قصيدة لن تموتوا مرتين..فاروق جويده

لن تموتوا مرتين

(فاروق جويده)

لا تحزنوا
إن جئتكم يوما بوجه مستعار
أخفي به أطلال عمر
شوهته يد الدمار
لا تغضبوا مني
إذا أخفيت إخفاقي ويأسي
كي أبشركم..بصيحات النهار
إني أراه هناك طوفانا
يعربد في جوانحنا
ويعصف في دمانا
لن يطول الإنتظار
قد لا يطول العمر بي
حتب أراه جزيرة خضراء تعلو
فوق أمواج البحار
قد لايطول العمر بي
حتي أراه كبسمة بيضاء
في عين الصغار
لكنني سأكون أغنية
نطير علي قباب القدس
تزهو بالأمل
سأكون نارا
تحرق الكهان
والزمن المعوق والدجل
القدس سوف تحاصر الموتي
ستهدم كل جدران المقابر
ستطوف فوق شواهد الأحياء
تصرخ في بيوت السوء
سوف تصيح من فوق المنابر
يتدفق الصوت العتيق
فيغرق الجثث القديمة
ثم يبعثها
وتنبت من بقاياها الحناجر
يانوح لا تعبأ بمن خانوا
فلن ينجو من الطوفان غادر
القدس تحتضن الرجال الراحلين بحلمهم
والجرح في الأفق أحزانا تكابر
القدس تصرخ في مآذننا
حرام أن يضيع الحق
يازمن الصغائر
القدس سوف تعود كالبركان
تكتسح الزمان الراكد الموبوء
تشرق في دجي الليل البصائر
ستداعب الأطفال بالحلوي
وبالقصص القديمة والحكايا
سوف تحمل في يد زيتونة خضراء
تحمل في اليد الأخري خناجر
ستعلم الأطفال نطق الحرف
قتل الظلم ..وأد الخوف
كيف يكون صوت الحق
نورا في الضمائر
وسيسقط الكهان كالحشرات
في صمت المقابر
وسيزحف الموتي جموعا بالبشائر
والقدس تصرخ خلفهم
وتصيح فيهم
لن تموتوا
لن تموتوا مرتين