واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 الإصلاح والتجديد في النحو

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

الإصلاح والتجديد في النحو Empty
مُساهمةموضوع: الإصلاح والتجديد في النحو   الإصلاح والتجديد في النحو Icon_minitimeالثلاثاء 15 يونيو 2010 - 17:42

البــــاب الثاني

الإصلاح والتجديد في النحو



ويتضمن :

الفصــــــــــل الأول : دعوات الإصلاح والتيسير في النحو.

الفصـــل الثاني : التجـــديد في النحــــو .

الفصـــل الثالث : واقـع الدراسات النحوية .


الفصــــــــــل الأول



دعوات الإصلاح والتيسير في النحو


ليس أمر صعوبة النحو العربي بجديد ، بل يُجمِع كثير من النحاة المحدثين, على أنَّ النحو عسير لا سهولة فيه , و لا يُسر لذا قالوا: (( إِنَّ النحو عسير غير يسير, ووعرغير مُمَهد , ولكنّهم يتفاوتون في كيفية معالجة هذه الصعوبة أو الوعورة , فالمحافظون منهم والمشتغلون في الحقل التربوي يرون أنّ التيسيرهو الذي يضمن لنا نحواً سهلا ً تخف مؤونته على المُتعلِّم))[1]. وصعوبة النحو العربي في رأيي تكمن في مجموعة أمور منها:

أ- التطويل في كتب النحو التي تشكِّل سبباً كبيراً في جمود النحو العربي , فترى اللغة فيها مزدحمة بالأفكار والمعاني و الأصول النحوية مليئة بالعلل والتعقيد إلى جعل فهمها صعباً , وتُشْعِر القارئ بالجمود لأنَّ (( اللغة المضغوطة المزدوجة بالدلالات , والإشارات والأحكام النحوية ٱزدحاماً قد يبلغ حد التخمة ))[2].

فالصعوبات التي ُملِئت بها كتب النحاة من الطول والتعقيد تكمن فيSad(الإسراف في الطول ، وغموض الأسلوب وعدم مراعاة مستوى الدارسين ثُمَّ أخيراً الٱضطراب ))[3] .

ب- الجفاف في ضبط القواعد , وقلة الأمثلة والشواهد التي توضحها : (( ومن عيوب كتب النحو القديمة , الجفاف , ونعني به الاكتفاء بالقواعد مع عدد مكرر من الأمثلة والشواهد لا تفسح للدارس مجال التذوق ,ولا تسمح له بمحاكاة الكلام البليغ والنسج على منواله))[4].

جـ - مزج القواعد النحوية في أغلب الأحيان , بأسس المنطق والفلسفة مما زاد في تعقيد النحو وصعوبة فهمه وإدراكه : (( وما ذلك إلاّ لأنّ النحاة نظروا إلى الكلمة على أنّها ( جوهر ) أو ( أصل ) و( عَرَض ) يلحق ذلك الأصل ويزاد عليه , وقد أدَّاهم هذا النظر إلى وضع قوانين الإعلال ، والإبدال ، والإدغام ليطرد لهم هذا الأصل الفلسفي ))[5]. وقد عقد الدكتور نعمة رحيم العزاوي في كتابه ( في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث ) لهذه المسألة وأفاض فيها .

والعربية بما ٱحتوته من مطولات , ومتون جعل الناس يتذمرون من صعوبة نحوها , وتعقيد مسائله : (( ومن أجل ذلك تمسّ ُ الحاجة إلى تيسير هذا النحو وتسهيله وتقريبه من الأفهام وربط أفكار الدارسين حتى تصبح عملية التعليم العام أمراً قريب المنال غير وعر ولا عسير))[6].

والتيسير لا يعني الاختصار، وتقليص قواعد النحو , لكنَّ معظم النحاة القدماء في القرن الرابع وما بعده فَهِمُوا الأمر على أنّه ٱختصارٌ, ظنَّهم أنَّ الأمر يُسهِّل على الدارسين الحفظ والتعلُّم لذا : (( بدأ وضع المختصرات في النحو والصرف للمبتدئين ويغلب على هذه المختصرات الإيجاز الواضح وبسط المادة النحوية دون تَوسُّع في العلل والعوامل , وكان الهدف منها تعليماً محضاً))[7].

إذ آمن جيل من النجاة بصعوبة النحو, وكثرة العلل والعوامل فيه , فجعلوا يختصرون الكتب ويوجزون فيها , فظهرت أنماط من المختصرات في النحو, قد حُذِف منها الفصول مما لا يحتاجه المتكلم من العلل والعوامل. فٱنبرى نُحاتنا إلى وضع المختصرات التي غلب عليها الإيجاز الواضح ، وعرض المادة النحوية دون الخوض في عللها وعواملها , والتوسع في طرحها وكان الهدف منها تعليمياً محضاً , يعطي المتعلِّم قدرة على فهم أبواب النحو المتعددة إذ ((ارتفعت مع نهاية القرن الثاني تقريباً أصوات تطالب بتيسير النحو أخذت تظهر أحياناً في صور آراء ، وتعليقات لبعض علماء اللغة والنحو... ولكن الدعوات تجاوزت هذه الآراء وظهرت بشكل عملي في كتب التراجم والطبقات, ويدور معظمها حول اختصار القواعد النحوية وتقديمها في صورٍ سهلةٍ ميّسرةٍ ))[8] . ومن هذه الكتب (مقدمة في النحو لخلف الأحمر)[9]، و(مختصر في النحو للكسائي)[10] ، و(مختصر نحو المتعلمين للجرمي ت225هـ)[11] ،و( الموجز في النحو لٱبن السّراج)[12]، و(التفاحة لٱبن النحاس ت 337هـ)[13]، و(الجمل للزجاجي)[14]، و( الإيضاح في النحو) أو ما يسمى بالإيضاح العضدي لأبي علي الفارسي[15] ،و(الُّلمع في العربية لٱبن جني)[16]. والى جانب هذه الكتب المختصرة , ظهر أسلوب آخر في التأليف من أجل تسهيل عملية الحفظ والتعلُّم على طلبة العلم .ألاَ وهو المنظومات التي تُعَدّ ُ منظومة الخليل بن أحمد أقدمها , ثم منظومة الحريري(ت516هـ)[17]المسماة بـ (ملحة الإعراب) إنّ ظاهرة المختصرات ، والمنظومات النحوية تبقى: ((كمحاولة لعلاج ظاهرة الإسراف في تطويل وتضخيم المؤلفات النحوية وكثرة الشروح التي قامت عليها فإنّه يصعب آعتبارها محاولات الإصلاح التي تستحق التقويم من هذه الجهة , لقد أخطأت هذه المتون الطريق الصحيح للعلاج أو الإصلاح بما ٱنزلقت إليه من مبالغة في التكثيف و الإيجاز اللذين بلغا حد الغموض والتعقيد خاصة في المنظومات , بسبب ما فرضته قيود الوزن والقافية))[18]. وقد عَدّها آخرون محاولات تيسير منهم الدكتور شوقي ضيف الذي كان يرى أنّ ((المختصرات من بين محاولات التيسير لأنّ التيسير لا يكون بتصفية القواعد وتقطيعها ))[19] ومع هذا كله فإنّ واضعي هذه المتون والمختصرات , فكروا في إصلاح أو تحسين مادة النحو للدارسين؛ لأنّ النحاة شعروا بصعوبة النحو، ووعورة مسائله . لكن مرحلة الإصلاح الأهم بدأت فعلاً في القرن الخامس الهجري وما بعده ,إذ بدأ التفكير يأخذ جانب النقد والإصلاح بدلاً من الإيجاز و الاختصار , وأفضل مَنْ مثَّل هذه المرحلة الجديدة ,ابن مضاء القرطبي (ت592هـ) ، ومعاصره ابن رشد(595هـ).

وفي العصر الحالي كَثُر الحديث عن تيسير مناهج النحو العربي وإصلاحها, وتيسير قواعده على الدارسين , وبرزت في سبيل ذلك دعوات,ومحاولات جادة غايتها البناء والتطوير , وأخرى غير جادة متأثرة بما في اللغات الأخرى من سهولة ويُسر متناسين خصائص اللغة العربية,وأنَّها اللُّغة التي حباها الله , فأنزل كتابه العزيز بها, وفَرْق هذه اللغة عن غيرها من اللغات,وسيوضح البحث ذلك بإذن الله.

والملاحظ على دعوات التيسير والمحاولات قديمها وحديثها ,أنَّها تقوم على أسس مشتركة تلتقي عندها هذه المحاولات, وقد أجمل الدكتور نعمة رحيم العزاوي هذه المشتركات في كتابه ( في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث), ولزيادة الفائدة نلخصها بالآتي[20]:

((1-إلغاء العامل.

2- تحديد موضوع النحو.

3- الاعتماد على القرآن في رسم صورة النحو.

4- التفسير الفني للجملة.

5- الاستفادة من الموروث النحوي.

6- الاعتماد على المنهج الوصفي.

7- تحليل نظم الجملة.

8- إعادة تنسيق أبواب النحو.

9- الإعراب لصحة النطق.

10- حذف زوائد وعقد كثيرة )).

وإذ يدرس البحث في هذا الفصل ,موضوع الإصلاح والتيسير مشيراً إلى محاولات التيسير وأصحابها دون الغوص في مضانّها ,لأنَّ هذا الأمر يتطلب وقتاً وجهداً طويلا ً, وربما لايسع مجال البحث للحديث عنه , فأعتذر؛ لأنّي لم أسْرِدْ كُلَّ ما يتعلق بباب التيسير , وإنما تناولت ببعض أساسياته تعزيزاً لموقف البحث ,الذي يسعى إلى إثبات تطور النحو العربي في مراحله المختلفة

بقلم الاستاذ ابوحسن الرماحي
العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

الإصلاح والتجديد في النحو Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإصلاح والتجديد في النحو   الإصلاح والتجديد في النحو Icon_minitimeالثلاثاء 15 يونيو 2010 - 17:48

المبحث الأول

من دعوات القدماء

( ابن رشد وابن مضاء القرطبي )



ليس القدماء من النحويين بأقل حنكة أو دراية من محدثيهم ,إذ شعروا بحاجة النحو العربي إلى إصلاح وتسهيل في بعض أبوابه , لكونه عسيراً على الدارسين لما فيه من تطويل وتداخل في موضوعاته أو مع موضوعات من علوم أخرى كالمنطق ، والفلسفة , لذا برزت محاولتا ابن رشد وٱبن مضاء, كأفضل ما يمثل مرحلة النقد والإصلاح الجديدة على النحاة في عصريهما . وسنبدأ بمحاولة ابن رشد لأنَّ مكتشف كتاب ابن رشد يقول : ((والغالب على الظن أنّ ابن رشد قد سبق ابن مضاء القرطبي إلى طرح هذا الموضوع ,هذا فضلا ًعن أنّ كتابه يتجاوز كتاب (الرد على النحاة )لٱبن مضاء الذي ٱقتصر على الدعوة إلى إلغاء نظرية العامل في النحو , بينما نشر فيلسوف قرطبة صياغة جديدة تماماً لبنية النحو العربي اعتمدت الترتيب المنطقي...))[21].

أ - محاولة ابن رشد[22]

تَمَّ العثور في موريتانيا في بلاد المغرب العربي عام (2001 )على كتاب (الضروري في النحو ) لٱبن رشد ,اكتشفه الدكتور محمد عابد الجابري,ونشره على شكل مقالات عام ( 2003 ) على شبكة المعلومات ( الأنترنت )[23]. والكتاب كما يقول الجابري عبارة عن: (( إعادة بناء النحو العربي بحيث يصبح كما قال ــ ابن رشد ــ : أقرب إلى الأمر الصناعي ( الطريقة العلمية) وأسهل تعليماً وأشد تحصيلاً للمعاني))[24]. وقد اعتمد ابن رشد في نظرته ترتيباً جديداً لبنية النحو مستنداً إلى الترتيب المنطقي , ابتدأ من تقسيم الكلام وصولاً إلى مسائل النحو الأخرى , وقسم الكلام تقسيماً يختلف تماماً عمّا عُرِف من تقسيم للكلام إلى اسم وفعل وحرف ,إذ قسّمه مفرداً ومركباً يقول الجابري إنّ ابن رشد عَمِد إلى (( صياغة جديدة تماماً لبنية النحو العربي ٱعتمدت الترتيب المنطقي , بحيث يكون منهج التأليف في النحو العربي مساوياً للترتيب الذي هو (مشترك لجميع الألسنة) منطلقاً من تقسيم الكلام إلى مفرد ومركب , وليس إلى ٱسم وفعل وحرف , كما كان عليه الحال منذ سيبويه ))[25] ، وينتقل الجابري محدداً هدف ابن رشد من تأليف هذا الكتاب فيقول : (( هدف ابن رشد ليس تدارك مسألة من المسائل النحوية , فالنحو العربي في نظره ( قد استوفيت) جميع مسائله فلا مجال فيه للزيادة على هذا المستوى , وإنّما عيبه هو أنّ موضوعاته ، ومسائله ، وجميع جزئياته تُعرض بصورة لا ترعى فيها الطريقة التي تجعل من مجموعة من المعارف , كيفما كان ميدانها , علماً يستحق هذا الوصف))[26]. وابن رشد يريد للنحو أنْ يساير العلوم الأخرى , ويسير على وفق أساس منهجي فيبدأ كما يقول:بـ ((البسيط من كل شيء قبل المركب))[27]. فالابتداء بالألفاظ المفردة ثم المركبة ــ يعني بها الجمل ــ هذا هو المبدأ العلمي الذي أستند إليه ، وقد صنَّف قوانين الإعراب صنفين , صِنْف يخص الألفاظ المفردة التي تتركب منها الجمل , والأخر يخص الجمل نفسها[28].

وقد صاغ ابن رشد قوانين الإعراب بالشكل الآتي:

(( 1- قوانين القول الخبري البسيط غير المقيد :

كل ٱسم يكون خبراً أو مُخبِراً عنه من غير أنْ يدخل على الجملة لافعل ولاحرف عامل ,لا مُقَّدر ولا مُظْهَر, فهو مرفوع : المبتدأ والخبر , والفاعل, ونائب الفاعل ( بٱعتبار الفاعل ونائبه مخبر عنهما بالفعل ).

2- قوانين القول الخبري المقيد بالأفعال وهي خمسة :

1- كل جملة من ٱبتداء وخبر دخل عليها كان وأخواتها.

2- كل جملة خبرية دخل عليها لفظ ( ظَنَنْتُ ) أو ( أعْلَمْتُ ) أو أخواتها من أفعال النفس, فأنَّ هذه الأفعال إذا تقدَّمت في ترتيب الكلام في الجملة الخبرية نصبت المبتدأ والخبر( ظَنَنْتُ زيداً قائماً ) فإنْ توسطت بين المبتدأ والخبر وتأخرت عنهما جاز النصب والرفع : تقول : زيد ظَنَنْتُ منطلق ٌ, وزيداً ظَنَنْتُهُ منطلقاً.

3- كل اسم جنس دخل عليه ( بئس أو نعم ) , فإنْ كان فيه الألف واللام فهو مرفوع مثل : نِعْمَ الرجلُ زيدٌ , ولهم في رفعه مذهبان أحدهما : أنَّه مبتدأ وخبر,والآخر أنَّه خبر المبتدأ . وإنْ كان الاسم الذي قيد بنعم أو بئس نكرة فهو منصوب والمخصص له مرفوع : نعم رجلاً زيدٌ . ولا يقيد بهذين الفعلين إلاّ أسماء الأجناس .

4- كل ٱسم أ ُخبر عنه بـ ( حَبَّ موصولا ً ) بـ ( ذا ) نحو حَبَّذا زيدٌ فهو مرفوعٌ, ولا يقع هذا الاسم أبداً في كلامهم إلاّ مؤخراً عن حَبَّذا . وللنحاة فيه ثلاثة مذاهب . أحدها على أنَّه مبتدأ , والثاني على أنَّه خبر ,والثالث على أنَّه فاعل يرفع حَبَّذا .



5- كل ٱسم دخل عليه ( عسى أو كاد أو قارب ) وما أشبه ذلك من الأفعال فإنَّه مرفوع , والخبر في هذا القول إذا كان فعلاً مع عسى فالأجود أنْ تكون مع (أنَّ)نحو عسى زيدٌ أنْ ينجح ,وأما كاد فالأجود أنْ تكون بغير أن :كاد زيدٌ يدخل المدينة .وقد يقع الخبر مع عسى ٱسماً في مثل قولهم :عسى الغوير أيؤساً.

3- قوانين الخبر المقيَّد بالحروف وهي أربعة :

1- كل قول مؤلف من ابتداءٍ وخبر دخل عليه إنَّ وأخواتها فإنَّ المبتدأ يعود منصوباً, ويبقى الخبر على حاله مرفوعاً نحو : إنَّ زيداً منطلقٌ...

2- كل جملة خبرية دخل عليها حرف ( ما ) النافية , فإنَّ المبتدأ يبقى على حاله مرفوعاً ( ما زيدٌ قائمٌ ) وينتصب الخبر على لغة أهل الحجاز إلاّ أنْ يدخل على ( ما ) حرف ( إلاَّ )...

3- كل جملة خبرية دخل عليها حرف ( لا ) النافية , فإنْ كانت داخلة على ٱسم جنس وأردنا استغراق النفي فإنَّك تجعل ( لا ) والاسم كٱسم ٍواحد وتبنيه على الفتح كقولك : لا رجلَ في الدار...

4- كل جملة خبرية قُيِّدَت بـ ( ما ) التي للتعجب فإنَّها تنصب الاسم المتعجب الواقع في الجملة , تمييزاً بين هذا الشكل وشكل النفي , فيقول في التعجب : ما أحْسَنُ زيداً , وفي النفي : ما أحْسَنَ زيدٌ ( لم يُحْسِنْ ) , وتقول في الاستفهام : ما أحْسَنَ زيدٍ ؟ فتنخفض . وفعل التعجب هذا لايبنى عندهم من الفعل الرباعي إلاّ بأشد أو أكثر , كما لايبنى من الخلق والألوان إلاَّ شاذاً ,والشائع أنَّ تقول: وأكثرهم أدباً وأشدهم بياضاً ...

4- قوانين الخبر المُقيِّد بالاسم . ( يقصد الألقاب ) .

وهي ثلاثة أقباس ـ بمعنى أقسام ـ : قيود الأسماء التي هي ألقاب ، قيود الأفعال، قيود الٱسماء التي هي تعمل عمل الفعل :



1- قيود الٱسماء :

1- كل ٱسم قُيِّد بٱسم تقييد الإضافة فالمضاف إليه مخفوض , والمضاف يعرب بإعرابه الذي يخصه نحو:غلامُ زيدٍ ,غلاماً زيدٍ , ضاربو زيدٍ , ومن هذه الأسماء ما لاينفك من الإضافة نحو : مثل , شبه , وكثير من الظروف .

2- كل اسم قُيِّد بٱسم على جهة النعت فإنَّه تابع في إعرابه للموصوف إذا كانت الصفة والموصوف كلاهما نكرة أو معرفة . فإنْ كانت الصفة نكرة والموصوف معرفة ٱنتصبت الصفة انتصاب المنصوب الذي يُسمَّى حَالاً. جاءني زيدٌ راكباً...

3- كل ٱسم جنس من أجناس العدد قُيِّد بمعدوده من الحادي والعشرين إلى التسعين وقع مجملا ًفي القول الخبري مُخَصَّص بنوعه , فإنَّ ذلك الاسم منصوب , وما وقع من الثلاثة إلى العشرة فهو مخفوض ,الأول يُميَّز بٱسم واحد من جنسه والآخر بٱسم جمع , كقولك هذه عشرون درهماً ، وهذه خمسة دراهم...

4- كل ٱسم نوع وقع خبراً في الجملة الخبرية مُخَصَّص بمادته , أعني بمحلِّه, فإنَّه يجوز فيه النصب على التشبيه بالتمييز الواقع في جنس الكمية ,والخفض على الإضافة , والإتباع على النعت , أعني إنْ كان المنعوت مرفوعاً فالنعت مرفوع , وإنْ كان منصوباً فمنصوب, وإنْ كان مخفوضاً فمخفوض : هذا خاتمٌ حديداً, على التمييز , وحديد ٍعلى الإضافة , وحديدٌ على الصفة, لأنَّه ٱحتمل [ ثلاثة المعاني ] ))[29]. وقد ختم : (( ابن رشد بالتأكيد مرة أخرى على أنَّ ( هذا النحو الصناعي ) الذي قدَّم به مسائل النحو والذي ركَّز فيه على الإعراب هو أنفع وأيسر في تعليم الأولاد , ونحن نرى أنَّه أنفع للكبار أيضاً))[30] وبهذا يكون ابن رشد قد حاول إيجاد طريقة جديدة لترتيب مسائل النحو العربي دون التعمق في مسائله الكثيرة وخصَّ الإعراب الركن الأصعب فيه.

ب- محاولة ابن مضاء القرطبي[31]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



تمثل محاولة ابن مضاء القرطبي ثورة في التيسير النحوي في رفضه طريقة النحاة التقليدية في سرد القواعد ، فكان متمرداً ثائراً, ساعياً إلى التجديد, واكتشاف المجهول , فهو: (( لا يثقل نفسه وفكره بتقليد آراء غيره))[32] وتُعَدُّ هذه المحاولة : (( أخطر محاولة إصلاحية في تاريخ النحو العربي , قد استوحى نظريته الإصلاحية من مذهبه الظاهري , وكان فيها شمول وتكامل بحيث ٱمتدت إلى جميع العقد والصعوبات في النحو, فتناولتها بالحَلِّ والتيسير))[33]وقد شنَّ القرطبي في كتابه (الرد على النحاة)الذي حققه الدكتور شوقي ضيف ونشره عام 1947أول مرة , ثورة عارمة اعترض فيها على أسلوب النحاة القدماء , بجرأة لم يسبقه إليَّها أحد من قبل إلاَّ محاولات يسيرة قام بها أبو الفتح عثمان بن جني في الخصائص ، في باب (ذكر علل العربية أ كلامية هي أم فقهية ؟ )[34] . وأرى أنَّ هذه الآراء المقتضبة عند ابن جني ، هي التي مهَّدت الطريق الذي ٱهتدى من خلاله ابن مضاء مع ما يمتلك من أسس مذهبه الظاهري ,الذي يبتعد عن التأويل والتعليل ,ولا يأخذ إلاّ بظاهر القرآن الكريم والسُّنَّة .

ومن نظر في كتاب ابن مضاء نجده يشير إلى قصده من تأليف الكتاب, وهو التخفيف عن كاهل النحوي بحذف ما يستغني عنه . وينبه على إجماع النحاة على الخطأ[35] .

والقرطبي لا ينكر فضل النحاة الأوائل , الذين وضعوا النحو حفظاً لكلام العرب من الخطأ فيقول: (( وإنِّي رأيْتُ النحويين رحمة الله عليهم قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن وصيانته عن التغيير فبلغوا من ذلك إلى الغاية التي أمَّوا وانتهوا إلى المطلوب الذي ٱبتغوا , إلاّ أنَّهم ٱلتزموا ما لا يلزمهم , وتجاوزوا فيها القدر الكافي فيما أرادوه منها , فتوعرت مسالكها, ووهنت مبانيها وٱنحطت عن رتبة الإقناع حججها))[36]. ولمحاولة القرطبي أهمية كبيرة في تخليص النحو مما علق به من شوائب التعليل والتقدير, والتأويل الذي ضمته المطولات النحوية بمسائلها العويصة والعسيرة وعليه : (( مهد ابن مضاء لتخليص النحو من صعابه وتعقيداته غير أنَّ مخالفيه من النحاة في زمنه وبعد زمنه صمُّوا آذانهم عن دعوته , وظلَّوا يؤلفون مطولاتهم الضخمة حاملة ما لا يحصى من مسائله العويصة وعقده العسيرة))[37]. ولم تلقَ هذه الدعوة الجديدة قبولا ًفي عصره , لأسباب تتعلق بقيمة الموروث النحوي, وتشدّ ُد الكثير في إجلاله واحترامه إذ : (( يبدو أنَّ الإهمال الذي واجهته ثورة ابن مضاء كان بسبب العصر الذي سادته ظروف سياسية ، وفكرية لم تشجع على القيام بالإصلاح , قدر ما كانت تشجع على الجمود , واجترار الموروث ))[38]. وكان تعلق الناس بسيبويه ، وكتابه له أثره على ثورة ابن مضاء ذلك الوقت , فلم يحض َ رأيه بالقبول والاستحسان ؛ لأنَّ : (( رأي ابن مضاء لم يقدَّر له النجاح فقد كان الناس مشغوفين بنحو سيبويه , فلم يستطع ابن مضاء أو غيره أنْ يثنيهم عنه))[39] . ومع هذا فقد لقيت محاولة ابن مضاء في العصر الحديث رواجاً كبيراً وقيض لها أنْ تكون فاتحة الطريق , والممهدة لعلماء النحو المحدثين , فلا ترى بحثاً ينظر في التيسير ويتخطى عمل القرطبي الجليل . والقرطبي في ثورته على النحاة يبني رأيه على ثلاثة أركان هي:

أ‌- إلغاء نظرية العامل.

ب‌- إلغاء القياس

جـ -إلغاء التمرينات والتطبيقات ,وضمنها دعوته إلى إلغاء التمرينات غير العملية نحو( ابن ِ مِنْ كذا مثال كذا )[40]..

1-إلغاء نظرية العامل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخذ القرطبي يدعو إلى حذف ما يمكن الاستغناء عنه وينبه إلى ما عَدّه إجماعاً من النحاة على الخطأ , فأسس دعوته على مبدأ إلغاء ما يعرف في النحو بٱسم ( نظرية العامل ) . والعامل هو المسبب في الموقع الإعرابي للكلمات من حيث عمل الرفع , والنصب , والجزم كقول : النحاة إنَّ رفع الخبر سببه وجود المبتدأ , أما رفع الفاعل ونصب المفعول فالسبب وجود الفعل وهكذا , وزاد الكوفيون على هذا القول إنَّ الذي عمل النصب في المفعول هو الفعل والفاعل معا[41]. وحينما يلغي القرطبي فكرة العامل,يبدأ بإلغاء ما يترتب عليها من تقديرات لفظية وحركية , وهو ينكر بأنَّ اللغة وردت عن العرب بشكلها المعروف هذا , وٱستعملت به حيث ننطق كلامنا. فٱعترض على تقدير كثير من العوامل المحذوفة , كالضمائر المستترة , وهو يحدد المحذوفات بثلاثة أقسام :

أ - ما لا يتم الكلام إلاّ به , وقد حُذِف لعلم المخاطب به . مثل قولك لمن رَأيْتَهُ يُعْطِي الحاجةَ الناس : ( زيدا ً) أيْ أعطِ زيداً , فحذفه أوجز وأبلغ[42]..

ب - محذوف لا حاجة للقول إليه بل هو تام بدونه , وإنْ ظهر كان عيباً كقولك : ( أزيداً ضَرَبْتَهُ ؟ ) والتقدير أضْرِبْ زَيْداً , وهذا تقدير لاحاجة منه[43]..

جـ - محذوف إذا أظهر تغير الكلام عما كان قبل ظهوره , كقولك (ياعبدالله) فيقدر النحاة فعلاً في ( يا عبد الله ) ناصباً هو أنادي أو أدعو[44]....



2- إلغاء القياس و العلل الأخرى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنَّ (( القياس الذي دعا إلى إلغائه هو قياس المنطق الذي يعتمد على أسس عقلية متصورة ولم يلغ ِالقياس النحوي المعتمد على النصوص إذا ما وافق النص مقبول وما عارض ذلك مرفوض))[45] .

أما العلل فقد كان القرطبي (( يَقِفُ من العلة موقفاًَ مضاداً لموقف ابن جني , فهو الذي نبَّه على وجوب اِطراح العلل النحوية التي لا تفيد غير التعقيد))[46]. لكن ابن مضاء لم يلغٍ ِكل العلل , فأثبت العلل الأُوَل التي بها يُعْرَف النطق بكلام العرب فتدرك أنَّ هذا الفاعل مرفوع فهو يقول : (( ومما يجب أنْ يسقط من النحو العلل الثواني و الثوالث , وذلك مثل سؤال السائل عن زيدٍ من قولنا : ( قَامَ زيدٌ ٌ) لِمَ رُفِع ؟ فيقال : لأنّه فاعل وكل فاعل مرفوع , فيقول : ولِمَ رفع الفاعل ؟ فالصواب أنْ يقال له: كذا نطقت به العرب , ثبت ذلك بالاستقراء

من الكلام المتواتر))[47]، وبهذه الصورة يكون ابن مضاء قد جدَّد في بناء النحو العربي إذ : (( يمكن القول إنَّ الجديد الذي قدَّمه ابن مضاء هو تشخيصه للعلل الكامنة وراء صعوبة النحو مما لفت أنظار الباحثين إلى ضرورة تيسير النحو العربي والاستغناء عن كل ما لا يفيد ناطقاً ولا يخدم اللغة في شيء))[48].



3- إلغاء التمرينات

ـــــــــــــــــــــــــــ



إذ دعا القرطبي إلى إلغاء التمرينات غير العملية ومنها إبدال حرف علة محل حرف آخر نحو( ابن ِ مِنْ كذا مثال كذا )[49]. ويُعَدّ ُ ابن مضاء ميّالاً في أسلوبه إلى النحو الكوفي في كثير من آرائه , على الرغم من أنَّه كان يأخذ برأي البصريين في بعض الأحيان[50]. وبهذا يكون ابن مضاء من المُيَسِّرين الأوائل في النحو العربي , مع معاصره ابن رشد , وبفضلهما ٱنفرج أمر النحو العربي, وانطلق المحدثون مقتدين بما فعل السابقون من أعمال جليلة , غايتها تخليص النحو مما علق به من شوائب المنطق الفلسفي المستند إلى العقل.فكانت الانطلاقة الحقيقية عند ابن مضاء وابن رشد , تمثل البذرة الأولى في طريق تطور الدرس النحوي , بل التي ثبت من خلالها ، أنَّ النحو إذا جُرِد من عوالقه المنطقية وغيرها يمكنه أنْ يصبح أكثر مطاوعة ًومرونة ً.

الاستاذ ابوحسن الرماحي
العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

الإصلاح والتجديد في النحو Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإصلاح والتجديد في النحو   الإصلاح والتجديد في النحو Icon_minitimeالسبت 19 يونيو 2010 - 2:15

بحث رائع

تسلمين

اديبتنا زينب بابان

بارك الله لكِ

تحياتي وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

الإصلاح والتجديد في النحو Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإصلاح والتجديد في النحو   الإصلاح والتجديد في النحو Icon_minitimeالسبت 19 يونيو 2010 - 17:18

الاستاذ احمد الهاشمي

اشكر مرورك الكريم

مودتي وتقديري

الإصلاح والتجديد في النحو Oh3by22gg0e6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سارة عمر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
سارة عمر


عدد المساهمات : 3690
نقاط : 4949
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 03/04/2010
العمر : 40

الإصلاح والتجديد في النحو Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإصلاح والتجديد في النحو   الإصلاح والتجديد في النحو Icon_minitimeالأحد 20 يونيو 2010 - 15:38

موضوع مميز زينب


تسلم ايدك


الإصلاح والتجديد في النحو 2023alsh3er
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

الإصلاح والتجديد في النحو Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإصلاح والتجديد في النحو   الإصلاح والتجديد في النحو Icon_minitimeالأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 17:45

بارك الله فيك سارة عمر

امنياتي اليك بالموفقية والتالق

اعتزازي وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإصلاح والتجديد في النحو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإصلاح المنشود
» نشأة النحو العربي
» أساليب الترغيب في النحو العربي
» ألفية إبن مالك في النحو والصرف للعلامة/محمد بن عبدالله بن مالك الأندلسي
» موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: قسم العلوم و المكتبة و الفنون :: واحة البحوث والإستطلاعات الأدبية والأكاديمية-
انتقل الى: