واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 صالون نون الأدبي والإعلامية سلوى جراح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

صالون نون الأدبي والإعلامية سلوى جراح Empty
مُساهمةموضوع: صالون نون الأدبي والإعلامية سلوى جراح   صالون نون الأدبي والإعلامية سلوى جراح Icon_minitimeالأربعاء 13 يوليو 2016 - 6:53

صالون نون الأدبي يستضيف رواية الإعلامية الفلسطينية سلوى جراح فلسطينية

عند الخامسة من بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق الثاني عشر من يوليو 2016م كان لصالون نون الأدبي لقاء أدبي بامتياز
افتتحت الأستاذة فتحية اللقاء مرحبة بالحضور من صفوة المثقفين فقالت:
حضورنا الأكارم، رواد صالون نون الأدبي، أهلا بكم ومرحب، والتهاني ترف علينا وعليكم
أولا أقدم تهنئتي بالعيد فكل عام وأنتم بخير، تقبل الله منكم الطاعات
ثم أقدم التهاني لأبنائنا وبناتنا الناجحين في الثانوية العامة
خاصة أبناء وبنات رواد صالوننا العامر، دام النجاح والتوفيق حليف أحبتكم وأبناء شعبنا كاملا

ثم قالت: وضمن مواسم الفرح نلتقي على مائدة أديبة إعلامية فلسطينية، محتفين بإبداعاتها إنها الإعلامية الروائية والمسرحية سلوى جراح
فهي كاتبة تنتمي جذور عائلتها لمدينة عكا الشهيرة بصمودها وتحديها للطغاة
عندما حان موعد مجيئها للحياة، أبت إلا أن يكون مستشفى حيفا مسقطا لرأسها، فهل كانت هذه البداية إشارة لما ستواجهه من تنقلات أخرى ومؤشرا لترحالها وهي كبيرة؟
كما جلّ العوائل الفلسطينية، كُتِبَ على عائلتها التشرد والخروج من مرابع الطفولة، وموئل الأجداد، ولأن والدها كان يعمل في شركة نفط الجنوب في العراق، كان النزوح عام 1948م للوطن البديل - العراق– بدأ ارتباط سلوى بالوطن الجديد؛ فبه قضت مراحل العمر طفولة، مراهقة وحتى الشباب
فيه تعلمت وتخرجت من جامعة الحكمة بالزعفرانية في بغداد وحصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي
بعد التخرج التحقت بشركة نفط العراق لتعمل كمترجمة في القسم التجاري في الشركة، ثم توجهت إلى العمل الإذاعي لتعمل كمذيعة في إذاعة بغداد، ومن ثَمّ مذيعة في تلفزيون بغداد
ظلت سلوى ملازمة لهذا الوطن الجديد حتى العام 1977م
حيث توجهت إلى لندن للعمل في هيئة الإذاعة البريطانية لتعمل كمذيعة لنحو اثنان وعشرين عاما.
عبر هذه الأثير المنبعث من لندن قدمت وأعدت عشرات البرامج الإذاعية المهمة منها:
البرنامج الشهير لكل سؤال جواب، ساعة حرة، رأي المستمع، موزايك، ندوة المستمعين، البرنامج المفتوح، شارع الذكريات، والعديد من البرامج الثقافية والموسيقية، وبرنامج الواحة الذي منحها لقاء شخصيات أدبية أو فنية فالتقت بعدد كبير من المشاهير من كل أرجاء العالم العربي
في هذه الإذاعة قدّمت عصارة جهدها، وخلاصة أفكارها القيّمة، كان لها حضورا إذاعيا، صوتاً شجياً وديعا، مما جعلها تحظى بإعجاب المستمعين، ولا أخفي عليكم أنني كنت من متابعيها في زمن كانت الإذاعة وسيلة الإعلام المتألق، خاصة البي بي سي

بعد أن تركت العمل في إذاعة البي بي سي تفرغت لكتابة الرواية، وقد بلغت إصداراتها ست روايات، وسيكون لها المزيد إن شاء الله

من إصداراتها:
رواية الفصل الخامس عام 2005 عن دار الانتشار العربي بيروت. تدور أحداثها في كواليس الجو الإعلامي العربي في بريطانيا
رواية صخور الشاطئ عام 2007 عن دار الانتشار العربي بيروت عن فلسطين وهجرة أبنائها».
رواية أرق على أرق 2009 عن دار الانتشار العربي بيروت تناولت فيها الجالية الفلسطينية في المهجر، والصراعات والفساد الموجودين في كواليس السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة وطعم المرارة الذي يحسه كل من يحاول العودة إلى الوطن الحلم
رواية بلا شطآن عن دار المدى عام 2011 بغداد انحازت فيها للوطن الجديد وأعلنت انتماءها للعراق، فكتبت بلا شطآن وتناولت فيها حكاية الجالية العراقية بالمهجر ومحاولة عودتهم إلى العراق بعد التغيير الذي حصل بسقوط النظام عام 2003».
رواية صورة في ماء ساكن عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام2013 بيروت
رواية أبواب ضيقة عن المؤسسة العربية للطباعة والنشر

إضافة إلى انشغالها بكتابة الروايات قدمت الإعلامية والكاتبة في المجال المسرحي العديد من المسرحيات مع الفنانتين العراقيين منها مسرحية (ريح الجنوب) و(كلكامش) ومسرحية (سماء أخرى) و (على أبواب الجنة)..

وما تزال الإعلامية والكاتبة والفنانة سلوى جراح تواصل سنوات الغربة في لندن حيث تقيم منذ تسع وثلاثين عاما.. لكنها دوما تحن للوطن الأم (فلسطين)

وقالت: لن أطيل الحديث عنها لأنتقل للرواية موضوع لقائنا هذا اليوم (صخور الشاطئ)
قالوا عن سلوى إنها عراقية، وقالت عن نفسها(العراق وطني) إلا أن وفاءها للعراق لم يسلخ عنها جلدها، فهي فلسطينية بامتياز، وكانت فلسطين حاضرة وبقوة في معظم رواياتها

فأبطال الرواية من عكا البلدة الأصلية للكاتبة (الأب أنيس زوجته فروغ الأبناء خالد، يونس، صفية - رقية– حكمت) (احسان و....)
زمن الرواية قبل النكبة حيث تبدأ أحداث الرواية في عشرينات القرن الماضي
المكان: في عكا، حيث تصف المجتمع العكاوي كما هو دون تلوين أو تجميل، وتكتب باللغة المحكية

استطاعت سلوى أن تجذب قارئها لزمن غير زمانه، ومكانا غير مكانه، استطاعت أن تأخذني الى زمان ومكان الرواية؛ فعشت معها عشرينيات القرن الماضي ونحن على أعتاب عشرينيان القرن الجديد، فعايشت معها دهشة دخول السيارة للبلاد (خرج الناس يتفرجون على هذه السيارة التي تسير هكذا "زي العفاريت بدون حصان." تهامست النسوة: "خيته عرباي بتمشي بالكاز.")
حملتنا إلى عكا بشوارعها وأزقتها، سورها العظيم، وبحرها الذي يستمتع الفتية بالغوص في مياهه رغم تحذير أمهم، فيغسلون رءوسهم بماء الطرمبة كي يزول عنه الملح، فلا تجد لماء البحر أثرا عندما تلحس شعر يونس
حدثتنا بلهجتهم المحكية وعرفت أنهن يقلن (يا خيتىو...)
سلقت بيضاً مع قشور البصل فصار لونه بلون الحناء. أعطته بيضتين وقالت: "كلها مع البصل الأخضر والخبز الطازة
أشعرتني سلوى أنها تبحث عن دقائق المعلومة قبل أن تقدم على استجلابها لروايتها، فها هي تصف حمامات عكا الأثرية بدقة وتصف طريقة العمل بها (الكيّاس وطريقة عمله) (جدول الرجال صباحا والنساء مساء)

أثرت روايتها بمعلومات قيمة: التعوذ والبسملة اللي يبدءوا بها تجويد آيات القرآن من مقام البيات، والآذان من مقام الحجاز.
أيضا قول أبي فراس الحمداني:
أراك عصّي الدمعِ شيمتُكَ الصبر أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ
نعم أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ ولكن مثلي لا يذاعُ له سرُ
هذا مقام البيات

وفي إشارة لكرم العكيين يقول يونس لريّا: ليس في عكا فندق واحد، لا حاجة لوجود فنادق فيها فهناك بناية قديمة جميلة قرب الميناء اسمها خان العمدان يقولون إنها كانت خاناً للمسافرين في العصور الغابرة. مبنى جميل كله أقواس مرفوعة على أعمدة ولعل هذا سر تسميته خان العمدان.

وصفت لنا الطريق من عكا لترشيحة كما لو كانت ترسمه رسما: عاد يتابع منظر الحقول الخضر التي تحيط بعكا وتمتد على طول الطريق إلى ترشيحا في الشمال الشرقي من عكا في قلب الجليل، جُوا، كما يقول أهل عكا، أي بعيدة عن البحر. معنى ذلك أنه سيبتعد عن البحر ولن يرى موجه وصخوره لفترة، ولكن لا بأس.
ترشيحا، اسم غريب؛ الأستاذ في المدرسة يقول إن أصله يعود إلى أيام الصليبين حين استشهد المجاهد شيحا جمال الدين أثناء قتاله الصليبين في الجليل فقطعوا رأسه وطار الرأس فصاح الجند، طار شيحا، فسميت البلدة التي استشهد فيها، ترشيحا وما زال قبره موجوداً فيها.
سأتوقف هنا لأتيح المجال للأديب غريب عسقلاني يحدثنا عن الراوية والرواية:
بدأ الأستاذ غريب حديثه واصفا لقاءه بالأديبة سلوى، ورغبتها بأن يقرأ لها الفلسطيني المثقف، وأن وعدها أن يكون اللقاء مع روايتها في صالون نون الأدبي هذا المشهد الثقافي الذي تقوم عليه ثنتين من المبدعات: الأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف، فرأيت شفاهها تنفرج عن ابتسامة قالت أختها أنها أولى ابتساماتها التي يرونها مذ حضرت من ثلاثة أيام
وبدأ ببطاقة تعريف بالفلسطينية سلوى جراح
الروائية سلوى جراح من مواليد عكا في العام 1946, انتقلت وأسرتها الى العراق في العام 1948 حيث كان يعمل ابوها في شركة نفط العراق.
عاشت طفولتها وصباها بين البصرة وكركوك وبغداد في العراق, وحصلت على بكالوريس في اللغة الانجليزية من جامعة بغداد, عملت في شركة نفط العراق مترجمة في القسم التجاري, ومذيعة في تلفزيون بغداد, قبل ان يستقر بها المقام في لندن, والعمل في هيئة الإذاعة البريطانية BBC لأكثر من عشرين سنة مذيعة متميزة في تقديم البرامج الثقافية والفنية, وعرفت عبر الأثير بأحاديثها ولقاءاتها وحوارها مع مشاهير الكتاب والمثقفين والفنانين العرب وغير العرب.
بعد مشوار طويل في العمل الصحفي والإعلامي, تعود الى تقطير خبراتها في الحياة والأدب والفن في الكتابة الروائية, وأصدرت حتى الآن ست روايات, ورواية صخور الشاطئ هي روايتها الثانية, التي تتعرض فيها إلى أسئلة الذاكرة المحكية والحنين إلى الوطن الذي ضرب جذوره في وعيها من خلال ذاكرة الآباء اللذين حملوا الوطن معهم في المنافي والمغتربات, هذه الذاكرة التي تشكل حلم العودة بالرجوع الى المنابع الأولى للتراجيديا الفلسطينية, ليبقى السؤال الحارق بين ان تكون هناك وروحك هنا, ذلك هو سؤال المواطنة والهوية حتى يتحقق العدل ويختار الفلسطيني دون إثم أو عقوق.
سلوى جراح الإعلامية المثقفة, فنانة مسرحية أيضا تشارك مع الفنانتين العراقيتين مي شوقي وروناك شوقي في عدد من المسرحيات منها, مسرحية "ريح الجنوب",ومسرحية "كلكامش", ومسرحية "سماء أخرى" نشرت حتى الآن سبع روايات, رواية صخور الشاطئ, هي الرواية الثانية صدرت طبعتها الأولى في بيروت في العام 2007 وطبعتها الثانية في حيفا في العام 2016 والرواية تتعرض فيها الى أسئلة الذاكرة والتاريخ والحنين الى وطن الذاكرة المحكيه, الوطن الذي حملوه معهم في المنفي والمغتربات والذي تكرس من خلال ذاكرة الآباء فشكلت حافزا فاعلا نحو العودة, تعيد السؤال الحارق بين أن تكون هناك" وروحك هنا, وما يطرحه هذا من إشكاليات المواطنة والهوية, حتى يتحقق العدل ويمارس الفلسطيني حرية الخيار دون إثم او عقوق .

ثم بدأ الحديث عن الرواية ف قال: رواية صخور الشاطئ
" السيرة بين التاريخ والتأريخ واستحضار الإنسان والمكان"
في رواية صخور الشاطئ تتكئ سلوى جراح على معرفة عميقة بالموروث الشعبي الفلسطيني, والتاريخ الشفهي المتوارث عن ذاكرة الآباء والأجداد, والإلمام الواسع بالتاريخ ووثائق يوميات الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية في زمن القص, يضاف الى ذلك إلمام واسع بالمنجز الأدبي العربي والعالمي والفكر السياسي أيضا, والقدرة على توصيل المعلومة بيسر مستفيدة من خبراتها وأدواتها الإعلامية للوصول الى أكبر شرائح القراء والمتابعين.
تعود الرواية الى سيرة عائلة أنيس زكي المواطن العكي, منذ نهايات القرن التاسع عشر إلى ثورة البراق, وأحداث الخليل واستشهاد الشيخ عز الدين القسام, وإعدام حجازي وجمجوم والزير, وإرهاصات الحرب العالمية الثانية وظهور حركة الثورة والتمرد على الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني تحت قيادة عبد القادر الحسيني.
منذ الصفحات الأولى يصاحبنا حكاء متمرس يعي شروط الرواية, ولا يفقد بوصلة السرد, ويجيد غواية التشويق باستحضار الزمان والمكان, وربط الأحداث بسلاسة تبدو معها بطولة المكان والإنسان جبلة واحدة, ما يشكل هوية فلسطين الوطن في العقل والروح وكأن هناك رسالة أساس تؤكد أن إنسان هذه الأرض لا تكتمل كينوتة دون الانتماء إليها والتضحية من اجلها في حالات الزهو والانكسار.
تمضي الرواية مع عائلة أنيس زكي والتي تنتمي الى الطبقة الوسطى, وتنصهر من خلال علاقاتها بالمحيط من حولها, وتتأثر بما يدور في فلسطين من أحداث وصراعات, وتنتقل من نقطة انطلاقها وارتباطها في مدينة عكا مرورا بحيفا والناصرة وصفد ويافا وغزة, وتمتد الى الغلاف الريفي ومساحات البوادي, ويتجلى على امتداد القص سحر المكان, وعراقة العادات والتقاليد والأعراف والأمثال والأغاني والحكم المتوارثة, وتبين عمق العلاقة بين الإنسان والأرض التي وجد عليها, ما يؤكد الفطرة الأولى للجغرافيا المقدسة والإنسان الذي وجد عليها وتناسل عبر الأزمان والحقب, الأمر الذي يؤكد أمومة الأرض لكل من وجد عليها رغم اختلاف المنابت الطبقية والرؤى السياسة والدينية والطائفية, هذه الأم التي أرضعت الجميع وشكلت الإنسان الفلسطيني المجبول على الحنين والولاء مهما نأت به الديار وتكالبت عليه الخطوب.
**
بعد سنتين من دراسته للحقوق في الأستانة ينقطع أنيس زكي عن مواصلة الدراسة, للبقاء الى جوار أمه المريضة, وقد وحالت إرهاصات الحرب العالمية الأولى, والعجز المادي للأسرة دون إكمال الدراسة, فعمل كاتب عدل في مدينة حيفا, وتزوج ابنة خاله فروغ التي انتظرها حتى تكبر, وبعد خلاف مع رئيسه في العمل ترك وظيفته وعاد الى بيته في عكا وافتتح مكتبا لمتابعة القضايا العدلية الذي يدر علية دخلا شحيحا, فانبرت زوجته فروغ المدبرة العاشقة لسد الاحتياجات من إيرادات حصتها في إرث أبيها في مزرعة كسرى التابعة لترشيحا, والتي تقوم أختها الكبرى على إدارة شؤونها مع وكيل المزرعة الشيخ فرحان.
عاشت الأسرة على الدخل المحدود حالة من التقشف يسودها التعاضد والقناعة والرضا والحب, وتعاليم القرآن الكريم, وحب العزف على العود الذي تشربه رب الأسرة أنيس من إيقاع تلاوة القرآن، فعرف أسرار مقامات السلم الموسيقى, وصار العزف عشقا وولها للأب والأم التي تعلمت العزف علي يديه, كما ورّث الأب حب العزف والغناء الرصين لأولاده وخاصة ابنه الأصغر يونس.
انعكست شخصية الأب والأم على الأبناء.
رقية السمحة" متوسطة الجمال" المتفوقة الذكية والطموحة, والعنيدة عند قناعاتها, أخذت عن أمها الحكمة وروح القيادة, اصطدمت بتوجس أبيها وخوفه عليها عندما اختارت الالتحاق بمدرسة المعلمات في القدس, لأنها ستعيش في القدس غريبة لمدة ثلاث سنين, ولأن قانون المعارف في فلسطين يمنع المعلمات من الزواج سيجعلها آنسة ويحرمها من تكوين أسرة, لكن الأم فروغ تقف الى جانبها فيكون لها ما تريد, ولم يعترض الأب على ذلك إيمانا بحكمة الأم وأهمية تعليم البنات.
صفية, غصة العائلة منذ طفولتها المبكرة, اذ سقط قدر الماء المغلي على رأسها وترك تشويه في رأسها واعوجاج في فمها يعيق مخارج الكلام, فالتزمت البيت ولم تكمل تعليمها.
خالد الذي لم يكن جاداً في الدراسة ومر بمرحلة يفاعة ومراهقة مشوشة, لكنه طيب القلب تجاوز قصوره في التعليم ولبي رغبة أمه وأبيه والتحق بمدرسة الشرطة الفلسطينية ليصبح كونستابل سواري "شرطي حراسة".
أما يونس الذي صغر خالد بثلاثة سنين, النبيه المتفوق المطيع لوالديه والمدلل من أخواته, أخذ عن أبية العفة والرجولة والذود عن كرامته, وعشق عنه الموسيقى وجمال الصوت, حالم عاشق ينتصر للمطرب الشاب محمد عبد الوهاب, بخلاف أبيه الذي كان يرى في عبد الوهاب ميوعة. الطفلة حكمت لعبة الدار المدللة المنسوخة عن أمها فروغ, كانت محل رعاية الجميع وخاصة الأب الذي يرى فيها فروخ الطفلة, فيعاوده عشقه الأول ويرتجف على مستقبلها ويتمنى أن يزفها الى عريسها مثلما زفت فروغ أيام العز.
في هذا المناح الأسري الحميم يعيش كل فرد عالمه الخاص ويمارس أحلامه وطموحاته.
**
تصور الرواية الحياة في فلسطين من كافة الجوانب من خلال تتبع يوميات الأسرة تفتح, وبالرجوع الى الماضي والعودة للحاضر, وتوقعات المستقبل, وكأن سجل الأسرة مرآة تعكس أحوال الوطن بهمومه وأفراحه وأتراحه وما تبدل فيه من تقاليد وقيم وما بقي على رسوخه لم يطاله التغيير, مع دقة التوثيق عن الصراع المحتدم مع النشاط الصهيوني المبكر لإنشاء دولتهم وإحياء وعد بلفور برعاية التاج البريطاني, الذي ودعم الاستيطان وغض النظر عن الهجرة غير المشروعة وتسليح العصابات الصهيونية, بالإضافة الى توسع الحركة الصهيونية في شراء الأراضي وإقامة المزارع الجماعية والتعاونيات والنقابات والجامعات والمصانع, وبناء الأحياء السكنية التي تحولت فيما بعد الى مدن يسكنها اليهود فقط, في الوقت الذي انشغلت فيه الزعامات الفلسطينية حول أوهام قوة العرب والدول الإسلامية, ولم تلقِ اهتماما لأفكار ونداء النخب المثقفة التي أرهصت وحذرت مبكراً من خطر الانتداب وخطر الاستيطان, والتغيرات العالمية بعد الحرب العالمية الأولى, ولم تقدم القيادات الفلسطينية المشاريع والمبادرات لحماية الفلاحين والعمال وصغار التجار والحرفيين عند احتدام الصراع المدني واشتعال التظاهرات والاحتجاجات والإضرابات, تطور الصراع إلى الكفاح المسلح, وانعكاس ذلك على حياة الناس الذين تلقوا الضربات وواجهوا أقدارهم تشبثا بالوطن الذي يسكن الروح ويسري في البدن.
في ظل هذه الظروف تأقلمت الأسرة مع مواردها المحدودة وتجلىت حكمة الأم فروع في اعتبار القناعة والتضامن سلوكاً يومياً ملزما, فلا غرابة ولا خجل أن يلبس الصغير أنيس ملابس خالد, ولا احتجاج على طعام فقير معظم الأسبوع, ولا شكوى من فاقة عندما تزور الأم وأولادها المزرعة في ضيافة الخالة.
في المزرعة يتفتح قلب الفتى يونس للهوى مع ريا ابنة الشيخ نايف التي تقاربه عمرا, ويتبع وجيب قلبه مع بساطتها وجمالها والتصاقها بالأرض والمزروعات, ويحزن لعدم تعليمها لأن لا لتعليم البنات في القرية, والزواج المبكر شرعة متعارف عليها, وفي المزرعة ينبهر يونس بالطبيعة ويسكنه غناء داخلي, ويقطف قبلته من ريا ويتفجر فيه معنى الشوق, ليسأل فيما بعد عن الحب.
**
في مدرسة الشرطة يعيش خالد عالما آخر ويتفتح على الحياة في مدينة القدس التي تموج بالحياة, والتيارات والأفكار السياسية, وعلى جانب آخر يتعرف على عالم الليل في المدينة ويرتاد الكباريهات ويتعرف على الراقصات وبنات الليل, ويدرك الفرق بين ممارسة الحب مع النساء وحب امرأة واحدة يتعلم منها الحب, وأدرك عدم استجابة ماريا اليهودية الشقراء لأنها كانت متعلقة بضابط من قوات والانتداب تزوجته وهربت معه الى انجلترا.
رقية اختارت دورها كرائدة نسائية فتحصنت بالمعرفة وتابعت يوميات الصراع على الأرض, ما جعل فروغ والأسرة تتباهى بها, ولكن أقدارها أخذتها الى الأردن بعد أن تقدم لخطبتها ابن خالها الذي يعمل في الشرطة الأردنية, تزوجت وعملت معلمة لأن القانون في الأردن لا يشترط عدم زواج المعلمات ومارست أفكارها كما أرادت.
وفي تلك الفترة أنهى يونس تعليمه المتوسط, فباعت الأم فروغ جزءاً من أرضها لتعليمه في مدرسة صفد الثانوية الداخلية, ولأن صفد أعلى منطقة في فلسطين شتاؤها بارد جدا وتتساقط فيها الثلوج, اصطحبته أمه الى حيفا لشراء حاجاته الشتوية, وعادت مجهدة تعاني من صداع شديد, لم يهملها طويلا وفارقت الحياة دونما استئذان, فانخسف عمود البيت فجأة, وكان غيابها شديد الوقع على الأب أنيس الذي زهد في الدنيا وانحسرت خطواته بين الجامع والبيت وفقد شهيته للطعام وكأنه دخل صياما طويلا فازداد نحولا وعانى من أوجاع في المعدة واعتزل الحياة ولم يقترب من العود أبدا.
أمضى يونس سنتين في المدرسة وبقي على تخرجه سنة واحدة, يرافقه في غرفة السكن الشاب نقولا حمدي النصراوي الذي يكبره بعامين, اذ كان من تقاليد المدرسة ان يسكن مع كل طالب جديد طالب من السنوات الأعلى مشرفا عليه ومساعداً له في الدراسة, وقد تعلق به نقولا الذي رسم مستقبله لدراسة الهندسة المعمارية وهو الابن الأصغر لعائلة المحامي حمدي أما آخوه الأكبر يعمل طبيبا في أمريكا, وأخته محامية, وخطيبة نقولا ممرضة الثورية فضلت التمريض عن الطب لحاجة البلد للممرضات.
يتعرف يونس على عائلة نقولا وتعتبره العائلة فردا منها وتعجب بشخصه وذكائه, لكن الأقدار تحول دون إكمال تعليمه اذ اشتد المرض على أبيه وعجز الطبيب عن علاجه, وفارق الحياة بصمت وقد نفذت مدخرات الأسرة في علاجه, وراتب خالد بالكاد يكفي على الإنفاق على الأسرة. يترك يونس الدراسة يعمل معلما للمرحة الابتدائية براتب خمسة جنيهات, ثم انتقل للعمل في شركة نفط العراق مراقباً لاسلكياً تحت إمرة البريطاني من أصول ايرلندية "مستر سكيري" الذي يكتشف قدراته ويرقيه الى مراقب على الاتصالات, ثم مراقب عام, ويرشحه لدورة تمكنه من الانتقال الى محطة الشركة في h4 بعد عام على الحدود الأردنية العراقية, وفي هذه الفترة تحسن راتبه الى 25جنيها, وتعرف على رندا في محل مسيو خليل لبيع الملابس الرجالية الجاهزة في حيفا, رندا التي تعيل أمها وأخوين صغيرين بعد وفاة أبوها فقرر التقدم لخطبتها.
في تلك الفترة أكملت حكمت دراستها المتوسطة وخطبت لابن خالها الذي يعمل مهندسا في شركة بنا, وأوفت صفية بوعدها أن تجهزها حكمت بما تبقى من جهاز أمها فروغ الذي احفظت به لهذا اليوم.
تتوالى الأحداث ويشتد الصراع مع الوجود الصهيوني والانتداب البريطاني, ويلتحق خالد بالثوار مدربا عسكريا, ويعود نقولا من بيرون مهندسا معماريا ويغلق مكتبه الهندسي نتيجة كساد الأحوال ويلتحق بالثوار, ويتدرب على السلاح على يد خالد الذي التحق بالثورة أيضا, فيصاب خالد ويستشهد نقولا.
**
أما بعد:
تمكنت سلوى جراح من العودة الى الوطن الذي تمكن منها ارثا عزيزا حملته في غربتها ولم تتغرب عنه, وظلت على الولاء له حتى عادت إليه بجواز بريطاني البلد الذي مكن الآخرين من سلبه وإقامة كيانهم المزعوم عليه, لكن فلسطين ترنيمتها الأولى والأخيرة ووترها السري الذي تعزف حبا يخصها ويمكنها منه جيلا بعد جيل يحلق بها بين ربوعه, ويأخذها الى ريفه وحضره, وبحره وجبله وأسبلته وأضرحته ومزاراته ومساجده وكنائسه وحماماته وأغانيه وترانيمه وأمثاله ومقولاته العفوية التي تشكل عمق الارتباط والولاء, وكأن حضور العود بين أجيال الرواية وديعة متوارثة للعزف على الأشواق واستحضار طقوس وشجن تخص الفلسطيني وحده, الذي لم تشوهه النوائب, ولا مغريات المنافي, هذا الوطن الذي تصبح العودة إليه غريزة تسكن الفلسطيني, فيعيش الفرق بين البلد المضيف وبين الوطن الأم, وهذا ما عبرت عنه في سلوى في ذروة صدق ذات زيارة للوطن عندما قالت بين الفرح والألم:
" آه ، حب فلسطين متعب! يتغلل فيك، لا تتخلص منه أبدا، ويظل يعيش بك وتُورثه لأبنائك دون أن تدري وتتساءل كل يوم من أين جاؤوا بـ"فلسطينيتهم"! وعندما تصل إلى البلد يبدأ مشوار البحث عن الوطن، تأتي إلى وطنك وترى أنك ما زلت غريبا", "أنا لا أشعر بالغربة حين آتي إلى فلسطين".

بعد أن أنهى الأستاذ غريب عرض ورقته، أعلنت الأستاذة فتحية عن رسالة بعثت بها الأديبة لجمهور المحتفين بها
قرأت الأستاذة آمال عبد المنعم الورقة التي حملت تحياتها وشوقها لغزة وأهل غزة، حيث جاء فيها:
مساء الخير
تحية من لندن المدينة التي أعيش فيها منذ تسع وثلاثين سنة.
أنا فلسطينية من عكا، ولدت في حيفا قبل النكبة بعام ونيف. والدي كان يعمل في شركة نفط العراق في حيفا. بعد النكبة ذهب ليعمل مع الشركة في العراق في البصرة. تعلمت حروفي الأولى في العراق بين البصرة وكركوك وبغداد، وأحببت البلد الذي أسميه، الأم التي ربتني. لكني كنت دائماً أبحث عن أمي التي ولدتني. فلسطين كانت دائماً الحب الذي لا فكاك منه. لكنني لم أعش على أرضها، فصارت حلماً يكاد لا يرتبط بالواقع. عكا، مدينة أهلي كانت أشبه ببلاد حكايات الجدات. مر عمر دون أن أزور فلسطين. ثم جئتها لأول مرة عام 1996، دخلتها بجواز السفر البريطاني. هبطت بي الطائرة في مطار تل أبيب. بدأت أبكي وشقيقتي التي جاءت تستقبلني تضمني. همستُ: "نحن في فلسطين". تضاحكت: "هذه تل أبيب". أسرعت أقول: "سمها ما شئت هذه فلسطين". أخذتني إلى غزة حيث كانت تعيش. أحسست أن كل شيء له طعم مختلف، الماء والهواء والسمك والخبز والناس. جلست على شط غزة وتلمست رملها وتحدثت إلى الناس. كنت لا أكاد أصدق أن كل من حولي فلسطينيون. زرت القدس وعكا وحيفا، ولم تعد فلسطين مجرد حلم، صارت حقيقة.
تكررت زياراتي لفلسطين. جئتها مرة لأعد تحقيقات إذاعية للبي بي سي عن الحياة في غزة. وقفت على معبر إيريز في الصباح الباكر وسجلت لقاءات مع العمال الذين يلتقطون الرزق في إسرائيل. تحدثت إلى الصيادين ومشاكل الصيد التي تخلقها لهم إسرائيل. قابلت مسؤولين وتحدثت معهم عن مستقبل الدولة الفتية. زرت الشجاعية والمخيمات وتحدثت إلى الناس. أحببت غزة وأهلها وتمنيت أن اتي للعمل فيها كما فعل كثيرون. لذلك أقول يسعد مساكم وأشكركم على الاهتمام بي وبروايتي، صخور الشاطئ، ويسعدني ويشرفني أن تكون بين أيديكم، والفضل للأستاذ غريب عسقلاني، واللقاء الذي جمعنا في رام الله أيام معرض الكتاب.

صخور الشاطئ، هي روايتي الثانية بين رواياتي الست. كتبتها بعد سنين من زيارتي الأولى لفلسطين وصدرت طبعتها الأولى عن دار الانتشار العربي في بيروت عام 2007 وهذه هي الطبعة الثانية المنقحة، وأستعد حالياً لإصدار طبعة ثانية من روايتي أرق على أرق التي تحكي عن غزة.

أشكر حضوركم واهتمامكم وأخص بالشكر الروائي الأستاذ غريب عسقلاني والسيدة فتحية صرصور.
أتمنى لكم وقتاً طيباً وعسى أن تجدوا في رواياتي ما يهمكم ويمتعكم
لكم مني أجمل تحية ولغزة الجميلة وأهلها كل أمنيات الخير.

بعد أن شكرت الأستاذة آمال على حسن الأداء، قالت الأستاذة فتحية: لقد وثقت سلوى لأحداث وطنية كثورة البراق وإعدام الأبطال الثلاثة
من سجن عكا طلعت جنازي محمد وعطا وفؤاد حجازي
المندوب السامي ربك يجازي تصبح حريمو عليه ينعونا

كما وثقت لبدايات النكبة وتشير من طرف خفي بثقافة المرأة الفلسطينية حتى ولو لم تكن على قدر من التعليم:
قالت له: "هذا يمه سكناج." سألها: "شو يعني سكناج؟" تنهدت وهزت رأسها يميناً ويساراً: "يهود بيجوا من بلاد أوروبا يسكنوا في بلادنا سكناج ولا شو قال أبوك أشكناز."
عاد يسأل: "وليش بيسكنوا في بلادنا مش عندهم بلاد في أوروبا؟" لوت شفتيها: "لأنهم بيعتقدوا أن بلادنا يجب أن تكون لهم، وأنهم أحق بها مننا، وأن فلسطين، اللي بيسموها أرض الميعاد كانت لهم أيام فرعون." تاملها بصمت. همهم: "بس فلسطين بلدنا." صاحت: "طبعاً يمه بلدنا. هذا كلام فارغ. صف حكي بلا طعمه."

عادت صفيه تقول: "يعني الإنكليز نازلين يبنوا في القدس. هيِّ القدس ملكهم اشتروا أراضيها؟" همهمت رقيه: "يا خيته يا حبيبتي الإنكليز محتلين أرضنا وبيعملوا زي ما بدهم لا بيشتروشي ولا من يحزنون بيستولوا على ما يريدون بوضع اليد."
كانت فروغ تتابع حديث رقيه باهتمام وتشعر بالفخر لأن ابنتها تتحدث بثقة وتعطي جواباً لكل سؤال يوجه إليها. همهمت مصدقة على كلامها: "يا ريت بس هيك يمه بيعطوا اللي استولوا عليه لليهود إذا عن على بالهم. شو مش أعطوهم وعد بلفور أول ما خلصت الحرب. كيف يعني يعطوا بلادنا لحدا تاني؟"
يعني المسألة واضحة. الإنكليز بدهم يحققوا لليهود حلمهم في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين."

صاحت خالتها بصوتها الرفيع الذي ينافس صوت صفيه بكل جدارة: "أعوذ بالله من ها الحكي فال الله ولا فالك. يوه بعد الشر يا خالتي شو ما في رجال. معقول يوخدوا بلادنا، شو على كيفهم، فشروا. الواحد إذا اشترى قطعة أرض لازم يكون معاه سند أسود. كوشان. كيف عاد يمَلْكوا أرضنا للغريب؟" همهمت فروغ: "طمعانين فيها يا خيته طمعانين مش قالوا لهم روحوا على أفريقيا رفضوا قالوا بدنا فلسطين."

عادت خالتها تقول: "يو شوهالحكي؟ هو على كيفهم بدي ما بدي. بدهم بد اللي يقصف عمرهم. هذي كلها بلاد لها ناس عايشين فيها. وبعدين ليش بدهم فلسطين؟" سارعت رقيه تقول: "بدهم فلسطين يا خالتي لأنهم بيقولوا إنها إرثهم التاريخي. حجه نبشوها من التوراة، كلام عمره الفين سنه ونسيوا إنه إحنا عايشين في فلسطين طوال هذا الزمن. عشان هيك لازم نتعلم ونتطور ونصير أقوى منهم. أحنا أكثر من نصف شعبنا أمي لا يقرأ ولا يكتب وهمه عم بينظموا مدارسهم ومزارعهم وتجارتهم ومصارفهم، والوكالة اليهودية بترعى كل شؤونهم، والمهاجرين اليهود عم يدخلو فلسطين بلا حساب. بيجوا من كل دول أوروبا الشرقية. هيو صار عندهم أحياء كاملة في القدس وفي حيفا ويافا واللد والرملة."

هنا فتحت الأستاذة فتحية باب المداخلات، وكانت المداخلة الأولى من الإعلامي خميس الترك قال فيها:
شكرا لصالون نون الأدبي، وشكرا لغريب عسقلاني، فجميل أن يناقش الصالون رواية لفلسطينية من عكا وتعيش خارج الوطن
هذه الرواية توثق لوطن، وأنا أدعو أبناءنا الطلبة أن يبحثوا عن المعلومة من مصدرها كما عند سلوى، ولا يجعلوا أبحاثهم قاصرة على معلومات يحصلون عليها من الانترنت
كما أطالب بلقاءات عديدة كبيرة وموسعة عبر أدبائنا لتكون هي المرجعية لتراثنا، فيتعرف طلابنا على تاريخ فلسطين

ثم كانت المداخلة الثانية من الشاعرة نسرين فؤاد قالت بها: أنا لم أقرأ الرواية، لكن مما سمعته منكم أشعرني بجمالها، وكم هو جميل أن يوثق كل كاتب للهجته المحكية كما فعلت الكاتبة، فالكاتب الغزي يكتب باللهجة الغزية، والنابلسي باللهجة النابلسية وهكذا
واختتمت بتقديم الشكر لصالون نون الأدبي الذي يعتني بمبدعاتنا أينما تواجدن

كانت المداخلة للشاعر سليم النفار الذي بدأ حديثه بتقديم الشكر لغريب عسقلاني الذي أحضر نسخة الرواية من رام الله، وشكرا لأنه منحني فرصة قراءتها
وأضاف النفار: من خلال ما قرأته أستطيع القول: إنها رواية جديرة بالقراءة، وتعرض سيرة الفلسطيني ما قبل النكبة
سلوى مكسب لنا إذ تعرفنا عليها، وقرأنا لها، وأنا على استعداد لعمل دراسة مقارنة بين روايتها ورواية ربعي رغم التفاصيل المتشابهة بينهم وعيشهم في لندن
سلوى متمسكة بثوابتها الوطنية الفلسطينية، وليست مستعدة للتنازل عن ذرة تراب من وطنها، ولا التطبيع مع المحتل
واختتم بقوله: سلوى مكسب للمشهد الثقافي

الكاتبة والشاعرة يسرا الخطيب قالت: مذ وصلتني الدعوة وأنا أبحث وأقرأ عن سلوى، وسأتحدث في نقطتين:
الأولى: أزعجني واستوقفني كثيرا تعريفها بالجنسية العراقية حتى في اللقاءات النقدية تقدم على أنها عراقية، ولا يُذكر أنها فلسطينية
لكل أديب جنسيته، كم للأدب جنسيته
النقطة الأخرى: لماذا لم تصلنا رواياتها، هل هذا ناتج عن تقصير منها، أم تقصير من المؤسسة الرسمية؟
فها هي دينا سليم تحرص على أن ترسل لنا أنا والأستاذة فتحية وآخرين كل إصدار جديد، وتتابع وصوله وتستفسر عن ذلك، لماذا لم تفعل سلوى ذلك؟

هنا تدخل غريب عسقلاني للرد عن جزئية جنسية الأدب والأديب فقال: لو تحدثنا عن جنسية الكاتب فهل الكاتبة الإيرلندية إيثيل ماتين التي كتبت رواية الطريق إلى بئر السبع) وتتكلم عن قضية فلسطين وتتعاطف معها، هل يمكن وصفه بأنه أدب فلسطيني أم أنه أدب عن فلسطين
هنري الفلسطيني المشارك في محادثات رودس، ورسم خريطة التقسيم وله كتب لم تترجم إلا في وزارة الثقافة، ورغم ذلك يظل فلسطينيا
أيضا جبرا إبراهيم جبرا عندما كان يدرس في جامعة بغداد عام 1926م انصهر في الحياة الروائية العراقية وكان من رواد التنوير، وكانت تجربته انعكاس للحياة الأدبية
عندما خرج جبرا من فلسطين كتب مجموعة من القصص القصيرة ولم يهتم بها أحد ولم تنشر
كان عمره خمسة وعشرين عاما عندما كتب رواية (صراخ في ليل طويل) والتي تدور أحداثها في مدينة بيت لحم، انتشرت واشتهرت من العراق
عندما مات جبرا أصرت العراق على اعتباره أديبا عراقيا، ونظرا للعلاقات الجيدة مع العراق، تم للعراق ما أرادت
واحتفل به في فلسطيني كروائي فلسطيني
سلوى عاشت طفولتها وتعليمها وعشقها في العراق، هل تخترع مجتمعا فلسطينيا افتراضيا، أم تتحدث عن المجتمع الذي عاشته في العراق، فهي كاتبة فلسطينية تهتم بالعراق، والأدب ميراث عالمي

وعن جزئية دينا سليم تولت الأستاذة فتحية الرد بقولها: دينا سليم عُرفت في غزة بعد لقائي بها في مؤتمر المرأة المبدعة برام الله في العام 2005م
وكانت انطلاقتها من صالون نون الأدبي، لأن من أهداف الصالون أن يتواصل مع الأديبات الفلسطينيات أينما تواجدن

وعن سلوى أكدت فتحية أنها فلسطينية بامتياز وتتحدث عن البيئة الفلسطينية بكل جدارة واقتدار، ففي رواية أرق على أرق تحدثت عن حال الفلسطيني في المهجر، فهذا مسعود لا ينفك ولا يمل من ذكر حلحلول في الخليل، فهي موطنه الأصلي
والنساء تقمن تجمعا فلسطينيا يحيي من خلاله المناسبات الوطنية، وها هو الدكتور يقيم مع أمه معرضا لمقتنيات والده
سلوى تؤكد على أن الاغتراب عن الوطن هو بالجسد فقط، بينما الروح معلقة في فضاء الوطن

ثم كانت المداخلة للأستاذ رزق المزعنن الذي بدأ حديثه مرحبا بالحضور قائلا اشتقنا لصالون نون لعدم انعقاده خلال شهر رمضان، فكل عام وأنتم بخير
ثم قال: سلوى معروفة كمذيعة عراقية، وكانت ناجحة بصوتها الرخيم وبرامجها المميزة، أما ككاتبة فهذا ما وصلني للتو، لم أكن أعرف أنها كاتبة، فشكرا لصالون نون على هذه الإضاءة
ثم قال: الروائي لا وطن له، فالنص المبدع هو وطنه
وكما كان لصالون نون الأدبي فضل الريادة في تعريفنا بدينا سليم، فهذه اللحظة مهمة لنقرأ سلوى جراح

الأستاذة إيمان أبو شعبان كانت لها المداخلة الأخيرة، قالت فيها: سعدت جدا بهذا اللقاء الممتع
ثم قالت: سأتكلم بموضوع الكاتب عندما يكتب للوطن من خارج الوطن، أعتقد أنه يرى الصورة أوضح عندما يكون خارج إطار الصورة
فالكاتب يثري التجربة الأدبية سواء كانت رواية أم شعر وقصة، لأنه يضيف لها معنى جديدا مصبوغا بالاغتراب الموصول بخيط من حرير بالتراث والحياة في الخارج، فهم يثرون نصهم ويكون أكثر عمقا

في الختام كانت لغريب عسقلاني الكلمة حيث قال:
هذا اللقاء مثمر وجيد إذ تعرفنا على عناوين أدبية لكتاب خارج فلسطين المحتلة وهذا يشكل رافدا جديدا لمعرفة الفلسطيني في الخارج
ما يحدد المنجز الأدبي الإبداعي هو الأدوات الأدبية والزاوية التي يتناول الكاتب منها فكرته
الكتابة من هم خارج الوطن تجعل الكاتب يقرأ كافة الآراء دون الخضوع الأهواء والسياسات الحزبية
مصداقية الموضوع هي ما يبرز العمل الأدبي

انتهى اللقاء ورفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد بأن يظل صالون نون الأدبي وفيا لمبدعاتنا في الداخل والشتات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صالون نون الأدبي والإعلامية سلوى جراح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في صالون نون الأدبي الدكتور معاذ الحنفي من أقبية السجون إلى مرافئ النقد الأدبي
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت
» صالون نون الأدبي ونبوءة الشيطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: