واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 رواية باب العامود لنردين أبو نبعة في صالون نون الأدبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

رواية باب العامود لنردين أبو نبعة في صالون نون الأدبي Empty
مُساهمةموضوع: رواية باب العامود لنردين أبو نبعة في صالون نون الأدبي   رواية باب العامود لنردين أبو نبعة في صالون نون الأدبي Icon_minitimeالأربعاء 7 مارس 2018 - 9:56

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية باب العامود في صالون نون الأدبي

عند الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق السادس من مارس كانت جلسة صالون نون الأدبي
افتتحت الأستاذة فتحية اللقاء مرحبة بالحضور فقالت: حضورنا الأكارم رواد صالون نون الأدبي، الأخوة في دار الشاطئ للدراسات والتوثيق، أهلا ومرحبا بكم
أهلا بكم ونحن نجتمع على وطن، وللوطن والإنسان، وطن نسعى لتحريره، وأسرى نحيا معاناتهم وننتظر لهم الحرية

الحضور الكريم ... إننا في صالون نون الأدبي ومن منطلق التشبيك والشراكة مع المؤسسات الثقافية نعقد لقاءنا اليوم بالتعاون مع دار الشاطئ للدراسات والتوثيق، لنعرض لكم رواية تلامس شغاف قلوبنا منذ عتبتها الأولى (باب العامود) لما لهذا المكان من مكانة في نفوسنا جميعا
إنها رواية تحمل اسم باب العامود للكاتبة الإعلامية والأديبة الفلسطينية نردين عباس أبو نبعة
المولودة في 30/6/1971 في عمّان، والحاصلة على شهادة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الأردنية سنة 1992.
متخصصة في أدب وثقافة وتعديل سلوك ومشاعر الأطفال العرب، تعمل معدة ومقدمة برامج في إذاعة "حياة اف ام" من خلال برنامج "حكي بنات" وهو برنامج يعنى بشؤون المراهقين في عمر 15-21 سنة؛ تهتم بقضايا تختص بشؤون الطفل وتربيته
نالت جائزة تقديرية في مسابقة العودة التي نظمتها مؤسسة "بديل" برام الله سنة 2011م عن قصتها "سر الدراجة".
وهي عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية/ مكتب الأردن.

أما بعد،،،
عندما تشرق شمس هذه الرواية في ذات الوقت الذي يعلن به المعتوه ترامب عن سحب بساط القدس من تحت أقدامنا، فهي ترتفع شأنا وتزيد تألقا، وتساهم في نشر الوعي الوطني لهذه القضية

جاءت هذه الرواية بطريقة أدب الرسائل، رسائل بين زوجة مقاوم وزوجها الأسير في سجون الاحتلال. رواية تجمع بين الوصف للمكان والحال، فمن خلالها نتعرف على معالم القدس فتشعر كما لو أنك زرتها فاجتزت أسوارها، وسرت في شوارعها وأزقتها، إنها تصف أبوابها وحاراتها القديمة
ودرجاتها الضيق منها والواسع، تصف كل مكان مرت فيه بهية وماهر وهم "يتمشون" في القدس القديمة، يشترون الكعك والكنافة
وتأتي على مشاهد الاقتحامات والتهجير لسكان المدينة القديمة، فتطلع المتلقي على حال أهلها المرابطين، طريقة عيشهم، وبطولاتهم في الصمود في وجه قهر العدوان.
كما نعيش خلال هذه الرواية المشاعر والأحاسيس والآهات والآلام التي يعانيها الأسير وعائلته
ففيها وصف لمشاعر الأسير المقاوم، ومشاعر زوجة، والتي يفوح عبقها عبر رسائلهما المتبادلة من خلف قضبان السجن لخارجه وبالعكس
أيضا من خلال قضية تهريب النطف من السجون الإسرائيلية، تعلن أن الأسر لا يعني نهاية الحكاية

إنه الأسير ماهر، المحكوم مؤبدين وأربعة ملايين شيكل "
من خلال الأسماء تمنحنا الكاتبة دلالات إضافية؛ فهو الماهر بعطائه، ماهر بنضاله، ماهر بصموده، وكذلك الزوجة بهية، بهية الطلعة، بهية العطاء، بهية الصبر والتحمل
لم تكن رسائلهما تقتصر على التعبير عن الحب والشوق فقط، بل كانت تحكي في طياتها عن القدس والأقصى وقصص الشهداء والأسرى

كما تستحضر الكاتبة في روايتها أزمانا ماضيا وشخصيات عظيمة، حيث تسمع صوت الفاروق عمر مكبرا، وتستشعر كما لو أنك تصلي مع الأنبياء خلف رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ستنعش رئتيك وذاكرتك بمن سبقوا من الأمويين والعباسيين والمماليك والعثمانيين ..
وتشم رائحة كعك القدس، فتستطيب طعمه من خلال الوصف
أيضا هي تستفز أعماقنا فنستحضر ذكرى الشهيدة هديل الهشلمون، لتعلن لنا أنها عائلة مناضلة
فتصف وبكل دقة الأحداث فيما قبل وأثناء وبعد عملية الأسير البطل المحرر ماهر الهشلمون عند مفترق عتصيون جنوب بيت لحم والتي تسببت في مقتل وإصابة عدد من المستوطنين، وقدرت له الحياة فلم يستشهد

هذه الرواية جمعت بين حب المكان وحب الإنسان، وكما بُدئت بعرس جمع شمل المحبوبين العاشقين، تنتهي بعرس معبق بحبا آخر يتفوق على كل حب هو حب الوطن

ولما كان للنضال أشكال وسبل مختلفة؛ فمن مقاومة بالسلاح، ومقاومة بالصبر الذي تلهب سياطه نفس المحتل المنتظر للتشفي وهو يرى الألم والانكسار باد على أسرانا، إلى المقاومة الناعمة التي يمكن تصنيف الرواية بها فنقول: تعتبر هذه الرواية شكلًا من أشكال المقاومة، ولا ننسى أيضا سمير الجندي إذ كتب مجموعة قصصية تزيد عن خمس وعشرين قصة تحمل اسم (باب العامود) وكانت صور ملحمة للأرض والإنسان.

أخيرا أقول: إن نردين ببساطة أسلوبها أكسبت الرواية انتشارا أوسع لتكون متاحة لجميع المستويات الثقافية والفكرية
ويبقى للقدس بأعيننا بهجة ولها بقلوبنا كل المحبة، لأنها قدس الأقداس ومجمع الأنبياء وعاصمة فلسطين الأبدية بإذن الله

بعد أن أنهت الأستاذة فتحية افتتاحيتها كان الحضور على موعد للاستماع لكلمة مسجلة
من الكاتبة ألقت فيها الضوء على روايتها وتداعياتها، وبعد أن وجهت التحية لجمهور المثقفين
قالت: كتابة الرواية أمر غير مقبول عند الكثيرين، هذه الرواية هي رواية الإنسان الفلسطيني بعيدا عن القوالب النمطية، ركزت فيها على الأسير وزوجته، فهذا الأسير ليس مجرد رقم كما نصفه في الإعلام، هو إنسان تم قطفه قبل أن يستوي على سوقه
وقالت: في هذه الرواية تحضر القدس وحلب وعمان ودبي وتحضر الأسيرة
أردت أن أؤكد على الحق الديني والتاريخي رفدت بها النص الروائي بطريقة معرفية توثيقية
هذه الشرعية ارتبطت بمنهج الله، عندما حادوا عن منهج الله سلبت منهم الشرعية
هناك سؤال كثير ما أُسأله: هل أحداث الرواية جميعها حقيقية؟
أقول: إنني اتكأت على جوهر القصة لكن الحبكة واللغة والتكتيك هي صنعة الرواية وليس صنعة الحادثة
روايتي من النوع الذي يدعوك للاستماع والاطلاع دون انتظار النهاية، فنصي متشظي متكسر
الرواية عبارة عن فن ورواية في نفس الوقت
واختتمت بالقول: لا يكفي أن تمسك سوطا وتضرب عبدا أسود لتكون عنصريا


أكتفي بهذا القدر لأحيل الكلمة للدكتور رياض أبو راس يطلعنا خلالها على ما تناوله في قراءته النقدية لهذه الرواية
الدكتور رياض عبد الله أبو راس، حاصل على ليسانس آداب ــ قسم اللغة العربية عام 1980م من (جامعة الزقازيق) - وماجستير في اللغة العربية موضوع الرسالة: أسامة بن منقذ شاعرً ــ دراسة نقدية" من جامعة أم درمان الإسلامية بالعام 1995م - دكتوراة الفلسفة في اللغة العربية – أدب ونقد موضوع الرسالة : الاتجاه الإسلامي في شعر الحروب الصليبية" العصر العباسي الثاني " في العام 1999م

عمل محاضرا في عدة جامعات منها: جامعة الخرطوم – الكلية العربية الجامعية بعجمان – جامعة القدس المفتوحة فرع الإمارات – محاضر في كلية التعاون الخليجي بعجمان – مشرف ومدرس لمادة اللغة العربية بدولة الإمارات العربية
ويعمل الآن في كلية الآداب قسم اللغة العربية الجامعة الإسلامية بغزة - ومحاضرا في جامعة غزة كلية التربية قسم اللغة العربية
ومقدم برامج إذاعية في إذاعة صوت القدس: ولأن العقل هبة الله للإنسان.. به أبصر معنى الأشياء.. وبه فكر ودبر وذلل الصعوبات.. خلال رحلاته.. للبحث عن حقيقة الأشياء قدم برنامج سياحة فكرية الموجه لفئة المفكرين والمهتمين بالمجال الفكري، وهو برنامج أسبوعي يهتم بالقضايا الفكرية, التي تهم الأمة بشكل عام, أو الحديث عن حياة وتأثير بعض المفكرين البارزين في حياة الأمة.. ويتم بحث قضية الحلقة من خلال مفكرين ومهتمين. بالإضافة إلى مشاركات المستمعين

ثم قالت: لابد أن أتوقف لأفسح المجال للدكتور رياض الذي نتشرف باستضافته للمرة الأولى، ونأمل ألا تكون الأخيرة بإذن الله

بدأ الدكتور رياض حديثه قائلا: بداية أعتقد أننا في لحظة نحاول من خلالها أن نهرب من عالم السياسة لعالم آخر هو عالم الفن والأدب، فعالم السياسة عالم مكبل، ويسير في خطوط متعرجة، حتى عندما نعتقد أننا وصلنا للنهاية نكون لازلنا في بداية الطريق
ثم قال: أسجل احترامي لهذه الكوكبة المثقفة من الحضور
ثم بدأ بعرض ورقته النقدية بعنوان "باب العمود بين النص والسياسة والفكر"
بدأها بطرح سؤالين هما:
* لماذا يصرّ بعض الأدباء على إحداث نوع من الاشتباك مع الفكر والسياسة؟
* وهل هذا الاشتباك يصب في صالح الأدب، أم في صالح السياسة؟
أعتقد أن الإجابة تكمن في الآتي:
هذا الاشتباك ليس في صالح الطرفين، لأن وعاء الفن والأدب أوسع من عالم السياسية، وما أن تدخل الأيديولوجيا السياسية أو الفكرية في توجيه الأديب، فمعنى ذلك أن الأديب يفقد قاعدته الأكبر من القراء والمؤيدين، ويتحول العمل الأدبي إلى مقال سياسي يعبر فيه الأديب عن آرائه، ولا يحمل تلك الرسالة التي يجب أن يحملها الأدب لشرائح المجتمع المختلفة، فالأيديولوجيا السياسية تعلو كثيرا عند الروائية
تتساءل الكاتبة:
- كيف استطاع شابان أن يقوما بعملية الخطف داخل أخطر المربعات الأمنية في الضفة، مع كل هذا الحصار الذي تفرضه السلطة، ومع التنسيق الأمني؟
هل هو صراع الأيديولوجيا داخل دائرة الفعل الفلسطيني المقاوم؟
ولماذا تقحم الكاتبة نفسها بهذا الصراع وهذا النفق السياسي؟
وتواصل الكاتبة على لسان زوجة البطل في الرواية: قلت لماهر: إن أمسكوا بهم فالسلطة هي السبب؟
حكم مسبق لا يجب أن تقع فيه الكاتبة؟
وتقول نقلا عن المصادر الإسرائيلية تصف فيه التنسيق الأمني بين الإسرائيليين والسلطة بالعميق!
ويعلو صوت الأيديولوجيا السياسية في الرواية، تقول الكاتبة: نشعر بقشعريرة وخزي ونحن نسمع محمود عباس يدين العملية ويطالب بمحاسبة الجناة (هذا المشهد يتكرر كثيرا في الرواية)

أما المستوى الاجتماعي في الرواية فتقول:
"نسافر إلى رم نهاية الأسبوع، وتحملنا سيارتك الملكرس الحديثة"
ما مغزى الدفع بهذا النوع من السيارات التي لم يسمع جل الناس باسمها إلا قليلا؟ وهل يتناسب ذلك مع روح الجهاد والتضحية؟
وفي نفس الوقت تتحدث عن زوجة البطل وهي تقرأ دعاء السفر داخل السيارة أثناء سفرهم

أما مفهوم الحب عند الكاتبة؛ فأعتقد أن الكاتبة تمتلك فلسفة خاصة في الحب، فتقول:
"الحب العظيم يتكئ على الإيمان بقضية كبرى، وبعشق فارس لا تنطفئ في يده الجذوة..."
أحيانا تشعرك الكاتبة أننا أمام رواية عاطفية بامتياز، فقد أفردت مساحة واسعة من المفردات الغزلية داخل الرواية، وفي كل زوايا العلاقة بين البطل وزوجته، وهذا أحيانا قد يكون على حساب موضوع الرواية الأول والأصلي، وهو روح المقاوم الفلسطيني وقدرته على الفعل والتحدي لهذا العدو حتى يتحقق أمله في النصر والتحرير

أما دور المرأة الفلسطينية وتضحياتها فيظهر من خلال؛ بهية زوجة البطل، وزواج داود من نهاد.. إنها لوحة رائعة نسجتها روح المقاومة المشتركة بين المرأة الفلسطينية والرجل الفلسطيني.. وهذا يمثل قمة الوعي لدى المرأة الفلسطينية

الكاتبة وقضية القدس والأقصى:
تفتح الرواية صفحة واعية من التاريخ، تاريخ فلسطين والقدس، وتلك المقارنة الرائعة بين تاريخ تحكمه حقائق الواقع والماضي، وبين تاريخ تحكمه لغة الأساطير والزيف.... والقهر

تقول الكاتبة:
- القدس البوصلة التي تجمعنا حين تتعدد الخرائط، وتتمزق وتختلط معالم الطريق.
- عمي عبد القادر يا بهية قال لأبي: إنه مستعد أن يبيع كل ما يملك مقابل مترين قبرا في القدس.
- القدس لا تفتح ذراعيها لمن يغلق عينيه، ولا تمد بساطها لمن لا يقف على قدميه.
- القدس .. لمسنا طهر دمها، وصمت نزفها، كانت أكثر ما تخافه علينا ليس شحوب الوجه، بل شحوب الذاكرة.
- من يتجاهل ما يحدث في الأقصى، إما مساوم قبض الثمن، وإما خدّ اعتاد الصفع، حتى بات لا يعرف ملامحه أهي عربية أم عبرية؟!

وجمع الدكتور رياض بعض المحطات الروائية فقال:
أولا: لغة الرواية راقية، بعيدة عن السرد الممل، وتمتلك الكاتبة رصيدا لغويا كبيرا، وهي قادرة على توظيفه لخدمة الفكرة وبأقصر الطرق

ثانيا: موضوع الرواية: أجادت الكاتبة في إحياء الموضوع، لأنه يمس شريحة كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني، بل ويحتل المكانة الأوسع لدى اهتمامات الشارع الفلسطيني، وهو موضوع الأسير الفلسطيني، وحال المقاومة المستمرة داخل زنازين السجان المحتل، وقد تفوقت في طرحها على السياسي.
ثم قال: هناك بعض الموضوعات تطرقت إليها وكانت مبدعة في ذلك؛ كمفهوم العشق المنبعث من رسائل ماهر وبهية، تتحدث فيها عن مفردات حساسة، كان بإمكانها ألا تأتي عليها مطلقا

ثالثا: التكنيك الفني: نجحت الكاتبة إلى حد كبير في التقنية الفنية الروائية من خلال البعد عن الصيغتين الأشهر في العمل الروائي، وهما: تقمص الروائي لشخصية البطل
أو الصيغة الأكثر انطباعا واستخداما وهي لغة ضمير الغائب، لكن يبدو أن طبيعة الموضوع فرضت هذا النوع من العمل الروائي.

كما قال: تحمل الرواية روحا قوية وثقة كبيرة في النصر على العدو، فالمشهد الأول العرس عام 2025م
هل هذا التاريخ مقصود، أم أنه قراءة واعية لتطور الصراع التاريخي بين الأمة الإسلامية والغرب الممثل بإسرائيل
فنجيب محفوظ استشرف المستقبل وتنبأ بسلام وتعايش ليس بين مصر وإسرائيل فقط، إنما جميع العرب، فنظرة الروائي أعمق من نظرة الإنسان العادي

وقال: لقد حشدت الكاتبة في الرواية المصطلحات الدينية والإسلامية والتاريخية، وأحيانا بشكل متكلف، فأعتقد بأن ذلك تعبير واضح عن أيديولوجية الكاتبة وتيارها الفكري.
أخيرا وقبل أن تتركنا الكاتبة تحملنا مسئولية بأن القدس أمانة في أعناقنا لذا اختتمت بمشهد التحرير

شكرت الأستاذة فتحية الدكتور رياض الذي يشاركنا اللقاء للمرة الأولى ونأمل ألا تكون الأخيرة، شكرته على قراءته للرواية، ثم قالت: أود أن أرد على موضوع السيارة اللاكسز والتي تنم عن الترف، فأقول: قد يكون لدى الكاتب اعتبارات أخرى غير التي يفكر بها المتلقي، فأنا عندما شرعت في كتابة "موسوعة حكايات الأجداد للأحفاد" عمدت إلى جعل الجدة التي تروي تراث شعبنا وتبث روح التمسك بالوطن، عمدت أن أجعلها تعيش في فيلا إشارة لرغد العيش، فأدحض مقولة من يقول: إن الفقراء فقط هم من لا زالوا يذكرون الوطن ويتحسسون درب النضال للعودة إليه

بعد ذلك كانت مداخلة الدكتورة مي التي حملت عنوان "العبودية اختيار" قالت فيها:
العبودية اختيار
قامت الرواية على ثنائية العبودية والحرية، وقال ماهر لبهية ان العبودية اختيار. ولذلك كانت الرواية كلها نماذج لإفراد اختاروا العبودية واخرين اختاروا الحرية.
فلقد اختار ماهر الحرية وأسر في المرة الاولى وعمره 16 عاما، ثم تزوج في القدس ليكون قريبا من الحرم. وبدأ يعمل ويكسب ويرتقي ولنتقل لمنزل كبير غال وسيارات فارهة وزوجة واولاد. وتجارة كبيرة. ثم قرر ترك كل هذه التجارة والتجارة مع الله.
فقام بعملية دهس وطعن، واقترب من الشهادة لكنه لم يمت وأسر وفيه عاش الذل والعذاب والبعد عن كل مباهج الدنيا ‘ لكنه حر.
دخل معركة الأمعاء الخاوية، وقارع المحتل. ولم يتوانى حتى وهو داخل السجن
وبهية حرة اختارت اسبرا زوجا لها وهي تعرف خطورة هذا على حياتها، وسكنت بيتا صغيرا يختلف عن كل مميزات بيت اهلها لكنه يطل على الاقصى. وتحملت تربية الاولاد، وتعب زوجها النفسي من الاسر ثم اسره مرة اخرى يمؤبدين.
والفتاة التي طلبت من الاسير نادر ان يعقد عليها وهو بالسجن ومحبوس مؤبدات.
وام مروان التي اخذ الاسرائيليون نصف بيتها. وكانت تقارعهم بقوة.
والكثير من الشهداء الفرادى
والام التي لها 6 في الاسر تقول عندي من الاداري للمؤبد.
وعلى الجانب الاخر هناك من اختار العبودية. وهذا على صعيد التفراد والدول
فجار ماهر يرفض مقارعة العدو ويريد السلام، وشيخه وقع بالزنى مع المجندات، ووشى به عند المحتل. وعلى مستوى الدول العربية والاسلامية كلها مغلقة للحدود ولا أحد يصل القدس. بالرغم من انهم الان كلهم في الهم شرق مع القدس.
وهذه هي الرسالة التي تريد الكاتبة ان ترسلها للعالم، ان القدس في خطر. فصفقة القرن وجعل القدس عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الامريكية للقدس يضع العالم كله عربي واسلامي امام خيار العبودية او الحرية الدائمة.
ولا ونقول الا كنا قال ماهر الهشلمون القدس لنا القدس لنا.

بعدها فتحت الأستاذة فتحية باب المداخلات، وكانت المداخلة الأولى من الكاتبة يسرا الخطيب قالت فيها:
قرأت الرواية جيدا، وأبدأ بما قاله الأستاذ خلوصي: ما الجديد في الرواية؟
ما شاهدته في الرواية جديد هو حديث المرأة عن المرأة، إذ اعتدنا أن يتحدث الرجل عن المرأة
ثم قالت: غلبت على الرواية الناحية العاطفية من خلال الرسائل، ففي قضية الأسرى غالبا ما يكون تسليط الضوء على أم الشهيد وأولاده، أكثر من زوجته
أعتقد أن الكاتبة تتنبأ بصفقة أحرار جديدة لذا حددت العام 2025 موعدا للفرح
من ناحية أخرى لاحظت لديها بعض الحوارات التقريرية، كما في صفحتي 47/ 48 حيث تتحدث على لسان بائع الكعك، فتجعل الطفل يتحدث بلغة سياسية عالية
كذلك أم مروان، أرى أنه لابد أن تنطق كل شخصية بما يتناسب مع مستواها
أعجبني أنها تركت الرصاصة في جسم ماهر واستمرت معه وهو في السجن ولعدة سنوات وفي النهاية لفظها جسمه، أشكرها على ذلك
الكاتبة تتحدث عن المرأة الفلسطينية في كل مكان وليس بالقدس فقط، لقد شعرت أنها تصفني وتصف كل امرأة في غزة
ثم قالت: أنا في روايتي الجديدة (ابق بعيدا) والمعروضة في الدار البيضاء تحدثت عن الأسير وتهريب النطف، لقد تقاطعت كثيرا مع نردين في روايتها هذه.

الأستاذ نبيل عابد قال في مداخلته: يكفي نردين شرف المحاولة، وأنا أرى أن من يكتب في الأدب المقاوم لن ينال الفوز ما لم يخدم هذه الجهة أو تلك

أما الروائي خلوصي عويضة فقال في مداخلته: قرأت لنردين عملا غير هذه الرواية وكان ممتلئا بالعنصرية الحزبية، كان لديها نظرة دونية للفصائل الفلسطينية وهمشتها جميعا لترفع من شأن تنظيم حماس، لدرجة أنها هاجمت الجميع فلماذا ليس الكل حماس
أنا أرى أن الأدب إنساني عالمي وليس محليا، فلابد أن تلتفت نردين لذلك

الكاتب طلعت قديح قال: شكرا لصالون نون وشكرا للدكتور رياض والدكتورة مي على ما قدما، وسؤالي هل نحن أمام روائية محترفة أم أنه مجرد لملمة لقصاصات أدبية
ثم قال: قالت الدكتورة مي إن العنوان ضعيف، فهل هو منفصل عن جسم الرواية فهل كان نزول الرواية هو استثمار للأحداث

الأستاذ ياسر صالح قال: هذا العمل الذي أحدث هذا الجدال الواسع هو عمل ناجح، عي تقول إنها لا تحب المسطرة والقلم، لذا لجأت للحكاية
أنا قرأت الرواية وأرى أنها أقوى رد على قرار ترامب
هي أشارت للجانب الإنساني وهذا مهم، فالأسير ليس رقما، إنما هو بعد إنساني وهذا ما يحتاجه
أحرار العالم، ليتعرفوا علينا كبشر، لنا مشاعر وأحاسيس، فنجحت بذلك
لقد جعلت القدس تسكننا

السيد نضال مقداد قال: أشكر الكاتبة التي اختارت قضية هامة هي قضية الأسرى والقدس
أنا ضد الفصل بين السياسة والأدب، فحياتنا كلها سياسة، لابد أن ندعم بالأدب قضيتنا السياسية
وهي تعبر عن رأيها في موضوع، فمن حقها أن تذكر أبو مازن وأن تعبر عن شعورها اتجاهه
ثم قال: أسرانا ليسوا حجارة أو أصنام، إنما بشر ولهم أحاسيس
كما أن زوجات الأسرى نموذج لتضحية المرأة
وعن السيارة الفارهة قال: كثير من الأشخاص تركوا حياة الترف والمليارات لأجل هدف، وهذا أبلغ في بيان التضحية

الأستاذ يحيى بدوي قال: لابد من الابتعاد عن الحزبية، وأن نحسن لغة خطابنا مع العالم، فاللغة النارية تضيع علينا الكثير، بينما العدو يتحدث بلغة الاستعطاف فيحرز التأييد
من خلال نردين أدركت أنها طرحت أسئلة على مستوى البناء الفني للرواية فتجعل المتلقي لا ينتظر النهاية، واختتم بتوجيه التحية والتقدير للروائية

المداخلة الأخيرة كانت من الأستاذة إيمان أبو شعبان قالت فيها: الرواية تأريخ إبداعي، والتأريخ الإبداعي لا يتطلب الحياد، والنماذج الموالية لهذا الحزب أو ذاك موجودة في كل شعب، والكاتب المبدع لابد أن يطرح جميع وجهات النظر وجميع التناقضات ويلعب على هذه الخيوط

بعد أن استمعنا لمداخلات واستفسارات الجمهور حاول الدكتور رياض إجمال الردود فقال: شكرا لكل من تداخل، فهذه الآراء تسهم في تقييم الرواية، وهي إن اختلفت تتفق في الرواية، فالرواية ليست عملا فرديا مرتبط بالكاتبة، إنما هو عمل يمس الجميع
وأي أديب يعمل في الأدب لابد أن يكون لديه رسالة توجهه والرسالة الإنسانية أهمها، والأديب الماهر هو من ينحو بنفسه عن الجانب السياسي في مجال العمل الأدبي، فبين الأديب في أمريكا والأديب العربي قاسم مشترك يجمع الروائيين، إلا إذا انحرفت الرواية عن مسارها الأخلاقي
لذا لابد من اختفاء العنصرية المذهبية في مجال العمل الروائي والأدبي
أخيرا أقول إن الكاتبة لازالت في أول الطريق، وأدعو لها الاستمرارية

أعلنت الأستاذة فتحية عن انتهاء اللقاء، لكن دوما نظل في صالون نون الأدبي على موعد مع الثقافة والأدب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية باب العامود لنردين أبو نبعة في صالون نون الأدبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: