واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمرهلال
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 16
نقاط : 38
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 29/11/2010
العمر : 31

القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود Empty
مُساهمةموضوع: القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود   القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود Icon_minitimeالسبت 4 ديسمبر 2010 - 15:39

بقلم: د. محيي حامد -عضو مكتب الارشاد لجماعة الاخوان المسلمين-

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قد يتبادر إلى بعض الأذهان والعقول أن الهجرة النبوية حدث تاريخي، مرت به الأمة الإسلامية في إحدى مراحل تاريخها؛ دون الوقوف على المفاهيم والمعاني الأساسية الواجب معايشتها في الواقع الحالي، ولذا فربما تُروى الأحداث دون اعتبار، وربما تُحكى المواقف دون اتعاظ، وربما تتدارس العبر والعظات دون تطبيقات، ومن هنا وجب النظر في واقع الأمة الإسلامية، وما آلت إليه من ضعف، والأسباب التي أدَّت إلى ذلك، والعمل على استخلاص أُطر العلاج المناسبة من خلال دراسة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.



ونحن نستقبل عامًا هجريًّا جديدًا تطالعنا الآمال في نهوض الأمة الإسلامية من كبوتها وعثراتها، لتقوى على التصدي للتحديات والأزمات التي تواجهها، وما أكثرها في عالم اليوم المليء بالصراعات.



ولقد ضرب صحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه أروع المُثل في صنع تاريخ الأمة وكيانها ومكانتها؛ من خلال عطائهم بلا حدود وشجاعتهم وصمودهم بعزيمة لا تلين ولا تعرف اليأس. فواجهوا بكل ثبات وقوة كل التحديات وانتصروا عليها.. وحققوا بطولات رائعة سجلها لهم التاريخ بأحرف من نور.. فهل تستفيد الأمة الإسلامية من بطولات هؤلاء الرجال، ومن دروس هؤلاء العظماء!!.



وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: هل الهجرة باقية ومستمرة؟ وما صورها الآن؟ إن الهجرة الآن ليست مجرد نقله من مكان إلى مكان.. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية".. والهجرة المطلوبة الآن.. هي نقلة بالنفس الإنسانية من طبيعة النفس الأمَّارة بالسوء إلى مرتبة النفس اللوَّامة التي تفتش في مسيرة حياتها؛ لتتجنب عوامل الضعف وأسباب الانحراف حتى ترقى إلى مرتبة النفس المطمئنة التي تنادي من قِبل الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)﴾ (الفجر).



إن الهجرة إلى الله تعالى تكون بالقلوب قبل أن تكون بالأجساد، إنها الهجرة إلى القيم والمبادئ والأخلاق التي شرعها الله عزَّ وجلَّ لعباده، كما جاء بتعاليم الدين الإسلامي خاتم الرسالات؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)﴾ (الشورى)..."، وترجمة عملية لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، إنها الهجرة إلى المدينة والأخلاق الفاضلة التي يتمناها كل إنسان محب لدينه ووطنه وأمته الإسلامية.



إن الهجرة على المستوى الاجتماعي اليوم تعني النقلة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى آفاق المنهج الإلهي الذي أنزله الله عزَّ وجلَّ؛ ليقوم الناس بالقسط، وكلا النوعين النقلة النفسية والنقلة الاجتماعية هي التطبيق العملي لقول الله تبارك وتعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)﴾ (الذاريات).



إن الفرار إلى الله عزَّ وجلَّ يكون بنصرة دينه، والالتزام بمنهجه، والدفاع عن الحق، وصون المقدسات، وحماية كرامة الإنسان.. ومن هنا كان الجهاد فريضةً إسلاميةً ماضيةً إلى يوم القيامة؛ لردع المعتدين ورد الظالمين، وتحطيم هيمنة الاستكبار الشيطاني على البشر.. وأن هذه هي رسالتنا في عالم اليوم ونحن نستشرف العام الهجري الجديد.



إن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه من مكة إلى المدينة تذكرنا بأن تحقيق النصر لا بد فيه من الأخذ بالأسباب التي وضعها الله في أيدي البشر، ومحال أن يهب الله نصرًا لخامل أو كسول أو جبان، لم ينفض غبار الذل والهوان والضعف عن نفسه، ولم يخط خطوةً واحدةً نحو كسب المعالي والذود عن العزة والكرامة بإعداد القوة للأعداء، والتدريب الجيد ماديًّا ومعنويًّا وهو المُشار إليه من قوله تعالى:



وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ(60)(لأنفال).



