للعلم لست متشائما ولست منهزما من الحياة هي لوحة للتعرية
أيا موتُ زُرْ محمود أسد
أرحِّبُ بالموتِ كلَّ دقيقه
وأعشَقُ أطيافَهُ وشهيقَه
أحِنُّ إليهِ كأمٍّ حنونٍ
وأفْتَحُ ثغري لأرشُفَ ريقه
أيأتي الحبيبُ ليُطْفِئ ناري؟
فوَحدي أقاسي الونى وعُقوقه
أراهُ الصديقَ يُكَحِّلُ عُمْري
وأشكو إليهِ جفاءَ الخليقة
إذا ما أتاني بسطْتُ ذراعي
وأغفو على صدِرهِ كَالعشيقه
صِحابي تخَلَّوا وراحوا بعيداً
فأقرَبهمْ لي تناسى حقوقَه
طباعي تنفِّرهم ومزاجي
يعَكِّرُ صفوَ النفوسِ الصفيقه
لهمْ ألفُ وجهٍ وألفُ لسانٍ
كأفعى تُسَمِّمُ ثوبَ الحقيقه
وبين الأنامِ يفيضون حُبّاً
ويُعْطونَ درساً بدونِ وثيقه
وجَدْتُ الجدارَ يرِقُّ لدمعي
ويُصْغي إليَّ. ألسْتُ صديقَه
يُساهِرُني كلَّ يومٍ، وأُمْلي
عليه رسائِلَ عشقٍ عتيقه
يُبادلني الحبَّ بالحبِّ . أكرمْ
بهِ من رفيقٍ يواسي رفيقه
ويُلْبِسُني الدفءَ بَعْدَ صقيعٍ
ليُنْقِذَني من همومٍ لصيقه
إلى الموتِ أوقَدْتُ كلَّ شموعي
وأرسلْتُ آهاتِ قلبي العميقه
أيا موتُ زُرْ . طالَ حرقي ونَزْفي
وأنْتَ الخلاصُ لنفسي الغريقه
ففي الموتِ تصفو الحياةُ أمامي
وتُرْدَمُ آلامُ نفسٍ رقيقه
لمَوْتٌ يُخَفِّفُ حزني وغمِّي
ويُخْمِدُ نارَ الأسى وحريقَه
أحبُّ إليَّ من العيشِ فرداً
كأنِّي شريدٌ أضاعَ طريقَه
أيا موتُ بينَ الجوانِحِ بوحٌ
دفينٌ . أأرجوك ألاَّ تعوقه ؟
فما قيمةُ العمرِ من دونِ أُنسٍ ؟
لعمري كرعدٍ أماتوا بريقه
ألا ليت صحبي يضيئون قبري
ويُحيونَ ذكرى الحروفِ الطليقه
وأينَ الصِّحابُ وحولي يبابٌ
فقلبي رياضٌ أراقوا رحيقه
إذا ما تَمَنَّيْتُ موتاً سريعاً
فإنِّي لأهواهُ كلَّ دقيقه