واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 قصة الدولة الأيوبية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 17 يوليو 2010 - 7:34

نجم الدين أيوب
نقفز
خمسين سنة من الصراع، ونصل إلى السنوات العشر الأخيرة من الدولة الأيوبية،
وبالتحديد إلى سنة 637 هجرية، وذلك حين تولى عرش مصر السلطان الأيوبي
(الصالح نجم الدين أيوب)،أو (الملك الصالح)، والذي يُعَدُّ من أفضل
السلاطين الأيوبيين بعد صلاح الدين.
لقد تولى الملك
الصالح أيوب حكم مصر سنة 637 هجرية، وكالعادة الجارية في تلك الأيام
استعدَّ الأمراء الأيوبيون في الشام للتقاتل معه على خلافة مصر،
وحدثت بينهم مناوشات وحروب، وبلغ الأمر مداه في سنة 641 هجرية عندما توحدت
قوى الأيوبيين المتناثرة في الشام، وتحالفت مع الصليبيين لحرب الملك الصالح
أيوب!! وذلك في مقابل أن يتنازل أمراء الشام الأيوبيون عن بيت المقدس
للصليبيين!!
وتوحدت قوى أمراء الشام الأيوبيين
مع الصليبيين في جيش كبير، وبدأ الزحف في اتجاه مصر فأعد الملك الصالح
جيشه، ووضع على قيادته أكفأ قادته وهو ركن الدين بيبرس، واستعد للمواجهة،
وكان الجيش المصري قليلاً وضعيفًا إذا قورن بالأعداد الكبيرة لجيوش الشام
والصليبيين؛ ولذلك استعان الملك الصالح بالجنود الخوارزمية الذين كانوا قد
فَرُّوا من قَبلُ من منطقة خوارزم بعد الاجتياح التتري لها, وكان هؤلاء
الجنود الخوارزمية جنودًا مرتزقة بمعنى الكلمة؛ بمعنى أنهم يتعاونون مع من
يدفع أكثر، ويعرضون خدماتهم العسكرية في مقابل المال؛ فاستعان بهم الملك
الصالح أيوب بالأجرة، ودارت موقعة كبيرة بين جيش الملك الصالح أيوب وبين
قوى التحالف الأيوبية الصليبية، وعُرِفَت هذه الموقعة باسم موقعة غزة،
وكانت في سنة 642هجرية، وانتصر فيها الملك الصالح انتصارًا باهرًا،
وقُتِلَ من الصليبيين أعدادٌ كبيرة وصلت إلى ثلاثين ألف مقاتل، وأُسِرَت
مجموعةٌ كبيرة من أمرائهم وملوكهم، وكذلك أُسِرَت مجموعةٌ من أمراء
الأيوبيين، واستغل الصالح أيوب الفرصة, واتجه إلى بيت المقدس الذي كان
الأيوبيون في الشام قد تنازلوا عنه للصليبيين، فاقتحم حصون الصليبيين،
وحرَّرَ المدينة المباركة بجيشه المدعم بالخوارزمية في سنة 643 هجرية،
وبذلك حُرِّرَ بيتُ المقدسِ نهائيًّا، ولم يستطع جيش نصراني أن يدخله أبدًا
لمدة سبعة قرون كاملة، إلى أن دخلته الجيوش البريطانية في الحرب العالمية
الأولى في يوم 16مننوفمبر سنة 1917 ميلادية، وذلك بالخيانة المعروفة لمصطفى
كمال أتاتورك.
ثم إن الملك الصالح أيوب
أكمل طريقه في اتجاه الشمال، ودخل دمشق، ووحَّد مصر والشام من جديد، بل
اتجه إلى تحرير بعض المدن الإسلامية الواقعة تحت السيطرة الصليبية،
فحَرَّرَ بالفعل طبرية وعسقلان وغيرهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 17 يوليو 2010 - 7:35

المماليك البحرية
غير
أنه حدث تطور خطير جدًّا في جيش الصالح أيوب رحمه الله، حيث انشقت عن جيشه
فرقة الخوارزمية المأجورة، وذلك بعد أن استمالها أحد الأمراء
الأيوبيين بالشام مقابل دفع مال أكثر من المال الذي يدفعه لهم الصالح أيوب،
ولم تكتفِ هذه الفرقة بالخروج، بل حاربت الصالح أيوب نفسه، ولم يثبت معه
في هذه الحرب إلا جيشه الأساسي الذي أتى به من مصر، وعلى رأسه قائده
المُحَنَّك ركن الدين بيبرس.
وخرج
الصالح أيوب من هذه الحرب المؤسفة وقد أدرك أنه لا بد أن يعتمد على الجيش
الذي يدين له بالولاء لشخصه لا لماله، فبدأ في الاعتماد على طائفة
جديدة من الجنود بدلاً من الخوارزمية، وكانت هذه الطائفة هي (المماليك).

وقد زاد عدد المماليك الصالحية (نسبة إلى الملك الصالح)،
وقوي نفوذهم وشأنهم في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب، حتى بنى لنفسه
قصرًا على النيل، وبنى للمماليك قلعة إلى جواره تمامًا، وكان القصر
والقلعة في منطقة الروضة بالقاهرة، وكان النيل يعرف بالبحر؛ ولذلك اشتهرت
تسمية المماليك الصالحية (بالمماليك البحرية)؛ لأنهم يسكنون بجوار البحر.

وهكذا وطَّد الملك الصالح أيوب ملكه بالاستعانة
بالمماليك الذين وصلوا إلى أرقى المناصب في جيشه وفي دولته، وتولى قيادة
الجيش في عهده أحد المماليك البارزين اسمه (فارس الدين أقطاي)، وكان الذي
يليه في الدرجة هو ركن الدين بيبرس، فهما بذلك من المماليك البحرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 17 يوليو 2010 - 7:35

الحملة الصليبية السابعة
وفي سنة 647 هجرية كان الصالح أيوب قد مرض مرضًا شديدًا، وكان
مصابًا بمرض السُّلِّ، وبالإضافة إلى كِبَرِ سِنِّهِ؛ فإِنَّ هذا جعله طريح
الفراش في القاهرة، وفي هذه الأثناء وقبلها كان ملك فرنسا (لويس التاسع)
يريد أن يستغل فرصة الاجتياح التتري لشرق العالم الإسلامي، فيقوم هو
باجتياح العالم الإسلامي من ناحية مصر والشام، ووقع اختياره على مدينة
دمياط المصرية ليبدأ بها حملته؛ لأنها كانت أهم ميناء في الحوض الشرقي
للبحر الأبيض المتوسط في ذلك الزمن، وبذلك بدأت الحملة التي تُعْرَفُ في
التاريخ بالحملة الصليبية السابعة؛ فقد نزل الملك لويس التاسع بجيشه إلى
دمياط في يوم 20 من صفر سنة 647 هجرية، وللأسف الشديد ظنت الحامية المدافعة
عن المدينة أن سلطانهم المريض الملك الصالح أيوب قد مات، فانسحبوا
انسحابًا غير مُبَرَّر، ووقعت دمياط في أيدي الصليبيين بسهولة، وهي المدينة
التي دَوَّخت قبل ذلك الحملة الصليبية الخامسة.
علم بذلك الملك الصالح - رحمه الله - فاشتد حزنه، وعاقب
المسئولين عن جريمة سقوط دمياط، وتوقَّع أن النصارى الصليبيين سيتجهون إلى
القاهرة عبر النيل لغزو العاصمة المصرية نفسها, وبذلك يُسقِطُون الدولةَ
بكاملها؛ لذلك فقد قرر بحكمته أن يُرَتِّبَ اللقاءَ في الطريق بين
القاهرة ودمياط، واختار لذلك مدينة المنصورة لأنها تقع على النيل، وحتمًا
سيستغل الصليبيون النيل للإبحار فيه بسفنهم الكثيرة.
وبالفعل أمر الملك الصالح - رحمه الله - أن يحمله الناس إلى
مدينة المنصورة الواقعة على فرع النيل الذي يأتي من دمياط، وذلك لانتظار
جيش الصليبيين بها، والاستعداد لمعركة فاصلة هناك، وحُمِل الملك
الصالح ـ رغم مرضه الشديد ـ إلى المنصورة، وبدأ فارس الدين أقطاي وركن
الدين بيبرس يضعان الخطة المناسبة للقاء النصارى في المنصورة.


ورحل الملك الصالح

وخرج النصارى من دمياط في 12من شعبان 647هجرية متجهين
جنوبًا عبر النيل صَوْبَ القاهرة، وكان من المؤكد أنهم سَيَمُرُّونَ على
المنصورة كما توقع الصالح أيوب,ولكن في ليلة النصف من شعبان تُوُفِّيَ
الملكُ الصالِحُ نجمُ الدين أيوب رحمه الله، وهو في المنصورة يُعِدُّ
الخُطَّةَ مع جيوشه لتحصين المدينة، فنسأل له الله المغفرة والرحمة وأجر
الشهداء. يقول (ابن تغري بردي)صاحب كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر
والقاهرة) والمُتَوَفَّى سنة 874 هجرية: "ولو لم يكن من محاسن السلطان
الصالح نجم الدين أيوب إلا تجلده عند مقابلة العدو بالمنصورة، وهو بتلك
الأمراض المزمنة، وموته على الجهاد والذبّ عن المسلمين لكفاه ذلك"،
ثم يقول: "ما كان أصبره وأغزر مروءته!!".
وكانت
مصيبة خطيرة جدًّا على المسلمين، لا لفقد الزعيم الصالح فقط، ولكن لفقدان
البديل والخليفة له، وخاصة في ذلك التوقيت، والبلاد في أزمة شديدة، وميناء
دمياط محتل، وجنود الصليبيين في الطريق.
وهنا
تصرفت زوجة السلطان نجم الدين أيوب بحكمة بالغة، وكانت زوجته هي
(شجرة الدر)، وشجرة الدرِّ كانت فيما سبق جارية من أصل أرمني أو تركي،
اشتراها الصالح أيوب ثم أعتقها وتزوجها؛ ولذلك فهي في الأصل أقرب إلى
المماليك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 17 يوليو 2010 - 7:35

الانتصار في معركة المنصورة الكبيرة

لقد كتمت شجرة الدرِّ خبر وفاته، وقالت: إن الأطباء منعوا
زيارته. وأرسلت بسرعة إلى ابن الصالح أيوب، والذي كان يحكم مدينة
تعرف (بحصن كيفا) في تركيا الآن، وكان اسمه (توران شاه بن نجم الدين أيوب)،
وأبلغته بخبر وفاة أبيه، وأَنَّ عليه أن يأتي بسرعة لاستلام مقاليد الحكم
في مصر والشام، ثم اتفقت مع كبير وزراء الملك الصالح, وكان اسمه (فخر الدين
يوسف) على إدارة الأمور إلى أن يأتي توران شاه، ثم كلفت فارس الدين أقطاي
وركن الدين بيبرس بالاستمرار في الإعداد للمعركة الفاصلة في المنصورة،
وهكذا سارت الأمور بصورة طيبة بعد وفاة الملك الصالح، ولم يحدث الاضطراب
المتوقع نتيجة هذه الوفاة المفاجئة، وفي هذه الظروف الصعبة.
ومع كل احتياطات شجرة الدرِّ إلا أن خبر وفاة الملك الصالح أيوب
تسرب إلى الشعب، بل ووصل إلى الصليبيين، مِمَّا أدى إلى ارتفاع حماسة
الصليبيين، وانخفاض معنويات الجيش المصري، وإن ظل ثابتًا في منطقة
المنصورة.
ووضع فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس
خطة بارعة لمقابلة الجيش الفرنسي في المنصورة، وعرضاها على شجرة الدر،
وكانت شجرة الدرِّ تمثل الحاكم الفعلي لحين قدوم توران شاه ابن الصالح
أيوب. وأقرت شجرة الدرِّ الخطة، وأخذ الجيش المصري مواقعه، واستعد
لِلِّقاء.

وفي اليوم الرابع
من ذي القعدة من سنة 647 هجرية دارت موقعة المنصورة العظيمة، وانتصر فيها
المسلمون انتصارًا باهرًا.
وبعد أن وصل
توران شاه إلى المنصورة في السابع عشر من ذي القعدة سنة 647 هجرية، وتسلم
السلطان الشاب مقاليد الحكم، وأُعْلِنَ رسميًّا وفاةُ الملك الصالح نجم
الدين أيوب، وولاية توران شاه حكم مصر والشام.
بدأ
توران شاه في التخطيط لهجوم جديد على الصليبيين، وبعد خطة بارعة
استطاع الجيش المصري أن يلتقي مرة أخرى مع الصليبيين، عند مدينة (فارسكور)في
أوائل المحرم سنة 648هجرية، بعد أقل من شهرين من موقعة المنصورة الكبيرة!
ودارت هناك معركة هائلة تحطم فيها الجيش الصليبي تمامًا، بل وأسر الملك
لويس التاسع نفسه، ووقع جيشه بكامله ما بين قتيل وأسير، وسِيقَ الملك لويس
مكبلاً بالأغلال إلى المنصورة، حيث حبس في دار (فخر الدين إبراهيم ابن
لقمان).
ووُضِعَت شروطٌ قاسيةٌ على الملك لويس
التاسع ليفتدي نفسه من الأسر، وكان من ضمنها أن يفتدي نفسه بثمانمائة ألف
دينار من الذهب، يدفع نصفها حالاً ونصفها مستقبلاً، على أن يحتفظ
توران شاه بالأسرى الصليبيين إلى أن يتم دفع بقية الفدية، بالإضافة إلى
إطلاق سراح الأسرى المسلمين، وتسليم دمياط للمسلمين، وهدنة بين الفريقين
لمدة عشر سنوات.
وتم بالفعل جمع نصف
الفدية بصعوبة، وأُطْلِقَ سراح الملك لويس التاسع إلى عكا، وكانت إمارة
صليبية في ذلك الوقت، نسأل الله أن يحررها من دنس اليهود الآن[3]. ولكن
ماذا فعل توران شاه في حُكم مصر؟ وكيف كانت سيرته؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 17 يوليو 2010 - 7:36

توران شاه
لقد كان
توران شاه شخصية عابثة! فلقد اتصف هذا السلطان الشاب بسوء الخلق،
والجهل بشئون السياسة والحكم، وأعماه الغرور الذي ركبه بعد النصر على لويس
التاسع ملك فرنسا عن رؤية أفضال ومزايا من حوله، فقد بدأ من ناحية يتنكر
لزوجة أبيه شجرة الدر، واتهمها بإخفاء أموال أبيه، وطالبها بهذا المال، بل
وهددها بشدة حتى دخلها منه خوف شديد، ولم يحفظ لها جميل حفظ الملك له بعد
موت أبيه، وحفاظها على سير الأمور لحين قدومه، هذا من ناحية. ومن ناحية
أخرى فإنه بدأ يتنكر لكبار أمراء المماليك، وعلى رأسهم فارس الدين أقطاي
وركن الدين بيبرس، ولم يحفظ للمماليك جميل الانتصار الرائع الذي حققوه في
موقعة المنصورة، فبدأ يقلل من شأنهم، ويقلص من مسئولياتهم، وبدأ على الجانب
الآخر يُعَظِّمُ من شأن الرجال الذين جاءوا معه من حصن كيفا، وبدا واضحًا
للجميع أنه سيقوم بعمليات تغيير واسعة النطاق في السلطة في مصر.

كل هذا في غضون الأشهر الثلاثة الأولى في مصر، وبعد
موقعة فارسكور مباشرة.

وخافت
شجرة الدرِّ على نفسها، وأَسَرَّت بذلك إلى المماليك البحرية، وخاصةً فارس
الدين أقطاي وركن الدين بيبرس، وكان المماليك البحرية يُكِنُّونَ لها كل
الاحترام والولاء لكونها زوجة أستاذهم الملك الصالح رحمه الله، وكانت علاقة
الأستاذية هذه من القوة بحيث تبقى آثارها حتى بعد موت الأستاذ. ثم إن شجرة
الدرِّ قد وجدت نفس الوساوس في نفوس المماليك البحرية في ذات الوقت، ومن
ثَمَّ اجتمع الرأي على سرعة التخلص من (توران شاه)قبل أن يتخلص هو منهم؛
فقرروا قتله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 17 يوليو 2010 - 7:36

نهاية الدولة الأيوبية

اتفقت شجرة الدرِّ مع فارس
الدين أقطاي وركن الدين بيبرس وغيرهما من المماليك الصالحية البحرية على
قتل (توران شاه)، وبالفعل تمت الجريمة في يوم 27 من المحرم سنة 648 هجرية،
أي بعد سبعين يومًا فقط من قدومه من حصن كيفا واعتلائه عرش مصر،
وكأنه لم يقطع كل هذه المسافات لكي (يحكم)بل لكي (يُدفَن)!!

وهكذا بمقتل (توران شاه)انتهى حكم الأيوبيين تمامًا في مصر،
وبذلك أُغْلِقَتْ صفحة مهمة من صفحات التاريخ الإسلامي.

لقد أسَّسَ البطل الإسلامي العظيم صلاح
الدين الأيوبي دولة الأيوبيين في سنة 569 هجرية، وظل يحكم هذه الدولة عشرين
سنة إلى سنة 589 هجرية, ووَحَّدَ في هذه الفترة مصر والشام, وتَزَعَّمَ
الجهاد ضد الممالك الصليبية باقتدار، وحقَّقَ عليهم انتصاراتٍ هائلة، والتي
من أشهرها موقعة حطين الخالدة في ربيع الآخِر سنة 583 هجرية، وفَتْحِ بيت
المقدس بعد حطين بثلاثة شهور فقط في رجب من نفس السنة، وترك صلاح الدين
الأيوبي - رحمه الله - دولة قوية عظيمة تبسط سيطرتها على مصر والشام
والحجاز واليمن وأعالي العراق, وأجزاء من تركيا, وأجزاء من ليبيا والنوبة،
وحُصِرَ الصليبيون في ساحل ضيق على البحر الأبيض المتوسط في الشام.

لكن ـ سبحان الله ـ بوفاة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله
تَقَلَّصَ دور الجهاد ضد الصليبيين، وفُتِنَ المسلمون بالدولة الكبيرة،
وكَثُرَتِ الأموال، وانفتحت الدنيا، واتسعت البلاد، وكان من جَرَّاءِ هذه
العوامل وغيرها أن حدثت انقسامات شديدة في الدولة الأيوبية، وتَفَكَّكَتِ
الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
ولسنا بصدد التفصيل في هذه الخلافات والصراعات والاستقلالات،
ولكن نذكر هنا أن الصراع بين أمراء الأيوبيين استمر نحو ستين سنة متصلة منذ
موت صلاح الدين الأيوبي في سنة 589هجرية، وإلى انتهاء الدولة الأيوبية في
سنة 648 هجرية، ولم يكن هذا الصراعُ صراعَ كلامٍ وسبابٍ وشقاقٍ فقط،بل
كان يصل إلى حد التقاتل بالسيوف، وإراقة الدماء المسلمة، وأَدَّى ذلك إلى
الفُرْقَة الشديدة، والتشرذم المقيت، بل كان يصل أحيانًا الخلاف
وانعدام الرؤية إلى درجة التعاون مع الصليبيين ضد المسلمين!! أو التعاون مع
التتار ضد المسلمين!! وكل هذا من جَرَّاء الوقوع تحت فتنة الدنيا الرهيبة
التي طالما حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى ابن ماجه والطبراني وابن حبان بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من كانت الدنيا همه فَرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين
عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ له، ومن كانت الآخرة نيته جمع
الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".

صدقت ـ والله ـ يا رسول الله.
لقد
جعل صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - الجهاد نصب عينيه، وجعل له هدفًا
واحدًا هو قتال الصليبيين، وإعلاء كلمة الدين، فجمع الله عليه أمره، وجعل
غناه في قلبه، وأتته الدنيا - فعلاً - وهي راغمة، أمَّا معظم السلاطين
الذين جاءوا من بعده فقد جعلوا الدنيا أكبر همهم، فتفرق عليهم الأمر
تمامًا، فما عادوا يدركون الصواب من الخطأ، ولا الحق من الباطل، فتارة مع
المسلمين، وتارة مع الصليبيين، وتارة مع التتار، فجعل الله U
فقرهم بين أعينهم، فمنهم من مات ذليلاً، ومنهم من مات فقيرًا، ومنهم من مات
طريدًا، ومنهم من مات حبيسًا. كان هذا هو واقع المسلمين في معظم الفترة
التي تلت حكم البطل الكبير صلاح الدين الأيوبي رحمه الله[1].

وهكذا انتهى حكم الأيوبيين لمصر، وبدأت حقبة جديدة في ظل
دولة أخرى هي دولة المماليك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 17 يوليو 2010 - 15:23

جزاك الله خيرا

وبارك لك

ملفات رائعة لكل الدول

وجهد بكافة المجالات

شجرة الدر

تحياتي
وودي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الدولة الأيوبية   قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 20 يوليو 2010 - 11:40



قصة الدولة الأيوبية - صفحة 2 Www.almsloob.com-2edaeb076b
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الدولة الأيوبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» قصة الدولة الزنكية
» قصة الدولة الفاطمية
» الدولة الامازيغية الموحدة
» قصه الدول المستقله(الدولة الاخشيديه)
» تاريخ الدولة العربية الاسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام العامة :: واحة الشخصيات الدينية والتاريخية والأدبية والسياسية :: واحة التاريخ والأحداث الهامة-
انتقل الى: