نثريات بلا حدود

الطفولة

كانت جدائلها ناعمة

منحنية الخدّ

في غمزة جفنها

رحلَتْ مآقيها

في هامش عريض

و في صمت العويل

ترملَتْ كلماتها

لتكبر في شحيح الغد

كانتْ تعيشُ بين اليقين

و بين الشّك داهمتها العوارض

رَمَتْها البنادق

بفجر السُّحوق

في زرياب أوتارها

فاستحالتْ نظراتها

أكواخ شؤم

في ذاكرة المنفى

كانتْ كبلبل نحيب

مزّقتها الدّموع

في حدود أهدابها

و تمايلتْ رُؤاها

في كوكب المستحيل

و حين رَوَتْها تذّمرتْ

تذمرتْ عندها

أوقية الهرب

********

شابة و لكن

من منطق الفجر

تكلّمَتْ في غنج

لم تكُن تشكو ألما

في الحنجرة

فالعسل المصفّى

أناخ ريقها

قالَتْ و هي تمسحُ لحيته

بدفءٍ لفيف :

هل تحبني ؟

قد كبِرْتُ

شابة أنا

قد تشكّلتْ في

صفحة الماء

تضاريسي الجميلة .

*****

هطول

حياتها شمس أصيل

في بارقة الجفون

شكَتِ الجميع

بصوتٍ مبحوح

فالعسل المصفى

صار علقم

في ساح الوهن

رَفَعَتْ نُباح الصّمت و قالت:

هو ممنوع من الصّرف.

*********

أسوار

في قلعة الخيانة

رَمَقتْهُ بازدراء

فعيونها يمامة

في شكلها زرقاء

كان يمشُط شعرها

بلسان العطش

فلسانها ملح أجاج

و في شمس المساء

اشتمّتْ معه

عطر الوصال

كبّلَتْه بأسوار الوله

في قلبها

فتناوبا الصياح

و في كفّها قرأَتْ معه

نهاية المكان.

*******

في سنّ الخمسين

تسكُن في رماد العيون

أحزانها المتفسّخة

سوداء هي تناسلتْ

من نُطف الوجع

فنفَلَتْ دماء يرقاتها

في زئبق بهيج

سرمديّة تغشّتْ

في نهدها الأشيب

سِبابٌ وديع

على استحياء هي تبكي

فولادتها كانتْ عقيمة

في البداية هي سقيمة

انكسر بُؤبؤ المخاض

عندها

في سنّ الخمسين

إيهٍ يا شيخ

و في معاني القطن

رمَتِ الأربعة

في سوق السّتين

سارة عمر

رائع حرفكِ هنا كعادته دوماً

حرف قوي شامخ

مصافحة ولي عودة أخرى

تحياتي

حرف من اجمل ما قرأت ساره
ابدعتى حفا

ننتظر المزيد من هذا الرقى والجمال

الله عليكى ساره

دائما متالقه ومبدعه فى كل شىء

تسلمى حبيبتى ويسلم قلمك الذهبى

امتعتينا وننتظر جديدك

دومتى فى حفظ ورعاية الرحمن

هطول حفك بديع

منثور كلمك شفيف

كنسيم يمر على صفحات العمر

يبللها بقطرات من بندى

معطر

تسلمين سارة عمر

باقات جوري لروحك

وتقديري وخالص الود

وتحياتي لك