هيت... حاضنة التاريخ وعروس الفرات الابدية، هذه المدينة القديمة حد جذور الزمن الاول، وانت تسير بها تكاد تشم عبق التاريخ وتلامس اوجه الراحلين التي ما زالت تحوم فوق سماء المدينة... اول ما يلفت الانتباه في مدينة هيت هو قلعتها الخالدة تلك القلعة التي وصلت اراء الناس فيها الى تخوم الاسطورة ، فمن قائل ان هذه القلعة كانت قد بنيت منذ قديم الزمان على تلة مرتفعة في آلية من اهل المدينة لحماية انفسهم، ومن قائل ان سبب ارتفاع القلعة هو ان الناس وعلى مر العصور كانوا اذا آ ل بيت احدهم الى السقوط نقضوه واقاموا على أنقاضه بيتا جديدا وهذا الراي يبدو قريبا من روح اهل المدينة من المهتمين بالتاريخ لها يقول الحاج نجاح ساسون- ينحدر من عائلة معروفة في هيت - اصدر كتابا عن تاريخ هيت - ان الرأي القائل بتراكم البيوت بعضها فوق بعض له ما يؤيده من وجود سراديب في داخل القلعة تفضي بك الى اسفلها ، وتتكون القلعة من بيوت تتراوح مساحاتها ما بين 20 الى 80 مترا وتتميز ازقتها بالضيق اذ يبلغ عرض الزقاق من 1،5 الى 2 متر ومع الضيق الواضح في البيوت والازقة الا ان الطرز المعمارية في هذه القلعة ما زالت واضحة لتؤكد تعاقب اجيال كثيرة عليها. هل يعكس هذا التقارب بين الازقة وبين البيوت تلك الروح الحميمية التي كانت تسود الناس انذاك والتي ماتزال اثارها بادية الى اليوم ؟ ام يعكس هذا التقارب خوف الناس المستمر من الغزوات والحروب والغارات ؟ وعلى كل حال فيبدو ان حب الناس لمدينتهم له ما يبرره. ويتفق الجميع على ان مدينة هيت القديمة تتكون من الولاية وهذا الاسم الثاني للقلعة حيث تنتصب فوقها منارة عالية تعرف باسم منارة الفاروق ويعتقد الناس انها موجودة هنا منذ زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اما الجزء الثاني الذي تتكون منه المدينة فهو (القلقة) سبب تسميتها بهذا الاسم الاجوبة كثيرة متعددة تعدد المعاني التي يثيرها عمل فني خالد فمن قائل ان سبب التسمية يعود الى ان غالبية ارضها تتكون من الحجر الصغير (القلق) ومن هنا جاءت التسمية ، وهناك اخرون يرون ان سبب التسمية راجع الى افتقار القلقة لسور يحميها من غارات الاعداء المحتملة لذلك يظل الناس في قلق وخوف ، وهناك من ارجع السبب الى حركة اهل المدينة المستمرة من والى القلعة كلما احسوا بالخطر قريبا منهم.
مجتمع مدني
لعل ما يميز مجتمع مدينة هيت عن غيره من تجمعات العشائر هو كونه مجتمعا مدنيا فالنظام الاجتماعي قائم على البيوتات وليس على العشائر ، والتعليم كان قد وجد سبيله الى هذه البلدة منذ بدايات القرن المنصرم وللناس هنا اهتمامات علمية وثقافية وهذا ما بؤكده الكم الهائل من حملة الشهادات العلمية الى جانب وجود متحف يؤرخ لحياة مدينة هيت الثقافية والاجتماعية جمعه الحاج حمدي عفتان شندي
عيون .... وعيون
تشتهر مدينة هيت بكثرة العيون المعدنية سواء الكبريتية منها ام القيرية ففي هذه المدينة عين كبريتية تدعى ( عين الجربة) يستخدمها اهل المدينة لمعالجة الامراض الجلدية ، وهناك عين القير التي تدعى (عين السيالي) وهي اكبر عين للقير في المدينة