قصة قصيرة / رحلة امل
جعفر صادق المكصوصي
17/05/2010
نظرت الى اللوحة المرسومةبقدرة البديع سبحانه وتعالى وكيف ان الغيوم المحيطة بقرص الشمس النازل من كبد السماء الى ماوراء الافق الوان
جذابة تبعث في النفس البشرية الطمأنينة والسرور أتاملها بأجفان جامدة
حتى اختفت اشعة الشمس الذهبية وودعت ارض بلادي وخيم الليل علينا وألبس المدينة ثوب السوادطرق مسمعي صوت الهي طالما شدني كل مساء انه صوت الاذان لصلاة المغرب الذي له وقع خاص في نفسي تجلت همومي
في ذاكرتي المتعبةمن عمل النهار المظني وتذكرت همومي الاسمى هموم العراق الجريح عندما يضيق القلب باحزانه تكاد الضلوع تتمزق ولا يجد المرء غير الشكوى 00 يا الهي وخالقي اترضى لحال البلاد حاشاك 000
اترضى لما يحدث من قتل ودمار الهي ضاقت ومنك الفرج سرت مسرعا شاخص العينين وركبت السيارة وقلت للسائق أتجه يسارا بدأ يسير غربا نظرت الى زقورة اور في الناصرية الشاخصة منذ عصور واقتربت منها وقلت للسائق هذا الحد الفاصل بيني وبينك ارجع وساواصل مسيري وانا بين تألم لحالنا وتأمل نحو نور الله في ارضي مشيت الى حيث تقودني قدماي اقتربت من الزقورة العجيبة ذات الصور السومرية الرائعة التي تحاكي من ينظر اليها بروح علوية سرمدية والبيت الكبير فيها بيت النبي ابراهيم عليه السلام واباه ازر اشتد الظلام نظرت بعينين جامدتين الى هيبة المكان فترائى امامي عمود من النور محاطا باعمدة من عطور وزهور فائحة العبير وبخور يتصاعد حيث شبح كبير لجسد اكبر نظرت الى وجهه النوراني حيث اختفت الملامح وبرز النور قدماه في الارض وقامته تمتد الى الاعلى جسد من نور ابيض واخضر صرخت باعلى صوتي من انت وماذا تريد فاذا به يردد قلنا يانار كوني بدا وسلاما على ابراهيم ويتبع صوته صدى يتجدد ....
فهمت حينها من يكون رغم اني غير متيقن قلت له يا ابتي اشكو اليك كثرة النيران في ارض بلادي يا ابا الانبياء اترى مايحدث ترى هل تشم رائحة الموت المجاني في ارض بلادي هل تسمع انين اليتامى والارامل والثكالى ايعقل ان يحدث هذا في بلاد الرافدين؟؟؟
قال سلاما سلاما على العراق والعراقيين سلاما سلاما على العراق والعراقيين قلت له ان القوى العقلية انتدبتني ممثلا عن العقلاء في بلادي طلبت مني الحلول 0 فبدأ وكاني رايت من بين النور ثغره باسما وقال الحياة معنى لايخفيها الموت والانسانية قوة جبارة لايهزمها العابثون لقدانطلقت من بلادكم وانطلقت مني رسالات السماء فلا تخاف فلن تمحو يوما ظلامات الشر نور الخير اوصييكم يالحوار فهو عنوان العقل ةالانسانية واوصيكم بالنظر الى المصلحة العليى لبلادكم ومغادرة الانانية المقيته التي تقود الى العصبية 00انظروا الى المستقبل المشرق احبوا بعضكم تنجو من كل سوء علموا ابنائكم على المحبة والتسامح وعملوا بجد واخلاص لخدمة العراق فهو سيد العالم لتتحلى فيكم تعاليم كنفوشيويس وعدالة سقراط وحكمة سليمان وانسانية الرسول محمد وشجاعة علي 0
النصر ا ت و بات قريبا ذلك اليوم ينهزم الاعداء فيقتلوا ويشردوا وفي ظهور المهزومين منهم تخديش السيوف ووخز الرماح فيحمل العراقيون الوية الفخر حينها اخذ يتراجع يتلاشى شيئا فشيئا وهو يردد تكاثري يانفوس
العظماء في بلادي فأن البلاء عظيم لايزيله الا العظماء0
لاح الفجر وارتجفت جوارحي وداعب نسيم الهواء البرية وسال النور الذهبي بين مسامات الهواء وابتسمت الحياة معلنة صباح جديد0
جعفر صادق المكصوصي