واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة Empty
مُساهمةموضوع: صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة   صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة Icon_minitimeالأربعاء 19 ديسمبر 2012 - 16:30

أمسية شعرية
عند الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الأحد الموافق السادس عشر من ديسمبر فتح صالون نون الأدبي دوحته لتشدو بها بلابل الشعر، في أمسية شعرية لخنساء فلسطين الشاعرة رحاب كنعان على شرف حضور ابنتها ميمنة لغزة.
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور الجلسة بقولها: الحضور الكريم، كل باسمه ولقبه وقدره، أهلا بكم في لقاء جديد من لقاءات دوحة الأدب المنبثقة عن صالون نون الأدبي... أهلا بكم في أمسيتنا الشعرية للشاعرة رحاب كنعان، وعلى شرف وجود كريمتها ميمنه التي تنسمت عبير الوطن للمرة الأولى منذ ولدت، جاءت غزة محتفلة ومحتفل بها، جاءت فرحة بلقاء الأهل والأحبة منتعشة بشذا الياسمين والحنون المنبعث من أزقة وشوارع وبيوت أهلها وأحبتها في غزة.
ميمنة التي شهدت حروب لبنان بمختلف أسمائها وشراستها، أبى المحتل إلا أن يريها كيف تكون الحرب في غزة، لتحتضنها أمها مع كل قصفة، كما كانت تفعل في حروب بيروت وضواحيها، لكن مشيئة الله التي أرادت لفرحة ميمنة أن تكتمل، إذ جعل النصر عنوانا للمرحلة التي تحياها وتشارك غزة في معايشتها.
أعتقد أن الكثير منكم شاهد ذاك المشهد المؤثر للقاء الأم بابنتها بعد أربع وعشرين عاما من الفراق والضياع، كانت تظنها ماتت كشقيقها ماهر الذي استشهد مع العشرات من أفراد العائلة خلال أحداث تل الزعتر، رتب تلفزيون أبو ظبي في العام 2001م لقاء بين الأم وابنتها وكان على الهواء مباشرة، اليوم أيضا تجتمع ميمنة مع والدتها في هذا المنبر الثقافي صالون نون الأدبي ودوحته الوارفة بظلال الشعر والأدب، فأهلا وسهلا بالعزيزة ميمنة التي تخطف اليوم ميكرفوننا من والدتها، التي هي أشد سعادة بها وبالتنازل عن الميكرفون لابنتها، وكأنها تردد مقولة القائل: الوحيد الذي أتمنى أن يكون أحسن مني هو ابني.
نود أن تحدثينا عن شعورك وأنت تطئين أرض الوطن للمرة الأولى، وكيف كان اللقاء مع الأهل للمرة الأولى في لأبي ظبي ولقاء العام.
بدأت ميمنة حمزة حديثها فقالت: تحية النصر والكرامة، تحية شعب مرفوع الهامة، تحية من لاجئي الصمود والشهامة، للأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف.
الجمهور الكريم، السيدات والسادة، تحية عطرة وبعد،،
حقيقة ... يعجز لساني عن التعبير لشكري وامتناني لكم، ومدى سعادتي بالوقوف بينكم اليوم على منبر صالون نون الأدبي.
إنني بالأصالة عن نفسي ووالدتي الشاعرة رحاب كنعان، خنساء فلسطين أتقدم لكم بالشكر والعرفان لشعوركم النبيل، واستضافتكم الكريمة.
إنني مذ لمست تراب وطني بعد حياة الغربة والشتات شعرت أنني بين أهلي وأحبتي، وأنتم تحتضنون لاجئة مثلي؛ حُرمت من هواء الوطن طيلة عمرها...
ولقد كان من حظي أن شاركت شعبي ويلات الحرب الأخيرة، وصرخات الألم ولعنات الدمار.
ثم شرفني ربي بمشاركة شعبي فرحة الانتصار وإعلان الدولة، وبشرى إنهاء الانقسام، قبل أن أعود مرة أخرى للغربة والشتات.
وكم يغبطني الآلاف من اللاجئين في كل مكان على ما نلته من شرف التواجد على أرض وطننا الحبيب...
هذا الوطن الذي مات لأجله الملايين؛ من الداخل والخارج، ومن اللاجئين، ونحن نؤكد على أننا صامدون، لا نكل أو نلين، حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا من الغاصبين.
رسالتي لكل أدباء وشعراء فلسطين ألا تنسى أقلامكم دماءنا، نحن اللاجئين المتمسكين بحق العودة المقدس...
وتذكروا حسرة أمهاتنا على أجيال تنشأ بعيدا عن فلسطين؛ بلا هوية، ولا بقايا إنسانية!!
وشكرا جزيلا لحسن استماعكم.
بعد أن أنهت العائدة لأرض الوطن، قالت الأستاذة فتحية إن هذا الصخرة التي أطلقتها ميمنة مؤكدا فيها على إصرار الفلسطيني على العودة لأرضه ووطنه، إنما هي رسالة لكل الشعوب والقيادات العربية التي تخشى من توطين الفلسطينيين على أراضيها، فجميعنا يطلقها مدوية لم ولن نرضى عن فلسطيننا بديلا، وقالت أتمنى لك العودة لصفد، وأن أعود لحبيبتي يافا الغالية، لقد كان توقيعي في إهداء كتاب حكايات الأجداد للأحفاء ممهورا بـ"العائدة بإذن الله فتحية صرصور" فأدعو المولى أن يؤمننا في أوطاننا.
بعدها قالت الأستاذة فتحية: والآن نقول أهلا وسهلا برحاب كنعان خنساء فلسطين، رحاب ذات الشعرية الخاصة، إذ فجرت المآسي والفواجع شاعريتها، فحافظت على استمرارها وديمومتها بالإصرار والطموح، رغم أنها امرأة أرهقها الترحال.
إن ثورة الإبداع التي انطلقت من داخل رحاب بعد ولوجها العقد الثالث من عمرها، تؤكد أن داخل كل إنسان يكمن مبدع، وكما البذرة تسعى لشق صخور الأرض للإنبات، كذلك الإبداع يحتاج للحظة الانفجار والظهور، هكذا كانت البذرة كامنة في أعماقها حتى أتت الكارثة في العام 1976م عبر مذبحة تل الزعتر التي دُبرت ضد الشعب الفلسطيني وقواته الثائرة بليل، فقدت إثرها الوالدين والأخوة والأخوات، فقدت الأهل والولد، فأزهرت إبداعاتها، وصُنعت موهبتها.
لقد فجرت الأحزان كوامنها، وصقلت التجربة أسلوبها، فكتبت القصيدة، بل كتبتها القصيدة وسطرت فجيعتها، ليصبح الفقد هو العنوان لرحاب كنعان.
نلتقيها اليوم لنجمع معها شتات الهم الفلسطيني، ومعاناته التي أُسقِيها وهي ترويه علينا شعرا جميلا معبرا.
بدأت رحاب كنعان حديثها مرحبة بالجمهور، شاكرة المولى أن جمعها بابنتها على أرض الوطن، وقالت لن أزيد على ما قالته ابنتي ميمنة لأن كلامي سيكون شعرا/ وبدأت بقصيدة حزام الفجر المنتظر، التي كتبتها عندما أبلغوها بأن فضائية أبو ظبي ومن خلال برنامج لأجلك، ترتب لها لقاء من ابنتها ميمنة فقالت فيها:
بنيتي
كنت أراك في عيون البرتقال/ ألقاك في أحلامي
تنثرين عطرك على وسادتي
وكنت ألهج بعبارات الشوق والحنين للقياك
أتحدى سياط النسيان/ أقلب أوراق الزمان لرؤياك
ومن دموعي أشرعت زورقا للعبور
إلى حيث ذكريات/ رسمتها طفولتنا
على حزام الفجر المنتظر/ وأنت تداعبين وجنتي
تجففين دموعا/ كانت تنبئ سفينتي / بميناء الفراق
تعالي يا ابنتي.../ تعالي يا ابنتي.../ تعالي
قبل أن يسترسل جنون الليل/ ويشعل في القلب وجعا/ أشد من وجع الخيام
لنحلق سويا... / ننثر في المدى أشعارنا
بعدما أكلتنا المآسي/ وأرضعتنا من كأس العلقم
لنتوه في بحر عمالقة اللئام
تعالي إلى غصن قلبي/ ها قد حان للجفن / أن يهدأ وينام.
ثم قالت رحاب: يوم اللقاء كتبت قصيدة (سياط الفراق)
شعرت بنسمات الفرح / تطرق جدار قلبي الممزق
حلقت بين أرجاء الأفق/ كعصفورة تزقزق فرحة
كطفل يحترق شوقا/ لحضن دافئ بعد الصقيع
يعد الساعات والدقائق.. بل الثواني
وهو يطرز ثوب الحنين
بعدما أدمته أشواك الحرمان/ وقطعت أوصال أيامه الأزمان
وفجأة
خيمت خيوط السحاب/ والغيوم/ تتلبد في سمائي
وعادت ستائر الظلم والظلام/ تكمم دقات فرحي/ شقت طريقها/ تحفر في الخدود خرائط الأحزان
بعدما أعلنت إغلاق دفاتر الجراح/ ها أنذا عدت أتبعثر
بين الألم والأمل/ تشرع بي سفينة المتاهات
فاعذريني يا ابنتي/ شاءت الأقدار منذ الأزل/ ولم تزل...
أن تمتد سياط الفراق / تلتحفنا أشواك الأشواق
رغم أن الصبر من الصدر ضاق
سامحيني... يا سوسنة عمري/ كبرت بعيدة عن حضني
لا نملك القرار/ والقلب من دياجير الغربة/ يعتصر شوقا لك
وكنسيم الصبح يشتهيك/ لتنفضي النوم عن أهدابي
يا أجمل هبة من السماء/ يا أغلى عطاء
هكذا قدري يا ابنتي
شظايا أرض الأرز/ بدمع العين أرويها...
لنصبح/ أنا/ وأنت/ والليل/ ومرارة الغربة سورة
يا حبيتي رتليها

ثم قرأت الشاعرة رحاب كنعان قصيدة على لسان أسير بعنوان "شموخ اللوز":
أمي.. من خلف القضبان / رأيت ضفائرك تتدلى
من عيون الشمس/ تبشرني بشموخ اللوز
مهما تجبر السجان/ .. فها أنذا يا أماه.. / أعانق طيفك..
أصنع عطرا لك../ من حنايا أحلامي الموجوعة
وأتوق لأحضانك الموجوعة/ وأتوق لأحضانك الموزعة
بين الأجداث والهناشير/ لتضمد جراح سلاسل/ تنصهر من لهيب أشواق.. تنتظر يديك..
لتلبس وجهي/ بعد سنين الحرمان
فابتهلي يا أماه../ بصلاة الفجر والضحى
نهوض الصهيل/ ليرى معصما
رغم تقطيع أوصال الأرحام
وتكحيل أجفانها../ ببقايا أضرحة/ صنعت المجد../ وشرفت سطور التاريخ
&&&
شلال الفصول الثمانية
خنساء فلسطين - رحاب كنعان
ثم ألقت قصيدة للأم وهي بعنوان شلال الفصول الثمانية، قالت فيها:
أمي.. يتوهج في الأعماق حنين/ لبقايا أغصان العصافير
لبقايا آية بللها الندى/ ذابت مع صرخاتنا الأخيرة
لثوبك يجرني في ثنايا الشوارع
لقبلة أبي بين الحلم والصحو المترنح
للجلوس وأخوتي على مائدة الكتب
لقهوة أختي على عتبة... نامت فيها الابتسامة
وناحت عليها اليمامة/ فأينك يا غالية؟!
رحلت وأبي.. والفصول الثمانية
فماذا تبقى لي؟! وها قد اكتمل نضوجي
فمن لي بالسؤال يا أمي
من يسرح شعري.... ويزغرد في مراسيم ميلادي الجديد
من يقرأ لي أولى حروف الكتاب؟/ من لي؟! وماذا تبقى لي..
سوى ذكريات .. كالرمح بين الضلوع
هاأنذا... يا أمي... وحدي هنا.. وحدي هناك
*****
تذبل أهدابي.... تتعرّى عظامي
على أرصفة غريبة
فمن بعدك يدفئ صقيعي؟
وكيف أجفف المآقي... والتاريخ لم يزل
رغم مرور أعوام وأعوام/ يشعل في جوانحة
ذكرى عرسنا الأسطوري... كثافة قاتمة....
أثقلت السطور والأقلام/ وبقيت وحدي... وأشعاري العطشى
نرقص وراء الجلوة/ على أوتار صمت الليل
والملائكة تغوص.. في نوم عميق
ممزوجة بالرماد.. مفتوحة الأحداق
والرعاة تنظف مخالبها ... من بقايا الأشلاء.
*****
ثم قالت: ألا أمي... كم حاولت النهوض/ من ركدة الأوهام
لأحلق في سماوات الغد المنتظر/ علّني ألثم رائحة الشمس
وأتقاسم والشجر همسات ليل مقمر/ كان شاهدا على أنس سهرتنا
فيا ليت لحضنك عَودٌ/ ليبدل يباسي.. ويثمر صمتي وبكائي
بعودة بهجة الكواكب/ لعتبة معابدنا.. لشفة أقداح قهوتنا
فهل من ثوى يعود؟!
لماذا انتهينا من اللقاء يا أمي/ لماذا سلكنا طريق البعاد
*****
ثم قالت: فأنيك أمي؟!/ وصباحاتي المحطمة تتلوى
على هدير شلال الفصول الثمانية ... فمن يرممها؟!
ومساءاتي المبللة فاضت منها السحب
غمرت أصابع صورنا الرمادية ... فمن يجففها؟!
ألا أمي.. الشمس والقمر .. يعودان بعد الغياب
فهل من عَود يا شقيقة النصفين/ يا أغلى الأحباب؟؟؟!!!!
أما للرئيس الرمز أبو عمار فكانت قصيدة عنق الضباب
لأجلك أبي ... أبانا ... نبكي/ وعليك نرتل آيات الرحيل
والروح أضحت أشلاء / تبحث في كبد السماء
عن أبجدية تليق بركب من برحيله/ توغل الأخطبوط المدى
عبث بأحلامنا ... صبغ أقلامنا / حتى يَبِسَت الابتسامة في واحة عمرنا
والقمر لم يعد يبصرنا / فانطوت أصابعنا على جمر المناديل
تداعب صورك الغافية / على زند الرمال الوردية
وعلى موائد الأمطار .. يحيطنا دمك / يملأ أقلامنا
يشق عتمة الشبابيك .. يغمرنا بالوجع
تئن السطور تناديك.. من خلف نواقيس الممرات
حيث كانت حدائقنا تتجرع نداك / ها هي .. يغطيها عنق الضباب
ترتشف القهر على جرعات
فأينك يا ضياء فجرنا .. يا شرايين المجد
في ضلوع الزنبق .. وزهر الرمان
يا أنشودة غنت للسلام / رغم الدخان والركام
وجناحاً يظللنا من شمس الخريف
أبي .. كنت تمتطي صهوة المؤتمرات
تحرس عيون الزيتون .. من موائد المؤامرات
لتبقى مشرقة رغم أشلاء الغصون المبعثرة/ بين أناشيد الطلقات
فها نحن بعدك .. تبدلت خرائط المكان/ تائهون بين رحيق الأمطار
مبعثرون على أطراف الزمان/ الغيوم تتلبد في هوائنا / والرياح تنخر جلدنا
والأعوام تطوي بعضها في جوارير الذاكرة / تعزف على أوتار الانتظار
وأحشاء الوطن تتمزق .. فوق شفة القهر
ليبقى القلم من لهيب الحزن ينزف ألماً/ لفراشاتٍ تاهت بين كواكب الليل
وعصافير تتأرجح على أجنحة الإعصار
فأينك يا أبي ... أبانا ..؟؟/ لتمسح دمعنا .. لتضمد جراحنا
لتنتشلنا من كثبان النسيان
الكلمات ترتعش من مآقي العيون / والأجساد تكحلت بالحنّون
والدم أضحى حبراً في مساحة قاحلة / يفضح مخابئ الأسئلة
لخيل تغسل جدائلها .. فوق جلود الأزهار
فمن بعدك يعيد الوتين لفراشات الانكسار؟!
آآآآه أبي ..!!
الشوارع حزينة .. والقدس صاحت أوجاعها
فمن يهدئ مواجع مآذنها؟! / من يوقف المد الفاحم .. المخيّم على شفاه
تعبت شمسها من التنقيب بين رماد الصمت
عن رائحة لبقايا الإنسانية
فأينك أبانا ..؟؟/ لتزهر النعناع على خبزنا المتمرد
في عيون الدالية؟!
أبي .. قرأتك في نبض العروق
في دمع المشيعين .. حنوناً .. محباً
وقلباً واسعاً كوردة الأمل
فبعدك ماذا تبقى لنا؟!
وهل من فجر قادم ../ يعيد ضحكة الثكالى؟
واختتمت رحاب بقصيدة رسالة من الجنة كتبتها على لسان ابنها الشهيد ماهر حمزة:
أماه / أكتب لك/ على أجنحة الرياح المذبوحة
سنلتقي... مهما طال ليل السفر/ لتضميني
لأشتم رائحة أحضانك/ وأرتاح على صدرك
لأضمد جراحك/ وأمسح عن جفنيك العبر
لأقطف من وجنتيك قبلة/ كم انتظرتها... وأنا أحتضر
أماه/ يا ريحانة القلب/ يا قرنفلة تبللت بالدموع والدماء
حتما سنلتقي/ لتتوحد ملامحنا من بين البشر
على أرض ارتوت بدماء الأبرياء/ لتتجلى بكبرياء
بثوب طرزناه بالأحمر والأخضر
فيا جنة الفردوس، قلبي ينشدك/ فاسمعيني مع الترتيل والله أكبر
كفكفي دمعك بآيات السور/ حتى يحين حكم القدر
وتجملي بالصبر، ولا تحزني/ لأني وكل الشهداء
مع الصديقين والأنبياء
فسلام لك/ سلام عليك
من قلب لرؤياك... / طالما انتظر
بعدها فتح باب الحوار والمداخلات فكان القول الأول للشاعر سليمان وشاح وقصيدة تحية لميمنة ووالدتها وهي بعنوان تحاكيني كلماتي
ما كتبت كلماتي من باب ترف شاعر يهوى
ولا بقصص وحكا يا و صنيع زجال...
فما هديل الطير في قفص إلا بكاء وشكوى
فطليق الجناحين أين حريته وقدميه مثقلة بالأغلال...
تحاكيني كلماتي والقلب لـها مأوى
لا تجعلني أسيراً للقوافي والأوزان...
فللكلمة معنى أعظم من وضعها على كفة ميزان...
وبدون عتبات سلم موسيقي هي مغنى
فدائما دقات الام النازفة عازفة الألحان...
أبحث عن حقوق إنسان
تائه بين صفحات النسيان/ أسير بين حطام الحروف
وعلى أوراق ممزقة/ أبحث عن طفلتي و حقوق إنسان ....
اجمع أشلاء الحروف/ ومفردات حقوق طفل
علي أجد لشاردته/ بقايا و دليل وعنوان...
تتعثر أقدامي في تجاويف الحروف/ فعليها أسلاك شائكة
وحفر من قواعد اللغة/ وحديد وقضبان....
وفي الزاوية البعيدة / وعلى هامش الذكريات
أرى سفن بلا أشرعة ومركب بلا قبطان...
فأبحرت في زورقي الصغير/ ابحث عن طفلتي/ .. فتعبت.. وتعبت
فزورقي يراوح مكانه/ فبحر أشواقي المبعثرة/ بلا أمواج و شطآآن....
مجدافي قلم/ وبحري حبر / ورياحه عواصف افسدت بيتي/ الذي صنعته من رمال الشاطئ
و موسيقي وألحان .../ ابحث عن شاردتي
فعلي اجد بقايا لحقوق الإنسان ....
ابحث عنك بين قصاصات شِعري/ بين حروف تناثرت في تضاريس الذكريات ..
ابحث عنك على وسادة سريري/ ذات الحض الدافئ/ بين خطوطي القديمة والخربشات...
...
ابحث عنك في قصائد شعري/ وترانيم سيمفونية شوقي
وحمرة عيوني الباكيات.../ وأجمّع لك أجمل حَكَايَا من أساطير الحب
والحان صمتي وأنفاسي الدافئات.../ أحَاكِي رسائلك القديمة على أسوار
قلبي وأعتاب جوارحي/ وبقايا أحلامي وصور الذكريات ...
ابحث عنك في أمسي وحاضري / ابحث عنكِ بنيتي/ بين ثنايا الذكريات...
فمن بين حطام الكلمات/ المبعثرة حروفها/ بين جغرافيا السطور
وشوق طفلة مزقه الحصار .../ ورحلة سفير القلب/ بحبر مجهول ألوانه
يرسم الحدود وطول الانتظار / أسلاك شائكة بين تضاريس الصفحات
عالق فيها فصل الخريف/ غائبة عنها خضرة الربيع/ وأوراق أحرقت
أذيالها شمس النهار .../ وشتاء لاهث ضمان/ يتجرع بعضا من كلماتي
وحلاوة اللسان أهلكها طعم المرار .../ ألف باء جيم دال
تتزاحم الحرف الأبجدية/ ومفردات عشق/ أوشكت غلق الستار .....
تتصارع الكلمات/ وتعدوا مسرعة/ تلاحق أنفاسي/ تصرخ وتصرخ
ابنيتي لا تتواري عن الانظار / الآن الآن خذني إليك ../ أرسمني لوحة فنية/ وقصيدة شعرية
ولحن على الأوتار.../ واجعلني كحل عينيك/ وشمسك التي لا تغيب/ وابني لي بيتا في قلبك
واحفرني على الأحجار/ الآن الآن خذ القرار ..../ محلقا حرا كالأطيار
ونمزق سويا صفحات قد اعتلاها الغبار ..
ثم كانت الكلمة للدكتور محمد أيوب وقد قال: لعل في كتابات رحاب كنعان ما يجعلنا نلمس الألم بعيوننا وأصابعنا، قرأت ديوانها المطبوع، وديوانها المخطوط، لا أقول أنني دققتها لأن العواطف لا تُدقق، فرحاب عاطفية، دموعها نزفت من شدة الألم.
وقال: عندما شاركت في فيلم النكبة الذي يتحدث عن خروجنا من الوطن، عند لحظة معينة لم أتمالك نفسي وبكيت فأوقفوا التصوير، وعند العرض بكى الجمهور وبكيت من جديد، فالبكاء ظاهرة إنسانية، كل الاحترام والتقدير لها ولصبرها.
وعودة لكتاباتها فأجمل ما في كتابات رحاب هو الصورة الرائعة ونجدها كثيرة كما في (سياط النسيان - حزام الفجر – غصن قلبي – يطرز ثوب الحنين – سياط الفراق ... الخ)
وعن الشباب وجهلهم بتل الزعتر وحادثتها، فالعيب يأتي من الجامعات والمناهج المقولبة، فالطلبة في الجامعات محصورون في مقررات محددة، علما بأن مسئولية الجامعة أن تهيئ الطالب للحياة وليس للوظيفة فقط.
ثم كانت للسيد محمد السعافين كلمة قال فيها: بداية أتوجه بالشكر للمسئولات عن هذا الصالون الأدبي المميز، كما أشكر الأخت الشاعرة رحاب كنعان وابنتها التي التقت بها بعد 24 سنة، وأضاف السعافين؛ شعراء المهجر انفجرت أحاسيسهم بالإبداع والتميز حيث الحنين للأهل والوطن، فجسدوا الآلام والهموم التي يحملونها في قلوبهم لأدب من شعر وقصة ومسرحية بصور جميلة تأثر بها الجميع، وكذا كان شعر رحاب كنعان، ثم قرأ مقطوعة من كتاباته
بعنوان "لدغة الحب" قال فيها:
رأيت الحب يملؤه نفاقا جله الكذب/ وخداعا يريق دمي، وصدق كنت أرتقب
فلا صدق يحدثني، ولكن همه اللعب/ فلا أدري محبته، زواجا أم هو الكذب
وقلبي صار يأسره، بأشواق هي السبب / وراقبت الهوى زمنا، شباب حاله العجب
ففي يوم أحدثه، كلام جله الأدب/ فهز الرأس في عجل، وصار الوجه يكتئب
ظننت الحب آلمه، وحان الوقت ينسحب/ فجاءت بنت حارتنا، وسارت منه تقترب
وصار القلب مشتعلا زفير النار يلتهب/ فأحلامي قد ارتحلت، وعاد العقل ينقلب
رجعت البيت في نصب، كأن الموت يقترب/ دخلت البيت في كدر، وقلبي صار يرتعب
وصدر الأم يحضنني، ودمعي سال ينسكب/ فما زالت تلاطفني، جروح القلب تجتنب
حكايات تحدثني، وتشكو همها الكتب/ فما هانت حرائرنا، ويجلي صدقها الكذب
عفيفات مناقبهم، وبالإيمان تنتصب/ وإيمان لها عكفت، وستر الله يصطحب
السيد نبيل أبو جزر قال: لقد استمعت لأم سمير وتأثرت كثيرا، خاصة أنني عايشت الألم؛ استشهد أخي بباب البيت، حملته أشلاء وأمي تنظر من البلكونة بصمت، أيضا هدم بيتنا وهدمت معه ذكرياتنا فبكيت، واليوم بكينا تأثرا من كلام رحاب وهي تتحدث عن الوطن، أم سمير أسطورة هذه التضحيات التي هي ضريبة حب الوطن
الشاعرة منى العصار كانت لها قصيدة قالت فيها:
عجبا لأمري ما تبسم حاله / حتى إذا عبق ا لنسيم تمردا
صوت ينادي من بعيد لا تخف / إني هنا هذي يدي كي تسعدا
جاءت و في روحي اضطرا ب أومضا / لما رأيت بريق شوق قد بدا
أتراك تذكرها و قد مات الهوى / رفقا بنا قلبي فقد جف الندى
نفسي معذبة و تخشى نفسها / كم تشتهي نسمات شوق عبر المدى
نادى بنا الفجرالذي شق الدجى / إني مقيم ما نسيت الموعدا
كم أشتهى دفء الحياة و ظلها / وسماع صوت الناي يهتف بالمدى
ذبت اشتياقا فافتح القلب الذي / أسمو به فوق ا لدنا متوردا
أمضي به نحو السماء بلهفة / فيصدني..فأرى السحاب مشردا
أهوي إلى أرضي بقلب عاجز/ أحلامنا تنساب في جب الردى
ما المواجع جلها بخافقي / في وحشتى أحيا بها متوحدا
فأهيم في جدران هيكلنا وقد / هاج الحنين بداخلي يرجو الصدى
رفت به ألحان شعري باكيا / ترنيمة نزفت هنا فلما العدا؟
أحبابنا في كل أمسية لنا / جذع القريض يهزني متوقدا
يا ظلي الموجوع عند رحيلها / يهفو إلى الماضي يحن منددا
ضاعت ليالي الوصل ما بين الآنا / و شموخ نفس في المعالي في المدى
أودعت في قلبي محبتكم / فها شوقي يتوق إليكم متوددا
هي أدمع العشاق فاض حنينها / يجري بذكراها الوداد تنهدا
و سريرة في مقلتي أودعتها / رب الهوى يا قرتي أين الفدا؟
نشكو جراحا بالحشا يا مهجتي / ذوبي على طير الربى صوت شدا
يا قلب ما لي حيلة غلب الهوى / فأطعته و رمى به ترك اليدا
يدني الحبيب وإن نأى .. حقا معي/ يا ليتني ما كنت محمدا؟
انتهت الأمسية ولسان حال جمهورها يلهج بأن يمن الله على شعبنا بالأمن والاطمئنان وجمع كل مفترقان، والعودة، ليافا والد وحيفا وصفد... لكل فلسطين أرض المحبة والسلام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة   صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة Icon_minitimeالثلاثاء 25 ديسمبر 2012 - 19:03

جزاك الله خيرا استاذة فتحية

الى الامام دوما

حفظكم الله

تحياتي لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صالون نون الأدبي في أمسية شعرية للشاعرة رحاب كنعان وابنتها ميمنة حمزة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صالون نون الأدبي والشاعرة كفاح الغصين في أمسية شعرية
» صالون نون الأدبي والتجربة الشعرية للشاعرة كفاح الغصين
» صالون نون الأدبي والتجربة الشعرية للشاعرة كفاح الغصين
» صالون نون الأدبي والتجربة الشعرية للشاعرة كفاح الغصين
» صالون نون الأدبي وحكايات حرب الخمسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: