هل تجبرنا الكويت على (حل العراق ) بالتقسيط غير المريح؟

هل تجبرنا الكويت على (حل العراق ) بالتقسيط غير المريح؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بغداد / النور ـ كتب المحرر السياسي:

نعرف ان قصتنا مع الكويت (قصة مشربكة) مثلما تقول مقدمة اغنية لاحد المسلسلات الكويتية.

بدات هذه القصة (المشربكة) منذ عهد الملك غازي عندما اعلن عائدية الكويت للعراق. وخلال بضع سنوات تم نسج باقي خيوط هذه القصة مع نوري السعيد الذي جاءت مطالبته دبلوماسية مخففة لكنها ربما تعطي نفس النتيجة.

وعلى عهد الجنرال عبد الكريم قاسم اتخذت القصة بعدا اخر عندما بلغ الامر حدد التهديد العسكري. لكن منذ اوائل ستينيات القرن الماضي كفتنا الجامعة العربية بتدخل مصري مباشر ومن الزعيم جمال عبد الناصر شر القتال عندما اعلنت الاعتراف بالكويت كدولة. وخلال العقود التي تلت ظلت العلاقة بين البلدين محكومة بمد مياه الخليج العربي حينا وجزرها احيانا حتى وصلنا الى الحرب العراقية ـ الايرانية والتي امطرنا فيها ايران ذات يوم عشرات الصواريخ لاجل عيون امير الكويت انذاك الذي تعرض لمحاولة اغتيال ايرانية.

كان مد العلاقة في ثمانينات القرن الماضي قد بلغ اوجه عندما فتحت الكويت خزائنها المالية لتمويل الة الحرب مع ايران البعض اعتبره تحت شعار ندفع فلوسا الى اخر قطرة دم لمواطن عراقي . ومع كل هذه العلاقة المادية الهائلة خلال الحرب فان خيوط القصة المشربكة بقيت كما هي. وما ان انتهت الحرب عام 1988 حتى بدات الامور تاخذ بعدا اخر وصلنا معه الى اب اللهاب من عام 1990 ليستيقظ الكويتيون على وقع اصوات المدافع والدبابات. في بغداد اعلن صدام حسين ان الفرع عاد الى الاصل وفي بريطانيا شدت مارغريت تاتشر الرحال الى مزرعة بوش الاب في تكساس حيث كان يقضي عطلته لتقول له بالفم الملان وبكل الخبرة التي تحملها (ام ناجي) .. لك انت مخبل ساكت على هذا الموضوع؟ بوش لم يكذب خبرا ..

جمع بوش الاب الصحفيين ورسم خطا على الرمال وقال بما معناه (لهنا وبس) .. هذا الامر لن يستمر!! المهم في الامر كانت ماساة احتلال الكويت من قبل نظام صدام حسين فجيعة على الشعب العراقي مثلما هي فجيعة على الشعب الكويتي.

كلا الشعبين لاذنب لهما وكلاهما دفع الثمن. وبالتاكيد فان هناك الكثير مما ترتب على الاحتلال ماديا ومعنويا واعتباريا. والكويتيون طوال السنوات الثلاث عشرة التي تلت الاحتلال وحتى الحرب عام 2003 التي انتهت باسقاط صدام حسين والتي سمح الكويتيون خلالها للقوات الاميركية باستخدام اراضيهم ممرا للاحتلال كانوا يعرفون القصة من اولها الى اخرها. حتى ان سماحهم لدخول القوات الاميركية الى الاراضي العراقية بينما رفضت ذلك تركيا التي هي جزء من حلف شمال الاطلسي كان طبقا للتبريرات الكويتية لمصلحة الشعب العراقي من منطلق ان هذا (الاحتلال) هو الحل الوحيد لخلاص العراقيين ومعهم الكويتيين من صدام حسين.

اول الامر صدق العراقيون هذه الحكاية واصبحت علاقتنا بالكويت الرسمية (دهن ودبس) حتى بدا وكان القصة المشربكة بدات خيوطها بالانفكاك رويدا رويدا واذا بنا نواجه بمواقف كويتية تجاه العراق هي غير ما اعلن وما تم تقديمه كمبررات للغزو الاميركي .. هذا الغزو الذي دمر العراق بنحو 6 مرات اكثر من الكويت. وطالما الامور بهذه الطريقة فانه اذا بدا الكويتيون يتسلمون التعويضات بعشرات مليارات الدولارات من العراق.. واذ نجحوا بترسيم الحدود وشفط الكثير من ابار النفط ومن ثم متابعتنا بحكاية الخطوط الجوية العراقية الى الحد الذي بلغ فيه الامر حجز مدير الخطوط الجوية في لندن ومطاردة اي طائرة يمكن ان يشتم منها رائحة عراقية تحت بند التعويضات فان هذا الامر سوف يعيد حكاية القصة المشربكة الى سابق عهدها بل يفتح بابا لمطالبات عراقية بالكويت ليس من حيث الارض والعائدية فهذه مسالة اخرى لم تعد لها قيمة ولكن العراقيين تحملوا بسبب السماح الكويتي للاميركان بدخول العراق نحو مليون ونصف المليون شهيد واربعة ملايين ارملة ويتيم ومثلهم من المهجرين وسرقة العراق بدءا من حمورابي حتى قاسم ابو الكص وكل هذا تتحمل مسؤوليته الكويت وعليها ان تفكر عاجلا ام اجلا انها ستدفع كل هذه التعويضات ذات زمن. لا يقول احد من العراقيين هذا الكلام تحت بند ردود الفعل بل تحت بنود اخرى. اذ لايمكن لاي حكومة عراقية حتى لو وقعت مع الكويت 600 معاهدة واتفاقية وتبادلت 70 سفيرا وقنصلا وقائما بالاعمال حتى التخريبية منها مثلما حصل اول ايام الاحتلال الاميركي نقول لاتستطيع اقناع كل من تضرر من العراقيين من جراء ماحصل.

فمن لايزال مسطولا من العراقيين مما حصل فان الزمن كفيل بان يجعل الجميع يعيدون النظر بكل شيء. لانريد من الاخوة الكويتيين ان يذهب تفكيرهم باتجاه ان احدا من العراقيين يمكن ان يفكر تفكيرا احمق مثل تفكير صدام حسين باعادة احتلال الكويت بل ربما مايمكن ان يحصل في قابل الايام قد يكون العن بكثير. فالعراق اذا اضطر اليوم تحت بند المطالبات الكويتية بالديون المترتبة على الخطوط الجوية العراقية فانه اذا بقيت شهية الاخوة الكويتيين مفتوحة على الاخر للانتقام من كل شيء في العراق فانه لم يعد امام الحاكم العراقي ايا كان هذا الحاكم اما ان يبدأ يوميا بغلق شيء من العراق مؤسسات وذاكرة تهربا من مطالبات الكويت وصولا الى حل العراق كله بدءا من خطوطه الجوية حتى سككه الحديدية فسيارات النقل العام وانتهاء بما لاتحمد عقباه.

مقال رائع

واعتقد انه صائب

اشكرك استاذة زينب

تحياتي وخالص الود