أصل الشعر النبطي ومعناه

كلنا نسمع بالشعر النبطي وهو منتشر جالياً في بعض دول الشام ودول الخليج وبعض الدول الأخرى ولكن قد يختلط علينا الأمر بينه وبين الشعر العامي أو الشعر المحكي أو الملحون ولهذا أحببت أن أضع بين أيديكم هذا البحث المنقول وبعض المعلومات عنه :

الشعر النبطي :

هو شعر عربي بلهجة عامية وهو كالشعر الفصيح له قافية ووزن وقد يكون للقصيدة أكثر من قافية ووزن . والشعر النبطي شعر مغني ويقرأ منغوماً بمصاحبة الرباب أو الطبول والدفوف والتصفيق بالأيدي . يختلف الشعر النبطي عن الشعر الفصيح بتحرره في معظم الأحيان من قواعد اللغة والأعراب وضبط الكلمات ورسم إملائها ونطقها بين الترقيق والترخيم .

لغته :

يقول شفيق الكمالي " إن لغة الشعر- النبطي- ليست بلغة قبيلة معينة وان ما هي لغة خاصة به، فهي بمثابة لغة فصحي بالنسبة للهجات القبائل المختلفة ينظم بها الشعراء واشعارهم وتكون مفهومة عند القبائل" . ويقارن طلال السعيد لغة الشعر النبطي الذي يربط مختلف القبائل بما وصلنا من لغة الشعر الجاهلي فيظهر أنه بلغة واحدة على الرغم من تعدد قبائل الشعراء وتباعد أماكنها ووجود فوارق في لهجاتها .

اصله :

يذكر الأديب عبد الله بن خالد الحاتم أن الشعر العامي منبعه من البادية ، ثم تسرب إلى المدن و القري بسبب تحضر الكثير من البوادي .
ويحدد طلال السعيد أصل الشعر النبطي بقوله انه يرجع لبني هلال القبيلة العربية التي هاجرت من موطنها الأصلي في جزيرة العرب إلى شمالي إفريقيا .حيث كان لهم نفس مفردات وأوزان وتراكيب الشعر النبطي الحالي .

ويحدد حمد الفرحان أن بداية انتشار الشعر النبطي على أيدي شعراء بني هلال في بداية القرن الخامس الهجري . أول من قال الشعر النبطي :
يري الشاعر حمد الفرحان أن أول من قال الشعر النبطي هي عليا الهلالية بقولها :

قالت فتاة الحي عليا مثايل *** ولا قايل مثلها في الحي قايل

انتشاره :

ينتشر الشعر النبطي بين قبائل بوادي جزيرة العرب من اليمن وحتى العراق وفي قبائل بوادي الشام وسيناء والسودان و المغرب . ومع تباعد الشقة هذه البوادي وحتى تلك التي هاجرت من اليمن إلى الحبشة أو تلك التي وصلت آسيا الصغرى ( تركيا) وروسيا أو تل كالتي هاجرت إلى بلاد فارس بقي الشعر النبطي لغة التفاهم بينها على الرغم من وجود اختلافات في لهجاتها .

تسميا ته :

اختلفت تسميات هذا الشعر وتعددت فمنها الشعر العامي والشعبي والملحون والشعر البدوي و الحوراني .

-سمي بالشعر العامي : لتحرره في معظم الأحيان من قواعد اللغة والأعراب وضبط الكلمات ورسم إملائها ونطقها بين الترقيم والترخيم .
-وسمي بالشعر الشعبي : لاتساع رقعة المعجبين به والمتذوقين له حتى غدا شعر الشعب نظما ورواية .
-إما الشعر البدوي : لأن معظم مفرداته مستمدة من لهجه أهل البادية ومعظم من ينظمه من البدو . – وهذا لايعني اقتصاره عليهم –
-إما الملحون : لما فيه من اللحن ومجافاة قواعد الفصحى .

سبب تسميه بالنبطي :

سبب التسمية فقد تعددت الروايات والآراء حولها ، ومن ذلك ما ذكره الحاتم بقوله " انه منسوب إلى جيل أقبلوا من بلاد فارس ونزلوا بالبطائح بين العراقين يعرفون بالأنباط ويعرف كلامهم بهم ". إما الأديب خالد الفرج " فيعزو تسمية أهل للشعر النبطي بقوله انه من أتاهم من العراق أو مشارف الشام فهم يدعونه بالنبطي أو شعر النبط ، وكانوا يطلقون اسم الأنباط على فلاحي سواد العراق ، وبدو مشارف الشام وفلا حية .

تقسيماته :

يقسم شفيق الكمالي الشعر البدوي إلى أنواع تختلف عن بعضها بأوزان وأنغام معينة .
وأنواع الشعر النبطي عنده
-القصيد " تعني الشعر بشكل عام "
-الحداء " هي شكل مقطوعة تتألف في الغالب من بيتين"
-السامري " وزنه واحد وهو الرمل وأقسامه "
-الهجيني " فهو كالقصيد ألا إن أوزانه اقصر من القصيد "

وهناك من قسمه إلى قسمين بدوي وحضري كما ذكر الأديب عبد الله بن خالد الحاتم . أو العامي الحديث والعامي القديم حسب تقسمه عبد الرزاق العدساني ، أو المنظوم والمرتجل كما ذكر طلال السعيد .

بحور الشعر النبطي :

ذكر الأديب عبد الرزاق العدساني ان الشعر النبطي ينطلق من أحد عشر بحرا من البحور المعروفة إضافة إلى بعض الجديد الذي أضيف إليها ، والبحور هي :
الطويل ، والبسيط ، والمتواتر ،والرجز الكامل ، والهزج، والسريع بأشكاله الثلاثة ( الرمل ، والمتقارب، والمتدارك ) ولكن من أهم هذه البحور الآتي :

·الهلالي : يعد هذا البحر أصل الشعر النبطي وهو من أصعب بحوره وزنا، ومنه اشتقت بقية البحور وربما تعود تسميته إلى بني هلال .
·الصخري : بحر قديم وبما نسب إلى قبيلة بني صخر في بادية الشام ويسمي بالبحر الفراقي .
·المسحوب : بحر شائع سائد في الشعر النبطي وهو بقافيتين مختلفتين ، ومنه الثقيل والخفيف .
·الهجيني : سمي هذا البحر بالهجيني من الهيجنة وهي الغناء السريع ويختلف باختلاف سرعة سير الإبل .

إما البحور الأخرى هي الزوبعي و الحداء و العرضة و السامري والفنون والمروبع والألفيات والزهيري والجناس وغيرها .

وهذه قصيدة مثال على الشعر النبطي الموزون بشطري البيت :

ياراكـب هجنـن كبـار المثانـي = بين الحجر ومحقبه يـوم يرعـن
بنـات حـر ضربوهـن عمانـي = وجن البكار وصوفهن مثلهن هـن
مستردفيـن فوقهـن شيشخانـي = من قصر حايل فجر الاصباح مد ن
ومكلفـات مـن جميـع الاوانـي = كل الكلايـف فوقهـن مايخطـرن
وركابهن من عندنا غـب ثانـي = بديار دسمين الشـوارب يعشـن
شيوخ القبائل يوم ماض الزماني = لما غدا ببخوتهم هن وابـن هـن
تلفي محمد شوق جـال الثمانـي = ولد السعود وخالط الزين في فـن
دنياك هـاذي ماتجـي بالتمانـي = كان انكسر مخباطها والسعد كـن
شوري على كل الرجال الذهانـي = وترى القلـوب الطيبـه مايغّـون
ومني عـدد مابالخفـا والبيانـي = وترى النصايح يافتى الجود يشرّن
حنا الضياغم واصلنـا بقحطانـي = وانتم بني وايل سباعن بـلا مـن
اطعت شـور مريشيـن الاذانـي = وان جوك بيضان الغتر كنهم جن
ينطحك ابو ماجد ليا جيت عانـي = كان اقبلن عوج المراكيض واقفن
كم مصعب خلوه جاء مرجعانـي = بصيارمـن بايمانهـم مايعـفـن
متسلحيـن الماطلـي والردانـي = وشي ماعرف لوصافهن توهن جن
والزين ماينفع خطات الحصانـي = لياصردن مثل العدن قفوهن كـن
هذا الكلام اللي ظهر من لسانـي = والامر لله والسبـب واردن مـن؟

أشكرك أحمد علو الموضع الرائع

سلمت أناملك و يعطيك ألف عافية

رائع مرورك سارة

تقبلي تحياتي

وتقديري

معلومات غايه الاهميه

شكرا استاذى

احمد الهاشمى

دمت بود

تحياتى

بارك الله فيك استاذي احمد الهاشمي

امنياتي اليك بالموفقية والتالق

اعتزازي وتقديري

» اسم المواتر ومعناه
» ثورة الشعر...؟
» الغموض في الشعر مرة أخرى
» صبغ الشعر بالمواد الطبيعية
» الإبحار في عالم الشعر