ثم يأتي بعد ذلك نصر الله مكافأة لمستحقي النصر وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم: من الآية47) ينصر الله المؤمنين الذين أخذوا بالأسباب على النحو الذي تقدم، وإن اجتمعت عليهم الدنيا بأقطارها ومهما قل المؤمنون ومهما كثر خصومهم فالله وحده هو الغالب على أمره: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(160)(آل عمران)، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7))(محمد).



في الهجرة ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أروع الأمثال؛ في الأخذ بالأسباب والتضحية بكل غالٍ ونفيس، فمكنهم الله في الأرض، ورد عنهم كيد أعدائهم، فأقاموا دولةً شامخةً في الأرض أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. والأمة في هذا العصر لن تفك أسرها من أيدي أعدائها إلا بالسير على الدروب التي ساروا فيها، بأن توحِّد صفها وتجمع أمرها على قلب رجل واحد، وتمحو عوامل التفرق التي فرقتها وشتتتها وهوَّنتها على أعدائها.



إن الهجرة انطلاق لبناء أمة، وتكوين مجتمع، وتشكيل حضارة، وصياغة قيم، وإعداد أجيال، وإنارة طريق، وتخطيط لمستقبل، وإنجاز لإيجاد مباديء ومثل.. كل هذا وذاك يجعلنا في مقدمة الصف مواجهين تحديات كثيرة متعددة ومتنوعة؛ لأن الهجرة حركة ونهوض ويقظة وصحوة، ولأن الهجرة لم تأت خبطًا عشوائيًّا ولم تكن مجرد مصادفة.. بل من أول يوم من أيام الوحي كان للهجرة وجود كبير وأثر عظيم، إن ذلك الأثر صنع للأمة تاريخها وكيانها ومكانها ومكانتها من خلال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين شرف بهم الزمن.. قوةً وسخاءً كرمًا وبذلاً وعطاءً..



إن الهجرة علمتنا كيف نواجه التحديات بثبات ونحن كالجبال الشمّ العالية والرواسي الشامخات.. والهجرة دواء قوي يعالج أدواء المجتمع؛ من فرقة وتمزق وضعف وفقر ومرض وجهل وأمية ثقافية تستشري في المجتمع.. وهي أيضًا باب فسيح ونافذة مستنيرة من أجل أن تكون لنا ثقافة واعية ووعي ثقافي.



إنه مما لا شك فيه أن الهجرة واجهت تحديات حولت العالم، من جمود إلى حركة، ومن فوضى إلى نظام، ومن مهانة حيوانية إلى كرامة إنسانية.. ولكي تتحقق هذه الأمنية الغالية فعلى القلوب الصادقة واجبات أساسية؛ منها:



- الفرار واللجوء لله عز وجل؛ مصداقًا لقوله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ...) (الذاريات: من الآية 50) فهو الملاذ الآمن لكل القلوب المخلصة.



- مجاهدة النفس على مكارم الأخلاق والسمو الروحي (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج: 78).



- الإتقان والإحسان في كل عمل لإحداث نهضة الأوطان والأمة الإسلامية (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69).



- تلبية نداء العمل للإسلام والجهاد في سبيل الله لنهضة الأمة بكل الصور والوسائل المكافئة للمشروع الصهيوني الغربي الأمريكي (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة: 41).



- الصبر والثبات على الحق أمام هذه التحديات والمعوِّقات التي تواجه الحركة الإسلامية، وفي القلب منها الإخوان المسلمون.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران: 200).



وبعد..

إن الطريق لتحقيق الهجرة إلى الله تحتاج إلى قلوب صادقة وعزائم وهمم عالية وعطاء بلا حدود.. نسأل الله تعالى أن نكون منهم.. اللهم آمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود Empty
مُساهمةموضوع: رد: القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود   القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود Icon_minitimeالأحد 5 ديسمبر 2010 - 0:48

جزاك الله خيرا

اخي الحبيب عمرهلال

جعل الله جهودك بميزان حسناتك

واثابك الخير كله

ولك تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القلوب المهاجرة.. عطاء بلا حدود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: القسم الاسلامي :: الواحة الإسلامية-
انتقل الى: