الصياد والحورية..1..زينب بابان

في يوم وردي يجمعنا .. جلس الصياد يداعب روح الحبيبة .. ويغازل جمالها ودعته للجلوس في واحة خضراء .. وقالت له في حقل الحي يا حبيبي .. هناك دائما مكان جميل يجمعنا .. حيث تزهر الورود وتزقزق العصافير .. وترفرف الفراشات .. زهور الحب حولنا .. أوراقها هي قلوبنا .. وأريجها نبضات قلوبنا .. وحشائشها هي روح الأمل الذي يرفرف على أمل لقائنا .. وعطرها هي دفئ الحياة .. دعنا نلتقط الزهور.. ونغمس عطرها بأقلامنا وأوراقنا.. ونكتب أغنية وننشدها معا ..

أدن خذيني أليك حبيبتي لنمشي معا في حقل الحياة .. ومن زهرة إلى أخرى .. سوف يجمعنا الحب والعاطفة .. وعظمة الحب..

حبيبي .. تعرف أوضاع بغداد الحبيبة ودوي الانفجارات اليومية حتى بتنا حذرين من التنقل من هنا وهناك .. فنتوقع الموت بأية لحظة فقد قرروا أهلي الرحيل إلى كردستان حيث الأمان والاستقرار .. كما وصفوه..

أول شيء أحببنا نقل أخي لكلية الطب هناك حيث أنه من الأوائل على العراق وتم قبوله مرحلة اولى جامعة بغداد لكن لقرب الجامعة من شارع حيفا ومواجهات المسلحين اليومية والطب العدلي ومنظر نقل الجثث اليومي أثرنا نقله لجامعة في كردستان ولكونه كردي ... لم يقبلوه ..؟ لكي لا يأخذ مقعد طالب كردي امتحنت في بغداد تقبل كلية في بغداد أكمل عامك الدراسي وتعال لنا مرحلة ثانية ؟ وهل الإنسان يضمن عمره وسط هذا الخوف..

أمي جامعية وخدمتها تجاوزت الثلاثون عاما وتود أكمال مسيرتها التعليمية في مادة الرياضيات وهي من الدروس المهمة.. راجعت أحدى المدارس هناك قالت لها مديرة المدرسة عندي مئة معلمة عربي لا احتاج لخدماتك ؟!! لم تقبل .. طيب لو ذهبت أليه أنا بمرضي وهيئتي هل سيتقبلونني... بالتأكيد سأطرد من الباب ..

يا سادة يا كرام أنا من درستهم وعلمتهم باتوا رجالا.. وأفتخر بعملي رغم متاعبي الصحية .. لهذا سأتحمل حر بغداد ومفخخاتها .. أفضل من هكذا حال .. لا أعرف حتى لغتهم وكيفية التفاهم معهم ...

نظر أليها الصياد متأمل وقال لها حبيبتي ... توكلي على الله وسافري وغيري الجو الخانق في بغداد أنت قوية ستجتازين المصاعب وستعيشين حياتك .. وها أنا افصل من كلماتي فضاء لقلبي .. وسأبني أليك قصرا يليق بعينيك .. والعشق سيجمعنا .. تحت حروف الكلمات وتبقى تقاسيم وجهك وملامحك الطفولية البريئة أقرب من هامات حروفي .. وعلى شفتيك بوح اشتعال السكون .. أضاعت خيولي .. تعثرت وتهت في بحر عينيك ..

فالموج عال حبيبتي وسفري بعيد ومتعب .. ولا شاطئ أستريح سوى لشواطئ حبك وحنانك .. لأستريح بين ربوعها من لوعة الغربة .. وألم الفراق من الأهل والأحباب فخذيني بين أحضانك لأستريح ..




زينب بابان