واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 صالون نون الأدبي في جلسته .. بين اللجوء والمخيم كانت الحكاية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

صالون نون الأدبي في جلسته .. بين اللجوء والمخيم كانت الحكاية Empty
مُساهمةموضوع: صالون نون الأدبي في جلسته .. بين اللجوء والمخيم كانت الحكاية   صالون نون الأدبي في جلسته .. بين اللجوء والمخيم كانت الحكاية Icon_minitimeالجمعة 16 ديسمبر 2022 - 19:06

صالون نون الأدبي في جلسته .. بين اللجوء والمخيم كانت الحكاية
عند الثالثة من بعد عصر الخميس الخامس عشر من ديسمبر انعقد لواء صالون نون الأدبي لمناقشة كتابيّ الأستاذة فايقة الصوص: حكاية لاجئ وذاكرة مخيم
بدأت الأستاذة فتحية اللقاء مستأذنة الحضور بقراءة الفاتحة عن روح المناضل الكبير سليم الزعنون أبو الأديب رئيس المجلس الوطني السابق، مقدمة العزاء للدكتورة مي وأفراد العائلة جميعا
ثم قالت: أما ونحن في ديسمبر الذي ودعنا به خنساء فلسطين وشاعرتها الأولى فدوى طوقان، لابد أن نرسل لها الدعوات الصادقات بالرحمة والمغفرة
ثم بدأت اللقاء الذي اعتبر فلسطينيا بامتياز قائلة:
إفكا قالوا سيموت الكبار، وسينسى الصغار، ففلسطين الولادة لا تنجب إلا الأوفياء لها، لتاريخها وشعبها وتمسكا بحقها، فلا ماتت ذاكرة الكبار، ولا سينسي في يوم الصغار ذكريات وطنهم
فذاكرة المخيم، وحكاية اللاجئ باقية، ولن يتوقف الكبار عن تلاوتها، ولن يتوقف الصغار عن سماعها وترديدها لأقرانهم، ومن سيأتي بعدهم من أجيال، فكل لاجئ سواء أكان مقيما في المخيم، أم كان خارجه في المدن الفلسطينية، ودول الشتات، يحمل حكايته بين ضلوعه ليرويها، لذا كنت أنا شخصيا مهمومة بتوثيق هذا التاريخ فأوردته في عدة كتب، منها:
* حكايات الأجداد للأحفاد بأجزائه السبعة - * كتاب حياتي
* كتاب الدولة الثامنة اللد - * رحلة داخل الأوطان (أم الريحان جنة الرحمن) تحدثت فيه عن أكبر المحميات الطبيعية في فلسطين
* رحلة غريب عسقلاني بين الغربة والإبداع، تحدثت فيه كثيرا عن عسقلان موقعا وتاريخا -
* ثم كان التوثيق لأمثالنا الشعبية

الحضور الكريم، أبناء الوطن الجميل، أهلا بكم ومرحبا.. سنطوف اليوم بكم بين المدن والقرى الفلسطينية، فمن الدولة الثامنة اللُد مدينتي الأصيلة، إلى بيت طيما واسدود وسمسم، جميعها مدننا وقرانا، وجميعها عزيز على قلوبنا
لكن بداية اسمحوا لي ونحو في ديسمبر الذي ودعنا به شاعرة فلسطين الأولى، خنساء فلسطين فدوى طوقان، أن نرسل لها دعواتنا بالرحمة والمغفر
ثم ندعو بالسلامة والشفاء للأخ الكبير سليم الزعنون أبو الأديب، شافاه الله وعافاه
أما بعد،،،
واستمرارا لهذا النهج الوطني نجتمع اليوم حول كتابين وثقت بهما الكاتبة لقضية اللجوء، وذاكرة المخيم، الكاتبة التي تنتمي لفلسطين الأم، ولبلدتها الأصلية بيت طيما
المنشأة فوق رقعة منبسطة من السهل الساحلي الجنوبي بارتفاع 75 مترا عن سطح البحر، وقد بلغت مساحتها 60 دونماً لا يملك اليهود منها شيئاً، وتقع على مسافة 32 كيلو مترا إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وتبعد كيلومترين إلى الجنوب الغربي من كوكبا، ونحو ثلاثة كيلومترات إلى الشمال الغربي من حليقات، وقرابة أربعة كيلومترات إلى الشرق من الجيّة
تقوم بيت طيما فوق بقعة أثرية، وهي تضم رفات مجاهدين استشهدوا في الحروب الصليبية. وتقوم بجوارها خرائب أثرية كخربة بيت سمعان وخربة ساما
كاتبتنا ابنة بيت طيما هي الأستاذة فايقة محمود إبراهيم الصوص (أم أيمن)
حصلت على الثانوية العامة في العام 1974م، وتخرجت من معهد معلمات رام الله في العام 1977م، ثم تزوجت وسافرت مع زوجها في ذات العام إلى الجزائر الشقيقة، وعملت هناك أستاذة للغة العربية قرابة العشرين عاما لتعود - كالكثيرين من أبناء شعبنا - إلى أرض الوطن مع السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1995م
عملت معلمة لأكثر من عشرين عاما أخرى في مدرسة البريج الابتدائية المشتركة أ للاجئين، تقاعدت عن التدريس في العام 2018م
لها مساهمات في الكثير من الأنشطة النقابية والمجتمعية والتربوية والرياضية والكشفية، فهي عضو في العديد من النقابات والمؤسسات الوطنية، وشاركت في العديد من الدورات

بعد تقاعدها من التعليم في العام 2018م اتخذت من قلمها وسيلة جديدة للنضال، حيث تفرغت لتوثيق الذاكرة الشفهية للاجئين الفلسطينيين، فأرخت حياة اللاجئ الفلسطيني في عشرات القصص والحكايات، وقد صورت فيها مختلف جوانب حياة اللاجئ: الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنضالية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، تلك الحقبة المنسية من أذهان الجيل الحالي، جيل الأبناء والأحفاد
إصداراتها: أصدرت الكاتبة فايقة الصوص كتابين هما: (حكاية لاجئ) و(ذاكرة مخيم) وقد أثرت فيهما المكتبة العربية الفلسطينية. ويعتبر هذين الكتابين مراجع أرشيفية للأجيال، دونت فيهما ما حفظته في ذاكرتها من حياة اللجوء التي عاشتها في المخيم، فأخرجتها للأجيال بشكل أدبي ممتع
ولها مخطوطة شعر، قصائده وطنية، ستتم طباعتها في ديوان قريبا بإذن الله

هنا كانت الكلمة للأستاذة فائقة تحدثت بها عن أجواء كتابتها والهدف السامي من هذا التوثيق لحال اللاجئ الفلسطيني
**
وقالت الأستاذة فتحية الآن نتجه لقارئة كتاب حكاية لاجئ الناقدة المتميزة الأستاذة شهيناز أبو شبيكة، ابنة اسدود
على تل رملي يشرف على مساحات واسعة إلى الشرق والشمال والجنوب وفي مواجهة تلا مرتفعا إلى الغرب تنتصب قرية اسدود التي على الطريق الساحلي العام، تبعد عن شاطئ البحر بنحو خمسة كليو مترات، وعن الشمال الشرقي لمدينة غزة بنحو35 كيلو مترا، وترتفع 42 مترا عن سطح البحر، ويحيط بها أراضي قرى عرب سكرير، والبطاني، وبيت دراس، وحمامة، وبشيت
من الأصل الكنعاني "اشدود" بمعنى الحصن أو القوة والجبروت، جاء اسم أسدود، وكانت إحدى الخمس مدن الفلسطينية الكبرى
وقد دلت الحفريات الأثرية على أن بلدة أسدود كانت على جانب كبير من الحضارة والازدهار والغنى المادي، وهذا ما جعلها في القرن السادس قبل الميلاد عاصمة الفلسطينيين.
أسهمت أسدود بدور بارز في الحركة الوطنية، إذ تأسس فيها أول نقابة للعمال باسم (جمعية العمال العربية) التابعة لمؤتمر العمال العرب الذي أسسته عصبة التحرر، كما نشط فيها عدد من رفاق عصبة التحرر الوطني
كُتب عن بلدة أسدود العديد من الكتابات منها:
* كتب زميلنا الدكتور عبد الله عبد الجليل المناعمة كتاب أسدود التاريخ والذاكرة
* كما وثق الأستاذ أحمد حسن جودة، لبلدته في كتاب اسدود قلعة الجنوب
* وللمرحوم المناضل عبد الفتاح حميد (أبو علاء)، كتاب "من أعلام قرية أسدود" يتحدث فيه عن (78) علما من أعلام أسدود، ممن ساهموا في رفع المشاعل وحملوها علما وأدبا وفكرا ونضالا، وهدف الكتاب إلى إبراز مساهمات هؤلاء الأعلام في مجمل الشؤون الحضارية في قرية أسدود وأهلها".

إنها شهيناز غازي ابو شبيكة ناقدة وباحثة فلسطينية أسدودية الأصل حاصلة على بكالوريوس أساليب تدريس اللغة العربية من جامعة القدس المفتوحة، وماجستير لغة عربية في الأدب والنقد من جامعة القدس المفتوحة فرع غزة، ودبلوم في الدراسات الفلسطينية من أكاديمية اللاجئين الفلسطينيين في لندن، وعضو في العديد من المراكز الثقافية

بعد هذه التقدمة بدأت الأستاذة شهيناز بعرض قراءتها والتي جاء بها:
دراسة موضوعية لحكاية مخيم للكاتبة فائقة الصوص
نحن أمام كتاب جمع بين دفتيه القليل من الويلات والمآسي التي عاشها اللاجئ الفلسطيني، فقد عادت الكاتبة بذاكرتها البعيدة لتجسد المعاناة اليومية للاجئ المنكوب، فنسجت بقلمها الخجول الماضي القاسي، ورسمت معالم مخيم اللجوء رامزةً لحق العودة، وخزنت في ذاكرة الأجيال الحاضرة كل ما واجهه جيل النكبة والنكسة معاَ، فبدأت من أصل الحكاية بتآمر البريطانيون واليهود لإخلاء الأرض ووعد المجحف، فكانت البداية بليلة سوداء حالكة، ومجازر تفوق حد الوصف، أشلاء متناثرة، أطفال مقتولين، شلال الدم الجاري، مشاهد مروعة، عمت أخبار المجازر أنحاء الوطن، دب الرعب في القلوب، بات الكل يترقب، خرج الجميع ناجين بأنفسهم وأطفالهم، وأوراق ملكياتهم، ومفاتيح بيوتهم على أمل العودة الذي طالت، أقيمت المخيمات وبدأت الأونروا بمهامها.
وقد أصرت الكاتبة على حق العودة فجسدته على طول كتابها، فقالت في البداية:" جميع اللاجئين ينتظرون يوماً موعوداً يتحقق فيه حلمهم بالعودة إلى ديارهم، وانتقلت إلى قصة فدائية من بيت طيما قائلة:" كما يحتفظ كل فلسطيني بأوراق ملكيته لأرضه ويخبئها في قلبه وعيونه لتظل ميراثاً للأجيال، إنه الحق الذي لا يسقط بالتقادم وما ضاع حق وراءه مطالب"، وتقول على لسان أبو محمد اللاجئ: وهو ذاهب لاستقبال الجيوش العربية قبل معرفتهم بالخذلان والخدعة: "يا إم محمد إزا شفتيني اتأخرت الحئيني ع اللد". أما حلمها فجسدته بإنهاء الأطفال لعبتهم بانتصار العرب على اليهود، تعبيراً عن إيمانهم بفكرة المقاومة والانتصار، وتقول مؤكدة اصرارها:" كانت لنا بيارات وهجرنا منها وكنا أسياداً فيها ولا زلنا محتفظين بأوراق ملكيتها مؤمنين بالعودة إليها ذات يوم"، ورغم بدئها بنصوص التهجير والقتل إلا أنها أنهت كتابها بالعودة إلى بيت طيما، فتقول:" لا تزال قلوبنا معلقة بها نحلم بعودتنا عسى أن تكون قريبة".
وقدمت الكاتبة مشاهد لمعاناة اللاجئ اليومية بكل تفاصيلها حتى أشعرتنا وكأننا نعيش في ذاك الزمن، فبدأت بالحنفية العمومية، والمشقة التي عاشتها المرآة الفلسطينية في الحصول على الماء، والمرحاض العمومي ذو الباب المتهالك، والمعاناة الجماعية في الانتظار ساعات الصباح، والحمام العمومي الذي كان مسموح به مرة واحدة في الأسبوع، والمؤن وذل اللاجئ الفلسطيني في الحصول على قوة يومه بعدما كان هو صاحب الأرض وسيدها، ومشقة العربنجي في توصيل حمله مقابل قروش زهيدة، أما الحالة الصحية وقتها، فكانت عيادة المخيم أو (الصحية)- كما ذكرت الكاتبة-، فغرفها ضيقة وأثاثها عبارة عن طاولة وكرسي قديم، وطبيب لا حاجة له بسماع شكوى المريض، فالعلاج واحد لجميع أنواع المرض، وهو السائل الأحمر المر، يوضع في زجاجة فارغة أحضرها المريض معه من بيته، أو حقنة مكررة الاستخدام، أما علاج الأسنان فكان الخلع فلا حشوات ولا علاج، فاختصروا مشقتهم وأصبحوا يعالجون أنفسهم بأنفسهم، وجسدت معاناة الأطفال وتذمرهم من تناول الحليب المالح وزيت السمك، وتعرضهم للرش بالمبيدات الحشرية لمنع انتشار الحشرات في الجسد والشعر بسبب قلة النظافة والاستحمام، أما معاناة تلاميذ المدارس في الوصول لمدارسهم عبر الشوارع الموحلة بالطين فكانت قمة التعاسة، فأحذيتهم عبارة عن زنوبات وأحذية من قماش لا تقاوم الأوحال، فتغوص أقدامهم في الطين، وتتلطخ ملابسهم وحقائبهم القماش بالوحل، وذكرت عمال الحصمة الكادحين المعرضين للموت بأي لحظة مقابل القليل من المال.
ونلحظ أن الكاتبة قد ذكرت بعض الأسماء لشخصيات المخيم، فأول شخصية هي جدتها مريم الطيماوية العنيدة التي أصرت على العودة إلى بيتها ليلاً لتأتي بأوراق الطابو، وحليمة صاحبة الضحكة الرنانة، وكريمة التي تخيط الصوف، وأم محمد وأم العبد المتعاركتان على تعبئة الماء، وأم عطية المثقلة بحملها، وصبحية موظفة الحمام، وكاتب الطعمة حسين الهندي باكستاني الأصل، وأبو حسن البواب، وأبو علي عامل الطورية الكادح، وبعدها انتقلت إلى شخصيات المقاومة الحقيقية في مخيم البريج، فنجد محمد الشريف أول شهيد في الانتفاضة، ومحمود عليان، وعبدالله حسين، وعبد المجيد السعيدني، وأحمد عبد الهادي، أما الفدائي فكان أحمد عمران حاكم مخيم النصيرات، والمقاتل الشرس، والأسير المتمرد، والشهيد البطل، وحسن العامودي فهو الفدائي والمقام والأسير المحرر.
اللغة: استخدمت الكاتبة لغةً بسيطةً سهلةً بعيدة عن التعقيد والخيال، حيث استخدمت الحوار بشكل قليل جداً بين الشخصيات، ونذكر منها:" يلا يما تعال اجري طير ع الدار خش في الوكر"، "تخافوش تخافوش اليهود دخلوا المخيم"، "أم محمد: هلحين دوري أنا، ردت أم العبد: أنا صافة ع الدور من الصبح ولا يمكن أخليكِ تملي جرتك قبلي"، وحديث موظفة الحمام التي تقول:" يلا يابنات خلصن بسرعة النسوان بستنن برة وأنت يا أم فايق قلتلك معك نص ساعة صارلك ساعة ليش طولتي".
وقد استخدمت بعض المصطلحات والكلمات الفلسطينية لتكون بمثابة توثيق على مدار الزمن، نذكر منها: العلية، بيت الطينة، البيكة، بايكة البقر، ليستها، الزقاق، القنو، ابرة البابور، كيس الخيش، الحوايا، كلاكيل، حنفية، الكاوشوك، الكيلة، اللجن، المؤن، قفة، خريطة، القاووش، سراج الكاز، الهباب، بنطلون الكاكي، حقيبة الشرايط، كربالة، الوكر، وغيرها من المصطلحات الشعبية الفلسطينية.
واتجهت فائقة لباب الفكاهة في سردها لبعض المواقف، فنذكر منها طوشة الحنفية التي نشبت بين أم محمد وأم العبد، فتقول:" تجاهلت أم محمد دور أم العبد وقدمت فوهة جرتها لتملأها، استفزت أم العبد وأزاحت الجرة بعنف لتضع قيزانها الحديدي مكانها، فانكسرت الجرة، ويحها ثكلتها أمها بدأت المعركة ارتفع الصراخ وعلت الأصوات بالشتائم وانتهت بالاشتباك بالأيدي وشد الشعر، المعركة الآن حامية الوطيس أمام الحنفية" (حكاية لاجئ: 30). وتقول أيضاً برغم رعبها وخوفها عندما اختبأت مع عائلتها في الوكر- وهو حفرة بطول مترين وعمق أقل من متر، سقفه من الزينجو الصدئ، مرتكزاً على أخشاب غليظة يعلوها تراب الحفرة، فتقول:" هرعت مع أمي وإخوتي إلى الوكر دخلت بعدنا خالتي وقد شل الرعب حركتها، وعلقت من فرط سُمنتها بالباب للحظات، فانقطع الهواء عن الوكر، وضاقت أنفاسي فشعرت أن الأكسجين قد نفد من الكون، وما أن دخلت حتى عدت إليَّ الحياة" (حكاية لاجئ، 115).
أما حالات الخوف والرعب التي أحاطت باللاجئ الفلسطيني على مدار الساعة، فقد جسدته في نص بطولة وانتقام، فبدأت من حيث نادى المنادي بمنع التجول وخروج الرجال إلى المدارس، بعدما نُفِذت عملية بطولية ضد كمين نصبته قوات الاحتلال الصهيونية للفدائيين في مخيم البريج، فقاموا بتفتيش البيوت، وحفر أرضها، وترويع أطفالها ونساءها باحثين عن الفدائيين، مسلطين أسلحتهم اتجاههم وكأنهم رهائن، أما عن الرجال فاستمر جلوسهم أكثر من سبع ساعات على الأرض دون حراك، فتململوا، وإذا بجندي حاقد صوب بندقيته اتجاههم فانطلقت منها ثلاث رصاصات أصابت أربعة من رجال المخيم، ومن بينهم جدي والد أمي (محمد محمود الشريف) أبو رمضان، والذي استشهد على إثرها بعد يومين فكان أول شهيد في الانتفاضة، وشُيع بجنازة شعبية حاشدة تاركاً خلفه ستة أبناء وزوجة حامل في شهرها الأول.
ولم يفُت الكاتبة ذكر بعض المواقف الجميلة رغم المأساة التي يعيشها لاجئ أصر على الحياة، فجسدت فرحة الأطفال في الطُعمة التي كانت تقدمها وكالة الغوث، فمنهم من يأكل وجبته ومنهم من يخبئها ويبيعها مقابل أقراص الجبجب الشهية، ووصفت تجمع العائلة حول الكانون وانتظار الأولاد لإبريق الشاي والبطاطا المشوية وبذور البطيخ المحمصة، ولم تنسَ فائقة حفل عيد الجلاء الوطني، فقد شاركت به وكانت من زهرات فلسطين، فكان الاحتفال بأجواءٍ ثورية وفرحة الانتصار، وانتقلت إلى سينما المخيم والتي كانت تقيمها وكالة الغوث مرة كل عام، تعرض فيه فلماً للترفيه عن اللاجئين لمدة ساعتين، ثم يعود كلاً منهم إلى معاناتهم اليومية بلا كهرباء فعم الظلام وانصرفوا إلى بيوتهم.
**
بعد ان انهت الأستاذة شهيناز عرض ورقتها شكرتها الأستاذة فتحية ثم قالت:
وندير الدفة نحو ضيفنا الثاني القارئ لكتاب ذاكرة مخيم، إنه ابن قرية سمسم الفلسطينية، القابعة على ضفة ثنية واد جاف، والتي تقع في جنوب فلسطين بمنطقة النقب الغربي، أقيمت قرية سمسم فوق رقعة أرض منبسطة في منطقة السهل الساحلي وترتفع نحو 50 متراً عن سطح البحر، وتحيط بها التلال، قبل احتلالها كانت تابعة لمحافظة غزة، وتقع على بعد 19 كم إلى الشمال الشرقي منها، وكانت تبعد عن طريق غزة – المجدل الساحلية حوالي 5 كيلو مترات فقط
ويتفرع منها عدد من الدروب الممهدة التي تصلها بالقرى المجاورة مثل دير سنيد، وبرير، ونجد، وهوج، وخليفات، وبيت جرجا، ودمرة
وكانت تتصل بالطريقين الساحليتين المؤديين إلى دير سنيد غرباً وبرير شرقاً.
كان وادي سمسم يمتد عند تخومها الجنوبية
احتل لواء "هنيجب" (النقب) الصهيوني قرية سمسم في 13 أيار 1948، وطرد جميع أصحابها الفلسطينيين، فلجأ سكانها بداية إلى قرية دير سنيد المجاورة وبعد احتلالها هي الأخرى تمّ طردهم باتجاه غزة حيث سكنوا في مخيم جباليا للاجئين ولا يزال يسكن هناك معظمهم، فيما انتقل قسم منهم بعد ذلك للسكن في الأردن، وتسكن عائلتان فقط داخل دولة الكيان التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948م.
يُعتبر كتاب قرية سمسم المحتلة الأرض التاريخ الهوية من إعداد الدكتور سامي احمد أستاذ التاريخ المشارك في جامعة القدس المفتوحة، من أهم الكتب التي كتبت عنها، ذكر فيه بطولات الشهيد رمضان عبد القادر أبو حمام من قرية سمسم الفلسطينية، وهو من الاستشهاديين الأوائل، وقد أطلقت عليه الصحف البريطانية التي كانت تلاحقه لإلقاء القبض عليه أبان ثورة 1936م اسم الملثم العربي، الذي هاجم سجن عكا المركزي بمسدسه وأطلق النار على مدير السجن ونجح في قتلة كي يُطلق صراح رفاق النضال الذين شاركوه ثورة 1936م، وأبان مغادرته للمكان نجحت حكومة الانتداب في إلقاء القبض عليه في السادس عشر من فبراير 1938م وحكمت عليه بالإعدام مباشرة ونفذت حكم الإعدام في 23/ فبراير من العام نفسه أي بعد سبعة أيام من اعتقاله

إنه الأستاذ محمد جلال عيسى، مواليد العام 1994م، حاصل على درجة البكالوريوس من كلية التربية جامعة القدس المفتوحة عن أطروحته: اللغة العربية وأساليب تدريسها
حاصل على درجة الماجستير عن أطروحته الموسومة ـبـــ: شعر خليل حسونة دراسة سيميائية
عمل كمعلم في العديد من المدارس، والآن معلما للغة العربية بمدرسة أوائل وقادة
له العديد من المؤلفات المنشورة منها: * سيميائية النص الشعري دراسة في شعر خليل حسونة
* سردية النص الشعري في ديوان الفارس الذي قتل قبل المبارزة للشاعر عبد الناصر صالح
* الخطاب الإبداعي عند خليل حسونة
* شعرية المكان في رواية زمن الشيطنة للأديب شفيق التلولي
شارك في العديد من المؤتمرات، والأيام الدراسية

في لوحة وطنية متناسقة تناغم بها الأستاذ محمد مع طلبته من مدرسة أوائل وقادة، فكان لكل منهم مشاركة في جزء من الحكاية، والطلاب هم: قاسم المدهون، عبد الحي حميد، عمر فروانة، محمد مشتهى، ويزن مهدي
بدأ الأستاذ محمد عرض ورقته فقال:
يندرج كتاب (ذاكرة مخيم) للكاتبة فائقة الصُّوص، ضمن حقل "الذاكرة"، حيث تستحضر الذاكرة الشفهية كمرجعٍ للذاكرة الوطنية، فتحكي تاريخ حياة الأفراد كوسيلةٍ لوصفٍ معمقٍ للواقع الاجتماعي، وذلك في سبيل فهمٍ أفضل لمحيط وتفاصيل حياة اللاجئين للكشف عن تاريخهم الاجتماعي، ويظهر هذا جلياً منذ قراءة العنوان وحتى الانتهاء من قراءة النص، إذ ربطت الكاتبة الذاكرة بمكانٍ وليس أي مكان إنَّه مخيم اللاجئين الفلسطينيين فهو الذاكرة التي يحضر فيها التاريخ كخلفية موازية للحدث، وهو ناقوس الخطر الذي يدقّ لقرب نهاية هذا المحتل، وجعل الكاتبة لهذا المكان ذاكرةً يجعلُ منه وثيقةً ومصدراً للتعبير عن حقلةٍ رئيسةٍ من حلقات النِّضال الفلسطيني الذي يبثُ الهُوية الفلسطينية بعاداتها وواقعها اليومي في الصمود أمام الأحوال المعيشية القاسية ورداءة صحة البيئة، وبراءة الأطفال التي تهرب بها من مرار الواقع لتتمرَّد على قسوة الحياة كحالةٍ من حالات المقاومة والنِّضال، بنقلها كروايةٍ كتابية بموازاة الرواية الشَّفوية لنضال ومعاناة الفلسطيني بطابعٍ أدبيٍ، يجعل كتاب (ذاكرة مخيم) مصدراً للتَّعرف إلى الحياة اليومية والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحضارية في مخيمات اللجوء، كون أحداثُه تشكلُ ناقوساً يدق في عالم النِّسيان، وتذكر الفلسطينيَّ بأنَّ الكلَّ واقعٌ تحت قهر اللجوء والتشرد لكنّ دون أن يفقد الإرادة، وهذا ما أشارت إليه الكاتبة في حديثها حول جيل النَّبكة صفحة (15+16) من ذلك قولها: "أفقدوهم كلَّ ما يمتلكون، إلا ثقتهم بأنفسهم، وإيمانهم المطلق بعدالة قضيتهم ... كانوا أكثر تعاسةً، وأكثر فقراً، لكنهم كانوا أكثر ترابطاً، وأقوى عزماً، إنهم جيل النَّكبة، الذي انتزعوا حقهم في الحياة بإرادة صُلْبَة وعزيمة لا تستكين. كانوا جيلاً استثنائياً لم يترك للخيبة مساحة في قلبه ... لأنَّه اهتدى إلى سرِّ بقائه، وحفاظه على هويته وقضيته"، لتجعلَ الأجيال على قدرٍ من الوعي بالرواية الفلسطينية الحقيقية في مواجهة رواية المحتل.
هذا ونلمس انعكاساً جوهرياً لكتاب (ذاكرة مخيم)، فالإضافة إلى أنَّه يعكس الرِّوايات الشَّفوية والأحداث الماضية بدقةٍ؛ إلا أنَّه يعبر عن شيء من العلاقة بين الماضي والحاضر؛ وبهذه الطَّريقة فهو يقترب كثيراً من المصادر التَّاريخية، رغم اختلاف منهجه عن النُّصوص الأكاديمية، ونلحظُ انعكاساً آخراً متصل بكتاب (ذاكرة مخيم) ناتج عن أن الروايات الشَّفوية يتم الإخبار بها في ظروفٍ اجتماعيةٍ معينةٍ، وحكاياتها تتبع القواعد الخاصة بهذه الظُّروف، وهنا تنقل لنا فائقة الصُّوص كواحدة من النِّساء في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مادةً غنيةً للتجربة التَّاريخية في شكلٍ قصصيٍ، كما في (خبز المخيم) قائلةً: "لقد تفرد رغيف الخبز طيلة عقودٍ بعد اللجوء بقدسية مميزة، ودلالة أخلاقية وإيمانية عالية فكان اللاجئ إذا حلف يميناً قاطعاً ليدرأ عن نفسه تهمة؛ حمل رغيف خبزٍ وكأنَّه يحمل المصحف، قائلاً: وحياة هالنعمة إني ما فعلت كذا، وإذا مرَّ بقطعة خبزٍ ملقاة في الشَّارع يلتقطها ويقبلها، ويرفعها إلى جبينه، ثمَّ يضعها في مكان نظيف بجانب حائط قريب منه..." وجاءت أحداثُ ولوحات (ذاكرة مخيم) متشظيةً، ولكنَّها محددة في ما عاشته الكاتبة في مخيمات اللجوء أو سمعته مباشرة، فلم تكن تسمح بأي مساحةٍ للأدب الخيالي لتستمدَّ أحداثُ كتاب (ذكرة مخيم) قيمتَها الجماليّة من إحالتها إلى ذاتها، ومن أيديولوجيّة الكاتبة، في حين أنَّ التاريخ يستمدّ قيمته من خلال الحكم عليه بالموضوعيّة والحقيقة، فجاء الحديث في لوحات الكتاب في معظمه حول قصصٍ لحياة النساء من فئة الدخل المنخفض التي تعكس الحياة اليومية بطابعها الشعبي، ومن ذلك حديثها في لوحتها الموسومة بـ (مشغل الخياطة) والتي تقول فيها: "بعد سهرة مضنية، قضتها في التَّطريز على سراج الكاز؛ أفقدتهن شيئاً من بريق عيونهن، وقوة أبصارهن، اجتمعن على بقايا حصيرٍ قديمٍ، برفقة أطفالهن على الساعة الثامنة صباحاً في مركز الخياطة التابع لوكالة الغوث في المخيم ... إنَّهنَّ لاجئاتُ المخيم، امتهن التطريز، بالغرزة الفلسطينية، وبالحرير الأصلي، وأبدعت أناملهن في رسم لوحاتٍ فنيةٍ ... وحين يشتدُّ الحرُّ صيفاً في بيوتهن الضَّيقة الرَّطبة؛ يخرجن عصراً إلى الشارع، ويجلسن على أكياس الخيش الخشن، يتبادلن حبال المودة كجارات وصديقاتٍ، ومتنافساتٍ على السرعة في التطريز، فتعمل أيديهن بسرعة المكوك، فترى الخيوط الملونة، تطلع وتهبط، كأنَّهن يرمين نبالاً دفعةً واحدةً ..."، وهي بهذا تقدم الموادَّ اللازمة لتاريخٍ متكاملٍ وحقيقي أقرب للتاريخ الشعبي، الذي لا يركز فيه المرء على الأحزاب السياسية والنخبة الوطنية؛ ولكنَّه يحتوي على النساء والبيت والعائلات البسيطة، بطريقةٍ يمكنها المساعدة على ربط الماضي بالحاضر بطريقة ملهمة كما في لوحتها الموسومة ب(معرض الأزياء) والتي تقول فيها: "هكذا ظلَّ المخيم مسرحاً -عن غير قصد- يعرض مختلف ألوان التراث الشَّعبي، الذي حمله اللاجئون من مدنهم وقراهم التي هُجروا منها. ذلك الفلكلور الفلسطيني، الذي يروي حكاية الوطن بأنامل الأمهات والجدات منذ آلاف السنين، فهو بمثابة وثيقة ملكية لهذه الأرض، تحمي هويتنا من الطَّمس والتَّهويد.
وفي محاولة الاحتلال الصِّهيوني سلب الثوب الفلسطيني عمد إلى تسجيل الثوب باسمه في الموسوعة العلمية الرابعة سنة 1993، وقد أُسقط هذا الادعاء عام 2007، بفضل نضالات الفلسطينيين وفي يناير 2022 حاول الاحتلال مرة أخرى سرقة تراثنا حين ادعوا أنَّهم أصحاب الثوب، وألبسوه لما يسمونه ملكات جمال إسرائيل ولكن محاولتهم باءت بالفشل. وهكذا سيظل الثوب تراثاً شاهداً على أنَّ الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض فذكرياتهم فيها أطول من أن تحسب بالسنين"، وهنا نجدُ الكاتبة تشجع التفكير النقدي في العلاقة ما بين الحاضر والماضي، بطريقةٍ غير مباشرةٍ، بواسطة تشكيل الماضي الذي يشتمل أكثر على النساء والفقراء، وعلى هؤلاء الذين يحملون تراثهم وتاريخهم كأسلوب حياة وليس كمهنةٍ أو مطلبٍ حزبي، وأيضًا من خلال التأكيد على أماكن محددةٍ وأصوات أشخاصٍ محددين، من خلال كلِّ ذلك استطاعت فائقة الصوص أن تجعل من كتابها (ذاكرة مخيم) مرشداً للتصورات عن المجتمع الفلسطيني، وأن يكشف عن التَّداخل مع الماضي ويحذر من المخاطر والاحتمالات المستقبلية، وبهذا تشير إلى ضورة الحراك الاجتماعي للشعب الفلسطيني في المحافظة على تراثهم، من خلال تصوير دورهم في التأكيد على الهوية الفلسطينية وحماية الفلكلور الشعبي، ليكون للفلسطينيين دورهم في حفظ ذاكرتهم وسرديتهم التاريخية؛ في مواجهة الرواية الصِّهيونية المضادة، خاصة بعد رحيل الجيل القديم، الذي يذكر الحياة في فلسطين قبل النَّكبة، وانشغال الشعب بقضايا حياته اليومية والتطورات المحيط به والتي أدت إلى تضاؤل الأمل بالعودة القريبة.
فلم تقتصر فايقة الصوص في كتابها (ذاكرة مخيم) على سرد الأحداث اليومية الاجتماعية وإنما تسترجع الذاكرة الفلسطينية التي شُنت الحرب ضدَّ عدّوها، كما في لوحاتها (حرب الشَّوارع، بيعو، اقتحام) فتقول الأولى: "يهاجم جنود الاحتلال المخيم بوحشية مطلقة، يبحثون عن الفدائيين، يدخلون الأزقَّة الضَّيقة الممتدة المتشعبة، وأصابعهم على الزِّناد، لا يفهمون سوى لغة الرصاص، الخوف يلازمهم من مباغتة فدائي لهم، فتتحول الأزقة إلى مقبرة لهم"، وجاء ذلك بأسلوبٍ قصصيٍ يعبر عن تجربةٍ شعوريةٍ من خلال خلق حياةٍ فنيةٍ موازيةٍ للحياة الواقعية في وصف الأحداث وإثارة عواطف الفضول ورغم هذا فلم يكن الهدف صياغة حبكةٍ قصصية تبدأ وتنتهي، ولكنَّ هدف الكاتبة هو رسم لوحةٍ شعوريةٍ جميلةٍ مزينةٍ بتقنيات القصة تدفع القارئ للمتابعة وإحداث الأثر النَّفسي والفكري لديه، ومن ذلك أيضاً ما جاء في اللوحة الموسومة بــ(بيعو) تقول: "سارت الدَّورية راجلة، وأيديهم على الزِّناد؛ خمسة جنود بينهم ضابط، وآخر يحمل على ظهره جهاز التَّخابر "اللاسلكي"، وفي يده جهاز الإرسال الذي يحدث وشّة عالية.
اتجهوا صوب البيت، ودخلوا الزقاق، تعمد المختار رفع صوته بالكلام مع الجنود كإشارة منه لتنبيه النَّاس بوجود دورية صهيونية، يؤكد وجودهم وقع بساطيرهم، ووشة جهاز اللاسلكي.
تناهت الأصوات إلى بيت أبي أيوب، استنفر الفدائيون داخل الغرفة، واستعدّوا للمواجهة ... وقبل أن تطأ بساطيرهم أرض البيت نزل عليهم كالصَّاعقة من آخر الزقاق حجر أربكهم رافقه صوت قوي جهوري، يصرخ: بيعوووو ..." وهنا تطرح الكاتبة أحداثها من خلال الوصف الفضائي للحدث لتنشيط الفعل الدرامي وبث الحيوية الفكرية والانفعالية في النص لتوليد الطاقة الدرامية التي تمدُّ النص بالحيوية والحركة، وهي تسجيل لمحطات مختلفة من حياتها كلاجئة فلسطينية، ولكنها في ذات الوقت حجبت جانبًا مهمًا من هذه الأحداث كما في اللوحة الموسمة بــ (رحلة في ربوع الوطن) والتي تبدؤها قائلةً: "فرصة لطالما انتظرناها، إنَّها الرحلة إلى شمالنا الحبيب، والتي جمعتني بأصدقاء وزملاء عمل، جُلُّهم سيطئون لأول مرة أراضينا المحتلة عام 1948م ..." فتحجب عنا كيف هيئة هذه الفرصة وما المعاناة التي عاشها الفلسطيني من أجل هذه الرحلة، فالكاتبة لم تكن تهتم لهذا الجزء المسقط من الحكاية بقدر تشغلها الرحلة نفسها، الأمر الذي يجعل لليوميات عنصراً حكائياً مميزاً، وقد أبدعت الكاتبة فائقة الصوص في انتقاء هذه العناصر وتأويلها لتغدوَ جزءًا من خطابٍ معاصر، يستند إلى الماضي، ولكنّه يحيل إلى الحاضر، بشكل يجعل القارئ يودّ أن يبلغ جوهرها، فيتتبعها في حدثها التَّاريخي، وتتميز الحكاية في كتاب (ذاكرة مخيم) بقلة استخدام ضمير المتكلم إلا عندما تتحدث الكاتبة عن أحداثها الخاصة بأسرتها وبشخصها، فهناك دائمًا حبكة وسرد في لوحات كتاب (ذاكرة مخيم)، وأبطالٌ يساهمون في تطور أحداثها، التي كثير ما تكون السَّاردة أحد وهؤلاء الأبطال، وهو الذي يوجد مباشرة في وسطها، أو تخرج من دائرة الحدث واصفةً ومفسرةً له، ولكنَّ ذاتها تظلُّ موجودةً، فإنَّها تكتب عن انطباعها عن مكانٍ أو حدثٍ معين، معتمدة في ذلك على الوصف الذي يعمل على إبطاء حركة زمن السرد، ومن أمثلة ذلك (المسحراتي، كعك العيد، يوم العيد، الفرن)، وفي كثير من الأحيان نجدُ فايقة الصوص تؤرخ الوضع السِّياسي النِّضالي في المخيمات وخارجها بنقلها صورةً مغايرة لتفصيلات الحوادث التي مرّ اللاجئون بها في ذلك الوقت، وانعكاساتها على المنطقة المجاورة وخاصة مصر ومن الأمثلة على هذا حديثها حول (المقاومة الشَّعبية والاحصاء والتهجير)، فالأحداث في (ذكرة مخيم) ليست بكاملها جزءًا من التَّجربة الشّخصيّة للكاتبة، ونلاحظ أنَّها ليست مجرّد خلفيّة أو إطار لأحداث رواية تاريخيّة بل إنّ هذا التّاريخ هنا حالة دينامية حيّة يتدفّق في شّوارع وبيوت اللاجئين، فتنطلق الكاتبة على بنية الحكاية الإطار، والحكايات المتضمّنة الفرعيّة، التي تتشكل منها لوحات الكتاب والمتمثلة في أحداث القصص والحكايات التي ترويها لنا الكاتبة والتي نسمعها من صوت الجدات والأجداد، ومع ذلك فالسّرد في كتاب (ذاكرة مخيم) يصبُّ في ساردٍ رئيسٍ واحد يلعب دور السارد الضّمني الذي يستمع إلى السّرد أو يقرؤه، وبالتالي يصل إلى القارئ، وهذا السارد الضّمني الذي هو الكاتبة، وهي من تتحكّم بالخيوط السّرديّة وتقطعها، وتعيد وصلها وتركيبها، وفقًا لاستراتيجيةٍ سرديّةٍ تقترب إلى السماعية تستحقّ الإعجاب فعلًا، لأنّ الكتاب مكوّنٌ من عددٍ كبيرٍ جدًّا من الأحداث القصيرة المترابطة معًا، فيما يشبه متوالية سرديّة محكمة، استطاعت السّاردة الرّئيسة قيادته باقتدارٍ واضح؛ لذا ظلّ حضور الحكاية الإطار قائمًا، لأنّه ما يوحي بموقف السّاردة تجاه ما عايشته من التاريخ القريب، والذي يربط ماضي اللاجئين بحاضرهم ومستقبلهم ولكن وظيفة هذا التفاعل بين الحكاية الإطارية والحكايات المتضمنة الأهم في نظري هي الإيهام بواقعين مختلفين زمنيًّا هما: ماضي اللاجئين وحاضرهم.

واختتم الأستاذ محمد لوحته بقصيدة للأستاذة فايقة ألقاها الطالب محمد مشتهى
أنا الشِّبلُ الفلسطيني حروفُ الضادِ تُغْريني فأنقشُ كلَّ ٱمالي بعزمٍ في شراييني بِحُبِّ الأرضِ أقتاتُ وريحُ الأرض تُغْنيني جَبَلتُ حجارَها ناراً من الغربان تَحْميني أدكُّ الأرضَ في سيري لأدعسَ فوق تنيني وأرفعُ هامتي فخراً وأصدحُ في الميادين سليلُ العزِّ والجاهِ أنا من أرضِ حطين أنا العنقاءُ في حُلُمي وعطري من رياحيني أحلِّقُ في فضاءاتي وأُقْبِلُ بالبراهين فلا كلَّتْ عزائمنا ولا اعْوَجَّتْ موازيني أتوقُ لجنَّةٍ كبرى بها أشدو فتحييني أنا المغروسُ في وطني وعشقُ الأرضِ يُدْنيني فسحقا للذي بدأت يداه اليوم تقصيني أنا من طين هاذي الأرض من نسل الميامين
**

بعدها فتحت الأستاذة فتحية باب الحوار فكانت مداخلات تحدثوا فيها بمشاعر فياضة وأحاسيس ملتاعة تنتظر العودة، راجين من الله أن تكون قريبة
كانت المداخلة الأولى للدكتور نبيل اللوح الذي أعرب عن إعجابه بهذا المشهد الثقافي، وتقديره لمثل هذه اللقاءات الأدبية التي تحفز الذهن وتشجع على
وقال لقد أشرفت على أكثر من رسالة ماجستير في الإدارة، لكنني عندما أرى هذه اللقاءات أغار، لأن مثل هذه الفعاليات التي تنمي الفكر وتنمي العقلية لا نجدها في التخصصات الأخرى، فهي تحافظ على الهوية الفلسطينية، وأكون سعيد جدا عندما أجد أخواتنا أقول:
وفي بلد الحرائر شامخات شموخ الطير في شُم الجبال
فعندما أجد الأستاذة فتحية وهي في هذا السن تدرك قيمة العطاء، وكذلك أختنا الأستاذة فائقة، وأختنا الأستاذة شهيناز، حقيقة أنني مسرور جدا بهذا الأمر
كما أشكر أخونا الأستاذ محمد، فلدينا مقولة: إن القائد يخلق قائد، ف هو يدرس في مدرسة أوائل وقادة، فهو ينشئ جيل من طلبته من القادة، فهو يطبق عمليا تصدير جيل من القادة
ثم إن ما تقدمت به الأخت فائقة وما تقدمت به الأخت شهيناز والأخ محمد من نقد، وإدارة الأستاذة فتحية فعلا يدل على الرُقي بالفكر فلابد أن نرتقي بفكرنا في كيفية الحفاظ على قضيتنا الفلسطينية على هويتنا الفلسطينية، فما سردته الأخت فائقة فعلا يُعيدنا إلى الذاكرة، وهي عندما تكلمت بالعامية، طبعا الكلام العامي هو الذي يدخل القلب، دون أي تكلف فيه، حتى عندما نعلمه لأبنائنا، فإنه يدخل القلب بكل يسر، ويتعلمونه، لقد ذكرتني عندما كنا نقول لليهودي في الانتفاضة الأولى (بيعو) فكانت هذه الكلمة تستفز المحتل
فما تفضلت به من سرد بالعامية، فعلا يدخل القلب، وأنا أتمنى لهذا الكتاب أن يدخل كل مدرسة، ويدخل الجامعات حتى يطلع الجميع على هذا التاريخ الذي ترويه فائقة من واقع معايشتها له، هذا ما نريده، لابد وأن نوثق تاريخنا، لأن الحرب بيننا وبين المحتل ليست حرب أسلحة فقط
يحاولون سرقة ثقافتنا، قرص الفلافل الذي يستهين به البعض وكذلك خبز الفينو والصاج يحاولون سرقته، كذلك الثوب والتطريز الفلسطيني، يحاولون سرقته في محاولة منهم لإلغاء القضية الفلسطينية، فهذه الندوات الثقافية، وهذه القصص والأشعار، فعلا هي ما سيحافظ على هويتنا الفلسطينية، فكل الشكر والتقدير للكاتبة والناقدين وللصالون ولكل الحضور

كانت المداخلة الثانية من الدكتور جهاد الباز الذي قدم التحية للحضور، ولضيوف المنصة ولصالون نون الأدبي، ثم قال: لقد اطلعت على هذين الكتابين وهما مخطوطين قبل طباعتهما، جميل أن الكاتبة لم تلجأ للأسلوب المقعر لأنه لا يتناسب مع الجميع، أحببت أن أقول إننا جميعا
وأضاف: الأحداث في هذين الكتابين تتوقف عند حرب 1967م، وأكد على شاشة السينما التي كانت توضع في المعسكرات، ومنها معسكر الشاطئ المسمى حاليا بالشمالي، كنا نجتمع لنحضر بعض الأشياء
اختتم الدكتور جهاد بتوجيه التحية لأم أيمن التي ترد بكتابيها على مقولة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالكبار إذا ماتوا هم أحياء في ذاكرة الصغار

المختار أبو عبد الله زقوت بمشاعر فياضة ودموع صادقة تحدث من وحي معايشته لهذا التاريخ الذي لا يعرفه الكثيرون من أبناء الجيل الجديد، وتحدث عن قرانا التي ننتمي إليها خاصة سمسم التي سقطت بعد المجدل وحمامة ونعليا، وتحدث عن شجاعة شباب سمسم بشهادة سمعها شخصيا من والده، خاصة محمود عبد ربه وأولاده الاثنين، وفد خرجوا ببنادقهم ليدافعوا عن المجد الفلسطيني، وتحدث عن الخيانة التي كانت السبب الرئيس في نكبتنا
وتحدث عن بيت طيما وقد اشتركت القوات المصرية والسعودية في تحريرها، وكان كل منهم حريص على أن ينال شرف رفع العلم الفلسطيني على بيت طيما، هذا الموضوع سمعته من السعوديين أنفسهم، ولابد أن توثقينه في كتبك
كذلك تحدث عن قرية بيت دراس والمذبحة التي وقعت فيها، كما تحدث عن قرية دير سنيد ونضالاتها، وقصة اليهودية التي قامت بقنص نحو خمسين شخص ما بين مصريين وفلسطينيين، وعندما قُطعت يدها قالت: الآن أموت شهيدة
كما تحدث عن أحمد حلمي باشا


الأستاذ إبراهيم الصوص كان له مداخلة شكر فيها الأستاذة فائقة ولكل من قاموا بتنظيم هذا اللقاء، وشكر جماعة صالون نون لحرصه على توثيق الرواية، وعلى حرصه على التشبث بالحقوق الفلسطينية في كافة الميادين، الثقافية والوطنية والاجتماعية، ثم أشاد في الكتابين قائلا، رؤيتي بعد قراءة هذين الكتابين، أن هذا تاريخ يجب أن تهتم به الأجيال، ويصلح أن يكون كوثيقة حمورابي التي شرعت التاريخ ووضعت الأسس والأصول للقوانين الإنسانية، فالكتابان يستحقا أن يكونا بمثابة وثيقة حمورابي، لأنني لم أقرأ من قبل عن توثيق القضية الفلسطينية بهذه الطريقة التي تتناول سسيولوجيا الإنسان الفلسطيني؛ خبراته الثورية، نضاله والتحدي رغم ضآلة الإمكانيات المتاحة، صقل الجيل الشبابي واصطفافه لحماية الإرث الوطني، ففي كل محطة من محطات هذا الكتاب تجد نفسك وتجد تاريخ أجدادك، وفي كل محطة تفخر بأنك تدرس ما سمعته وما قرأته لأبنائك، فلهذا صُنع هذا الكتاب، ليضيء الطريق أمام الأجيال المتعاقبة، وكذلك ليعلن عن هوية الفلسطيني فهو العنوان الوطني وهو مصدر يستمد منه العالم، فلم تكن اللثامة في السابق كما كانت في عهد عز الدين القسام، وكما ذكرت في قصة أحمد عمران عندما كانوا فرساننا الملثمون وجاءت منظمة التحرير وأطلقت على مقاومينا وملثمينا بكافة انتماءاتهم السياسية - أنهم فدائيون، هكذا جيل بعد جيل نحمل القضية
ثم قال: هذا الكتاب مزيج من الواقع، ومزيج من توثيق لذكرى مسموعة وذكريات روتها أجيال عاصروها، لقد أصبحت الكاتبة مخضرمة لأنها عاشت جيلها وعاشت الجيل الذي يليه.
كانت القضية الفلسطينية قضية قومية، والمجلس الوطني كان بقرار وطني عربي، ولنا الشرف أن حكومة أحمد حلمي باشا كانت أول حكومة تأسست وأعلنت عن الهوية الوطنية، واختتم بقوله: عاشت فلسطين حرة أبية والمجد لشهدائنا أينما كانوا وعلى مدار التاريخ

الأستاذة عائدة المجدلاوي، بعد أن شكرت صالون نون الأدبي، والسادة على المنصة، الناقدة شهيناز والأستاذة فتحية والأستاذ محمد، وأشادت بالكاتبة والكتابين اللذين عادوا بها لأحداث وذكريات عاشتها في طفولتها، جعلتني أرى الماضي أمام عيني، لأنني عشت هذه الوقائع كاملة
الأستاذة شهيناز في قراءتها كانت رائعة ووثقت لوقائع كادت أن تندثر، كذلك الأستاذ محمد الذي في قراءته وبأسلوبه الجديد الذي أبدعه اليوم خرج عن إطار القراءة النقدية، مما جعله يشد انتباه الجميع، فأتمنى من الكل أن يحذو حذوه.

الأستاذة يسرى الخطيب، بعد أن قدمت تهانيها للكاتبة لإصدار هذين الكتابين، وأشادت باللقاء لأن هذه اللقاءات هي التي تحيي الكتاب بغض النظر عن حفلات التوقيع
وأثنت على الكتابين واعتبرتهما إضافة للمكتبة ضمن الرواية الفلسطينية، فكل راوي يكتب عن القضية بطريقة مختلفة، لكن الأخت فائقة نهجت بكتابيها الأسلوب البسيط والعامي، الأسلوب المتداول، والقريب من القلب والذاكرة، لقد نبشت ذاكرة كل واحد فينا عاش في المخيم، عشنا هذه الذكريات وشعرنا بالألم، وإن كانت لحظات الفرح سرعان ما تزول فإن الألم يبقى وبه تبقى الذاكرة مشتعلة، ومن يتألم لا ينسى
هذا الكتاب ببساطته وجماله أنا اطلعت عليه أكثر من مرة، لقد أحيى ذاكرة كل واحد كان يتابع فائقة، هي تذكر شخصية الكل يرد عليه، وأنا عن نفسي عندما كنت أتابعها استذكر أسماء
تم تداولها في التعليقات أكثر من التي كتبتها الأخت فائقة، هذه الذاكرة الجمعية التي وضعتها في هذا الكتاب وأرختها أتمنى أن توزع على المكتبات بالمدارس، وأطالب الشباب أن يستمعوا من المختار ليستفيدوا منه، وطلبت من المختار أبو عبد الله أن يسجل هذه الذكريات في أشرطة، ويعطيها لمن يتطوع بتوثيقها في كتاب، مستدلة بما فعلته مع خالها الذي سجلت له قبل وفاته ثلاثة أشرطة، وتعتبر أنهما أمانة، وهي تستفيد منهما في كتاباتها، وقالت أن بإمكانها كتابة تاريخ وكل حيثيات قرية المغار لكثرة ما سمعته عنها، نحن حريصين على حفظ هذا التاريخ
الدكتور عبد الله تايه وجه عناية الحضور لكتاب قيم، هو كتاب (حكومة عموم فلسطين) للكاتب محمد خالد الأزعر، ففيه من المعلومات الكثير والكثير، ويتحدث بالوثائق التي نشرها كيف أن الدول العربية التي أنشأت حكومة عموم فلسطين هي نفسها التي أفشلت هذه الحكومة

الشاعرة وفاء زايد تساءلت: ألا ترين أن الحديث عن مشاجرات النساء عند حنفية الماء، هل ترين ذلك أمر تربوي بالنسبة للأجيال القادمة؟

أما آخر المداخلين فكان الدكتور يونس نصار ألقى قصيدة من كتابته
بعد هذه المداخلات قالت الأستاذة فايقة، أنا جد سعيدة بهذا اللقاء وبتفاعلكم، فهذا مصدر رضى لي ولكل كاتب، سعيدة بهذا التفاعل الذي أحدثه كتابيّ، وشكرت المداخلين، فمداخلاتكم أعادتني للحظات الكتابة واقشعر جسمي
ثم قالت: أقسم بالله أنني كنت أكتب هذا التأريخ لمعاناة اللاجئ الفلسطيني وأنا أبكي، كنت أتوخى الدقة في حرف الجر الذي أكتبه، كي يُنقل التاريخ صادقا للأجيال، هذان الكتابان وجدوا صدى كبيرا، لقد أنشأت صفحة وكنت أنشر عليها وكان التفاعل كبيرا من الفلسطينيين والعرب وغيرهم، كانوا يتواصلون معي ويستفسرون عن روايتي للقضية
لقد أذكت كتاباتي الروح الوطنية عند كل فلسطيني، وأذكت التعاطف من غير الفلسطينيين
بعد عامين أغلقت إدارة الفيسبوك هذه الصفحة، والآن أنا أنشر على صفحتي الخاصة، إلا أنها أقل انتشارا من الصفحة العامة
بالنسبة لمشاحنات النساء، فعندما تعلم الأجيال القادمة أن المخيم به عشرات الآلاف من العائلات ليس به سوى سبع حنفيات، كانت الحارة بها أربعين عائلة وليس بها سوى حنفية واحدة، تفتحها الانروا في ساعات محددة، إذا ما عرفت هذه الأجيال ذلك سيدركون مدى المعاناة التي عاشها الفلسطيني، كانت بعض النسوة ممن لا يتمكن من وصول الدور لهن لتعبئة أجرارهن، كن يذهبن للبيارات خارج حدود المخيم ويعبئن من بئرها، وإذا ما سقطت الجرة عن رأسها أثناء عودتها تفقد الماء وتفقد الجرة مع ما في ذلك من ألم
هنا اختتمت الأستاذة فتحية اللقاء قائلة: في الختام، هذا غيض من فيض ما كتبته أقلام المخلصين بعد أن شرعوها سلاحا يثبتوا به حقا لن تغيب عنه الشمس، ولا زلنا في دعوة مفتوحة لكل كاتب ألا يغيب عن هذا الفضل، فيُحرم ذاك الأجر
فليوثق كل واحد منا لمدينته أو قريته، لنؤكد على أن ذاكرة كبارنا لن تموت بموتهم، وصغارنا على العهد ولن ينسون الوطن والقضية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صالون نون الأدبي في جلسته .. بين اللجوء والمخيم كانت الحكاية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صالون نون الأدبي يطرح في جلسته موضوع المرأة والقصة القصيرة
» في صالون نون الأدبي الدكتور معاذ الحنفي من أقبية السجون إلى مرافئ النقد الأدبي
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي يناقش موضوع الإبداع الأدبي والحرب
» صالون نون الأدبي وكل العناوين أنت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: