رابع عشر: العفوقال المأمون لعمه إبراهيم بن المهدي، وكان مع أخيه عليه:
إني شاورت في أمرك فأشاروا عليَّ بقتلك، إلاَّ أني وجدت قدرك فوق ذنبك،
فكرهت القتل لألزم حرمتك. فقال: يا أمير المؤمنين، إن المشير أشار بما
جَرَتْ به العادة في السياسة، إلا أنك أبيتَ أن تطلب النصر إلا من حيث
عودته من العفو، فإن عاقبت فلك نظيرٌ، وإن عفوت فلا نظير لك. وأنشأ يقول:
البرُّ منك وَطَيُّ العذر عندك لي
فيما فعلتُ فَلَمْ تَعْذِلْ ولم تَلُمِ
وقام عِلْمُكَ بي فاحتجَّ عندك لي
مقامَ شاهدِ عدلٍ غير مُتَّهَمِ
[1] [1] الأبيات من البسيط، انظر: الطرطوشي: سراج الملوك 1/177