تمرد,,,أحمد الهاشمي

تمرد الفجر

على غيوم الدهر

ليعانق الخيط الأبيض

ويمزق تشابك النجوم

كفرخٍ يكسر جدار بيضة

طمعاً برؤية خيوط الشمس الذهبية

يحلم بالحياة

فوجد العتمة بالخارج أكثر

تملق للعين

علَّ الرؤية تنجلي

فكان ينتقل دوما من ظلام إلى ظلام

فزهرُ عمرهِ مازال بطور التكوين

وعينيه تكتحل بحلم لم يكتمل

لن يكتمل حلم عصفوري!

فالغربان تفترس فراخ حلمه

ويغتصب البوم إشراقة فجره

وزهرهِ تعفنت جذوره بالطين

حيث كان يُغدق عليه من قراب الماء

وتلك الياسمينة بنافذته

تتمايل بعجب وغنج

كلما عانقها نسيم الربيع

غريبة تلك الياسمينة

بيضاء بكل الفصول

غصنها يانع متمرد

مُذ شب عن الطوق

وعانق السحاب

تميل مع ظل عصفوري كلما مال

وتداعب رقائق جسده كلما طرق الباب

وبين الفينة والفينة يشم أريجها

فيشتعل نبضه وصياحه

ويلهب حريق الوجد روحه

فيذكر الفجر

وصياح الديكة

ويعود يتمدد على حافة الأريكة

تلك التي بركن الماضي الموجع

يا الله كم أنا جاحد

وكم أنت رحيم

وكم هي رقيقة ياسمينتي

كُنت أهمس لها ذات مرة

كان البدر مكتملا ليلتها

قلت لها أشعر أني أفر نحو المجهول

أهرب من عمري

أشتهي الأكفان التي

أحتفظ بها بخزانتي

والحنوط والعطر

منذ عهد الفراعين

فنظرت لوجهي حينها في خجل ورهبة

قالت

وجهكَ يوحي بالخيبة

رغم نضارته

تعتليه تجاعيد الحلم المتكئ

والغفوة الحزينة

كيف تشتهي الموت؟

قم وعانق الحياة

إستمر في السير نحو الغد

الشروق قادم لا محالة

أشعر بخطاه على أعتابي

هناك عند المدخل الشرقي

على حافة حدائق بابل

حيث أقواس النصر

ودفوف تقرع

وسيوف مرصعة بالألماس

أحلم بالولوج بحصنكِ

ولوج الفاتحين

أحلم بنواقيس الفرح

التي غابت عن مشهدي

آلاف السنين

أحلم بالذوب بجدار روحك

والموت على حصون قلبكِ

أحلم بتحرير فضائك

من الغزاة

من الشياطين

من خبث رسائل المرجفين

ونافخي ابواق النفاق

سأحرركِ من الطغاة

والماجنين الطامعين

وآخذك لفضاء حضني

على صهوة فرسي الجامح

وأستقر بكِ على سرير الهناء

وأرائك المنال

أوشحك بوشاح السندس

ونستقر بجنات النعيم

ذاك حلمي الأبدي القديم

حلمي الأوحد

أحمد الهاشمي