واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد Empty
مُساهمةموضوع: صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد   صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد Icon_minitimeالأربعاء 3 يوليو 2013 - 1:18

صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار ديوان جديد
عند الخامسة من بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق الثاني من يوليو، اجتمعت أسرة صالون نون الأدبي في لقاء خصص للاحتفاء بإصدار الديوان الثالث للشاعرة رحاب كنعان بعنوان "عصير الرماد"، بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الكريم، كل باسمه ولقبه، وموقعه، ثم قدمت التهنئة بالمولود الجديد الديوان الثالث للشاعرة رحاب كنعان"عصير الرماد"، ، حيث كان ديوانها الأول بعنوان "البسمة المجروحة"، وديوانها الثاني بعنوان "شلال الفصول الثمانية" .
بعد هذه المقدمة كانت القراءة للديوان الجديد قدمتها الأستاذة فتحية في ورقتها التي جاء بها: رحاب كنعان سيدة الفصول الماطرة
نحن أمام حالة شعرية ذات خصوصية، شاعرة فجرت المآسي والفواجع شاعريتها، فحافظت على استمرارها وديمومتها بالإصرار والطموح، رغم أنها امرأة أرهقها الترحال، ولم تنل قسطا من التعليم؛ وهذا ما يمنحها التميز والغيرية عن الشاعرات في ساحة الشعر، من مجايلاتها والمعاصرات لها.
إن ثورة الإبداع التي انطلقت من داخل رحاب بعد ولوجها العقد الثالث من عمرها، تؤكد أن داخل كل إنسان مبدع كامن في أعماقه، وكما البذرة تسعى لشق صخور الأرض للإنبات، كذلك الإبداع يحتاج للحظة الانفجار والظهور، هكذا كانت البذرة كامنة في أعماقها حتى أتت الكارثة في العام 1976م عبر مذبحة تل الزعتر التي دُبرت بليل ضد الشعب الفلسطيني وقواته الثائرة، فقدت الوالدين والأخوة والأخوات، فقدت الأهل والولد، فأزهرت إبداعاتها، وصُنعت موهبتها، لقد فجرت الأحزان كوامنها، وصقلت التجربة أسلوبها، فكتبت القصيدة، بل كتبتها القصيدة وسطرت فجيعتها، ليصبح الفقد هو العنوان لرحاب كنعان.
صورت معاناتها عبر مشاهد إنسانية، فكانت كثيرا ما تلجأ لتوظيف الشعر القصصي تعرض من خلاله أحداثا تاريخية ووطنية، تجسد من خلاله تجربة الأزمة سواء التي عاشتها على المستوى الشخصي، أم تلك التي عاشها ويعيشها شعبها بكافة مستوياته وشخصياته.
وبهذا يصدق فيها ما قاله الشاعر شهاب الدين سعد بن محمد الصيفي المعروف بحيص بيص في مقدمة ديوانه بحقّ الشعر والتعريف بمنزلته، حيث يقول: (فحسب الشعر فخراً أنّ الإنسان يسمع المعنى نثراً فلا يهزّ له عطفاً ولا يهيج له طرباً، فإذا حُوِّلَ نظماً فرّحَ الحزينَ وحرّك الرزينَ، وكرّم البخيل ووقّر الإجفيل، وقرّب من الأمل البعيد وسنّى الغناءَ لغير الغرّيد، وكم أحدثَ سلوةً للمعمودِ وقد أعيت مداخله وكلّت لوّامه وعواذله، وكم إستلّ سخيمةً من ذي غمرٍ عجزَ عن مُداراته الحجا وضَعُفت عن استرجاع ودّه الرقى فما كانَ متصرّفاً هذا التصرّف في النفوس والأخلاق فأكبرْ بشأنه وأعظمْ بمكانه).
ولمّا كان الشعر تعبيرا عن كوامن النفس الشاعرة فإننا نجد قاموس رحاب كنعان الشعري ينضح بأسى الحرمان ومرارة الفقد، وجراحات الغبن، وطعن الإخوان.
تجمع في ديوانها الموسوم بـ "عصير الرماد" شتات الهم الفلسطيني، ومعاناته التي أُسقِيها رمادا بعصير، وعصيرا من رماد، ونجدها في القصيدة التي تحمل عنوان الديوان تؤكد إيمانها بشعبها وعدالة قضيتها، التي معها يستطيع الشعب تجاوز كل المحن ليعود قويا كما الفينيق الخارج من رماده، والقادر بإرادته أن يصنع المعجزات ويحول الكلمات لحراب، وهي تبث فيه روح الثأر والدفاع عن حقه بكل وسيلة متاحة فتقول: انهض .. صقرا يزأر .. سنبلة تثأر ..
كن حجرا .. كن خنجرا .. كن بركانا يتفجر
وماء على شفاه الأطفال يقطر .. / كن قنبلة .. فأنت القرار ..
بذا نرى أن دوالها ومعانيها بالمجمل تتحرك لتتمحور في محيط الوطن والمواطن، النضال والعودة، الحق والخير في مواجهة الشر والظلم والغدر.
بالنظر في باقي القصائد نجدها تسير في ذات المحور، فالديوان بقصائده المتنوعة يشكل بانوراما جمعت تفاصيل الحياة الفلسطينية، لم تترك محورا من محاور الحياة الفلسطينية إلا وتناولته في ديوانها بدءا من باعث إلهامها معركة تل الزعتر والتي كتبت عنها في "سيف السطور" مرورا بمن فقدتهم الأم والأب والابن في "أمي يا نبع الحنان" و"أمي نبض دمي" و "رسالة .. من الجنة"، و"رسالة إلى أبي"، و "رسالة إلى ولدي الشهيد ماهر" و "عرس الشهيد" و"ما أروع دمك يا ولدي"
كما كان للأسرى نصيبا وافرا من كتاباتها؛ كتبت للأسير ولزوجته، كتبت عن معركة الأمعاء الخاوية وعن صفقة الأحرار، كتبت رسالة من الابن لوالده الأسير.
كتبت عن الشهداء بمختلف مراكزهم ومستوياتهم؛ كتبت "عنق الضباب"، و "دخان القلوب المجعدة"، فيما جعلت "الزنابق الحمراء"، وكتبت "الفجر المعتصم"، وللشاعر الشهيد كتبت "ترجل النجم".
ووسط الزخم الحادث في الساحة الفلسطينية لم تنسى شاعرتنا العروبة فتستدعيها وترثيها، وترثي قائدها صدام حسين في "واااعروبتاه" و"فارس العرب"
بمرارة كتبت "لحمي يمضغ لحمي" و"رنين التاج"، وسفر.. سفر 2 صفر" و"سيدة الفصول الماطرة" أما الوحدة وحلم المصالحة المشرق، المصالحة التي تترقبها وتحلم في تحققها فكتبت لها "كراسي الكواكب"
ولحرب غزة كانت "شفة المقابر" و"أصابع المساء"، ولسيدة مدن العالم القدس كتبت "رماد الحناجر وجمر الصمت" و"صلواتنا المزمنة".
وإن كان الوطن صريحا في "شروق الحصاد" و"لعينيك وطني" و"بوابات الوداع" و"لن تحصدوا حقلنا" و"أبطال اللحظة والصرخة" و" وطني" فإن قصائدها جميعا تفوح بعبير رائحة الوطن الذكية، ونسماته الندية.
وحين تحاول الشاعرة أن تلتفت لأنوثتها، وتداعب مشاعرها، تكتب نبضاتها إلا أننا نجدها لا تستطيع الانفلات من عقال همومها فتسميها "أشواق واحتراق"، و"مأتم الحروف" و"مذابح الليل" أو أنها تترك نبضاتها دون عناوين مكتفية برصدها.
بالعودة إلى معجمها الشعري نجدها تركّز على دوال ترسم من خلالها تفاصيل أوجاع الوطن وخريطة مآسيه فكانت دوالها: دمع – ألم - ألم - مرّ - تمرد - حصار – غيوم – ثكالى- دماء- عاري - رماد – جمر – أنات – سحائب – ارتحال – وجع؛ فمن وجع الرحيل والبعاد، لمواجع القلوب والشفاة والأحلام، ومن وجع يلبس سواحل الصغار لوجع الشمس والقمر وقصيدة الوجع والألم، من الوجع المر وجع التاريخ لأوجاع دفاترها وقدسها إلى الوجع المتموج في واحات العصيان.
- ولأنها تعيش المأساة ويرفض عقلها نسيانها تردد دال الذاكرة عشر مرات ثنتين منهم عنوانا لقصيدتين
لكنها في المقابل تصنع من أشواك الألم ورودا للأمل إيمانا منها بالمقولة: إذا زرعت.. فازرع الأمل في قلوب البشر.." فتتردد لديها دوال: -نيسان - عذارى -حضن– حنين– أغصان، وهي تبعث روح الأمل والتفاؤل فتقول: جذور وطن بلغت عنان السماء.
وأيضا: فما أروع لحن التحدي
و: توضئي بالصبر الممزوج بوجع الألم
فالشمس بأصابع الطفولة/ لن تنكسر.. لن تنام
وتقول: ولا بد لليل أن ينكسر ويرحل الدخيل
وأيضا: لقبور ربما ينبت منها وطن أو هوية
وفي قصيدة ابتسامات الصبار تقول:
لا تقلقي ... فعلى سبحات صلواتك سيبهج لون الصبر
فمهما أحكموا القيد ... وسدوا نسيم الصبح ... وصلبوا الأحلام
لا تجزعي من ملوحة كأس الأيام / انهضي من بين عناقيد الحروف
لملمي ما تبقى من أصابع المساء
- وإن كان دال قلق يتردد لديها عشر مرات فإننا نجدها تستخدمه بالتساوي إيجابا وسلبا، فبينما يرد دال قلق خمس مرات، فإن دال لا تقلق يتردد خمس مرات أيضا مما يوحي لنا بتوازن شخصية الشاعرة، وعدم طغيان حالة لديها على حالة أخرى.
- يكثر لديها الاستفهام تعبيرا عن حالتها القلقة:
يا جسر الفراق لمَ لمْ تمهلني وقتاً
يا جسر الفراق لم استعجلت بإطفاء قناديل الزمان
و: أما حان للأوجاع أن تهدأ / و: فمن يهدئ مواجع مآذنها؟!
و: كيف أصبحت منزوعة العشب
- أما الكلمات: فكبساطة شخصية رحاب كنعان جاءت كلماتها بسيطة؛ بعيدة عن التعقيد والمراوغة، إلا أنها تلامس شغاف كل نفس ذاقت مرارة الفقد ولوعة اليتم، وكل من عاش قهرا وظلما على يد بني جلدته، فعندما تتناغم الكلمات والتجربة الشعورية، تنتج سيمفونية رائعة، وتحدث صدى في النفوس.
أما الصورة فكانت لدى الشاعرة قليلة لأن ما يعنيها هو تسطير فكرتها، وتفريغ مشاعرها بعيدا عن التغليف بأي شكل أو صورة، فكانت كمن يلقي كلمته ويمضي.

بعد أن أنهت الأستاذة فتحية عرض قراءتها كانت الكلمة للشاعرة رحاب المحتفى بها، فقالت: بداية يسعدني أن أكون بينكم في هذا الحفل الكريم لنتشارك بنثر أريج الحروف والكلمات على أغصان القوافي، وأقدم شكري العميق لكل من الأستاذة فتحية صرصور، والدكتورة مي نايف، وكل القائمين على هذا الحفل وهذه الجلسة الشرفية لصدور ديواني الجديد (عصير الرماد)، هذا الاحتفال الذي يجسد عطاءكم الثقافي والوطني المتواصل..
كما أرحب بالحضور الكرام الذين شرفوني بالتواجد معنا في هذا اللقاء.
من كل قلبي أشكر صالون نون الأدبي الذي دوما يرعى الإبداعات بشتى أشكالها، ليبقى نبراسا يُنير طريق الثقافة.
بعد هذه المقدمة ألقت الشاعرة قصيدتها الأولى للقدس الغالية بعنوان صلواتنا المزمنة
يا قدس ... بأي العيون نكتبك / بأي العيون نرثيك؟؟/ وأنت .... من الإله وسام
بأي العيون نبكيك؟؟/ وأنت تنوئين تحت سياط المذابح واللثام / تنتظرين كوفية وقرنفلة
لتشرق على شطآن الأبواب المقفلة / يا قدس .... ما زال للصبر صبر
مهما واصل الليل خطواته في صلواتنا المزمنة / ومهما تماوجت الريح
وامتدت سحابة الصمت والمقصلة / فها هي تتعثر ببريق عظام ... تضيء عتمة العتبات
وأصابع تشع في كف النار / لتعيد نكهة العشب .... لجذور مشاتل جف ريقها
بين سراديب الوجود .... ونسائم الخلود / لتعيد بريق المناجل والمرافئ ... لزنبقة الروح
فبأي العيون نرثيك؟؟/ وأنت ... من الإله وسام / يا قدس .... كم رجوت الصبر مسكني
بعدما مال الدهر وأبى الرقاد مقلتي/ تهمتي وطني يبحث عن ثغرة
ليطلق صرخة قيد وطن يحاولون إطفاءه / وإخفاء النهار عن المفاصل والفواصل
في هناشير النسيان .. سلطوا عليه سحابة / ابتلعت من القمر قطعة ... وبعض نجوم
ونثرت حشرات غريبة ... تتثاءب نشوانة/ فوق العيون المنسية / وكنت أوشكت على موعد
لاختيار فستان أحلامي البعيدة / وقفت مشدوهة ... أحاول حصر بقايا عمري
فأعادتني دفاتر الأيام للعزف ... على أوتار الأمل / أتبعثر بين الكوانين والقوانين
وبين أحلام مصلوبة ... تنتظر رائحة النيسان / وأطوف مع نحلة تتراقص/ ... على أهداب ليلها الطويل
فأسمع أصواتا وقد تعالت الهتافات/ وتوسعت باحة المسافات / ففاح النعيق والنقيق ... وبعض زفرات
ومن ازدحام القرارات / غصّت حواصل الحمام / وتقطعت أوتار الشوق / على عتبةٍ صمتت فيها الأقدام
فبأي العيون نرثيك؟؟/ وأنت ... من الإله وسام / يا قدس .... ما زال للصبر صبر
ها أنذا أسبح في ينابيع الذاكرة/ حيث تمردت أصابع الحساسين / على مائدة التجويع والقلق
ونهضت من سديم الأرض / من تضاريس ليل الغاب / لتعيد رونق فجر تمتد فيه جذوري
فنهضت من رماد حجراتي ... خلعت حلة الحداد / وقفت على أبواب الألم
لأحزم استصراخ السنين / وأدفن نتوءات الزمن / لأعيد ترتيب النهار ... ونجوم أرهقها الهرم والرقاد
ليبدأ فجرها مملوءاً بالأشواق المزخرفة / بأكاليل تحمل عبق الضياء ... تتوسد شفاه الفضاء
نهضت لأسجل تاريخاً لحمائم .... تألقت أناملها / في غرس لون الفرح المسروق
رغم ظلمة أرصفة الدهر / ترسم المستقبل بريشة أمل / تزين صيحة الميلاد
تألقت بغسل عرائس الطين من شوائب القلق / ونظفت الحبات الذهبية / من سكاكين الأمواج ... وذرات الحقد
تألقت ... وهي تعيد بريق زخارف / لا تحمل رائحة البعد والإبعاد /
وحلم بلابل ... ترفض فساد الهواء والانتماء / تتكبد عناء الصبر ... في ليل الرماد
فيا قدس .... بأي العيون نرثيك / وأنت ... من الإله وسام؟؟!
ثم كانت قصيدتها للأسرى بعنوان (ملحمة الشمس والمطر)
أسود أبت الخضوع/ تمردت على رغيف المذلة/ تنتصب بملح ولهب
تحارب بأمعائها عواءات الأقبية/ تتوهج في عروق الجداول
تتحدى صرير السلاسل/ تلتحف بالغيم / تشكل ملحمة للشمس والمطر
أهدابها تمتص غيمة الصمت القاتلة/ أمعاؤها حبيسة الوجع المتموج في واحات العصيان
تتحدى الخواء / تحاور جذور الفسيلة/ تلوح بوشاح وجديلة/ لأزهار الشمس وقهوة القبيلة
وتردد بخطوات مثقلة/ رغم الرياح الساخنة/ لن ننحني..!!/ لن يباركوا موتنا
لا بدّ للريح أن تهدأ ونتوج بالحرية/ أسود خلف الأسلاك/ ومن بين مسافات الأمل
تنثر أريج الوطن/ تحلم في فصول لا يظللها إعصار/ كي تشتم العشب والماء
وتغتسل من وجع المذلة/ تمسح دمع العذارى والثكالى/ وبقايا أنامل دمية تبعثرت بين تيه الأزقة
فما أروع لحن التحدي/ بشموخ تغزلون خيوط الحرية/ تقهرون السجان بأمعائكم الخاوية
فأنتم السؤال والسائل/ انتم الغياب والحقيقة/ تسعة وستون صبحا داجياً بين قباب العتمة
لا تأبهون لردهات السجون وبرودة الحديد/ من شباك الأحلام/ تسطرون ملحمة البطولة
فيا رَبْعَ الصبر والتحدي / مهما ضاق الاغتراب في غرف التوقيف
وهام الليل في مرابعنا .. وغض غصن البيت / ستروضون زفرت الصبر
حتى تخرج شجرة الابتسامات/ من احتراق السنوات الداكنة
ثم ألقت قصيدة كتبتها لابنتها ميمنة
ضاق الليل وتجرّح النهار/ وأنا على بوابات الانتظار
أحلم حيث الشمس تستيقظ ويسقط النعاس لنلتقي
وشاءت إرادة الله
التحفنا نسائم الوطن، والقمر بلور فرحنا
كالفراشة تمرحين في حياتي ... تنقشين في أركاني
ذكريات وبعض أحلام سرقت منا
لم نعط للوقت قيمة.. فامتطينا قطار القوافي
عشنا جميع العواطف والحركات التي ضاعت بين جدران الماضي
حملتنا أشواق الغياب/ تقفز بين الأشجار ... نرتمي على الأرض
نغازل الأمواج.. نطرد البكاء
مرت الأيام كظل مارق منك ومني.. يضيّع أثر اللقاء
لأننا نسينا أن هناك عند منعطف الطريق
ستدق عقارب الزمن تعلن الانتهاء
هو ذا باب النفق الفاصل جسدينا
بخطوات ثكلى.. وبعينين قلقتين
وقفت عند نافذة الممر الأخير
وألم شاسع يعتصر قلبي.. ألوح بمنديلي
أكابد صداع كلمات وداع فرحنا الذاهب لأحضان الحرمان
وعدت لمحراب الانتظار / أتنقل بين مدارج الذكريات
حيث رسمنا على ظهر الأيام شجرة
لتنثر البسمات على تجاعيد المسافات/ هو ذا القدر!!!
بعد هذه كلمات التي شدت بها الشاعرة فتح الباب ليلج من يرغب باستفسار أو ملاحظة، فكانت المداخلة الأولى للشاعر محمد دويدار الذي اعترف بفضل الشاعرة عليه ورعايتها له في بداياته الشعرية فارتجل لها كلمات شكر قال فيها:
عند الشدائد تأويني إلى كنف نعم المضيف ونعم الضيف والكنف
إن قلت شعرا فليس الشعر ينصفها كل القصائد إجلالا لها تقف.
وللمختار أبو يوسف الدريملي كلمات إعجاب بكلمات الشاعرة، وصدق مشاعرها.
الأستاذ عطا الله شيخة له مداخلة استفسر خلالها عن الكتابة لتل الزعتر ورصد أحداثها، إلا أنه لم يرى في قصيدتها عزم على الانتقام والثأر ممن ارتكبها.
هنا أخبرته الشاعرة بأن لها كتابا نثريا يتحدث ويوثق لأحداث تل الزعتر.
أما الشاعر محمد السعافين والشاب محمد النخالة فكانت كلماتهم تعرب عن تقديرهما لصالون نون الأدبي ممثلا بالدكتورة مي والأستاذة فتحية، وقدما التهاني للشاعرة وتمنيا الحصول على نسخة من الديوان.
الأستاذ نمر رباح كانت له كلمة أعرب فيها عن سعادته بالعودة لصالون نون الأدبي وقد غاب عنه لسنوات كان فيها خارج الوطن، قدّم شكره للدكتورة مي والأستاذة فتحية على هذا العطاء والاستمرارية لاثني عشر عاما، ولاهتمامهما بالأدب النسوي، فكانت لصالون نون الأدبي الريادة في هذا المضمار، فالمرأة عنوان للثقافة والأدب.
ولم ينس أن يطير تحية إعجاب وتقدير للمناضل المرحوم عبد الله حوراني ونحن نجلس في قاعته، هذا الشهيد المبدع الذي أعطى الوطن أكثر مما أعطى الآخرين وقد اعتلوا المنابر، دون أن يقدموا شيئا.
وأردف قائلا: جاءت عودتي مع هذا اللقاء الجميل مع المبدعة التي انطلقت من رحم المعاناة، انطلقت وزرعت كلماتها في غيمة حبلى بالآهات، فأنتجت جملا جميلة، أنا على ثقة بأن هذا الديوان إنجاز يُضاف للمرأة الفلسطينية وخنساء فلسطين على وجه التحديد.
بعد هذه المداخلات اختتمت الشاعرة اللقاء بقصيدة شلال الفصول الثمانية:
أمي.. يتوهج في الأعماق حنين/ لبقايا أغصان العصافير
لبقايا آية بللها الندى/ ذابت مع صرخاتنا الأخيرة/ لثوبك يجرني في ثنايا الشوارع
لقبلة أبي بين الحلم والصحو المترنح/ للجلوس وأخوتي على مائدة الكتب
لقهوة أختي على عتبة... نامت فيها الابتسامة/
وناحت عليها اليمامة/ فأينك يا غالية؟!/ رحلت وأبي.. والفصول الثمانية
فماذا تبقى لي؟! وها قد اكتمل نضوجي/ فمن لي بالسؤال يا أمي
من يسرح شعري.... ويزغرد في مراسيم ميلادي الجديد
من يقرأ لي أولى حروف الكتاب؟/ من لي؟! وماذا تبقى لي..
سوى ذكريات.. كالرمح بين الضلوع/ هاأنذا..يا أمي.. وحدي هنا.. وحدي هناك
تذبل أهدابي.... تتعرّى عظامي/ على أرصفة غريبة/ فمن بعدك يدفئ صقيعي؟
وكيف أجفف المآقي... والتاريخ لم يزل
رغم مرور أعوام وأعوام/ يشعل في جوانحة
ذكرى عرسنا الأسطوري.. كثافة قاتمة../ أثقلت السطور والأقلام/
وبقيت وحدي.. وأشعاري العطشى/ نرقص وراء الجلوة/ على أوتار صمت الليل
والملائكة تغوص.. في نوم عميق/ ممزوجة بالرماد.. مفتوحة الأحداق
والرعاة تنظف مخالبها ... من بقايا الأشلاء.
*****
ثم قالت: ألا أمي... كم حاولت النهوض/ من ركدة الأوهام
لأحلق في سماوات الغد المنتظر/ علّني ألثم رائحة الشمس
وأتقاسم والشجر همسات ليل مقمر/ كان شاهدا على أنس سهرتنا
فيا ليت لحضنك عَودٌ/ ليبدل يباسي.. ويثمر صمتي وبكائي
بعودة بهجة الكواكب/ لعتبة معابدنا.. لشفة أقداح قهوتنا
فهل من ثوى يعود؟!
لماذا انتهينا من اللقاء يا أمي/ لماذا سلكنا طريق البعاد
*****
ثم قالت: فأنيك أمي؟!/ وصباحاتي المحطمة تتلوى
على هدير شلال الفصول الثمانية ... فمن يرممها؟!
ومساءاتي المبللة فاضت منها السحب
غمرت أصابع صورنا الرمادية ... فمن يجففها؟!
ألا أمي.. الشمس والقمر .. يعودان بعد الغياب
فهل من عَود يا شقيقة النصفين/ يا أغلى الأحباب؟؟؟!!!!
أما للرئيس الرمز أبو عمار فكانت قصيدة عنق الضباب
لأجلك أبي ... أبانا ... نبكي/ وعليك نرتل آيات الرحيل
والروح أضحت أشلاء / تبحث في كبد السماء
عن أبجدية تليق بركب من برحيله/ توغل الأخطبوط المدى
عبث بأحلامنا ... صبغ أقلامنا / حتى يَبِسَت الابتسامة في واحة عمرنا
والقمر لم يعد يبصرنا / فانطوت أصابعنا على جمر المناديل
تداعب صورك الغافية / على زند الرمال الوردية
وعلى موائد الأمطار .. يحيطنا دمك / يملأ أقلامنا
يشق عتمة الشبابيك.يغمرنا بالوجع/ تئن السطور تناديك.من خلف نواقيس الممرات
حيث كانت حدائقنا تتجرع نداك / ها هي .. يغطيها عنق الضباب
ترتشف القهر على جرعات/ فأينك يا ضياء فجرنا .. يا شرايين المجد
في ضلوع الزنبق .. وزهر الرمان/ يا أنشودة غنت للسلام / رغم الدخان والركام
وجناحاً يظللنا من شمس الخريف

اختتمت الأستاذة فتحية اللقاء بقولها: نحن شعب الجبارين، نستطيع أن نمارس الحياة بمرادفاتها ومفرداتها، نعيش المآسي بكل جوارحنا، ونعيش الفرح بقلوب ممتلئة حبا وأملا، لقد عشنا الفرح ونحن نرى علم فلسطين خفاقا في المحافل التي شاهدت وتابعت محمد عساف، فرحنا له لأنه ابن الوطن، ولأنه أعلى صوت وقصة وقضية الوطن.
ثم شكرت الحضور وقدمت لهم التهاني بشهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع والأمتين الإسلامية والعربية بخير وسلامة ورضا المولى عز وجل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد   صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد Icon_minitimeالأحد 7 يوليو 2013 - 9:50

حفظك الله استاذة فتحية
لهذا الجهد الطيب
والعمل الرائع
لك خالص تحياتي
وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد   صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد Icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر 2015 - 9:26

أستاذنا الفاضل، أشكر متابعتك وتقريظك
بارك الله بكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صالون نون الأدبي يحتفي بإصدار جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في صالون نون الأدبي الدكتور معاذ الحنفي من أقبية السجون إلى مرافئ النقد الأدبي
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت
» صالون نون الأدبي وحكايات حرب الخمسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: