واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت  Empty
مُساهمةموضوع: صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت    صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت  Icon_minitimeالإثنين 17 أغسطس 2015 - 17:11


صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت

عند الخامسة من بعد عصر يوم الأحد الموافق السادس عشر من أغسطس كان اللقاء في صالون نون الأدبي ودوحته الأدبية احتفاء بالإصدار الأول للشاب حمزة حسن (كل العناوين أنت)
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة في الحضور فقالت: الحضور الكريم، رواد صالون نون الأدبي.. أهلا بكم ومرحبا، أهلا بكم في لقائنا الرابع من عامنا الرابع عشر
دوما نلتقي وإياكم على ثقافة، لنستمتع بالإبداعات
وإن كنا نخصص جلستنا الأولى من كل شهر لإبداعات المرأة، فإن جلسة دوحتنا الأدبية تولى الشباب والمبدعين كل اهتمام، لهذا جئنا اليوم نحمل معنا (كل العناوين أنت) وحمزة حسن عطا لله أبو العطا، ولد في مخيم دير البلح، وينتمي لبلدته الأصلية المسمية، فتغنى بها، ولم يتنكر للمخيم، فكتب له
يُعرّف نفسه باسمه واسم أبيه ليشتهر باسم (حمزة حسن)،حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة والعربية والإعلام من جامعة الأزّهر بغزّة، انخرط في المجال الإعلامي منذ ثلاث سنوات تقريبًا، وحالياً يعمل كمتطوعٍ في إذاعة صوت الشّعب من غزّة.
صدر كتابه الأول بعنوان" كلّ العناوين أنتِ "، وهو ما نستضيفكم ونستضيفه على شرفه
وقالت الأستاذة فتحية سنستمع منه وعنه

بدأ حمزة حديثه مقدما الشكر لصالون نون الأدبي الذي يرعى الإبداع والمبدعين
وعن بداياته في الكتابة قال: بداياتي مذ كنت طفلا بالرابعة عشرة، كانت كتاباتي بسيطة، ومفرداتي قليلة، كنت أفتقر للمصطلحات والتراكيب اللغوية، لكنني كنت أمتلك إصرارا على مواصلة الكتابة، إلى أن جسدت ذلك بإصدار كتابي الأول
وعن الصعوبات قال حمزة: البدايات صعبة، واجهت كثير من الصعوبات خاصة على المستوى المادي، فلم يكن بإمكاني طباعة كتاب، توجهت إحدى دور النشر وطلبت منه أن يطبعه على نفقته، ومن ثم يسترد تكلفته من ريعه فرفض
إلى أن مؤسسة الكلمة للنشر تبنت الموضوع، وبتكلفة قليلة ودفع مريح وبالتقسيط، لذا كان للأستاذ عاطف الدرة ومؤسسة الكلمة الفضل في نشر كلماتي، وهنا توجه حمزة لصالون نون الأدبي بكلماته قائلا: أتمنى على صالون نون الأدبي الذي يحتضن الشباب، ويرعى الثقافة، أن يحتضنني ويدعمني
بعدها قالت الأستاذة فتحية لنستمع لبعض مما كتب
فقرأ حمزة جزء من نص بعنوان في المخيم، طفل يركض
في المُخيّم،
طفل عاريَ القدمين يركض
ثم يتعثر/ يندفع أكثر، ويسقط
يصرخ: من سرق حذائي الأسمر؟
لا مجيب
يركض أكثر/ إلى أن ينزلق، ويتعب أكثر وأكثر
***
لا تكن مغفلاً
أنت تدري من سرق حذاءَك الأسمر
هو نفسه الذي قال: حياتكم ستتغيّر
الذي جاء والتقط معك صورة وهو يضع يده على شعرك الأشقر
وكتب أسفلها: ها أنا أعطف على طفلٍ معُثّر
وفي أزقةِ المُخيّم وأمام بيوتٍ مكسرةٍ
تصوّر
ورحل ومن خلفه طابور من السياراتِ والعسكر
ولا زلت لا تدري من سرق حذائك الأسمر؟
*
يا ابن اللاجئين
هو أيضًا من سرق حقك في كيس الطحين
قال للغرب: إنك مسكين
وتحتاج إلى طعامٍ/ تحتاج إلى منزلٍ
إلى حنانٍ/ وتحتاج إلى الملايين!
وأصبح هو من الأغنياء،/ وأنتَ لا زلت من المحتاجين.
يا ابن اللاجئين ألا زلت لا تعرف من سرق حذائك اللّعين؟
آهٍ عليك يا ابن الكادحين!

ثم قرأ جزء من نص بعنوان رواية كانتْ نائمة، واستيقظتْ
يا حبيبة مرَّ العيدُ مُسرعًا هذه السنة كقطارِ شانغهاي المعلّق، مرّ بلا مذاقٍ كالعلقم تماماً، أو كأن يتقن الخباز الكعك المقدِسي بمساعدةِ زوجته المريضة، ولا يسْتطيع أن يبيعه في باب العامود ماراً بالبلدةِ القديمة كما كل يوم، مرّ العيد مقيدًا من الاحتلال والسلطة ومن كل الحكوماتِ العربيّة.
مرَّ العيد ولم يمرّ بغزة هذه السنة، مرَّ من جانبها وهو يشاهد السماء تمطر عليها صواريخاً مدمّرة، سماء ملبدة بالطائرات المقاتلة، والأرض ممتلئة بالأطفال والنساء وحطام المنازل.
تذكرين عندما قلتِ لي وأنتِ تبكين فرحاً: "هذا العيد سأراك، لستُ مصدقة، أريد أن أكون جميلة جدًا". ابتسمتُ كعادتي الحمقاء؛ عندما لا أحسن الرد في هذه المواقف الشقيّة، وكُنتِ تبكين كثيراً؛ وكأنكِ ستريني لتودعيني لا لتقبّليني.
حسبتك قلقة بأن لا تكوني أنتِ الأحلى في هذا الكون عند اللقاء، لكن يا جميلة الحسْناوات: لا تميّزي نفسكِ بالجمال؛ لأن الجمال –ورب السماء– أنتِ!

ومن ذات النص أيضا:
أتدرين أين يكمن الوجع؟ الوجع الحقيقيّ، أن نكون في سماءِ وطنٍ واحد وتشرق علينا شمس واحدة وفي المساءِ هو نفسه القمر.. والغيمة التي تـُمطر في نابلس هيَ نفسها التي تُـمطر فوق سقف منزلنا، ومع ذلك تمرضين وحدكِ بدون أصابعي الطويلة وهي تتسلل فوق يديكِ الباردتين، لعلّني أسرق بعضاً من الوجع وألقي به كما تلقى الحجارة على جيب عسكري للاحتلال.
اسْتيقظي؛ لنلعن الاحتِلال والجدار، ونشّتمُ هذا وذاك، ونبصق على الحكومتين والانقسام، ونكفر بكلِ الحواجز والمتاريس العسكرية، ونحرق هويّاتنا الملونة الزرقاء والخضراء، وننسى الرقم 48، اسْتيقظي لأقبلكِ في البلدةِ القديمة في حيفا.. استيقظي لنبتسم في وجه جنديّ صهيوني يشتعل غضبًا منا وننتصر، استيقظي لتكوني لي حلالًا في نابلس. يا روايتي النائمة، أهربي من غيبوبتكِ.. لتكْتملي.

بعدها كانت الكلمة للأستاذ عاطف الدرة ومؤسسة الكلمة للنشر والتوزيع قال فيها: مؤسسة دار الكلمة للنشر والتوزيع تهتم بنشر كتابات الكتاب والأدباء، وهي تعتبر أن الإصدارات الكتابية ليس عليها خلاف بين الكتاب، فقد يكون هناك من هو أكثر شاعرية أو أقل، لكننا لا نتدخل في ذلك، فقط نعرضها على مدقق لغوي
أما الكتابة في التاريخ فهذه نحيلها إلى لجنة المراجعة والتوثيق للتأكد من صحة الحوادث وتاريخها
واختتم الدرة حديثه قائلا: نحن على استعداد للطباعة لأي كاتب

بعدها قرأ حمزة جزء من نص: لا تعطني أكبرَ من حجمي
أنجبتني أمي على أرضٍ مُحتلة كُلياً وخُتم على جبيني لاجئ، حتى الطبيب الذي قام بتوليد أمي هو أيضاً لاجئ، والطفل الذي كان بجانبي أيضاً أمه لاجئة، كل من كان في تلك العيادة التي تتبع لوكالةِ الغوث الدولية، لاجئون بالفطرة! لاجئون بدونِ أي قرار، بدون أي سؤالٍ أو إبداء رأي.

وقال:
وكثيراً ما ألبسُ ثيابَ أخي وإن أردت أن أشتري أشتريها من السوقِ الذي يتواجد أيضاً في المُخيّم وبسعرٍ بسيط لا يتجاوز راتب موظف في بنوكِ سويسرا، وأحذيتي لا تأتيني من الجمَارك مُباشرة.
لديّ اسمٌ واحد، وكنتُ متكئاً في بطنِ أمي كالأميرِ لمدةِ تسعة أشهر مثل باقيَ البشر العاديين، وبطاقة هويتي تسعة أرقام وسعر بيتها بأقل من شيكل فقط، ولونها أخضر ومهترئة من شدةِ التنقل هنا وهناك.

ومنها أيضا:
كِتاباتي ليستْ مُنافسة لأحد، أكتب ما أريد مهمّشاً القواعد النحوية واللغوية حَتى الصرّفية منها، وإن كنتُ قد كتبت شيئاً، فهذا لا يعني أنني ناقد أو لي الحق بالحكم على أي كتابة، وأنظر إلى كتاباتي بأنها أقل من القليل ولا تعجبني دائماً.
وأقذر ما أمرّ به هو الشعور بأن معظم كتاباتي شيء لا تستحق القراءة, أو الوقوف عليها لثانيةٍ واحدة، وأصمتْ.
***
لذلك رجاءً لا تُعطني أكبرَ من حجْمي، دعْني كما أنا، تصرّف معي بإنسانية، أعطني احتراماً وأعطيك وردة.. وكفى، فإني ورب الكعبة وبصراحةٍ شديدة؛ لستُ مثالياً ومن الصعب أن أكون!

بعدها فتحت الأستاذة فتحية المجال للمداخلين فكانت المداخلة الأولى من الأستاذ خلوصي عويضة قال فيها: أود أن أسأل حمزة عن الرسالة التي أراد إرسالها من خلال نصوصه، وما حدود الخاص بالعام لديه؟

أما الشابة آيات الغصين فقدمت قراءة أدبية لنصوص حمزة قالت فيها: (كلُّ العناوين أنتِ) بين الضميرين أنا وأنتِ:
نصوصٌ رائعة عَنوَنَها كاتبها الفلسطيني حمزة حسن أبو العطا بـ (أنتِ) التي بمُجرد أن تُمسِكَ بالكتاب تبدأ بالبحث عنها علَّكَ تصِل إلى أيّ معلومةٍ تُخبِركَ عن سماتِ الفتاة التي جعلت من مغرمٍ بها كاتبا تجرع كؤوس العشق ففاضَ لسانه بأجمل عبارات الهوى...
بدأ الكاتبُ نصوصه بنصٍّ أسماه (أنا المتخلف أدناه) فكان ذكاءً منه أن بدأ كتابه الأول بنصٍّ تعريفي عن نفسه، لكنَّ الغريب والمُلفِت الذي يجبركَ على قراءة النص هو الوصف الذي وضعه الكاتب لنفسه في العنوان...
وأنت تقرأ تكاد تصدق أنه مُخْتَلف، لكنَّك تعلمُ جيدا أنَّ غالبيتنا يشابه الكاتب فيما قاله عن نفسه كحديثه عن عدم ارتباطه بالكتب سوى المقرَّرات الجامعية وحديثه عن تقوقعه في الوطن وغيرها...
وعندها تسأل نفسك هل حمزة وحده المُتخلّف؟ أم أنها صفةٌ التصقت بالغالبية منّا؟!
ثم وأنت تزدادُ قراءةً عن تخلف الكاتب تدركُ أنه كتب عن اختلافاتٍ ليست سيئة، كقوله: (وأرى نفسي الإنسان المتخلف الذي لا مزاج له لجميع المناسبات الاجتماعية التي على الأغلب يكون فيها الهواء ممتلئا بالنفاق) وقوله: (أنا الذي ولدتُ في مخيم و أراه كوكبًا آخر)
وكأني أرى الكاتبَ في مثل هذه العبارات يُعلِنُ تخلُّفَه عن التخلُّف...
وكثيرا ما يبدأ الكاتب عبارةً تشدُّك فتضع جلَّ تركيزك مع كلماته وما إن تصل للنهاية تجده قد عاد بك إلى نقطة الصفر، فتفهم أنك لم تفهم سوى تشبعه من حالةٍ معينة، كشعورك بتشبعه بالملل في قوله: (أنا الذي أبحثُ عن طريقٍ أهرب فيها من نفسي، أجدني بسرعة واقفا أمامي أفتش عن مخرجٍ في قميصي ولا أجد).
أتبعَ الكاتبُ نصَّه الأول بنصين تحدث فيهما عن نفسه
(لستُ كافرا ولن أكون)
و(لا تعطني أكبر من حجمي) و فيه يتحدث الكاتب عن صفاته البشرية الخالصة، لكنَّ أجملَ ما في هذا النص هو قدرة الكاتب على كتابة الحقيقة المُسَلَّم بها بأسلوبٍ يجعلها تستحق القراءة، كقوله: (وكنتُ متكئا في بطن أمي كالأمير لمدة تسعة أشهر مثل باقي البشر العاديين، وبطاقة هويتي تسعة أرقام وسعر بيتها بأقل من شيكل فقط).
وفي هذا النص يبدأ الكاتب كشفه النقاب عن (أنتِ) التي نسيتَ بأنك كنت تبحث عنها وغرقت في استيعاب شخصية الكاتب، يقول: (أعشق فلسطينية بأمرٍ من قلبي و جميع حواسي الخمس.. وأكتب لها وأغني ولو كان الأمر بيدي لصعدنا سويا على سطح القمر بطائرةٍ غزّية الصنع ورقصنا هناك حتى مغيب الشمس).
النصُّ الرابع هو أول نصٍّ عَنوَنَه الكاتبُ بـ (أنتِ) لكنها (أنتِ) الجدة وليست ذات الـ (أنتِ) التي وعدها بروايةٍ تكون فيها البطلة...
وأراه من أكثر النصوص واقعية باستثناء المقدمة التي بالغ فيها بالصور البلاغية إلى حدٍّ كاد أن يصل بي إلى الملل، وكأنَّ الكاتب أراد من هذا النص محاكاة الواقع فقط بأسلوبٍ يجعلك حاضرا في غرفةِ الجدة تراقب مع الكاتب تلاعبها بيديها وهي تتحدث عن رومانسية جده، وتستمعُ لاندفاعها وهي تتهربُ من الإجابةِ على سؤاله الذي تعتريه السماجة – على حدِّ تعبيره- بقولها: "تتدّخلِش".
ولا يكتفي النص بنقلك إلى غرفة الجدة بل يحملك لزمن صباها بكلماتٍ تلامس القلبَ في صدقها وكأنَّك ترى الكلمات صورا.
وفي هذا النص يضعنا الكاتبُ في ظلِّ مفاجأتين، الأولى انفجارُ الجدة أمام ضجيج ماضيها وذكريات الجد الرومانسي الذي بات منسيّا إلا من ذاكرتها...
أمَّا المفاجأة الثانية فهي انخمادُ ثورتها بنسيانٍ فاق حدَّه...
ختم الكاتب نصَّه هذا ليبدأ مجموعةً متلاحقة من نصوص (أنتِ) أو إن شئت فقل دوامةً من نصوص (أنتِ) ممزوجةً بعبير الوطن، هو حقًا كما قال: (كلما كتبتُ شيئا لها تغزلتُ بالوطن) ربما لأنَّ جراح الوطن مرَّت عمدًا من أمامهما وألقت بهما في اتجاهين مختلفين.
ويُوجِعنا الكاتب في حديثه عن الأميرة النائمة (أنتِ) بينما يقف هو لمواجهةِ أسئلةٍ لا يعرف لها جوابًا، ويحتفظ بأجوبةٍ أخرى...
يقول: (أصبحتُ في سؤالهم عنكِ أتلعثم كثيرا أصبحت فجأة أجنبيا يتعلم العربية حتى عن اسمك، لستُ تافها لدرجة كبيرة لكني أغار عليه، لا أقوله لأحد، و يظل السؤال الذي أستطيع الإجابة عليه أنك مسجونة في منتصف الوطن مثلما أنا، يا وجع القضية و الوطن.)
وأنت تستشعر ألم الكاتب في مثل هذه السطور تستحضر آلام كل العالقين على المعبر، وكل المنتظرين عند الحواجز ونقاط التفتيش، وكل من شَعَر بقَزَمِيته وهو يقف أما جدار الفصل العنصري.
لكنَّ الكاتب لم يترك كلماته يتيمةً من الأمل، يقول: (ومن على حدود الوطن قبلتها ستا وستين قُبلةً بعدد أوجاع نكبتي وحضنتها رغما عن جدار فصلهم ونقاط تفتشيهم)
كلنا بحاجةٍ إلى جرعاتِ أمل، لذا آمُلُ أن يكون هذا الكتاب بدايةً لجرعاتٍ أدبيةٍ أخرى يُطلُّ بها الكاتب علينا...
وفي النهاية أقول: هنيئا لحمزة الكتاب، وهنيئا لنا حمزة.

بعدها كانت المداخلة من الشاعر أسامة الدحدوح وبكلمات تشجيعية للشاب حمزة قال: لدي دهشة وروعة ثلاثية الأبعاد:
الأولى: لصالون نون الأدبي الذي يتيح الفرصة للشباب والشابات الالتقاء بالنخب الأدبية
الثاني: للسيد عاطف الدرة لدعمه للشباب وتسهيل طباعة أعمالهم
الثالث: لحمزة، فحمزة سابق لزمنه الشعري بقفزات نوعية، هو يقول بكل جرأة ووضوح على أن يكون شيئا في هذا المجتمع، فأرحب بحمزة وأحييه على هذه المبادرة
أما ملاحظاتي على الكتابة، فلم أستطع تجنيس النص، فهل هو شعر أو نثر، قصة أو رواية؟
لابد أن يحدد وجهته الأدبية
ثم أسأله: لماذا أنت ضد الشمس والقمر؟ هل يجرؤ أحد على الوقوف ضد الشمس والقمر؟ لابد من اختيار العناوين بدقة
أشكر استخدامه السلس للغة اليومية الدارجة، بطريقة جذابة والتي يصعب على كثير من الكتاب مجاراتها، كما تميز بصوره وأخيلته المنتقاة
من خلال ما قدّم حمزة، رأيت أنه يوجه اهتمامه للمعشوقة فلسطين، أسجل إعجابي ودهشتي به
واختتم أسامة حديثة بسطرين شعريين:
متمكن في السبك والعبارات حسنة
تهب النصوص العادون حنّة
وتجوب دوح النص تترع قلبه
مطرا لذيذ البوح .. حسنه

أما السيد نبيل عابد فقال ليس لدي تعليق على نص الجدة حين قالت مداعبة زوجها؛ عطره أجمل من عطر البرتقال) فأقول تأكيدا لذلك، مثل يقول (الدخنة عطر الرجال)

الشاعرة نسرين فؤاد كتبت كلمات تشكر بها صالون نون الأدبي ودوره الريادي في دعم الثقافة، واحتضان الشباب المبدع قالت في كلمتها: الحضور الرائع، كل باسمه ولقبه ومكانته نلتقي وإياكم في واحة الإبداع والتميز والأدب الفكري والثقافي الرائع ويكون لي شرفا عظيما لدخول صالون نون الأدبي والثقافي فلم تجد الإبداعات الأدبية والفكرية مكانا لها إلا هنا حيث واحات النقد الجميل والمبدع
أنتما صورة حية تدرسا الكلمات وتحيوها، تمزجا الألم والأمل والفرح والتعابير في قالب جميل مبدع
انه بستان رائع لكل من يهتم بالقلم والورقة والكتاب، انتما علم في رقصات متناغمة يصعب نسيانها
هي امرأة بأمة وصانعة الفكر والأجيال وشاهد حقيقي لمزيج من الكلمات والتعابير
وهي صانعة القرار لأجيال صعدوا في سماء فلسطين، كان لها كلمة وشوطا كبير في الإبداع والتميز الفكري
هي امرأة بأمة تربي طفلا وتكون وراء زوجها بالكلمة والصبر لتعينه على الحياة
مبدعة تفرغ إنسانيتها بمرسم أو قلم ولا تخلط الأشياء وتفعل ضوضاء
وتمثل أدوار الحياة كالكمنجة وتربي وتصنع وتبدع نعم هما امرأتان بأمة فكل التحية والاحترام والتقدير الى هاتين المرأتين الأستاذة فتحية والدكتورة مي نايف

الأديب حبيب هنا قال: سمعت الكثير ممن تحدث عن النصوص الروائية وأنا أجزم أنها لا تتعدى كونها عبارات إنشائية قوية
* ثم أتساءل: مادام حمزة يعمل بإذاعة الشعب، فلماذا لا تقوم الإذاعة بدعمه في النشر؟، كما أنه على العاملين أن يقوموا بدورهم بأن يهتم كل من يعمل بالإذاعة بشراء نسخة من الكتاب فيسهموا بتكاليفه
* وعن الكتابة قال الأديب هنا: كل الكتابات الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة أو الداخل الفلسطيني، كانت ولازالت تلجأ للإشارة للفتاة والمرأة كتعويض عن ضياع الوطن
* أما كلمتي عن الورقة النقدية التي قدمتها الشابة، فهي تبشر بأن تكون شيئا لو اهتمت بالنقد الأدبي
* وردا عمن تساءل عن الحضور قال الأديب حبيب هنا: الحضور جيد، فهو عندما يتجاوز الثلاثين يعتبر أفضل من المشاهد الثقافية في الدول العربية والتي تعتبر مهتمة بالثقافة، ففي الأمسيات الشعرية لكبار الشعراء في مصر لا يتجاوز الحضور نصف هذا العدد
* وأخيرا أقول إن إسبانيا تطبع في اليوم الواحد كتابا بعدد ما يطبعه العالم العربي في عام كامل، لابد من الاهتمام بالأمر

وكانت المداخلة الأخيرة للدكتورة مي بدأتها مرحبة بالحضور، شاكرة تحملهم هذا الجو فائق الحرارة في سبيل متابعة جلسات صالون نون الأدبي
ثم قالت: أبارك لحمزة بإصداره الأول، ثم إن الميزة في كتابة حمزة أنه شفاف ولديه مقدرة على ملامسة التفاصيل؛ سواء بالحدث أو المشاعر والشخصيات، لمست في كتاباته الجانب الإنساني وملامسة النفس البشرية/ مما يشعرك بأنه يقترب منك
ثم قالت: لاحظت أنه لابد أن يكون دقيقا في التسمية، وكان عليه أن يسميها نصوص، فالنصوص من أرقى الكتابات في أحدث الكتب الصادرة في العالم، لأن العالم الآن في مرحلة تداخل النصوص بحيث يضمن الكاتب نصه لمقاطع من السينما، ومشاهد من المسرح والقصة والرواية، والشعر أيضا
كان حمزة يميل للتفصيل والتطويل كما لو أنه يكتب رواية
وأخيرا قالت الدكتورة مي: شكرا لعاطف الدرة ومكتبة الكلمة لدعمهم للكتاب رغم الحصار، لكن عليه تشكيل لجنة استشارية من كبار الكتاب ويستحسن أن يكونوا من خارج غزة لمراجعة وتدقيق الكتابات

في ختام المداخلات وصل الشاعر توفيق الحاج ليقدم لنا قراءة واعية متعمقة لكتاب حمزة
ضيفنا الأديب الشاعر الأستاذ توفيق الحاج والذي نشرف ونتشرف بتواجده معنا للمرة الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله، لكن من هو الشاعر الضيف: إنه توفيق الحاج
شاعر فلسطيني من مواليد العام 1950م عاش مرارة اللجوء في مخيم خانيونس ودرس في مدارسه .
تخرج من معهد المعلمين برام الله عام 1971م وعمل مدرسا ثم ناظرا في مدارس وكالة الغوث
حاصل على درجة الماجستير عن دراسته (لقصيدة الانتفاضة) عام 1991م
عضو مؤسس في اتحاد الكتاب الفلسطيني ورئيس الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب - فرع غزة - سابقا عام 1993م
بدأ كتابة الشعر في منتصف العقد الثاني من عمره، وينشر شعره في الصحف والمجلات المحلية والعربية منذ 1974 تأثر بشعراء المقاومة ثم انتهج خطا شعريا يتراوح بين وجع الغربتين والمرارة الساخرة واستقر على صوفية متعمقة في ومضات شعرية مكثفة
يعتبر من أبرز شعراء التفعيلة في الأرض المحتلة وله ست مجموعات شعرية:
سنابل العشق مجموعة شعرية صدرت عن دار الكاتب القدس عام 1980 م
الأرض لا السفر مجموعة شعرية صدرت عن دار الكاتب القدس عام 1980م
وقال السامر مجموعة زجلية صدرت عن مؤسسة الشروق عام 1987م
حجر وموت وقرنفلة مجموعة شعرية عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين عام 1992م
تداعيات الخارجي الأخير مجموعة شعرية –اتحاد الكتاب الفلسطينيين عام 2003 م البدء ظل الخاتمة مجموعة شعرية –مركز الحضارة العربية عام 2004م
وله تحت الطبع "تجليات البوح".
له مقالات سياسية واجتماعية عديدة نشرت وتنشر في الصحف المحلية والعربية والمواقع الإلكترونية الجادة.

سيقدم لنا قراءة بعنوان)البوح والصمت في ..كل العناوين ..أنت) فليتفضل مشكورا

بدأ الأستاذ توفيق حديثه فقال: للبوح والصمت..في (كل العناوين أنت!!..)
قراءة في مجموعة حمزة حسن الشعرية
في البدء .. أنا لا استلطف النقد.. ربما احترمه أحيانا وأعتبره غالبا نتاجا فضوليا متلصصا على نوافذ الإبداع، احتماليا مجتهدا الى أبعد حد، قد يصيب وقد يخيب.. وقد يضيء لنا صورة غامضة ولكنه في نفس الوقت يضع في النهر ما ليس فيه.. لهذا وأنا في هذا المقام وغيره لا ادعي النقد وإنما قراءة متلق لمشروع شاعر لا اقل ولا أكثر..
وهو يعترف صراحة (لا تعطني أكثر من حجمي). أجد نفسي أمام بوح حر.. لإنسان ابسط من البساطة نفسها يتناول طعام العشاء مثلي فوق سطح منزله على ضوء الكشاف، ويقر أنه ليس ملاكا كما يدعي معظم شياطين غزة، بل كل ما لديه وقود ضمير يكفيه لسنة أخرى في ظل أزمة الوقود الأخلاقي التي نعيش
هو غير مثقف، متقوقع في وطنه، متخلف اجتماعيا، متعجرف، وهذه الأبعاد الرباعية قمة الوعي والحساسية بالزمان والمكان
هو عاشق أحمق ل(سعاد حسني) مثلي أيضا، يهرب من نشرات الأخبار ويكره الرياضيات، هو ابن مخيم حاقد على جلاديه، متأفف لا يعجبه شيء، متناقض، متغير، محدث كحاسوب نص عمر، هو أنا وأنا هو ونحن حلم ضائع بوطن نظيف، كامل، لا فساد فيه ولا بطالة ولا نصف راتب ولا قطع كهرباء ولا مياه مالحة!
اقرأ بعضا من البوح من مجموعة شعرية تبعثرت أوراقها أمامي دون سبب وتناثر عن عمد، صمت بليغ عن كهرباء زانية وماء عكر وبحر مليء بالمجاري والقوارب الغبية وبائعين كاذبين!!
أجد نفسي أمام إنسان يشرح نفسه ويشرحني دون أن يضيف توابلا تعطي نكهة للسيرة تصل حد المبالغة
فأنا كما أنا، وهو كما هو ومن لم يكن بلا خطيئة فليرمنا بحجر.
حمزة.. كلمة واحدة تسعده ومزحة ثقيلة تضعه في خانة الحزن السيئة.. لا ينافس أحدا في ثرثرته في زمن لا يستحق المنافسة.
في غرفة جدته ينصت لها وهي تقول(جدك كان رومانسيا أكثر من اللازم وأتى لي بلبن العصفور..) وتهربت الجدة كما تبخرت جميزة الذكريات.. ليدرك أنها الرومانسية بالوراثة دون الحاجة الى لبن العصافير، وإنما إلى القادم من دم الشهداء
اعترف أن لا متعة ولا لذة لبوح أو صمت دون الحب.. وشاعرنا يبسمل به(مر العيد ولم يمر بعزة هذه السنة..مر بجانبها وهو يشاهد السماء تمطر صواريخا مدمرة ) ويكمل هذا العاشق (تذكرين عندما قلت لي: هذا العيد سأراك..أريد أن أكون جميلة جدا، كنت تبكين كثيرا وكأنك ستريني لتودعيني لا لتقبليني) هنا كما في كل البوح..تغيب القصيدة التي عهدناها بعبائتها المزركشة المنمقة، وضوابطها المملة. ولا يبقى منها إلا روحها وبهاؤها وسحر غموضها.. وهذا أيها الأحبة ما نريد... بوح حر من أي تكلف أو رتابة، قافية..!! بوح لا يخفي علينا خافية..كيف يخفي وهو يستيقظ مكرها على أسراب الطيور تأتي مهنئة بالعيد من أقصى بغداد الى القدس ونابلس ومن ثم حنين مارة بنقاط تفتيش عربية لم تسمح بالدخول لان سماحة المفتي حرم زيارة فلسطين؟) كيف يخفي..وهو يعشق طفلة يمارس معها الخجل والغزل والحب والأمل ويقنع ان يكون لها شاعرا وكاتبا ومطرب.؟ حمزة ...!! يا ا يها المتطفل الجميل، لا عليك، كلنا مشاريع الشعر مثلك.. قد نتحول فجاة من شيطان قذر الى ملاك طاهر، لأننا نحب بصدق...ولكننا نشفق ونرثي لمن لم يمنحهم الرب نعمة التحول مثلنا؟ حمزة يا أيها الإنسان... ها أنت في بداياتك.. تأخدنا الى حرب الطواييس.. تبكينا مع من تودع حبيبا شهيدا..(في الحرب صدقيني..انلم يكن محظوظا هو لن يعود وان عاد خبئيه بين شفتيك ولا تقبلي به احدا) حمزة ..كان للحظة غسان..يعشق القضية اكثر من حرف التاء في اخرها..تمثل وجع النفي قدر ما يستطيع لكن الا وجع ياغسان ان تعيش النفي مرتين في غزة..!! في التحتيات..
يقول حمزة((يوما ما..ستشعر ان الدنيا كلها ضدك..ومن يتنفس على هذا الكوكب لا يطيقك ولا يقدر شيب شعر راسك.. وبعدها اما ان تموت قهرا او وجعا وكلاهما قذارة بحقك) و(ستشعر أيضا تحت وقع المطر بانك تمارس طقوسا جنونية غير مفهومة..كأن ترتشف مشروبا باردا بدلا من صحن الأرز بالحليب المطهو للتو...أو أن تجلس امام المروحة القوية بملابسك الخفيفة..وان تداعب أزرار الريموت كنترول تارة على قناة رياضية وتارة على نشرات الأخبار التي كان فيها خبر إغلاق القدس الى هنا يدركني الوقت المتاح..فاسكت عن الكلام غير المباح.. عن مشروع شاعر بسيط . رقيق...متمرد...طليق. يبشر بالخير....كل ما يريد ان يكون صوتا مختلفا قليلا عما نسمع من سيمفونيات مكررة للضجيج.

بعدها أمتعنا الشاعر بأغنية الأبنودي عدى النهار، فسعد الحضور واستمتعوا

واختُتِم اللقاء بنص أنا أثقُ بك
أتدري يا رفيق: عبارة (أنا أثق بك) من امرأة ماذا تفعل؟
أن تكون مسرعاً وتتمهّل
أن تقبل يدها كل صباحٍ قبل الخروجِ من المنزل
أن تكون واقفًا/ في الفضاء، هائمًا
في أي شيء سارحًا م وعلى فجأةٍ، بها تتغزّل!

قالتْ، وأنا أضع آخر وردة في شعرها:
أثق بك!
خرجتِ الكلمة من ثغرها/ كالهواءِ
رفع َغرّة من على عينها/ وسقط المطر من السماء!

(أنا أثق بك)
أن تنام على صدرك مطمئنة/ أن لا تنظر لغيرها،
وفي قمة حاجتها،/ لا تلجأ إلا لك!
وإن غازلت غيرها،/ حتى لو طفلة
غضبت منك!

( أنا أثق بك )
أن تكون رجلًا أحمقاً، وتعقل
أن تكون مجنوناً سيئاً،، وتتعدّل!

( أنا أثق بك )
يعني أن تحترمها رغماً عنك/ أن تعطيها منك.
وأن تكون متهوراً، تقول لك:
اهدأ بلا جنونٍ... أنا منك!

( أنا أثق بك )
وأنت هاربٌ من المجتمع،/ من الهموم والقذارة
حتى منك،
تقول لك: تعالَ إليّ، أنا أثق بك!

أتدري يا رفيق: أين تكون الحُريَّة المُقيّدة في الحُب؟
أن تجلسَ في مكانٍ عام والفاتنة التي بكحلِ عيْنيها ترديكَ قتيلاً،
في زحمةِ الناس، تختلس النظر إليك!
وبرمشها المُكحّل تغني
أنا أثق بك.

رفعت الأستاذة فتحية الجلسة ولكن يبقى صالون نون الأدبي منارة لا ينطفئ نورها أبدا بإذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في صالون نون الأدبي الدكتور معاذ الحنفي من أقبية السجون إلى مرافئ النقد الأدبي
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي ونبوءة الشيطان
» صالون نون الأدبي في آيات وإبداع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: