بسبب خلافات مالية بين ورثة الأخوين عاصي ومنصور الرحباني
محبو فيروز يعتصمون احتجاجاً على منعها من الغناء بأمر القضاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] دبي - لميس حطيط
وحده صوت فيروز سيرتفع غداً الاثنين 26-7-2010، في اعتصام تضامني متزامن بين بيروت والقاهرة والقدس المحتلة، ينظمه عشاق المطربة التي تعيش أيام منعها من الغناء بسبب خلافات وصلت إلى القضاء بين ورثة الأخوين عاصي ومنصور الرحباني.
ينقسم الخلاف بين الجيل الرحباني الثاني بين طرفين: أولهما منصور وأبناؤه الثلاثة مروان وغدي وأسامة، الذين رفعوا دعاوى قضائية متتالية ضد نهاد حداد (الاسم الحقيقي لفيروز)، كان أول الغيث فيها الدعوى القضائية في إبريل (نيسان) 2008، عندما أعادت فيروز تقديم مسرحية "صح النوم" في عدد من الدول العربية.
يومها سارع "المدّعي منصور حنّا الرحباني" إلى المحكمة الابتدائية المدنية في جبل لبنان مطالباً بتغريم فيروز 100 ألف دولار، متهماً إياها بعدم الحصول على إذن من أحد مؤلفي وملحني المسرحية التي أعادت تقديمها بمردود فاق ملايين الدولارات"، بحسب نص الدعوى التي تداولها الإعلام.
أما الطرف الثاني في القضية فهو فيروز، التي تعتبر مع أولادها، ورثة منصور الرحباني.
هؤلاء ردّوا بدعوى مضادة ضدّ أولاد منصور وكازينو لبنان، في يناير (كانون الثاني) 2010، للمطالبة بـ"عطل وضرر" عن الإساءة المادية والمعنوية التي سبّبها إلغاء عرض "يعيش يعيش" بقرار قضائي، واستبدالها بمسرحية منصور الرحباني "صيف 840".
وتنفي ريما الرحباني، ابنة فيروز، أن تكون لمنصور الرحباني حقوق مادية يتقاضاها من والدتها، بل من جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى (ساسيم)، التي ينتسب إليها، والتي يفترض أن تعطيه حقوقه المادية، بحسب ما قالت في بيان نشرته في يونيو (حزيران) الماضي.
في المقابل، يعرض أبناء منصور أعمال الأخوين رحباني من دون العودة إلى وريثة عاصي الرحباني، أي فيروز. وهو ما جرى عند عرض مسرحية "المحطة" في "مهرجانات البترون" الصيف الماضي، وفيلم "سيلينا" المقتبس من مسرحية "هالة والملك"، الذي عُرض بعد موافقة منصور الرحباني وحده، بحسب ما يؤكد مقرّبون من فيروز.
محاولات منع عربية
فيروز في (صحّ النوم)
ولم تقتصر الملاحقات القضائية ضد فيروز على الأراضي اللبنانية، بل امتدت لمحاولة منعها من تقديم أي أعمال في البلاد العربية، كان أولها عرض مسرحية "صح النوم" في دمشق، ضمن احتفاليتها كعاصمة للثقافة العربية عام 2008.
يومها عرض "أولاد منصور" على إدارة الاحتفالية استبدال "صح النوم" بإحدى مسرحياتهم. ومع رفض هذا التبديل، استلمت الإدارة إنذارات قضائية "تحذّرها" من عرض العمل، وهي نفس الإنذارات التي تلقتها كل من البحرين والشارقة، بعد رفض الجهات المعنية استبدال حفلات فيروز بمسرحيات منصور الرحباني، بحسب ما تظهر وثائق قانونية اطلعت عليها صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وبعد وفاة منصور الرحباني، في يناير (كانون الثاني) 2009، أعاد ورثته المعركة إلى "كازينو لبنان"، حيث كانت فيروز تتحضر لتقديم مسرحية "يعيش يعيش"، إلا أن إنذاراً قضائياً تسلمته إدارة الكازينو دفعها للامتناع عن عرض العمل، واستبداله بمسرحية "صيف 840" لمنصور الرحباني بناء على طلب ورثته.
وإلى جانب هذه المسرحية، يطلب الإنذار القضائي الامتناع عن عرض 25 عملاً شاركت به فيروز، من بينها مسرحيات "يعيش يعيش"، و"لولو"، و"صح النوم" و"موسم العز".
ردّ "أولاد عاصي"
الضجة الكبيرة التي أثارها قرار المنع، في بيروت وعواصم عربية أخرى دفعت أبناء منصور الرحباني لإصدار بيان يرد على ما اعتبروه "حملات إعلامية مغرضة، وبينها ذوو قربى، على خلفية مشاكل عالقة بيننا وبين وريثتي عمنا عاصي وهما أرملته السيدة نهاد حداد وابنتها ريما".
ورأوا أن هناك "نية مصوبة نحو إلغاء إنتاج وجهد وتأليف كل ما صدر عن منصور الرحباني منفرداً بعد رحيل عاصي كأنما هنالك من يعتبر نفسه متضرراً من هذا الانتاج الذي استمر طوال 23 عاماً، أصدر خلالها 11 مسرحية غنائية وخمسة دواوين شعرية والقداس الماروني، قدم في عروض متمادية في لبنان والخارج بنجاح منقطع النظير".
وتساءلوا: "لو كان منصور هو الذي غاب عام 1986 وألف عاصي منفرداً هذه الاعمال هل كان ورثة عاصي يقبلون بالتجني على هذا التأليف أو محاولة إلغائه؟".
وانتهى البيان التوضيحي بأن "الفنانة فيروز لم تكن يوماً شريكةً في إنتاج أي من أعمال الأخوين الرحباني المسرحية والغنائية، حيث اقتصر دورها على الأداء فقط لقاء أجر مادي منفصل كأي بطل من أبطال تلك الأعمال. فالإنتاج كان للأخوين ومعهما أحياناً بعض الجهات الإنتاجية وعليه كانا يتحملان بصفة "الأخوين الرحباني" الارباح والخسائر".
احتجاجات متزامنة
"الغسيل الرحباني" الذي نُشر على صفحات المحاكم، استدعى تدخلاً من جمهور فيروز، التي صارت عرضة للتوقيف في حال مخالفة القرار القضائي بمنعها من الغناء. إذ تداعى محبوها لاعتصام سلمي صامت، ومتزامن في بيروت والقاهرة والقدس المحتلة، تحت شعار "لا لمنع فيروز من الغناء.. تضامنوا معنا في وقفات احتجاجية عربية".
ويفترض أن يشارك في الاعتصام عدد من الفنانين منهم نجوى كرم، ونوال الزغبي، ويارا، وعدد من الإعلاميين والمثقفين اللبنانيين.
ومن مصر، ستحضر الممثلة إلهام شاهين للمشاركة في الاعتصام، لاعتبارها أنه "لا يمكن أبداً السكوت على التعامل مع فيروز بتلك الطريقة المهينة لشخصها ولفنها وللفنانين بشكل عام".
من جهتها، عبّرت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية عن انزعاجها من موقف السلطة اللبنانية التي رأت أنها "أهانت نفسها بقراراتها على مختلف المستويات".
وفي القاهرة التي ستشهد وقفة متزامنة في مقر نقابة الصحافة، انتهى المغني المصري تامر حسني من تسجيل أغنية تضامنية حملت اسم "فيروز" من تأليفه وتلحينه، وتوزيع جلال فهمي.
وأعلنت إذاعة دمشق تضامنها مع فيروز بزيادة ساعات بث أغنياتها، وخصّصت ساعةً يوميةً كاملة بعنوان "أندلسيات فيروز"، ناهيك بالساعات الفيروزية التي تبثّها في الصباح والمساء. أما إذاعة "شام إف إم"، فقد أطلقت حملة تضامنية ضد الدعاوى المرفوعة على فيروز، واستضافت خلالها العديد من الشخصيّات الفنية والإعلامية.