منقول للفائدة كتب المقال الشريف محمد عيسى النجار
بسم الله الرحمن الرحيم
العار ثم العار ثم العار ...فمن يحاسب التاريخ ؟
رجال وأقطاب غيبهم الموت وهمشهم التاريخ ..........فهل من منصف ؟؟؟
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر )
ابدأ هذا المقال المختصر الذي سيكون بحول الله باكورة لمقالات مفصلة كاملة وسأبين في هذه المقدمة شناعة الجريمة التي ارتكبها التاريخ بحق رجال من أهل الله وخاصته وسلالة نبيه المصطفي اشتهروا بالعلم والورع والعدل والبساطة والجهاد والعمل الدؤب في سبيل إعلاء كلمة الله وترسيخ الدين ودحض الاستعمار مستعينين بقوة الأيمان المستمدة من ثقتهم بخالقهم وبمعدات وأدوات قتالية بسيطة في مقابل كل التطور العسكري للقوات الاستعمارية ، ولكن من كان الله حسيبه فلن يخذله فكان لهم ما أرادوا حتي دحروا لاستعمار الغاشم وحرروا أوطانهم واعزوا شعوبهم وجددوا الدين السمح الذي أرسل به جدهم المصطفى الأعظم ..........فماذا كان الجزاء ؟!
يا لسخرية القدر كان الطرد والنفي والعزلة والقتل والإعدامات والتشرد في مغارب الأرض ومشارقها من شرذمة اقل ما يقال عنها (غضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم عذابا عظيما .....)
الطامة الكبرى إن التغييب المتعمد لهم من قبل الفئات ذوي الأقلام الصفراء أدت إلى جعلهم مجرد حقبة تاريخية مرت وانتهت بينما في الحقيقة هم صانعوا التاريخ الحديث في كثير من الدول وبسببهم بعد مشيئة الله كان الفضل في تحرير الأمم واستقلالها من رق العبودية للمحتل الغاشم ، وهؤلاء الصالحين البررة أحفاد الرسول الأكرم لم يكن همهم منحصر في الدفاع عن أوطانهم ولكن الدفاع عن دين الله في جميع الأقطار لذا كانت بصماتهم وجهادهم ممتد على صعيد الوطن العربي قاطبة في ليبيا والجزائر ومصر وفلسطين والأناضول وغيرها من الأماكن ،فحيثما وجد محتل كان الجهاد بالنسبة لهم ضده واجبا .
والله ثم والله إني لآسف أن جيلا كاملا يجهل حتى أسمائهم وان عرف أسمائهم لا يتعدى أن يكون معلومة مرت عليه في مادة التاريخ هذا إذا كنا نتكلم عن بلد غير متحيز أو يقوم عليه ألظًَلمه الأشقياء الخوارج اللذين شقوا عصا الطاعة وخرجوا على الأئمة المهدين صلوات ربي وسلامه عليهم ولكن عزائنا في هؤلاء الأسود أن هذا ديدن الأنبياء والصالحين وأتباعهم المهتدين ولنا في رسول الله وعترته الكرام أسوة حسنة فلم يسلم علية صلوات ربي وسلامه من الأذى سواء هو أو أهل بيته أو عترته على مر الأزمان إلى يومنا هذا الذي نرى فيه غير الشرفاء يدنسون الزوايا الطاهرة والتكيات الشريفة التي تؤوي الطاعن والمسكين وابن السبيل ناهيك عن بعض الجهلة اللذين ساسوا فألغوها بأكملها بحجة الشعوذة وما يحصل فيها من أمور شركية ، وأنا لا اعترض عليهم في ذلك بل وأؤيد منعهم لهذه الأمور الشركية ولكن في الوقت ذاته نطالبهم بعدم إلغائها بل تنظيمها وتطهيرها من العادات الشركية والبدعية بان تكون تحت وصاية وزارة متخصصة مثلا،أما إلغائها بالكامل فهو إلغاء لتاريخ امة وسيذكر التاريخ لهم ذلك .
كما إني والله ليعتصرني الألم والغصة والمرارة عندما أرى جيل كامل يجيبك عن أي سؤال تسأله إياه عن ممثل أو مطرب أو لاعب مشهور أو شاعر ، ولو سألته عن أبناء الرسول الأكرم أو أمهات المؤمنين ما استطاع أن يعددهم ولو سألته عن أسماء الله الحسنى ما استطاع أن يعدد من التسعة والتسعين ما يتجاوز عدد أصابع اليدين بل انه لا يستطيع أن يفرق بين اسم لله وصفة من صفاته ، فويل للمسئولين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
هذه كانت مقدمة بسيطة لأخوض من خلالها مستقبلا في سيرة اسود الصحراء ورؤساء المجاهدين والمرابطين والصابرين من آل البيت الأطهار وتحديدا السنوسية الادارسة ، بدءا من المؤسس الشريف علي السنوسي ثم ابنه الشريف محمد بن علي السنوسي ورئيس المجاهدين المناضل الكبير والقدوة الزاهدة الشريف احمد الشريف وأخيه لشريف صفي الدين والشريف عبد المالك الدرسي السنوسي ثم الإمام العادل الملك الشريف محمد بن إدريس السنوسي وأخيه الأمير الشريف محمد الرضا وتلميذ رئيس المجاهدين أسد الصحراء المجاهد الكبير عمر المختار وغيرهم من الملوك والأمراء الشرفاء من آل البيت.
إنها والله أسماء يقف الإنسان لها إجلالا واحتراما وتقديرا ، إنها أسماء أعادت عهد كبار مجاهدي الصحابة كخالد وعمرو وسعد وأبي عبيدة وشرحبيل وعلي كرم الله وجهه إلى عهدنا المعاصر ، فقد جمعوا بين الدنيا والدين والصلاح والتقوى والزهد والعدل فقد وصلت عدد الزوايا السنوسية في عهدهم القصير إلى ما يقارب 150 زاوية وتكية بمختلف الأقطار والأمصار ، فهولاء المطهرين غفر الله لميتهم وبارك في حيهم وذريتهم لا نعلم لهم كاره أو حاقد فقد زهدوا في الدنيا وهجروها فدانت لهم كارهة راضخة مطيعة فإن هم ذهبوا فصدور وقلوب الشرفاء الذين يعلمون الحقائق ويجهرون بها ولا يخشون في الله لومة لائم لم تذهب والحمد لله .
وسأتناول بحول الله تعالي عرض سيرة اغلب هذه الأسماء وغيرها تباعا كلا على حده في مقالات مستقلة أبين فيها سيرته وحياته وأعماله وصفاته ، لعلنا نوفيه شيئا من حقه ولانفعل كما فعل التاريخ الذي تمسك بأشباه الرجال وهمش الأفذاذ منهم .
وأخيرا لا أقول إلا عار عليك أيها التاريخ وعار علي من يقوم عليك ، وان كان يقال أن التاريخ لا يكذب فأنا أقول إن التاريخ بحق هؤلاء الأطهار رضي الله عنهم لم يكتفي بالكذب بل تعداه للتزوير والتحريف والتلفيق والظلم فحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا والله من وراء القصد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشريف محمد بن عيسى النجار الحسيني الهاشمي