25 فبراير. ليتني اكون في بغداد
أنا سعيدة برغم البعد عنك ياوطني ,,فالذين أحبهم هناك تقطع روحي للقياهم مسافات وتعبر بحارا وسهولا وتحلق أعلى الجبال الرواس علها تصل حيث بغداد ونصب التحرير ,,وحيث الذين يريدون التعبير عن ارادة شعب ينتظر التغيير والإصلاح وبناء وطني حقيقي .
التظاهر حق مكفول للجميع تقره الدساتير وتعترف به وتنهض به الامم لتصنع غدا واعدا واملا متجددا لايبلى ولايهرم مهما تطاول الزمان.والذين يتظاهرون لا من بطر ولامن رغبة في الإنتقام والثأر والإضرار بالمال العام وممتلكات الشعب ,بل لتأكيد الحق والحصول على حقوق تأجل تحصيلها لسنوات بسبب الفساد وترهل الدولة ومؤسساتها التي لم تستطع الإرتقاء الى طموحات الشعب وحاجاته الملحة في مجال الخدمات العامة التي هي أساس كل مطالبة وإحتجاج.
أنا أفكر كثيرا بالناس الذين يبدأون حراكا وطنيا حقيقيا من أجل التغيير واخشى عليهم الاذى رغم ايماني ان لاشئ منه سيتحقق مالم يكن فيه من المصاعب مايدفع البعض الى الاستسلام والتراجع والبعض الى المواصلة وتحدي الظروف القاهرة والعوائق التي تقف في وجه التغيير ومكافحة الخطيئة التي تعصف بحياة ومستقبل الناس.
السنوات الماضية في بلدي مثلت تجربة قاسية كان من نتائجها ان عاش الناس في إحباط شديد دفعوا ثمنه غاليا حين إرتد شعور الامل مكبوتا الى دواخلهم وعطل لديهم قدرة التواصل مع حياة ارتهنت في كثير من وقائعها بمنتفعين لايقدرون حاجات الناس وآلامهم ومعاناتهم التي ترتب عليها الكثير من الياس والالم والخوف من الغد المجهول.
ياوطني اخشى عليك من سلوك لايتحسب العواقب ويجرك الى دائرة المتاعب مجددا فالذين هم ابناؤك من سياسيين متصارعين متشابكين بالافكار والأراء المتضادة يمنعون عن انفسهم التاني في المسير جهة المطامح والمطامع الخاصة والآنية الضيقة التي لاتلبي روح الحياة الحرة بل تركز على النوايا الفاسدة والرغبات الدنيئة في مال او سلطة او طمع بمرتبة وظيفية لاتلبث ان تزول وتزول مكاسبها ولايتبق منها سوى عارها يتناقله الناس ويسخرون منه.
السلام عليك ياوطني الحبيب وعلى دفئك المغيب عني من شهور وعلى ناسك الطيبين الطامحين بغد جميل..سلام عليك لاينقطع مهما تطاول بيننا البعاد.