تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3)
5 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الأحد 19 سبتمبر 2010 - 21:51
إن أهمية السنة النبوية ووجه الحاجة إليها تبرز من خلال دورها في خدمة التشريع الإسلامي، ويتجلى هذا الدور في أمرين: [b]الأمر الأول: أنالقرآن الكريم – وهو المصدر الأول في التشريع – لا يمكن أن يستغني عنها،ولا يستطيع أن يؤدي دوره كاملاً بدونها، فهما أصلان في التشريع، ودعامتانيرتكز عليهما صرح الشريعة الغراء، إنهما بمنزلة " الروح" و " الجسد" إنضاع أحدهما ضاع الآخر، والاستمساك بهما جميعًا فيه النجاة والسلامةللإنسان، كما وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا: كتاب الله وسنتي" (1)، وهاكم بعض الصور التي تثبت أن القرآن لا يستغني في فهمه عنها. الصورة الأولى: أن في القرآن الكريم آيات لا يمكن فهم المراد منها إلا بعد معرفة سبب نزولها، ولا طريق لمعرفة سبب النزول إلا السنة. · من هذه الآيات قوله تعالى: { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم}[سورة البقرة: 158]. فهذه الآية بحسب الظاهر تنفي الجناح عمن لا يطوف بالصفا والمروة، وهذا ما فهمه عروة بن الزبير، لكن سبب النزول أوضح المعنى المراد. روى البخاري ومسلم عن عروة، عن عائشة، قال: قلت لها: إني لأظن رجلاً لو لم يطف بين الصفا والمروة، ما ضرّه، قالت: لم؟ قلت: لأن الله تعالى يقول: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} إلى آخر الآية، فقالت:ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة، ولو كان كماتقول لكان: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، وهل تدري فيما كان ذلك؟ إنماكان ذاك أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر، يقاللهما: إساف ونائلة، ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة، ثم يحلقون، فلماجاء الإسلام كرهوا أن يطوفوا بينهما، للذي كانوا يصنعون في الجاهلية،قالت: فأنزل الله عز وجل: { إن الصفا والمروة من شعائر الله} إلى آخرها، قالت: فطافوا. (2) · ومنها أيضًا قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنواوعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين} [سورة المائدة: 93]. فقد حكي عن قدامة بن مظعون أنه كان يقول: الخمر مباح لمن آمن وعمل صالحًا، ويحتج بالآية المذكورة، وخفي عليه سبب نزولها (3)مع أن سبب النزول يمنع ذلك. فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: "مات ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، فلما نزلتحريم الخمر، قال ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيكف بأصحابناالذين ماتوا وهم يشربونها؟ قال: فنزلت: { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا .....} (4). فأنتترى أن سبب نزول الآيتين – وهو من السنة – قد أزال الإشكال عن الآيتين،وأعان على فهم المراد منهما، وأمثال هاتين الآيتين في القرآن الكريم كثير. الصورة الثانية: أن في القرآن الكريم آيات مجملة، ولا سبيل إلى تفصيلها وبيان المراد منها إلا السنة، من ذلك قوله تعالى في شأن الصلاة: {وأقيموا الصلاة .....}[سورة البقرة: 43]، وقوله تعالى: { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}[سورة النساء: 103]. فلوأخذ هذا الكلام على ظاهره لاكتفى من كل إنسان بأدنى ما يقع عليه اسمالصلاة وهي ركعة واحدة مثلاً، وتؤدى بأية كيفية كانت، مع أن هذا خلاف مرادالله تعالى. لذلكجاءت السنة مبينة: أوقات الصلاة، وعدد ركعاتها، وكيفية أدائها، وأركانها،وشروطها، وسننها، وهيئاتها، وآدابها، ومبطلاتها، ونحو ذلك من كل ما يتعلقبها. وكذلكالشأن في سائر الأحكام التي وردت في القرآن مجملةً غير مفصلة ولا مبينة،كالزكاة، والصيام، والحج، والنكاح، والجهاد، والطلاق وغيرها. قالمحمد بن نصر المروزي ( 294هـ ) في هذا الصدد: " وجدت أصول الفرائض كلها لايعرف تفسيرها ولا تنكر تأديتها ولا العمل بها إلا بترجمة من النبي صلىالله عليه وسلم وتفسير منه، من ذلك: الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد. قال الله عز وجل: { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}[سورة النساء: 103]. فأجمل فرضها في كتابه ولم يفسرها، ولم يخبر بعددهاوأوقاتها، فجعل رسوله هو المفسر لها، والمبين عن خصوصها وعمومها وعددهاوأوقاتها وحدودها، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن الصلاة التيافترضها الله هي خمس صلوات في اليوم والليلة، في الأوقات التي بينهاوحددها، فجعل صلاة الغداة ركعتين، والظهر والعصر والعشاء أربعًا أربعًا،والمغرب ثلاثًا، وأخبر أنها على العقلاء البالغين من الأحرار والعبيد،ذكورهم وإناثهم، إلا الحيض فإنه لا صلاة عليهن، وفرق بين صلاة الحضروالسفر، وفسر عدد الركوع والسجود والقراءة وما يعمل فيها من التحريم بها،وهو: التكبير، إلى التحليل منها، وهو التسليم. وهكذافسر النبي صلى الله عليه وسلم الزكاة بسنته، فأخبر أن الزكاة إنما تجب فيبعض الأموال دون بعض على الأوقات والحدود التي حدّها وبيّنها، فأوجبالزكاة في العين من الذهب والفضة والمواشي من الإبل والغنم والبقرالسائمة، وفي بعض ما أخرجت الأرض دون بعض، وعفا عن سائر الأموال، فلم يوجبفيها الزكاة. ولم يوجب الزكاة فيما أوجبها فيه من الأموال ما لم تبلغ الحدود التي حدها، فقال: " ليس في أقل من خمس أواق من الورق صدقة، ولا في أقل من خمسة أوسق صدقة، ولا في أقل من خمس ذود صدقة" (5). " ولا في أقل من أربعين من الغنم صدقة" (6) " ولا في أقل من ثلاثين من البقر" (7). وبينأن الزكاة إنما تجب على من وجبت عليه إذا حال عليه الحول من يوم يملك ماتجب فيه الزكاة، ثم تجب عليه في المستقبل من حول إلى حول، إلا ما أخرجتالأرض، فإن الزكاة تؤخذ مما وجب فيه الزكاة منه عند الحصاد والجداد- صرامالنخل -، وإن لم يكن الحول حال عليه، ثم إن بقي بعد ذلك سنين لم يجب عليهغير الزكاة الأولى. كل ذلك مأخوذ عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،غير موجود في كتاب الله بهذا التفسير. وكذلك الصيام، قال الله تبارك وتعالى: { كتب عليكم الصيام}[سورة البقرة: 183]. فجعل صلى الله عليه وسلم فرض الصيام على البالغين منالأحرار والعبيد، ذكورهم وإناثهم إلا الحيض، فإنهن رفع عنهن الصيام، فسوىبين الصيام والصلاة في رفعها عن الحائض، وفرق بينهما في القضاء، فأوجبعليهن قضاء الصيام، ورفع عنهن قضاء الصلاة، وبين أن الصيام هو الإمساكبالعزم على الإمساك عما أمر بالإمساك عنه من طلوع الفجر إلى دخول الليل،فقال صلى الله عليه وسلم: " من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له"(.... وكذلك الحج، افترض الله الحج في كتابه، فقال: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً}[ سورة آل عمران: 97]. فبينرسول الله صلى الله عليه وسلم المبين عن الله مراده أن الحج لا يجب فيالعمر إلا مرة واحدة..., كما بين النبي صلى الله عليه وسلم بسنته أن فرضالحج هو: الإهلال، وفسر الإهلال ومواقيت الحج والعمرة جميعًا، وبين مايلبس المحرم مما لا يلبسه، وغير ذلك من أمور الحج مما ليس بيانه في كتابالله. وذكرالجهاد وما يتعلق به، ثم قال: " فهذه الفرائض كلها متفقة في أنها مفروضةومختلفة في الخصوص والعموم، والعدة والأوقات والحدود، بين ذلك رسول اللهصلى اله عليه وسلم بسنته"(9).
الهوامش (1) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب القدر، رقم: (3) بلاغًا، والحاكم في المستدرك(1/ 93) متصلاً، وابن عبد البر في جامع بيان العلم، رقم: (1866)، وصححهالحاكم, والألباني في الصحيحة (1761).
(2) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى:{ إن الصفا والمروة ...}، رقم: (4495)، وصحيح مسلم، كتاب الحج، باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به، رقم: (3079).
(3) انظر: إعلام الموقعين لابن القيم، 2/ 44.
(4) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى:{ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح ...}، رقم: (4620)، وصحيح مسلم، كتاب الأشربة، باب تحريم الخمر...، رقم: (5131)، والترمذي، كتاب التفسير، باب من سورة المائدة، رقم: (3050- 3051)، وقال: حسن صحيح، واللفظ له.
(5) أخرجهالبخاري، كتاب الزكاة، باب ما أدى زكاته فليس بكنز، رقم: (1405)، ومسلم،كتاب الزكاة، باب ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، رقم: (2263).
(6) أخرجه البخاري بمعناه، كتاب الزكاة، باب زكاة الغنم، رقم: (1454).
(7) أخرجه أبو داود بمعناه، كتاب الزكاة، باب في زكاة السائمة، رقم: (1576).
( أخرجه أبو داود، كتاب الصيام، باب النية في الصوم، رقم: (2454).والترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء لاصيام لمن لم يعزم من الليل، رقم:(730)، وقال: حديث حفصة لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وصحّحه الألباني في الإرواء، (4/ 25).
(9) السنة للمروزي، ص: 36- 45، بتصرف.
[/b]
جهاد أحمد الهاشمي إدارة
عدد المساهمات : 636 نقاط : 679 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 27/06/2010
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الأحد 19 سبتمبر 2010 - 22:31
جزاكي الله خير الجزاء استاذة شجرة الدر ولكي محبتي
سارة عمر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 3690 نقاط : 4949 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 العمر : 40
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الإثنين 20 سبتمبر 2010 - 16:18
بارك الله بك شجرة الدر
شاكرة لك جميل الموضوع
جعله الله في ميزن حسناتك
لك خالص تقديري
و محبتي
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الأربعاء 22 سبتمبر 2010 - 22:04
جزاكم الله خيرا
شجرة الدر
وبارك لك في هذا الجهد
وجعله بميزانك
تحياتي وتقديري لك
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 52
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الخميس 23 سبتمبر 2010 - 8:25
اشكرك استاذه شجرة الدر
بارك الله فيك ولك واثابك حسن الثواب لما قدمتى
تقبلى محبتى وارق تحياتى
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الخميس 14 أكتوبر 2010 - 10:06
جهاد أحمد الهاشمي كتب:
جزاكي الله خير الجزاء استاذة شجرة الدر ولكي محبتي
شكرا لمرورك الطيب يا جهاد تحياتى لكى
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الخميس 14 أكتوبر 2010 - 10:06
سارة عمر كتب:
بارك الله بك شجرة الدر
شاكرة لك جميل الموضوع
جعله الله في ميزن حسناتك
لك خالص تقديري
و محبتي
مشكورة الطله الحلوة يا سارة مودتى
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الخميس 14 أكتوبر 2010 - 10:07
أحمد الهاشمي كتب:
جزاكم الله خيرا
شجرة الدر
وبارك لك في هذا الجهد
وجعله بميزانك
تحياتي وتقديري لك
اسعدنى مرورك استاذ احمد اسعد الله اوقاتك دائما
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3) الخميس 14 أكتوبر 2010 - 10:07
قمرالواحة كتب:
اشكرك استاذه شجرة الدر
بارك الله فيك ولك واثابك حسن الثواب لما قدمتى
تقبلى محبتى وارق تحياتى
مشكورة المرور حبيبتى الف شكر
تاريخ السنه النبويه ومناهج المؤرخين/الحلقة (6)أهمية السنة ووجه الحاجة إليها (1-3)