الصياد والحورية..2..زينب بابان

أتي الصياد للقاء حورية رغم قلبه المتعب .. وكلما ألم شيء بالعراق زادت ألامه ومتاعبه الصحية .. لكن عند ملاقاة الحورية ينسى همومه ويسعد بين يديها ... حبيبتي تتعثر قافيتي .. ووجعا يتشظى .. مسكون بأنين الوقت المهدور .. على مذبحة البعد يا حبيبتي .. أينع وأتعبني صبري .. وأنتظر ساعات لقائك .. وأنا أسبح يا حوريتي في تيار الوجع الدامي .. على زورق عام الحزن ..
حبيبي عام مضى وما زلت أنتظر من يوقد شموع عمري .. عامي الجديد يرحل يضحك على أيامه الماضيات .. سني أعوامي شموع ستنطفئ وهل لاحتراق الشموع من رجوع
قال الصياد ويود الإبحار في عيونها عام يمزجني برماد رسائلنا .. ووجع اللقاء يشتد على عنقي ... ويخنقني في صحراء العمر بدونك ..
حبيبي سأحدثك بما أستجد في بلدي وشر البلية ما يضحك.. كما تعرف العراق متعدد المذاهب والقوميات وكلا يتزوج من بعض لا يسأله ما مذهبك وما لغتك فالكردي يتزوج العربية وبالعكس والشيعي يتزوج السنية وبالعكس... وأنجبوا الأطفال وكبروا .. ولكن ما يحصل الآن الأعجب حيث باتوا يجبرون الزوج على طلاق زوجته إن كانت في مذهب غير مذهبه.. رغم مرور السنين الطوال على زواجهم وأولادهم باتوا رجالا .. أحدهم سني وزوجته من المذهب الشيعي ..ولديه عدة أبناء كبار.. ويسكنون منطقة سنية ساخنة جاء أليه تهديد أما أن تطلق زوجتك الشيعية وتعود لبيت أهلها .. أو تتركون البيت بما فيه وترحلون عنه .. المسكين ماذا يفعل هل سيطلق أم بيته ؟ وماذا سيقول لأبنائه إن سألوه عن سبب رحيل أمهم ؟ أختار الرحيل من البيت وترك البيت بما فيه من أغراض وما جمعه عبر سنين حياته ... وسكن في منطقة شيعية بالقرب من بيت أهل زوجته ... بعد فترة قامت ميليشيات باعتقاله ؟؟ لماذا ؟ لكونه سني بمنطقة شيعية ما تهمته ألست عراقي ومسلم مثلكم .. لا لكونك سني قد تكون جاسوسا علينا ؟؟؟ بعد عدة واسطات وتدخل تم الإفراج عنه ... طلب من زوجته الرحيل لدولة مجاورة لأنه لا يضمن سلامته أن اعتقلوه بالمرة القادمة باع ما تبقى من ذهب زوجته للرحيل لدولة أخرى وسافر مع عائلته .. لكن الغربة صعبة ولا عمل ينتظره والمصاريف كثيرة أثرت زوجته العودة لأرض الوطن مع أطفالها وتركها لزوجها في غربته ضمانا لسلامته...
والأخر شيعي يسكن حي العدل .. في منطقته بعض البيوت الشيعية بدؤا ينسحبون من المنطقة بهدوء .. رحل الرجل الكبير من بيته في ليلة شتائية باردة ولم يأخذ من بيته سوى بعض البطانيات لتحمي أجسادهم من برد الشتاء .. بعد فترة رادو العودة لبيته لأخذ بعض الضروريات والطعام... جاؤا إليه المسلحين قالوا له ماذا تريد .. قال أغراضي لأنتقل لمنطقة أخرى .. صرخوا بوجهه ماذا لتذهب بها لمنطقة شيعية هات مفتاح بيتك وارحل ؟؟
ماذا .. هذا بيتي تعبت لحين بناءه وتجهيزه.. ما ذنبي ولا سلاح عندي واسأل الجيران عني ... صرخ الإرهابي بوجهه أنتظر ليأتي الأمير يفصل بأمرك ؟؟ ماذا أمير هنا ؟؟ جاء بجبروته وحمايته ... سوف لن نقتلك أذهب اذهب وقل لجيش المهدي كم نحن أشراف أكتفينا ببيتك ؟ ولا تتفوه بكلمة هات مفتاح بيتك وارحل وخذ زوجتك الماجدة العراقية وارحل... أي مأساة نعيشها.. وكيف تغيرت النفوس
والأخر يسكن البصرة هذه المدينة الوديعة.. أنه مسلم سني وزوجته مسلمة شيعية .. ولديه أبناء ثلاث أكبرهم عمره 13 عاما.. أتوا أليه أخوال أولاده.. أما أن تطلق أختنا أو نقتلك؟؟؟ ماذا ؟ أنها أم أطفالي وزوجتي.. قالوا له هذا ما عندنا قد أخطأنا بزوجك منها ؟؟ بعد مضي عقدين من الزمان لزواجنا تقولون أخطأتم ...هل وجدتم أني مقصر معها في شيء.. هل أخطأت في تربية أولادي.. لا بل لكونك سني المذهب لا نريدك .. حفاظا على بيته طلق زوجته .. حتى لم يتركوه يأخذ ملابسه .. غادر أرض الوطن لغربته القاسية .. تعرف عبر الانترنيت على فتاة مغربية تعيش في السويد .. واتفقا على الزواج .. وأتته إلى سوريا وعملوا حفلة الزواج وألان يعيش معها في السويد.. لم تسأله ما مذهبك وما ملتك .. يكفيها أنه مسلم وعراقي شهم ...
ربي ألطف بحال العراقيين ... نظر أليها الصياد حبيبتي.. حوريتي.. أنتظرك لتسقيني رشفة حب.. انتظر من يمنحني قرص حنان .. حبيبتي وحدي أتلوى أرقا مرا ... أنتظر خيالك يداعبني ...
نظرت إليه الحورية وقبلته من رأسه ... قال لها آه من عينيك غاليتي أشعر بها حنانا دافئة .. وأنا في حضن الإعصار .. أنني على قارعة الموت .. أنتظر نهايتي بأية لحظة ... ويتضور في شفتي الجوع .. وفي حنجرتي تخثر صوت مفجوع ... يتجلى فيه .. ذهول الصمت ...........





زينب بابان