واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر) Empty
مُساهمةموضوع: الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر)   الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر) Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 0:04

الشهيد المناضل
سعيد العاص
بمعركة حوسان_الخضر
إلى الغرب من مدينة بيت لحم، وعلى مبعدة خمسة كيلومترات،
تقوم (قرية الخضر) التي آخذت اسمها من اسم (العبدالصالح) الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في (سورة الكهف) حيث رافقه سيدناموسى عليه السلام وتعلم منه..
وليس صحيحا ما أوردته بعض الجهات التي تطرقت إلى ذكرتاريخ (قرية الخضر) من أنها أخذت اسمها من دير مسيحي أقامه البريطانيونإبان احتلالهم لفلسطين تخليدا لقديسهم (مار جريس) الذي تروي الميثولوجياالمسيحية أنه قتل التنين.. إلخ، وأنه هو ذاته الخضر الذي يروي العامةمعلومات مغلوطة أنه عاش بعد موسى إلى زمن عيسى عليهما السلام ثم زمن محمدصلى الله عليه وسلم، وتنسج حوله الروايات والأساطير أنه قابل فلانا وأعطىفلانا عهدا إلى آخر ما يقضون وينسجون مما يناقض أدلة القرآن والسنةوالمعقول وإجماع المحققين، على أن الخضر ليس حيا، ولا علاقة له بـ (مارجريس).
وقرية الخضر هذه كانت مسرحا للمعركة الشهيرة التينشبت في يومي الخامس والسادس من تشرين الأول/أكتوبر بين المجاهدينالفلسطينيين وعددهم 120 ثائرا، وقوات الاحتلال البريطاني التي قدر عددهابحوالي ثلاثة آلاف جندي تساندهم الآليات والطائرات.. وفي تلك المعركة،استشهد القائد المجاهد العقيد أو العميد (سعيد العاص)، وتم نقل جثمانه منأرض المعركة ليوارى الثرى في يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 1936في مقبرة الخضر في احتفال شعبي اشترك فيه أهالي القرية ووفود من أهالي(بيت جالا) و(بتير) و(بيت لحم) والقرى المجاورة، ومنعت سلطات الاحتلالالبريطاني سكان القدس من المشاركة في التشييع. وقد ابن الشهيد القائد عدةخطباء، وأقيمت صلاة الغائب على روحه الطاهرة في جميع مساجد فلسطين، وكذلكفي المسجد الأقصى في القدس عقب صلاة الجمعة التالية.
وقد ذكرت بعض الجهات التي تناولت هذه المعركة أن(سعيد العاص) كان فلسطينيا، وهذا غير صحيح، فالشهيد القائد (سعيد العاص)من أبناء مدينة حماة في وسط سوريا التي تعرف أيضا باسم مدينة أبي الفداءإسماعيل ابن عماد الدين صاحب كتب الجغرافيا والتاريخ المشهورة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سعيد العاص بلباسه العسكري


ولدعام 1889 لأسرة من آل شهاب تقيم في (حي الحاضر) –وهو حي شعبي-، وقد لقب بـ(العاص) –نسبة إلى نهر العاصي الشهير- إبان خدمته في الجيش العثماني، وغلباللقب على اسمه الأصلي، فصار معروفا باسم (سعيد العاص)، أو (محمد سعيدالعاص) كما كان يوقع مراسلاته أو باسم (أبو سعاد) كما كان يناديه المقربونمن إخوانه، وهو لقب كان يرتاح إليه.
وضريح الشهيد القائد (سعيد العاص) يزوره أهل قريةالخضر في الجمع والأعياد منذ سبعين عاما، لقراءة الفاتحة والترحم على روحهالطاهرة.
فما الذي حمل (سعيد العاص) من حماة إلى (حوسان) و(جبال الخضر)؟
للإجابة على السؤال سوف نحاول أن نقرأ بعض الصفحات منسيرة ومسيرة هذا المجاهد الفذ والقائد الكبير الذي جاء من سوريا ليرويبدمه الطاهر ثرى فلسطين –للاستزادة راجع كتاب (فايز سارة) الموسوم (سعيدالعاص.. حياته وكفاحه):
"في مدينة حماة المشبعة بالتقاليد العربية الأصيلة،وبخاصة ما هو معروف من أهلها من إباء وأنفة، تلقى (سعيد العاص) تعليمهالابتدائي الذي كان يتضمن مبادئ أساسية في العلوم الدينية ـ الفقهية، ثمعلوم اللغة والحساب ومبادئ الجغرافيا، وهي مواد تعطى على مدار ست سنوات،تؤهل الذي يجتازها الحصول على شهادة ابتدائية، ومن ثم الدخول في مرحلةجديدة مدتها ست سنوات أخرى يتلقى الطالب خلالها العلوم العصرية المختلفةواللغات والعلوم العسكرية.
أنهى (سعيد العاص) دراسته الابتدائية في حماة، ثمانتقل في أواخر القرن التاسع عشر إلى دمشق ليتابع دراسته الرشدية العسكريةممهدا لدخول الكلية الحربية في (الآستانة) حيث تخرج من الأخيرة عام 1907برتبه ملازم، عين بعدها ضابطا عثمانيا في دمشق.
ولأنه كان من المبرزين في الكلية الحربية ، فقد انتدبعام 1908 للدراسة في مدرسة أركان الحرب في الآستانة لمدة ثلاث سنوات،لتطوير علومه ومعارفه وخبراته العسكرية، لكن نشاطاته السياسية العربيةدفعت العثمانيين إلى فصله من مدرسة الأركان في أوائل العام 1910 وألحقتهبكتيبة الرماة، حيث خضع لدورة تدريبية قبل أن يتم إرساله مع فرقته إلىالمقاطعات الأوروبية من الدول العثمانية، لقمع انتفاضات الشعوب البلقانية(ألبانيا والجبل الأسود وبلغاريا وسالونيك)، ووقع اسيرا في قبضة جيشسالونيك لكنه استطاع الإفلات والعودة إلى الآستانة بعد فترة قليلة منأسره، ليعود ويشارك في معارك البلقان وأبرزها معركة (سركوبري) قبل أن يعودويستقر في الآستانة حيث عين قائدا لمنطقة الحدود في (طونجة) عندما كانالجيش العثماني يزحف على (أدرنه)، ثم جرى تعيينه مأمورا في المهماتالحربية بدمشق عام 1913 وفي مهمة منتدب لنقل الديناميت إلى الآستانة قبلأن يتم الزج به في ميدان القتال في (جناق قلعة) بعد اندلاع الحرب العالميةالأولى عام 1914.
وقد اكتسب سعيد العاص بين أعوام 1907 و1914 خبرةعسكرية ثمينة، إضافة إلى إطلاعه على أحوال سورية والأناضول وبلدانالبلقان، يضاف إلى ذلك المعارف السياسية التي اكتسبها من خلال انتسابه إلى(حزب العهد)، وهو تنظيم سري عربي تم تأسيسه في تشرين الأول/أكتوبر عام1913 على يد المقدم (عزيز المصري)، واقتصرت العضوية فيه على الضباط العربالعاملين في الجيش العثماني، ومن الضباط العرب الذين انتسبوا لحزب العهدهذا إلى جانب عزيز المصري-مؤسس الحزب- وسعيد العاص.. رشيد بقدونس، وأحمدأبو محي الدين شعبان، وطه الهاشمي، وفوزي القاوقجي وغيرهم..
وشكت السلطات العثمانية في ميول واتجاهات سعيد العاص،وقامت باعتقاله والتحقيق معه في الديوان العرفي المخيف، وصدر الحكمبإعدامه، لكن هذا الحكم تم تبديله بالسجن لمدة سنة ونصف لأن العاص ظلصامدا طيلة فترة التحقيق، وقد أمضى مدة محكوميته في سجني حلب، وعاليه،وبعد الإفراج عنه تم نفيه إلى (جوروم) التي تعتبر باب منطقة البحر الأسودالمفتوح على منطقة الأناضول، وبقي هناك حتى خروج الجيش العثماني من سوريافي خريف عام 1918.
الجهاد ضد الفرنسيين:
عاد سعيد العاص إلى دمشق في أواخر تلك السنة ليبدأمسيرة جهاد ضد الفرنسيين الذين احتلوا سوريا، فشارك أولا في معارك (جبلصهيون)، جنبا إلى جنب مع المجاهدين عمر البيطار والشيخ عز الدين القسام–عام 1920-، ثم انتقل للقتال إلى جانب الشيخ صالح العلي في جبال العلويين،وحضر آخر المعارك التي جرت على أبواب (العمرانية).
وبعد نفاذ ذخيرة الثوار، عاد إلى مدينة –حماة-متخفيا، وبينما كان يستعد للالتحاق بالثوار في جبل الزاوية بقيادة إبراهيمهنانو، داهم المحتلون الفرنسيون بيته –بناء على وشاية رخيصة- وزجوا به فيالسجن، ومرة أخرى صمد العاص للتحقيق رافضا الكشف عن دوره في ثورتي جبلصهيون وجبال العلويين، فتم الإفراج عنه بعد شهرين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 747x528.

العاص وعدد من رفاقه خلال الثورة السورية

في عام 1921 –بعد الإفراج عنه- غادر إلى الأردنللالتحاق بالقوات التي كان ينظمها (الأمير عبد الله بن الحسين) تحت شعار(طرد الفرنسيين من سوريا وإعادة تاج الملك فيصل المخلوع).
وقد تم تعين سعيد العاص قائدا للسرية الاحتياطية، ثمأمينا للسر العام للأمن العام، وبعدها عين قائدا لمفرزة (كاف)، ووكيلالمدير التعليم العام، ثم مديرا عاما لشرطة عمان، ثم تم الزج به في صفوف(متطوعة الجيش الهاشمي) في الحجاز –عام 1923- تحت إمرة الملك علي بنالحسين) الذي عينه قائدا لـ (لواء النصر)، ثم قائدا لخط دفاع جده الشهير،فقد استطاع العاص أن يصمد تسعة أشهر مع ألف مقاتل في مواجهة أكثر منثلاثين ألف محارب سعودي، وتم ترفيعه بعدها إلى رتبة (عقيد)، وأوكلت إليهمهمة قيادة القوات الأردنية في (العقبة ومعان)، وحين تمنع تم نقله إلى(ينبع) ومنها إلى عمان.
وتزوج سعيد العاص في الأردن، ورزق بابنته الوحيدة(سعاد)، وكان من المتوقع أن يبحث عن راحته الشخصية بعد أن خاض عشراتالمعارك في بلغاريا ويوغسلافيا واليونان وألبانيا وسوريا والأردن والحجازوانهكته الجراح، خصوصا وأنه بات رب أسرة مؤلفة من زوجة وابنه، لكن سعيدالعاص سارع في تشرين الأول/أكتوبر 1925 ليلتحق بقوافل المجاهدين الذينانخرطوا في صفوف الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في ذلك العام، وسرعانما أصبح العاص أحد قادة الثورة الميدانيين، سواء في معارك جبل العرب فيمواجهة الحملة الكبيرة التي قادها (الجنرال غاملان)، أو معارك حمص وعيونالعلق والنبك وعين ترما ومعربا –التي جرج فيها- ومناطق الهرمل وعلى أبوابطرابلس- شمال لبنان-.
ويذكر بعض الدارسين ليوميات الثورة السورية الكبرى أنسعيد العاص وعز الدين الجزائري وأبي خالد نجيب.. خرجوا على رأس حملاتالثورة نحو دمشق، ودخلوا الغوطة في أواخر نيسان/أبريل 1927، وكانت تلك أخرمعارك الثورة، بدأ بعدها الانكفاء الجزئي في مواقعها الرئيسية، كما كانبين قلة من رجال الثورة على رأسهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي أجروافي منطقة الأزرق بالأردن تقييما عاما للوضع والأسباب التي أدت إلى انحسارالثورة في بعض مواقعها، وتقرر في هذه الاجتماعات تسيير حملة جديدة منالأزرق إلى دمشق مرورا بجبل العرب، لكن مثل هذه الحملة لم تتحقق لعدم توفرالامكانات.
من سورية إلى فلسطين:
أقام سعيد العاص في الأردن مسكونا بها جس تجديدالثورة في سورية على الرغم من حياة البؤس المادي والمعنوي، والوضع(الأمني) المفروض عليه، وزاد بؤس القائد العاص وفاة زوجته مخلفة ابنتهالوحيدة (سعاد)، وقدر العاص أن الحل هو في الهجرة إلى بلدان الاغتراب لجمعما يمكن جمعه من تبرعات وإعانات المغتربين السوريين لاستئناف الثورة -وهذهالأفكار دونها في رسائله إلى بعض إخوانه من المجاهدين ومنهم نزيه مؤيدالعظم-.
ولأن العاص لم يعتد حياة الدعة فقد قام بزيارة مدنوبعض قرى فلسطين مرارا، واجتمع مع الشيخ عزالدين القسام الذي كان يعدلاطلاق الثورة من حيفا؛ ولدي العديد من الشهادات عن زيارات العاص لفلسطين،لكنني سأكتفي بروايتين:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العاص ونزيه مؤيد العظم

الأولى ذكرها محمد سعيد الزعيم، وهو من ثوار حماة..
يقول محمد سعيد الزعيم: "كنت في حيفا عام 1931، وهممتللقاء سعيد العاص الضابط العربي الفيصلي والثائر السوري الثوري الذي اقضمضاجع الفرنسيين في (أكروم) و(الضنية) ومشارف طرابلس.. وكنت لا أعرفه إلامن صوره في الصحف، وكان يبادلني الكتابة من عمان لحلب بتوقيع (أبو سعاد).
وجاء إلي ليلا، وسلمنا وتبادلنا القبلات، وإذ بي أرىسعيد العاص ونحن في كانون الأول/ديسمبر دون معطف، وقميصه ممزق في العنق..وراح معي إلى الفندق الذي حللت فيه يستعيد ذكرياته عن الشهباء (حلب)ومغانيها وأيامها وأمجادها، فحدثته عن نهضتها الصناعية التقليدية، وأن بهاصناعة نسيج حرير طبيعي ممتازة، وقصدي أن أهدي إليه قميصا دون أن تتأثرمعنوياته، وأريته القميص من شغل (محفل) جديدا يلمع، وسألته إن كان يقبلهذكرى لحلب التي أحبها وقضى فيها أياما من عهد الشباب، ولأنها موطن الزعيمهنانو قائد المجاهدين الأبرار... فأجاب بكل انشراح: ويستر صدري أيضاّ..فجعلت القميص قميصين".
الرواية الثانية أنقلها من مذكرات المجاهد والشاعرالكبير برهان الدين العبوشي الذي توفي منسيا في بغداد في عشرية التسعينياتالماضية.
كتب العبوشي في مذكراته (من السفح إلى الوادي.. ألبيصوت أجدادي): "على إثرالانكفاء الجزئي للثورة السورية ضد الفرنسيين، التجأكثير من المجاهدين السوريين إلى وطنهم الثاني (فلسطين)، أذكر منهم (نبيهالعظمة) الذي سجن معنا في معتقل (صرفند) و(شكري القوتلي) الذي نصبه شعبةفيما بعد رئيسا للجمهورية، و(سعيد العاص) القائد العربي المغوار الذي جاهدفي جبال الخليل.. واذكر أنني صادفته يوما في باب الخليل في القدس وهو فيثوب يرثى له، فحزنت جدا، ثم طلب أن أساعده بقرش ونصف قرش ليشتري (سكاير)،فصعقت وتمنيت أن يكون لدي مال الدنيا لأقيل به حاجة هذا المجاهد الكريم،وطفرت من عيني دمعة إذ أدركت أن نتيجة المؤمنين المجاهدين في بلاد العربالذل والفاقة وتكفف الناس.. على أن هذا البطل استشهد بعد ذلك في معركةجبال الخليل قرب (الخضر)، فختم حياته بخاتمة طالما تمنيتها، ورثيته منالمعتقل سنة 1936 بقصيدة خاطبت فيها ابنته (سعاد) اليتيمة مطلعها:
أمك الشعب والشباب أخوك يا ابنه العاص والبلاد ذووك
وقد نشرتها الصحف ويجدها القارئ في ديواني (جبلالنار)، كما تذكرت نكبته ونكبة أمثاله من المؤمنين الصابرين، أضفتها إلىمصيبة إخواني لاجئي عرب فلسطين وما يلاقونه من حرمان، وما يسمعونه من سبابمن الشعوبيين ومن لف لفهم، أجل، تهون علي المصيبة إذا اعتبرت بمصير (سعيدالعاص) وإخوانه الأبرار".
سعيد العاص في جبال الخليل:
دخل سعيد العاص إلى فلسطين عدة مرات وتنقل في ربوعها،آخرها عندما ترأس وفد الأردن الذي لبى نداء زعماء فلسطين في 26 كانونالثاني/يناير 1936 لحضور اجتماع تضامني في نابلس لدعم إضراب دمشق الستينيضد الانتداب الفرنسي، وقد تمخض هذا الاجتماع عن إرسال برقيات تضامنية معكفاح الشعب السوري، وأرسلت برقيات إلى عصبة الأمم والمندوب السامي الفرنسيفي بيروت، والقيام بحملة تبرعات لصالح المتضررين من إضراب دمشق. كما تمإعلان الإضراب العام في فلسطين دعما لمطالب السوريين.
وفي شباط/فبراير 1936 انطلقت شرارة الثورة في فلسطين.وفي حزيران/يونيو من نفس العام ابتدأ الثوار العرب من سوريا والأردنولبنان والعراق بعبور نهر الأردن والدخول إلى فلسطين، ومن بينهم الشيخمحمد الأشمر الذي نشط في المثلث وخاصة في طولكرم ورشيد طليع وأحمد مريودوفؤاد سليم والقائد المجاهد سعيد العاص، الذي دخل على رأس (قوات الجهادالمقدس) التي أعلن عن تشكليها مع انطلاقة الثورة، وعين العاص قائدا لها،كما أصبح القائد المجاهد عبد القادر الحسيني نائبا له، وخاضت هذه القواتالعديد من المعارك في المنطقة الوسطى من فلسطين من أبرزها معركة كبيرة فيأيلول/سبتمبر بالقرب من مدينة صفد ضد قوات الاحتلال البريطاني يزيد عددهاعن ألف وخمسمائة مقاتل، وكانت النتيجة مقتل أكثر من أربعين جنديابريطانيا، وغنم المجاهدون كمية كبيرة من سلاح العدو وعتاده، واستشهد ثلاثةمن المجاهدين العرب.
سعيد العاص شهيدا:
ثم كانت المعركة الأخيرة التي بذل فيها سعيد العاصحياته ,وكانت معركة غير متكافئة، حيث قامت قوة من الجند البريطاني فيالخامس من تشرين الأول/أكتوبر 1936 تقدر بحوالي ثلاثة آلاف جندي، بتطويقمنطقة واسعة من الجبال والأراضي الواقعة بين القدس والخليل، تبتدئ حدودهامن خطوط السكة الحديدية وتنتهي إلى سلسلة من الجبال الداخلية.
وكانت المنطقة المحاصرة تضم 120 ثائرا على رأسهم سعيدالعاص ونائبه عبد القادر الحسيني، وبعد عملية استكشاف من الطائرات، تقدمتقوة من الجنود يقدر عددها بـ300 جندي نحو بعض استحكامات الثوار في أعاليالجبال، ونقلوا تمركزهم من الطريق العمومية إلى الجبال بحيث صاروا علىمقربة من مكان الثوار.واتخذ القائد العاص قرارا بالمواجهة كما فعل رفيقهفي الجهاد عز الدين القسام الذي سبقه إلى الشهادة قبل ما يقرب من عام,ووزع رجاله على أماكن مختلفة لمواجهة الحركة التطويقية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سعيد العاص

وفي يوم السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1936 اتخذقرارا بانسحاب غالبية الرجال على أن يقوم بتغطية انسحابهم، ولم يبق معهإلا 10-15 من رجاله الأشداء الذي أبوا مفارقته، وظلوا ساهرين خشية منمفاجأة العدو، ثم برز الجند ونشبت المعركة وجها لوجه واحتدمت، وكان سعيدالعاص واقفا يطلق الرصاص ويوجه المجموعة عندما أصيب بثلاث رصاصات أنحاءمختلفة من جسمه، ولكنه ظل واقفا رابط الجأش مستمرا في توجيه رجاله إلى أنأصابته رصاصة رابعة في رأسه، فسقط شهيد الدفاع عن فلسطين، كما أصيب مساعدهالقائد عبد القادر كاظم الحسيني بطعنة حربة في أسفل ظهره. وسارع الثوارإلى نقل وإخفاء جثمان قائدهم، ليوارى الثرى في قرية( الخضر) في احتفالجماهيري حاشد على النحو الذي أسلفنا.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مدفن الشهيد سعيد العاص

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مدفن الشهيد سعيد العاص



وأورد راديو لندن نبأ مصرع سعيد العاص في نشراته الإخبارية، وأطلق عليه لقب العدو رقم(2)–لأن فوزي القاوقجي كان يحتل الرقم واحد-.
وبعد ثلاثة أيام من استشهاد القائد سعيد العاص، نشرتاللجنة العربية العليا –في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر- بيانات موقعة منملوك العرب في ذلك الحين، وفيها (دعوة عرب فلسطين إلى أن يكفوا عن إضرابهمواضطرابهم)، ووعد منهم بمساعدة القضية الفلسطينية وأمل بإنصاف بريطانيا..
وبقي اسم سعيد العاص في ذاكرة وقلوب الفلسطينيين والسوريين والعرب كما في قلوبهم أيضا.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مدفن الشهيد سعيد العاص

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مدفن الشهيد سعيد العاص

ومن المؤسف أن القائد الشهيد لم يدون ذكرياته عنالثورة الفلسطينية عام 1936 وحواراته مع قادتها الميدانيين وعلى رأسهمالشيخ الشهيد عز الدين القسام ؛وترك فقط (صفحة من الأيام الحمراء) صفحةالأعمال الحربية بعد حركة التطويق في الثورة السورية -ووقعها هكذا:قائدالمنطقة الشمالية بالثورة السورية الزعيم العسكري محمد سعيد العاص..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر)   الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر) Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 5:49

الاستاذ احمد الهاشمي

الله يبارك فيك وسدد خطاك

تحياتي وتقديري

ورحم الله السيد الجليل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشهيد سعيد العاص(معركة حوسان_الخضر)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام العامة :: واحة الشخصيات الدينية والتاريخية والأدبية والسياسية-
انتقل الى: