واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Empty
مُساهمةموضوع: عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن   عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Icon_minitimeالخميس 20 مايو 2010 - 8:57

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الشعوذة تقتل بالدار البيضاء، تحت هذا العنوان المثير، كتبت كبرى اليوميات المغربية خبرا صغيرا في صدر صفحتها الاولى، عن اعتقال مشعوذة ومستخدمة بمستودع الاموات على ذمة التحقيق في قضية مقتل مواطن بعد تناوله لوجبة تتضمن مواد سامة وضعتها له زوجته، كي تسحره.

وجاء في تفاصيل الخبر، ان المشعوذة قد طلبت من سيدة جاءت اليها ترغب في الحد من عدوانية زوجها، ان تشتري نصف كيلو غرام من اللحم، وبعد تحضيره ببعض العناصر السحرية، ثم اخذ اللحم الى مستودع الاموات بالحي الحسني (بالدار البيضاء) بالاتفاق مع احدى المستخدمات العاملات به، كي يقضي ليلة كاملة في فم رجل ميت، وفي اليوم الموالي، طبخت (السيدة) اللحم وقدمته وجبة لزوجها، بعد ان طمأنتها المشعوذة الى انه سيغير من عدوانيته لكن اللحم المسحور قضى على حياة المسكين مرة واحدة، مما دفع الزوجة الى الاسراع بابلاغ الشرطة التي اعتقلت المشاركات الثلاث في العملية.

قد لا يكون لعاب الميت المختلط باللحم هو السبب في وفاة الزوج العدواني، فلربما كانت المستحضرات المضافة اليه هي مصدر التسمم القاتل,,, لكن الذي يهمنا من اثارة هذا الخبر هو واقعة السحر بالميت نفسها، من حيث كونها تفضح واقعا قائما لا تعلن عن حضوره الخفي في المجتمع المغربي، سوى الحوادث المؤسفة التي تصل، من حين لاخر، الى العدالة ووسائل الاعلام,.

الموت

سيبقى «الموت» هو لغز الالغاز الابدي بالنسبة الى بني البشر، لازمهم منذ صدمة الوفاة الاولى، واستبد سره المحير بهم الى درجة ان كل المعتقدات السحرية ثم الدينية احاطته بهالة من الغموض والرهبة.

وفكرة الموت في المعتقدات الشعبية للمغاربة لها صور وملامح غريبة، لكنها تترجم في المجمل رعب الناس من لحظة الوفاة وما يليها، وهكذا نجد انه على الرغم من كون (الموت) كلمة مذكرة، فان اسلافنا شخصوه في صورة امرأة بلا كبد ولا رئتين، لا تشفق على العجوز كما لا ترحم الرضيع.

وحين تكون تلك المرأة المرعبة قد اتمت مهمتها بانهاء حياة البشر جميعا، سوف تحمل الى مكان يقع بين الجنة وجهنم، كي تذبح فيه ويسيل دمها كله مثل كبش ,,, هذه واحدة من الافكار الغريبة عن تصور المغاربة القدامي للموت.

حياة عابرة

الموت نهاية حتمية لحياة عابرة وقصيرة مهما طال امدها ومحطة عبور نحو حياة سرمدية، تتخلص الروح خلالها من ادران الجسد الفاني، لترحل الى حيث الخلود في عوالم الما وراء، ولم يحدث ان عاد احد من هناك ليخبر بني البشر عن اسرار ما بعد الموت، فقط نموت ونحمل معنا السر الكبير لنمضي بلا عودة صوب المجهول,,, ولكن في نمط التفكير البدائي، الموت يعدي فانتقائيته التي لا تضبطها قوانين مفهومة، تجعل الخوف من الموت ومن الموتى احساسا مشاعا بين الناس.

وفي تنقل الموت بين الناس عدوى تقتضي الحماية منها اتخاذ بعض الاجراءات الضرورية كأن لا يضع المرء نفسه في موقع التعرض لاذى عين شريرة مثلا,, ولذلك ايضا تسارع الام فور سماعها لنبأ وفاة احد ابناء الجيران الى «طلب الستر والسلامة» قائلة «الله يحفظ» مخافة انتقال عدوى الموت الى طفلها.

اما حين يحصد الموت عددا من افراد الاسرة الواحدة، فان الامر هنا يصبح لعنة مسلطة بعمل سحري، ينبغي ايقاف مفعولها المؤذي حتى لا يستمر نزيف الارواح داخل الاسرة فالمعروف لدى المهتمين والممارسين ان تسليط الموت على الاخر واحد مجالات السحر الانتقامي، يمكن تحقيقه اما بمناولة الغريم عناصر غذائية تتضمن »التوكال» او من خلال رسم احد «الجداول» السحرية الرهيبة من طرف فقيه ساحر متخصص.

وقد تعبر عدوى الموت عن نفسها ايضا من خلال رؤيا، فالذي يرى ميتا في منامه تفسيرها انها نداء ودعوة من الميت الى الحي الى موت وشيك، فهو يزوره في منامه إما ليأخذه معه الى عالم الموت، او لينذره بموت وشيك الوقوع.

وفي معتقد المغاربة انه ينبغي كتمان هذا النوع من الرؤيا وقطع الطريق على عدوى الموت من خلال تقديم الحالم لصدقة، تكون غالبا وليمة تتلى خلالها ايات قرآنية، من قبل فقهاء.

وكذلك تجلب عدوى الموت افعالا وحركات متهورة من قبيل التمدد فوق اللوح الذي يغسل فوقه الميت «المغسل» او فوق «المحمل» الذي يحمل فيه على الاكتاف الى مثواه الاخير.

اما الماء الذي يستعمل في غسل الميت، فان المغاربة يجلبونه ساخنا من الحمام البلدي العمومي ولا يقومون بتسخينه ابدا داخل منزلا لميت، لان من شأن ذلك ان يجلب وفاة فرد آخر من الاسرة، وما يبقى غير مستعمل من ذلك الماء، ينبغي ان يفرغ خارج مجاري البيت، للسبب نفسه.

وبعد غسل الميت واخراج جثته للدفن، ينظف مكان غسله بالماء الغزير والمطهرات حتى تزال «رائحة الموت» من ارجائه، ويتم التخلص من ثيابه اما ببيعها في سوق الخردة والمستعملات او التصدق بها، لابعاد عدوى الموت عن اهله.

وعملا بالقاعدة القائلة بان كل ما هو غامض هو سحري بالضرورة، تنسحب فكرة الرهبة من الموت على كل العناصر التي لها احتكاك مباشر بالموتى، لتجعل منها جزءا من ترسانة المستحضرات السحرية، التي لا اول لها ولا اخر، فيصبح بالتالي كل ما لمس جسد الميت من ماء وادوات تنظيف، كما تراب المقابر وحجارتها ونباتها او شعر الموتى واظافرهم او عظامهم، وغيرها، مواد سحرية يمكن اللجوء اليها لاحداث موت معنوي او فعلي لدى الاحياء.

«تغسال» الميت

المقصود بعبارة «تغسال» الميت هو كل الادوات او المواد التي لامست جسد الميت خلال طقوس تطهيره واعداده للدفن وتشمل خليطا غريبا من العناصر التي تدخل في اعداد وصفات السحر الاسود.

يجلب الماء الساخن من الحمام البلدي القريب، لتبدأ طقوس غسل الميت وتكفينه من طرف «الغسال» الذي يكون فقيها بالضرورة عارفا بالدين، وتتم وفق الترتيب التالي: يوضئ الغسال الميت الوضوء الاصغر، ثم الوضوء الاكبر كما لو كان يعده للصلاة، ويستعمل لذلك الماء الساخن وكيسا من الخرقة والصابون، اي نفس الادوات التي يستعملها المستحم العادي، مع فرق جوهري يتمثل في كون الغسال (او اهل الميت) ملزما بالحرص على اتلاف كل ما استعمله الميت، حتى لا تتم اعادة استغلاله في اغراض السحر المؤذية.

ومن القوة السحرية التي تكتسبها مواد «تغسال» الموتى لمجرد لمسها الاجساد الهامدة، يستمد الفقيه الغسال مكانته في المجتمع، فهو في نظر المغاربة يحظى بمكانة تختلط فيها مشاعر الخوف بالتقدير، وهو ساحر، حتى وان لم يستعمل القدرات التي تمنحها له علاقته باجساد الموتى.

ولا يحتاج الباحث عن مواد «تغسال الميت» الى ربط علاقة مودة بالغسال فلدى باعة مستلزمات السحر المتخفين خلف واجهات دكاكين العطارة المعروفة، يجد كل ما يبحث عنه، باثمان مرتفعة تبررها خصائصها السحرية المزعومة ,,, فقطعة الصابون التي استعملت لغسل الميت تباع باضعاف سعر بيع الصابون العادي، وكذلك الامر بالنسبة «للمشطة» ولشعر رأس الميت وماء غسله، كل شيء متوفر لمن يبحث عنه اذا توفرت لديه الامكانيات المالية الضرورية - طبعا - وعنصر «النية» اي الثقة في ان تلك المواد متحصلة فعلا من عملية غسل ميت.

الاستعمال

بالنسبة لاستعمالات مواد «تغسال الميت» فهي متعددة بتعدد السحرة وحالات الاستعمال ودواعيه، وهذه امثلة:

الزوجة التي تعاني من تسلط زوجها تجعله يغسل يديه بـ«الصابونة» كي لا يعود الى ضربها بعد ذلك، وقد سمعنا من احدى النساء تأكيدا على نجاعة هذه الوصفة، التي تحدث «موتا معنويا» لعنف اليدين، وكذلك تفعل «المشطة» في غيرها من الوصفات السحرية الاخرى، اما الماء المتحصل من عملية غسل الميت، فان له في معتقد المغاربة قدرات تأثيرية خطيرة جدا، لدرجة انه يكفي رش فتاة بقطرات منه ليتعطل زواجها، وتظل «تضفر الشيب بلا زواج» طول العمر.

ويدخل الكفن الذي يلف به الميت وكذا الخيط والابرة المستعملان في خياطته حول الميت، في عداد مواد الترسانة الرهيبة للسحر الاسود في المغرب، وللتأكيد على اهمية هذه العناصر في عمليات السحر المؤذية التي تقوم على المبدأ الشهير «الشبيه ينتج الشبيه» نورد الوصفة التالية المستعملة لغرض كسب ود شخص.

يأخذ الساحر رأس كبش ويذهب عند الخياط المتخصص في رتق اكفان الموتى، كي يطلب منه مده باخر ابرة استعملها مع قطعة كفن وقليل من ماء غسل الميت، ثم يحضر مزيجا من المواد السحرية يملأ به فم الكبش ليخيطه بالابرة وهو يقول «ماشي فم الحولي اللي كنخيط ولكن فم فلان، باش ما يفتحو غير باش يطييعني» (ليس فم الكبش ما اخيط لكن فم فلان، لكي لا يفتحه إلا ليطيعيني).

وبعد ذلك يغمس الساحر قطعة الكفن في محلول يتضمن ماء الميت والزعفران والجاوي والقزبر ويلف به رأس الكبس ثم يدفنه في التراب قائلا :«ماشي راس الحولي اللي كندفن، ولكن رأس فلان ولد فلانة» (ليس رأس الكبش الذي ادفن،، ولكن راس فلان بن فلانة),,.

وليست مواد «تغسال الميت» وحدها التي تحدث القتل المعنوي او الفعلي للخصم او الغريم، بل كل ما يلامس او يخرج من اجساد الموتى ينتج الموت، واذا كانت لدم المغدور خصائص سحرية اثرناها في حلقة سابقة، فان الاستدراك يقتضي منا ان نشير الى ان تلك الخصائص المزعومة لا تنحصر في دم من توفي في حادث قتل عنيف فقط، بل يمتد تأثير موت «المغدور» ليشمل ثياب الشخص المقتول والملطخة بدمه ونخاعه او مخه، بل والى زجاج السيارة المتشظي والمتناثر حول مكان الحادث (في حالة حادثة سير) او السكين الملطخ بالدم (في حالة حادث قتل).

طبق الكسكس بيد الميت

تلعب الجثة دورا رئيسيا في السحر الاسود، فالميت الذي لا يستطيع الكلام ولا الرؤية ولا السمع، يمكن له ان ينقل عجزه الى الاخرين: الزوجة الخائنة مثلا تستعمل اجزاء من الجثة او بعض المواد التي لمست الميت لكي تغلق عيني زوجها عن سلوكها، والموت باعتباره شيئا معديا، يمكنه الانتقال الى الاحياء ليجعلهم يتوفون، نصل هنا الى تلك الممارسة المطبخية الشهيرة في اوساط السحرة بالمغرب الكسكس بيد الميت.

ان هذه الوصفة المنتشرة في كل المجتمعات المغاربية، قد اصبحت لصيقة بالنساء اللواتي تدفع بهن ظروفهن الاجتماعية غير المستقرة الى اللجوء الى تقديمها لازواجهن قصد اخضاعهم لرغباتهن في السيطرة.

والحال انه لم تكن في الماضي تخصصا تنفرد به النساء بل كانت تمارس حتى في دوائر الحكم,,, فخلال تلك الازمنة المضطربة من تاريخ بلادنا، غير البعيدة عنا كثيرا حين كانت القبائل تتمرد على السلطة الحاكمة (المخزن) لتلتحق ببلاد «السيبة» كان «القايد» او «الحاكم» كلما واجه خطر قبيلة عليه، يلجأ الى خدمات ساحرة لتعد له طبق «كسكس» مفتول بيد ميت ثم يدعو حوله زعماء القبيلة ليتناولوا منه، وفي الاوراق التي خلفها الطبيب الفرنسي موشون المقتول في بداية القرن الماضي بمراكش نجد هذه الوجبة السحرية مرتبطة بغرض «اخضاع قبيلة» اولا، ثم بالمرأة التي ترغب في اخضاع زوجها او كل شخص يريد اخضاع الاخر بعد ذلك وتفاصيل الوصفة كما يلي :


الشهر القمري

خلال النصف الاول من الشهر (القمري) تجلب الساحرة قليلا من الماء من سبعة منابع مختلفة، وتشتري قطعة جديدة من السوق، تغسلها وتوقد فيها الجاوي والقزبر وتذهب لتستحم في الحمام البلدي وترتدي ملابس نظيفة وتنتظر حلول ساعة متأخرة من الليل وتمضي وحيدة من دون ان تنطق بكلمة واحدة، الى المقبرة تحفر قبر ميت تم دفنه في اليوم نفسه، ثم تخرجه من القبر وتفتح الكفن لتخرج الذراعين، تجلس الميت امامها وتضع القصعة فوق ركبتيه ثم تخلط فيها السميد والعسل والساكتة حبة صغيرة وسوداء لامعة تشبه حبيبات الحبق وثمرا نبات «عنب الثعلب» البري.وتمسك الساحرة بيدي الميت وتفتل بهما الكسكس وفي رعب الليل المخيم على المقبرة تردد سجعا دارجا معناه باللغة الفصيحة مثلما يأتي النحل من كل مكان حين يشم رائحة العسل، اريد ان تأتي القبائل من بعيد كي ترضخ لزعيمها» ثم تعيد الساحرة رتق الكفن والميت الى مرقده الابدي، وتعود من حيث اتت لتحمل الكسكس الى «القايد» ويستدعي هذا الاخير القبائل المتمردة الى ضيافته فيعد لهم طبق «كسكس» يضيف اليه قليلا من «كسكس» الميت»,,, وسينطق كل من اكل منه امام القايد بنفس الجملة «اناخاضع لك "هكذاإذن أستعمل كسكس الميت في زمن مضى اسلوبا بدائيا من اساليب التهدئة السياسية (اخضاع القبائل لسلطة المخزن) ثم اصبح بعد ذلك وسيلة لبحث المرأة عن استقرار اجتماعي في وسط يبيح تعدد الزوجات.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن   عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Icon_minitimeالخميس 20 مايو 2010 - 8:58

السحربالكتابة بين الحروف والجداول والأرقام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعد السحر المكتوب أكثر ضروب السحر الرسمي اهمية لدى العامة, وتنبع اهميته البالغة من حيث هو - في نظر العامة - «سحر عالم» بمعنى انه يقوم على علوم مضبوطة القواعد تدرس عكس ما هو عليه الأمر بالنسبة الى السحر الشعبي الذي تتناقل وصفاته بين عامة الناس عن طريق المشافهة.

واذا كانت فعالية السحر الشعبي نسبية اعتبارا لكونه يتداول بشكل مفتوح بين العامة فإن سحر الاحرف والأرقام يعد «مؤكد الفعالية» بسبب توفره على شرطي الغموض والسرية الضروريين لتمام العملية السحرية ونجاحها.
الوفق

الوفق ويسمى ايضا في لغة اهل «الحرف» الجدول او المربع ويسمى ايضا الخاتم هو جدول يتكون من عدد معين من الخانات افقيا ومثلها عموديا وتتوافق اعدادها واحرفها وتستوي في الاقطار والزوايا وعدم التكرار لتنتج مفعولا سحريا وتختلف اسماء الاوفاق بحسب عدد اضلاعها ففي الحال التي يكون عددها ثلاثا يسمى الوفق مثلثا وفي حال الاربعة مربعا وهكذا الى المعشر الذي هوالجدل المشكل من عشر خانات عمودية وعشر افقية.
وبحسب البوني فإن لكل صنف من الاوفاق اغراض يتوسل به الى قضائها وهكذا، فإن:
المثلث: لأعمال الخير وتيسير الاعمال العسرة كإطلاق المسجون وتسهيل الولادة ودفع الخصومة والظفر بالعدو والأمن من الغرق وابتداء الاعمال وذهاب ريح القولنج.
المربع: لأعمال الخير كالمحبة والجذب ومنع التعب والنصرة على الحرب والجاه والقبول ولقاء الأمراء وكسب مودة النساء.
المخمس: لأعمال الخير كتسليط المرض والفرقة والعداوة والخراب والرجم ومحبة النساء.
المسدس: لأعمال الخير كالرفعة والجاه والعمارة والنصر وزيادة المال.
المسبع: للظفر بالعدو وتسهيل العلوم ومنع السحر واذهاب البلادة.
المثمن: لأعمال الخير والشر والجاه وجلب الامطار والبرء من المرض وذهاب الجنون وتسهيل العلوم وابتداء الاعمال والاخفاء عن اعين الناس.
المتسع: لأعمال الخير كالجاه والقبول ودفع الخصومة والامن من المكائد وللمحبة والنصرة في الحرب ومنع البرودة من الاعصاب واذهاب البلغم.
المعشر: للعظمة والشرف ومنع الحديد ودفع السموم وذهاب الوباء وتسهيل الامور الشاقة وقضاء الحوائج من الامراء والسلاطين والنصرة في الحرب وغير ذلك.
فإذا اخذنا المثلث منها مثلا وهو الاقل تعقيدا بين كل الاوفاق فإن وضع الارقام بداخله يتم وفق ترتيب معين ويعتمد نمط «مثلث الغزالي» الذي يكون على طريقة (بطد ذهج واح) وهذا شكله:
وبعد ان تأخذ الارقام السحرية مكان الاحرف الاصلية: العدد 1 مكان الحاء و2 مكان الألف، و3 مكان الواو الخ,,, يصبح المثلث مثيلا للنموذج التالي:
وكغيره من الاوفاق يشتمل المثلث على ثمانية اصول توظف لاستحضار الملائكة وهي المفتاح المغلاف، العدل الطرح الوفق المساحة الغاية والضابط والمفتاح بلغة اهل الحرف هو اصغر عدد يوضع في الوفق وهو في مثلثنا اعلاه العدد 1 بينما المغلاف هو اكبر عدد يتضمنه الوفق وهو هنا 9 اما العدل فهو مجموع المفتاح والمغلاف اي العدد 10 والطرح هو خارج تربيع الخانات في النصف الاول للمثلث بعد طرح 1 منه 12 والوفق هو حاصل ضرب تربيع الشكل في نصفه بعد اضافة 1 اي 15 والمساحة تعني خارج ضرب الوفق في مجموع الاضلاع اي 45 بينما يعني الضابط مجموع المساحة والوفق 60 وهكذا وصولا الى الغاية التي تعني ضعف المساحة زائد ضعف الوفق 120 ويستعمل السحرة حسابات معقدة باستعمال الاوفاق في العمليات التي يزعمون انها تمكن من تحقيق الاهداف التي ذكرها البوني فيما سبق وهي من التعقيد الى درجة تجعلها مستعصية على الفهم العادي ولذلك لن نخوض في تفاصيلها.

ويقدم معلم السحرة (البوني) نماذج كثيرة منها لتحقيق الطريف والغريب من الاغراض, وننقل من مؤلفه منبع اصول الحكمة واحدا يقول عنه ان له «سرا عظيما لخلاص المسجونين والمأسورين، واذا ضوعف كما تقدم وحمله الانسان هابته الوحوش جميعها ولم تحم عليه ابدا ولا يراه احد الا فر هاربا وعظم في اعين الناس.
وهذا شكل الوقف المثلث:

وتعد الاوفاق الاخرى (غير المثلث) اكثر نأيا عن الفهم العادي لعموم الناس حيث تخضع اعدادها لـ التكعيب او التكسير وفق قواعد بالغة التعقيد والتركيب بحيث يتم وضعها (الاعداد) في شكل «الفرد وفرد الفرد وفرد فرد الفرد» او «الزوج وزوج الزوج، وزوج زوج الزوج» وهكذا دواليك بحيث يبلغ الامر درجة كبرى من التعقيد لن يفقه في استيعابها سوى «أهل العلم بعلوم الحرف».
وكأن كل هذه التعقيدات لا تكفي لإثارة دهشة زبائن السحرة فإنه لن تكفي كتابة الوفق وحدها كي يحقق الغرض المطلوب اذ ثمة شروط مرافقة ينبغي ان تجتمع مع الكتابة والا كان المفعول المأمول منعدم النتيجة ويلخص البوني اهمها وهو شرط توافر التوقيت المناسب للكتابة بالقول: «اعلم ان الوفق اذا كتب في وقت مناسب له قويت روحانيته (ملوك الجن الموكلة لخدمة الوفق) وتضاعفت قوته».
ولأجل ذلك يستحسن السحرة كتابة الوفق عندما تكون الابراج مناسبة للغرض المطلوب بحسب الجن والملائكة الذين يتوسل اليهم تحقيقه، اذ لكل خادم سفلي (جني) خادم علوي (ملاك) ـ بحسب زعيمهم ـ يساعده في تحقيق المطلوب لكن شريطة اختيار اليوم المناسب الذي تكون فيه القيادة لـ الخادمين فكما سنرى فيما بعد لكل زوج من الخدام الروحانية يوم محدد في الاسبوع يتولى خلاله سلطة الخفاء ويعتبر التوسل به خلال ذلك اليوم مجديا.
كما تضع مصنفات السحر لكل شكل من اشكال الاوفاق كوكبا من الكواكب السيارة السبعة يرتبط به ويستمد منه قوته السحرية وهكذا فالشمس لها الوفق المسدس والقمر له المتسع والمريخ له الوفق المخمس وعطارد له الوفق المربع اما المشتري فله الوفق المثمن بينما الزهرة لها المسبع ثم اخيرا كوكب زحل له الوفق المثلث.
ويمكن ان يكتب الوفق فوق قطعة ورق او رقعة جلد او عظمة حيوان او حجرا كما قد تخطه يد الفقيه الساحر على بيضة او اي سند آخر وتتداخل الكثير من العوامل الاخرى الاساسية او المكملة لإكساب الوفق فعاليته المرجوة بعد التوفق في استحضار «الروحانية» المتوسل بهم ونيل رضاهم لتحقيق المطلوب منهم.
ومن تلك العناصر نذكر طبعا البخور المناسب وتلاوة العزائم المرافقة (التراتيل السحرية) وتدخل المادة التي يكتب بها الوفق ضمن المواد البالغة الاهمية في العملية فقد تكون سائلا مكونا من محلول الزعفران في ماء الورد، او دم ذئب او ثعلب او سلحفاة برية او غيرها من وحوش البرية الذي يطاله خيال السحرة, وقد طالعت في مخطوط للسحر مجهول المؤلف مدني به صديق باحث على نماذج غريبة وعجيبة من الاوفاق التي يكفي تغيير المادة التي تكتب بها ومن دون المساس بالتفاصيل الاخرى لتتغير النتيجة المحصلة.
ففي احدى الوصفات الخاصة بـ «السحر الاسود» (اي الانتقامي) ذكر انه اذا كتب (الفقيه الساحر) الوفق بدم الفكرون (السلحفاة البرية) على عظم جيفه فإن المستهدف بالعمل السحري الشرير سوف «يمشي مثل الفكرون» بمعنى انه سوف يصبح مبطئا جدا في سيره من جراء مرض يلزمه نتيجة لذلك العمل.
واذا كتب الوفق نفسه على السند نفسه لكن بالصمغ (المداد السحري الاصغر الذي يحصل عليه من نقع الصوف المحروق في الماء) فإن المستهدف بالعمل السحري سوف «يرمي ثيابه» بمعنى انه سيفقد توازنه العقلي ويجن.
اما في حالة الكتابة بدم الضبع تضيف الوصفة فإن المعني بالأذى المسلط من خلالها يموت (كذا!)
المشاكل والتمائم
واذا كان سبب وقوع المصيبة هو ممارسات طائشة وعيوب في التقدير وتصرفات غير ملائمة فإنه يتم اضمار ان ذلك ليس من قبيل المصادفة بل من عمل القوى الخفية العدوة الشيطانية التي تنبغي مناشدتها بواسطة تصرفات من النوع نفسه.
و(الطلبة) هم من يتدخل مرة اخرى لإنتاج طلاسم فعالة لذلك، ويكفي الذهاب الى الساحات العمومية، على هامش الاسواق الدائمة او الاسبوعية للعثور على كتبة يستطيعون وضع كتابة غير مفهومة المعنى مربعات سحرية (جدول)؟ تمزج عبارات دينية مع حواشي باطنية في مقابل بعض الدراهم, في مواجهة هذه الطلاسم تكون قوى الشر بلا تأثير يصيبها الذعر فتتراجع, ان اللجوء الى صنع التمائم الوقائية او العلاجية ليس معتقدا وممارسة حديثين، اذ «كان للتمائم المقام الاول عند المصريين القدماء فوضعوها على اعتاب المنازل، وتحت اعتاب الابواب او داخل حجرات البيت، وكانوا يضعونها في اماكن نومهم وتحت وسائد رؤوسهم او في اماكن ممارسة اعمالهم اليومية كما صنعوا منها وسائل زينتهم فكانت المعلقات التي تتوسط الصدور او تتدلى حول الاعناق او تتوج لباس الرأس كما تفيد المراجع التاريخية بأن التمائم كانت معروفة لدى حضارات الشرق القديمة الاخرى مثل البابليين والآشوريين بشكل لا يختلف كثيرا عن الحروز والاحجبة الحالية.
الحرز
«الحرز» او «الحجاب» في الغالب عبارة عن تعاويذ وآيات من القرآن خصوصا المعوذتين (سورتي الفلق والناس) وفي احيان اخرى يحمل الحرز الرقية التي تقول «بسم الله ارقيك من كل داء يؤذيك من شر كل حاسد وعين الله تشفيك» او قد تحمل اسماء الملائكة او بعض مشاهير الانبياء وتتخلل تلك الكتابات اشكال هندسية يقال ان لها مجتمعة اثرا لا يعلم سره الا واضعو «الحروز» وحدهم,وتكتب «الحروز» بريشة تصنع من القصب الجاف ومداد «سحري» يعرف محليا باسم «الصمخ» او «الصمق» او «الصمغ» بحسب الجهات وهو عبارة عن مداد يميل الى الصفرة يصنع عادة بنقع الصوف المحروق في الماء او بشع السوائل الاخرى كما تكتب الحروز بماء الورد او ماء زهر الليمون او محلول الزعفران في الماء وغيرها بل ان بعض المواد الغريبة والمقرفة تستعمل احيانا لكتابة بعض النماذج الخاصة جدا من الحروز كالنجاسة الآدمية (براز الشخص المستفيد من العملية السحرية) عندما يتعلق الامر بإبعاد الارواح الشريرة.
اما السند التي تكتب عليه الحروز فقد يكون قطعة ورقة بيضاء او ورق بصل او قطعة رغيف او حبة لوز او تمر، او آنية المطبخ، وبحسب نصيحة «الفقيه» الطالب» ينصح المريض اما بنقع الحرز المكتوب على ورقة في اناء به قليل من الماء ثم تناول المحلول المحصل عليه من طرف المريض على جرعات منتظمة او التوضؤ بذلك الماء او مسح مناطق من جسمه التي تكون مريضة، كما قد ينصح المريض بأكل الرغيف الذي كتب عليه العبارات السحرية او ورق البصل او التمرة او ما إلى ذلك.
وفي احيان اخرى يأخذ «الطالب» صحن الخزف الصيني (زلافة جبانية) ليكتب داخله الحرز ثم يغسل ما كتب بقليل من الماء ويشربه المريض وقد تكتب الحروز ايضا على بيض الدجاج او يلجأ «الطالب» الى القراءة بدل الكتابة على كأس ماء او زيت ليبيعه للمريض كما يباع محلول الدواء في الصيدلية.
ولكن الشكل الاكثر تداولا للحروز يبقى هو النموذج الذي يصلح لكل شيء ويتم تعليقه على اجزاء من الجسم (في العنق او اليد او البطن) بواسطة خيط صوفي احمر او اخضر، وذلك بشكل من التمائم يباع جاهزا وملفوفا في مربعات صغيرة من ورق النحاس الاحمر او الثوب الابيض نجده لدى العطار (بائع الاعشاب والمستحضرات العلاجية والسحرية) كما يباع للزوار مقابل اي مبلغ يقدمونه في جنبات اضرحة بعض مشاهير الاولياء في المغرب, وبالنسبة للحرز الذي يصنعه «الطالب» برغبة من مريض تقتضي طقوس العلاج ان يبدأ الفقيه المعالج (الطالب) بتلاوة سرية وغامضة موجهة للجني الذي يصادف «يومه» اليوم الذي بدأ المريض يستشعر خلاله الداء (فلكل جني يوم يكون تحت سلطته).
الفقيه

وعندما يتعرف الفقيه على «هوية» الجني المسؤول عن اصابة المريض يرسم الرمز المخصص له على الحرز ثم يقدمه للمريض ناصحا إياه بحمله في العنق باستمرار اذا كانت الاصابة مست الرأس او الصدر او البطن.
اما في حال الامراض الخاصة بالمعصم والكعب والاطراف والجهازين العصبي والهضمي فإن طقس العلاج يقتضي من المريض تعليق الحرز المعالج في حزامه.
وهكذا لعلاج اوجاع المفاصل مثلا يكتب الفقيه العلاج السحري على ورق ازرق من النوع الذي تلف داخله قوالب السكر (في المغرب فقط) فيقوم المريض بنقع ذلك «الحرز» في قليل من الماء حتى يتحلل فيه المداد الذي كتب به الحرز وعلى مدى ثلاثة ايام يقوم بشرب جرعات من ذلك الماء السحري على الريق وحين يفرغ الاناء الذي نقع فيه الحرز من الماء يفرغ فيه المريض بضع قطرات من الزيت (زيت الزيتون او زيت المائدة) ويتناول الورق الازرق الذي كتب عليه الحرز يمسح به الاناء وقطرات الزيت ثم يحك به مفاصله المريضة ولعلاج مرض شلل عضلات الوجه (المعروف مغربيا باسم «اللقوة» فإن الطالب يقوم بكتابة الحرز على لحم المريض مباشرة ويتكون المداد السحري الصمغ من محلول مصنوع من مزيج الثوم المهروس والقطن المحروق المذاب في الخل.
اما في حالات الاصابة بأمراض معدية يكتب الطالب حرزا بالقطران على الورق الازرق لتلفيف السكر ويرميه في محرقة الابخرة المبخرة بعد ان يضيف اليه قليلا من الحرمل ثم يتبخر المريض بالدخان المنبعث منها وبذلك يتم طرد الجن الاشرار الذين كانوا سبب الاصابة بالمرض فتتوقف العدوى, ولجانب الوقاية استعمالات كثيرة اخرى حيث تذهب النسوة الحوامل اللواتي يتعرضن للاجهاض المبكر ولا يتمكن من الاحتفاظ بحملهن الى الفقيه فيكتب لهن حرزا بآخر يحملنه تحت ملابسهن بحيث يلمس جلد البطن، ويقتضي الامر منهن ان يعاودن عيادة الفقيه مرة كل شهر لتغيير الحرز الجديد ضمانا لفاعلية العملية.
ان الحرز هو اكثر من اسلوب علاجي او وقائي فهو يحظى بمزيج من مشاعر الخوف والتقديس التي تثيرها قدرته على معالجة اكثر الامراض استعصاء على العلاج من الطب الحديث ولذلك لا ينبغي تدميره بالتمزيق او الحرق، بل ارجاعه الى من هم ادرى بأسراره (اي الطلبة صانعي الحروز) من دون حتى فتحة للاطلاع على ما هو مخطوط بداخله تحت طائلة التعرض للعنة غامضة.
«السبوب» علاج الاطفال بالكتابة
يعتبر «السبوب» من بين اكثر اشكال الحروز تداولا في المغرب وتؤكد ربات البيوت انه فعال جدا في وقاية وعلاج الاطفال وخصوصا الرضع من الامراض الكثيرة والغامضة التي تصيبهم بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم، بينما تعتقد امهاتهم انا من التأثيرات الشريرة للجارات او القريبات الحاقدات.
وفي صناعة «السبوب» يصنف الفقهاء الى مستويات والذي يكثر الاقبال عليه هو من تكون «يدو مزيانة» اي ان ما يكتبه لربات البيوت الخائفات يهدئ من اضطرابات فلذات اكبادهن وتشكو الامهات غالبا من نفس الاعراض نوبات بكاء مسترسلة تقطع انفاس الرضيع ارتعاش في النوم (حركات عصبية لا ارادية) عيوب خلقية تشوه شكل الرأس، ولعلاج البكاء لدى الرضيع يأخذ الفقيه ريشة من قصب يغمسها في صمغ ويكتب على ورقة بيضاء كلاما لن تقرأه الأم (اذا كانت متعلمة) لأنه محظور عليها فتح السبوب والاطلاع على مضمونه فاحترام الغموض الذي يميز السحر هو من شروط نجاح العلاج، كما رأينا وما يكتبه الفقيه نقلا عن «كتب العلم» يشبه في الحقيقة ما يلي: «عيسى ولد يوم السبت فلا كلب ينبح ولا ريح تلفح ارقد ايها الطفل بغير بماء الى ان تصبح بألف حول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اذ اوى الفتية الى كهف سنين عدد وخشعت الاصوات الا همسا» ثم يطوي «السبوب» ويعطيه للأم ناصحا اياها بأن تضعه في ماء نقي حتى يتحلل ورقة وصمغه، ثم تنازل قطرات من ذلك المحلول السحري لصغيرها او ان ترمي بالسبوب في مجمر متقدة ناره وتعرض صغيرها للدخان المتصاعد منه او ان تلف «السبوب» في ثوب ابيض وتعلقه بخيط احمر في عنقه.
وهناك زوايا وطوائف مشهورة في المغرب بإنتاج السبوب تحظى بمصداقية لا تضاهي ومن اشهرها زاوية «الخيايطة» في نواحي الدار البيضاء ويعتمد اسلوب عمل هذه الطائفة على تسليم سبوب للزبون حسب نوع الاصابة ومطالبته ارجاعه سواء حصل العلاج او لم يحصل لأخذ سبوب آخر وهكذا تستمر عيادة ذوي المريض الى الزاوية حتى يشفى وهو ما يخلق ترابطا روحيا بين الطفل والزاوية.

الجدول
يعرف المعجم الوسيط الطلسم بأنه خطوط واعداد يزعم كاتبها انه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية لطبائع السفلية لجلب او دفع اذى وهو لفظ يوناني لنعت كل ما هو غامض ومبهم كالألغاز والاحاجي وحسب ابن خلدون فإنه اذا كان السحر هو اتحاد روح بروح، ولا يحتاج الساحر فيه الى معين فإن الطلسمات يحتاج فيها الساحر الى معين فيستعين بروحانيات الكواكب واسرار الاعداد وخواص الموجودات واوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر ولذلك فإن الطلسمات اتحاد روح بجسم اي ربط للطبائع السماوية (التي هي روحانيات الكواكب) بالطبائع السفلية.
ويعني ذلك ان الطلاسم (او الطلسمات) ليست شيئا آخر سوى الجداول (بالتعبير المغربي الدارج الذي ينطق الكلمة بجيم ساكنة مع تشديدها) ان صناعة الجداول تخصص لا يتقنه سوى نخبة الفقهاء السحرة الذين اكتسبوا معرفة دقيقة بأكثر «علوم السحر» تعقيدا ولأجل ذلك يطلبون مقابل عملهم تعويضات من الزبائن تكون قيمتها المالية كبيرة.
واهم العناصر التي صنع منها الجداول هي: حروف غير مفهومة مثل السبع خواتم، (معروفة بخاتم سليمان) حروف ابجدية، ارقام، اسماء هجرية، اسماء عناصر، اسماء الشياطين وملوك الجن والملائكة، اسماء الله الحسنى، سور من القرآن، اشكال هندسية مختلفة.
وتسمى الجداول كذلك في لغة السحرة «خواتم» او حسب شكلها الهندسي مربع مخمس وهي من التنوع والغرابة بشكل يرعب العامة او على الاقل احترامها للعمل السحري ومن مطالعتنا لبعض كتب السحر التي تحفل بالكثير من النماذج نستخلص ان الجدول الواحد يصلح لقضاء اكثر من غرض واحد وطريقة الاستعمال وحدها تحدد النتيجة التي حصل عليها المستفيد من العملية ونظرا لأن تلك الرسوم التخطيطية الغامضة تبدو متضمنة لخاصية سحرية (كل ما هو غامض هو سحري) فإن مؤلفي مصنفات السحر الاساسية بالغوا في حشو بعض الجداول بكل ما هو غريب وغامض من الرموز بيد ان اكثر اشكال الجداول خطورة (من وجهة نظر المعتقدات السحرية) واثارة لرعب العامة هي تلك المسماة «الجدولية»,والجدولية هي رقعة ورق وضعت عليها كتابات سحرية يتم اعدادها غالبا بدافع الغيرة وبغاية الانتقام الاسود من غريم او عدو وهذه العملية السحرية تستدعي القوى الخفية على رجل او امرأة من قبل فقيه ساحر يتعاهد من جني لإشراكه في العملية بحيث يصبح الجني حارسا للجدول السحري وضامنا لاستمرار مفعوله طالما بقي المستهدف بالعمل السحري حيا, ويمكن تلخيص العملية فيما يلي: «بعد ان يعد الساحر الجدولية» يقيم عهدا مكتوبا مع جني بأن يحرسها ثم يقوم بدفن كل من الجدولية والعهد المكتوب في الروضة المنسية باتباع طقس معقد جدا والروضة المنسية في فهم المغاربة هي المقبرة المهجورة التي كفت منذ امد بعيد عن استقبال موتى جدد وانمحت الكتابات من شواهد قبورها»,
ان الاثر السحري الذي يترتب عن هذا العمل المرعب يتحدد في جعل المستهدف منه يصبح غائبا عن محيطه وبتعبير المختصين في صرع الجن فإن ضحية الجدولية تصبح «ملبوسة من طرف الجن» وهي اخطر انواع الاصابات التي يلحقها الجن بالبشر وربما نجد في الامر بعض التشابه مع المضمون الغرائبي لحكايات الف ليلة وليلة التي اثرت بعمق في المتخيل الشعبي العربي وتركت بصمات واضحة المعالم في فلكلورنا الوطني وعلى الخصوص منها حكايات الجن الذي يظل مسجونا في قمقم او حارسا يحمي كنزا لعدة قرون,وفي زعم السحرة ان الجني الذي يحرس الجدولية يصبح متقمصا (لابسا) للضحية حتى لا تستطيع اية قوة سحرية اخرى ابطال مفعوله وفي محكمة الجن الكبرى في بويا عمر يحدث ان ينهار الحارس للجدولية اثناء حصص «الصريع» فيفيد هيئة المحكمة الغيبية بمصدر الشر الذي يحرسه واسم صاحب الجدول السحري والفقيه الذي صنعه وفي بعض الاحيان حتى المكان الذي دفن فيه الجدول والعهد, ولا يقتصر استعمال الجداول على الاغراض الملحقة للأذى بالغير فقط، بل يستعمل لأغراض نافعة ايضا, ومنها علاج لسعات الحيوانات السامة، والكلاب المصاب بالسعار، ولأجل ذلك ينقع الورق الذي كتبت عليه عبارات سحرية سرية في ماء، ثم يقدم شرابا للمريض، كما تعلق بعض الجداول الاخرى بغاية علاج امراض خطيرة، كحمى المستنقعات وأمراض القلب، وآلام الاعصاب والعقم، وغيرها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن   عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Icon_minitimeالخميس 20 مايو 2010 - 13:41

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من القلب ألف تحية وسلام

أحمد الهاشمي

ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن   عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Icon_minitimeالخميس 20 مايو 2010 - 17:25

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 53

عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن   عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Icon_minitimeالخميس 19 أغسطس 2010 - 1:19

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن   عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن Icon_minitimeالسبت 4 سبتمبر 2010 - 5:29

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عندما تصبح بقايا الموتي لا تقدر بثمن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: القسم الاسلامي :: الواحة الإسلامية-
انتقل الى: