تحية طيبة وأمنيات بالتوفيق
-أغلى صوت
محمودأسد
الناسُ في هرج و مرج. دخلتْ إلى البيوت حركة صاخبة..و إلى كلِّ مكان.. استوطنت كلَّ ساحةٍ. الشباب والفتيات والكبار. لمن ستعطي صوتك؟ أمرٌ يحدث و يغطِّي على كلِّ الأحداث. أستطيع القول: إنَّهُ جرف الناسَ للحديث والتعليق. المذيعون و المذيعات يلهثون وراء المواطنين لمعرفة آرائهم. هذه المرة لصوتهم قيمة ودور.. هذه المرة يرسِّخ الفنُّ مفهوم الديمقراطية بالصوتِ لا السوط.
لمن تعطي صوتك؟ أتعطيه لديانا أم لرويدا؟
تبرز الأسنان..تتطاول الأعناق..و تعلو الأصوات. الهاتف النقال خيرُ قادم و ملبٍّ لا يكفُّ عن الرنين. الأصوات تتسابق عبر الموجات الصوتية و عندما داهموه و هو جالِسٌ على جانب من سورٍ حجري، يقلِّب صحيفة إعلانية بحثاً عن عملٍ له. و كان مستغرقاً في إحصاء عددِ الباحثين عن وظائف لهم.. صفعه صوتُ مذيعةٍ رقيقٌ:
لِمَنْ تعطي صوتك يا أخ. لديانا أم لرويدا؟ فتَّشَ جيوبه، التفتَ حوله..قال لها: صوتي نسيته من قرنٍ و عندما يأتي أعطيه لزوجتي التي بحَّ صوتُها و هي تقولُ: مللتُكَ ملَلْتُ جلوسَك في البيت دون عمل..
ثم أردف: سأعطيه لمن أشاء شريطة أن يعادَ للآخرين..
ـ ـ ـ