزت أطروحة الماجستير الموسومة بـ (الخصائص الأسلوبية في شعر فدوى طوقان) لم أتوقف عن الغوص في كتاباتها ووجدت أنني ما زلت على شاطئ بحرها، وأحتاج لأكثر من عمل أدبي كي أصل إلى أعماقها، وإن كنت فيما مضى أقرأها لنيل درجة علمية فأنا الآن أتشرب كلماتها حبّاً ورغبة، لأنّ سيرتها لا تتوقف عند كتابيها (رحلة جبلية رحلة صعبة – والرحلة الأصعب) إنما تآزرت كلمتها المنظومة مع أختها المنثورة في سرد موزون ووزن مسرود، كتبت فأبدعت، وأبدعت فأخرجت لنا معجماً شعرياً، تمثلت حقوله الدلالية في سبعة محاور أكبرها الحب وأعظمها الوطن، كانت المحاور في مجملها تفرز همّاً إنسانياً ووطنياً، يعبران عن تلاحم الشاعرة بكل ما في الوطن من شجر وحجر وبشر، مما أتاح لها فرصة كتابة الحدث من داخله، ولم تكن كتابة الراصد والمراقب للحدث من بعيد، فروحها في تماس دائم مع الحدث.

ثم إنّ نفسية المبدع في داخلها جعلتها دائماً في وضع تقييمي لنفسها ولأوضاعها، غير راضية عن حالها ووضعها، تطمح بأفضل مما تجد، تقول " لم أكن يوماً براضية عن حياتي أو سعيدة بها، فشجرة حياتي لم تثمر إلا القليل وظلّت روحي تتوق إلى إنجازات أفضل وآفاق أرحب"
وهي تلخص صعوبة الحياة التي واجهتها في مقدمة كتابها (رحلة جبلية) حيث تقول " إنّ البذرة لا ترى النور قبل أن تشق في الأرض طريقاً صعباً، وقصتي هنا هي قصة كفاح البذرة مع الأرض الصخرية الصلبة، إنها قصة الكفاح مع العطش والصخر – لكنها تدرك – أن الكفاح من أجل تحقيق الذات يكفي لملء قلوبنا وإعطاء حياتنا معنى وقيمة."
ولأن العلاقة بين القدرات الإبداعية والسمات الشخصية هي علاقة دينامية تفاعلية نفسية، فإن الشاعرة حين تجيش في نفسها عوامل التوتر والقلق، وتحتبس في صدرها بواعث التعبير عمّا يعتمل في بواطن ذاتها؛ فإننا نجد كل قصيدة لديها هي تعبير عن تجربة مرّت بها، لقد نصحها إبراهيم ألا تغرق في أحزانها قائلاً لها إنّ الناس لا تهمهم مشاعرنا الخاصة، ومع ذلك ظلّت محاولاتها الشعرية تدور في إطار ذاتي لفترات طويلة لا تسجل إلا آلامها ومشاعرها الخاصة، وهي ترجع ذلك إلى طبيعتها الحزينة الانطوائية والتي جعلتها تستغرق دائماً في الانكفاء على الذات.
في قصيدة (إلى صورة) تظهر معاناتها ويحسّ المتلقي بخفقات قلب الشاعرة وأزماتها الانفعالية. وإن كان علم النفس التحليلي يذكر أن الشاعر يصبح بالخلق الإبداعي طبيب نفسه، وأنّ شعره إفراغ لشحناته الانفعالية يتخفف منها فيفيد ويستفيد، أي أنه ينفع الآخرين بإبداعه وينعش ذاته بارتواء عاطفته عمّا عبّرت عنه قريحته الفياضة؛ كذلك نجد فدوى لا تجد من البشر من تشكو إليه ويخفف عنها ليس لها إلا أفكارها وأوراقها فتأخذ من شعرها دواء تستطب به من أزماتها، لتخفف عن نفسها وتسعدنا بما تكتب فتَسعَد وتُسعِد.
* وأخيرا كانت القصيدة الأخيرة التي ما فتئت تردد جزءا منها وهي على فراش الموت وأسمتها: وحشـــــــــة
ركض الوقت وخلَّفني وحدي مع ظلي في الدار
القانون الكوني تلاشى بـدده عبـث الأقـدار
لا جاذب يمسك أمتعتي لا جاذب يبقيها في الدار
داري ما عادت داراً لي أو مصدر أمن واستقرار
طارت أمتعتي صارت داري ملـكاً للأغيــار
طار المقعد طار خواني طـار الكرسـي الـدَّوار
لا أب لا أم وحـدي مع ظلي في الـدَّار
لا أخوات ولا أخوة تملأ في الـدَّار فـراغ الـدَّار
لا شيء سوى الوحشة والغم وركام الأشــهر والأعــوام
يثني ظهري يثقل خطوي يطـفيء في أفقـي الأنــوار
ركض الوقت وخلّفني وحـدي مع ظـلِّي في الـدَّار
أخشى الغدَّ أخشى المجهولَ الآتي من غيــب الأقــدار
توحشني، كم ذا توحشني سـاعة أمي الأثريـة والصور التذكارية
توحشني مكتبتي أنس حياتي في الأزمات وسوء الحال
توحشـني صحـبة عـودي صَمَتَ العود انقطعت فيه الأوتار
يوحشــني عبـق القهــوة / العبق العطري الفواح
يغــرقني في بحـر النشـوة / كلَّ مساءٍ كلَّ صباح
ركـض الـوقت وخلّـفني وحـدي مع ظلي في الـدَّار
ربـي لا تجعـلني عبئـاً تسـتثقله كلَّ الأجيـال
انتظر بلوغي أرض الصمت انتظر الموت
طـالت دربـي يا ربـي قصّرها واختصر المشوار
يوجعني الحكم الصهيوني / وأوامر منع التجوال
يـوجعني لا بل يقتـلني / في وطني قتل الأطفال
… بعد حياة حافلة بالنضال والإبداع مضت فدوى لتنطلق بكوكبها الدري مفتحة الأبواب المغلقة منطلقة نحو الخلود الأبدي بعد أن عزفت بأناملها الناعمة سيمفونية اللحن الأخير، مهدهدة أسراب الطيور التي عشقتها، ململمة أوراقها المبعثرة، انطلقت لتلتقي بوجه أمها وقد اشتاقت إليه، تلقى أحبّتها إبراهيم وصحبه، في عالم بعيد عن الزيف الذي عافته، بعيداً عن خداع البشر، تنطلق للأعالي في تهويمة صوفية لتقول له أنا أحبك يا الله.

اخيرا أقول سلام الله عليك يا فدوى، سلام عليك يوم ولدت ويوم أبدعت، ويوم تشرق شمس الحرية على وطنك الذي أحببت وله أخلصت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها   وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها Icon_minitimeالجمعة 14 ديسمبر 2012 - 14:44

رحم الله فدوى طوقان

وتغمدها بواسع رحمته

مشكورة استاذة فتحية

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وفاء لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان في الذكرى التاسعة لوفاتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: